هل يمكن كشف التصلب اللويحي وعلاجه في مراحله الأولى؟

ماذا تعرف عن التصلب اللويحي؟

يؤدي التصلب اللويحي إلى تلف الألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي، إذ يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى مشاكل في الرؤية وضعف العضلات وفقدان التوازن واضطراب الحس، لكن هذه العلامات والأعراض تختلف من شخص لآخر وتعتمد على طبيعة الأعصاب المصابة. يمكن للعديد من العلاجات الدوائية أن تحد من درجة الأذية العصبية وتبطئ من تقدم التصلب اللويحي إذا تم اكتشافه وعلاجه باكرًا.

ما هو التصلب اللويحي؟

التصلب اللويحي هو اضطراب مناعي ذاتي، وهذا يعني أن الجهاز المناعي يهاجم الخلايا السليمة في الجسم عن طريق الخطأ، وفي حالة التصلب اللويحي تكون هذه الخلايا السليمة هي الغلاف الواقي الذي يحيط بالأعصاب في الدماغ والنخاع الشوكي. يؤدي تلف هذا الغلاف إلى اضطراب في الإشارات العصبية التي تنتقل من الدماغ إلى الأجزاء الأخرى من الجسم. يمكن أن يؤدي الضرر إلى ظهور أعراض تؤثر على الدماغ والحبل الشوكي والعينين.

تتنوع العلامات المبكرة للتصلب اللويحي ويمكن أن تكون مشابهة لأمراض أخرى، ومع ذلك من المهم جدًا معرفة هذه الأعراض لأن الكشف المبكر عن مرض التصلب اللويحي والبدء بالعلاج يمكن أن يساعد في تأخير تطور المرض.

من هم المعرضون لخطر الإصابة بمرض التصلب اللويحي؟

يكون التصلب اللويحي أكثر شيوعًا عند النساء، مع أنه يمكن أن يؤثر على أي شخص. تشمل عوامل الخطر الأخرى البدانة وانخفاض مستويات فيتامين D. يعد التصلب اللويحي أكثر شيوعًا في العائلات التي يصاب أفرادها بأمراض المناعة الذاتية.

يؤثر مرض التصلب العصبي المتعدد على جميع الأعمار، ولكن غالبًا ما يتم تشخيصه بين سن 20 و35 عامًا، والنمط الأكثر شيوعًا منه، هو التصلب اللويحي الناكس، يعتبر أكثر شيوعًا عند النساء بمرتين إلى ثلاث مرات منه عند الرجال. بشكل عام، لدى الشخص العادي فرصة واحدة من كل 500 شخص للإصابة بمرض التصلب اللويحي. يوضح الخبراء أن الاعتقاد السائد حاليًا هو أن التعرض القليل لأشعة الشمس يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين D، وقد يؤدي انخفاض مستويات فيتامين D إلى تنشيط جهاز المناعة بطريقة تجعل الأشخاص الذين لديهم خطر وراثي معرضين للإصابة بمرض التصلب اللويحي.

ما هي العلامات المبكرة للمرض؟

يمكن أن تظهر أعراض التصلب اللويحي ثم تختفي، لذلك من السهل -وبشكل خاص- في المراحل المبكرة تجاهل هذه العلامات أو نسبها إلى أسباب أخرى. تبدأ أعراض التصلب اللويحي عادةً خلال فترة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة وتزداد سوءًا، وتشمل:

  • مشاكل في الرؤية: رؤية مشوشة أو مزدوجة أو فقدان جزئي أو كامل للرؤية.
  • تعب وشعور بالضعف العضلي أو الشلل.
  • اضطراب في المشية.
  • دوار وصعوبة في التوازن والرجفان.
  • تنميل أو خدر في أحد الأطراف.
  • اكتئاب ومشاكل في التفكير والذاكرة.
  • التحدث بكلام غير واضح.
  • مشاكل هضمية وبولية.

إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، قم باستشارة الطبيب دون تأخير. من المهم معرفة الأسباب الكامنة وراء هذه العلامات والأعراض حتى لو لم تكن مصابًا بالتصلب اللويحي.

من يقوم بتشخيص التصلب اللويحي؟

يمكن أن تسبب العديد من الحالات أعراضًا عصبية مماثلة، لذا من الصعب أحيانًا الحصول على تشخيص دقيق. يستشير الكثيرون عدة أطباء على مدار عدة سنوات قبل تلقي التشخيص. على الرغم من أن البحث عن سبب الأعراض قد يكون محبطًا، لكن المهم الاستمرار في البحث عن إجابات. إن التشخيص الباكر للتصلب اللويحي وعلاجه في أسرع وقت ممكن يساعد كثيرًا في إبطاء تقدم المرض.

إذا اشتبه مقدم الرعاية الأولية في احتمال الإصابة بمرض التصلب اللويحي، سيوصي باستشارة طبيب أخصائي عصبية، وهو طبيب متخصص في علاج الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي، والذي يشمل الدماغ والنخاع الشوكي.

كيف يتم التشخيص؟

لا يمكن أن يوفر اختبار واحد تشخيصًا نهائيًا للتصلب اللويحي. يُجري مقدم الرعاية الصحية فحصًا سريريًا، ثم يطلب بعدها اختبارات دموية وتصويرًا شعاعيًا، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، الذي يظهر وجود مناطق تلف في الدماغ أو النخاع الشوكي تشير إلى التصلب اللويحي. تتطور هذه البؤر نتيجة تلف الغمد المحيط بالأعصاب. قد يلزم أيضًا إجراء البزل القطني.

إذا لم تقدم هذه الاختبارات إجابة واضحة، فقد يوصي طبيب الأعصاب بإجراء اختبارات كهربائية عصبية. يتحقق هذا الاختبار من وظيفة الأعصاب عن طريق قياس النشاط الكهربائي في الدماغ والحبل الشوكي.

كيف يتم تدبير التصلب اللويحي وعلاجه؟

لا يوجد حاليًا علاج شافٍ للتصلب اللويحي. يركز العلاج على تخفيف الأعراض وتقليل الانتكاسات (فترات تفاقم الأعراض) وإبطاء تقدم المرض. قد تتضمن خطة العلاج الشاملة ما يلي:

  • الأدوية المعدلة لسير المرض: حازت العديد من الأدوية على موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج التصلب اللويحي على المدى الطويل. تساعد هذه الأدوية في تقليل الانتكاسات والنوبات. فهي تبطئ من تطور المرض ويمكنها منع ظهور آفات جديدة على الدماغ والحبل الشوكي.
  • الأدوية المستخدمة في علاج النوبات: إذا كان الشخص يعاني من نوبة شديدة، فقد يوصي طبيب الأعصاب الخاص به بجرعة عالية من الستيروئيدات القشرية. يمكن للدواء أن يقلل الالتهاب بسرعة ويبطئ تلف الغمد المحيط بالخلايا العصبية.
  • العلاج الفيزيائي: يمكن أن يؤثر التصلب المتعدد على الوظائف الفيزيائية. يساعد العلاج في الحفاظ على اللياقة البدنية والقوة العضلