يعتبر احتشاء العضلة القلبية من أشيع أسباب الوفيات في العالم. تحدث هذه الحالة عندما ينقطع الإمداد الدموي للعضلة القلبية أو لأجزاء منها، ما يؤدي لحدوث أذية نسيجية، وهذا عادةً ما يكون بسبب انسداد واحد أو أكثر من الشرايين الإكليلية المغذية لعضلة القلب. يتطور هذا الانسداد بسبب تراكم اللويحات العصيدية والتي هي عبارة عن بنى مكونة من الشحوم والكولسترول ونواتج الحطام الخلوي أو بسبب خثرة دموية مفاجئة تتوقف في داخل الشريان وتسده.
قد لا يميز بعض الأشخاص أعراضهم ولا يعرفون أنها بسبب احتشاء العضلة القلبية، ويعزونها لمشاكل هضمية أو صدرية أخرى، وعندها يتأخر التشخيص والعلاج، وبالتالي قد تحدث مضاعفات خطيرة تنتهي بالوفاة. من أجل كل ذلك لا بد من معرفة جميع الأعراض والعلامات المرافقة لاحتشاء العضلة القلبية بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المناسبة.
المحتويات
من هم الأشخاص المعرضون للإصابة باحتشاء العضلة القلبية؟
قد يصيب احتشاء العضلة القلبية أي شخص بأي عمر وجنس وعرق، لكن هنالك عدة عوامل تساهم في زيادة خطر حدوث احتشاء العضلة القلبية، ومن أهمها:
- ارتفاع الضغط الدموي: إذ يؤدي إلى أذية الطبقة الداخلية المبطنة للشرايين الإكليلية، ما يساعد على تشكل اللويحات العصيدية فيها.
- داء السكري: إن الارتفاع المستمر غير المضبوط في مستويات سكر الدم يؤدي إلى أذية الأوعية الدموية ومن أهمها الشرايين الإكليلية.
- التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائية ومن أهمها احتشاء العضلة القلبية.
- العمر والجنس: يزداد خطر حدوث احتشاء العضلة القلبية مع تقدم العمر، كما يميل للحدوث في وقت مبكر من الحياة بالنسبة للرجال مقارنة بالنساء، فالرجال أكثر عرضة للإصابة بالنوبة القلبية بعد سن 45 أما الإناث أكثر عرضة بعد سن 55.
- السوابق العائلية: يزداد احتمال حدوث احتشاء العضلة القلبية في حال كان هنالك سوابق عائلية لاحتشاء العضلة القلبية لدى أقارب من الدرجة الأولى.
- الضغوط النفسية والجسدية: على الرغم من أن الدليل على ذلك ليس واضحًا بعد، لكن العديد من الدراسات تقترح أن الحد من التوتر والقلق المزمن يساعد في تقليل خطر احتشاء العضلة القلبية.
- النظام الغذائي الغني بالدهون: الأشخاص الذين يتناولون الوجبات الجاهزة والأطعمة المقلية ومنتجات اللحوم والألبان التي تحتوي على دهون مشبعة وغير صحية يكونون أكثر عرضة للإصابة باحتشاء العضلة القلبية.
ما هي أهم الأعراض والعلامات المرافقة لاحتشاء العضلة القلبية؟
تتمثل الأعراض التقليدية لاحتشاء العضلة القلبية بالألم الصدري مع صعوبة في التنفس، ومن المهم ملاحظة أن هذه الأعراض قد تختلف شدتها، وقد لا تحدث جميعها عند كل المرضى، وذلك تبعًا لعدة عوامل أهمها حالة المريض وأمراضه السابقة وزمن بدء الأعراض وحجم وموقع المنطقة من العضلة القلبية المتأثرة بالاحتشاء ودرجة تحمل المريض للألم. يمكن أن يكون هذا الألم خفيفًا مجرد إحساس بعدم الراحة أو ثقل في منطقة الصدر وقد يكون شديدًا كإحساس بضغط شديد على الصدر، يتوضع هذا الألم عادة في منتصف الصدر أو في الناحية اليسرى وينتشر إلى مناطق أخرى كالذراعين والفكين والرقبة والظهر أو حتى باتجاه المنطقة العلوية من البطن في بعض الأحيان، ويستمر هذا الألم لعدة دقائق أو يختفي ويعود بشكل متكرر. قد يحدث الاحتشاء دون أي ألم صدري عند بعض الأشخاص وخاصة لدى النساء وكبار السن (أكثر من 75 سنة) والمرضى المصابين بالسكري أو السكتة الدماغية.
ومن أهم العلامات والأعراض الأخرى:
- ضيق وصعوبة التنفس، وقد يكون ذلك العرض الوحيد لاحتشاء العضلة القلبية في بعض الحالات.
- تعرق غزير مع شحوب الجلد.
- غثيان وإقياء.
- دوار.
- إرهاق وتعب شديد.
- قلق وخوف شديد والإحساس بالموت الوشيك.
- إغماء.
في حال شعرت أنت أو أحد الأشخاص المقربين منك بهذه الأعراض، جميعها أو أي منها، أخبر طبيبك أو اتصل مباشرةً بخدمات الطوارئ لنقلك إلى أقرب نقطة طبية لتقديم العلاج المناسب ومنع حدوث الاختلاطات.
تشخيص احتشاء العضلة القلبية
يعتمد تشخيص احتشاء العضلة القلبية بشكل أساسي على أعراض المريض وفحصه السريري، ولوضع التشخيص النهائي قد يقوم طبيبك بإجراء بعض الاختبارات، ومن أهمها:
- تخطيط القلب الكهربائي: هو اختبار بسيط يتم فيه تسجيل النشاط الكهربائي للقلب، ويمكننا من خلاله معرفة مكان الاحتشاء ومدى تضرر عضلة القلب من الاحتشاء، بالإضافة إلى مراقبة معدل ضربات القلب.
- فحوصات وتحاليل دموية: تعتبر هذه الفحوصات أساسية، إذ يشير ارتفاع الخمائر القلبية إلى وجود أذية في عضلة القلب بسبب الاحتشاء ومن أهمها التروبونين.
- تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية: في هذا الاختبار يتم تقييم حركية القلب وقوة ضخه للدم لمعرفة مدى تأثير الاحتشاء على الوظيفة القلبية، كما أنه يساعد على تشخيص بعض اختلاطات الاحتشاء كتشكل الخثرات أو أذية الصمامات.
- القسطرة القلبية: يعتبر هذا الإجراء من الإجراءات التشخيصية والعلاجية لاحتشاء العضلة القلبية، إذ يساعد على تصوير الشرايين الإكليلية وتحديد مكان الانسداد فيها وإزالة العائق المسبب للانسداد، ما يعيد الإمداد الدموي الطبيعي لخلايا العضلة القلبية.
- اختبار الجهد: يتم إجراء هذا الاختبار بعد التعافي من احتشاء العضلة القلبية لتقييم فيما إذا كان هنالك مناطق أخرى من قلبك معرضة لخطر الاحتشاء.
علاج احتشاء العضلة القلبية
كما ذكرنا سابقًا، فإن احتشاء العضلة القلبية هو حالة طبية طارئة تستدعي التدخل الفوري للعلاج ومنع الأذية الدائمة للعضلة القلبية وحدوث المضاعفات وفي مقدمتها الوفاة، فما هي الخطوات الأساسية لعلاج احتشاء العضلة القلبية؟
في البداية، يتم إعطاء المريض مجموعة من الأدوية لمنع تشكل المزيد من الخثرات وتخفيف الضغط على القلب ريثما يتم تحضيره لإجراء القسطرة القلبية أو إعطاء حالات الخثرة، وعند إجراء القسطرة القلبية يتم إدخال أنبوب رفيع مجوف إلى وعاء دموي في الفخذ أو اليد للوصول إلى الشرايين الإكليلية وحقن المادة الظليلة التي تساعد على تحديد مكان الانسداد، ثم يتم إعادة الإمداد الدموي للعضلة القلبية عبر التوسيع بالبالون أو وضع الشبكات الداعمة، أما العلاج بإعطاء حالات الخثرة يعتمد على التسريب الوريدي لبعض المواد التي تعمل على تفكيك الخثرة السادة للشريان لإعادة تدفق الدم.
وفي بعض الحالات قد لا نستطيع علاج احتشاء العضلة القلبية بالقسطرة أو باستخدام المواد الحالة للخثرة، وعندها نحتاج لإجراء عملية جراحية لزرع طعوم شريانية أو وصلات تتجاوز أماكن الانسداد الشرياني لإعادة الإمداد الدموي لخلايا العضلة القلبية.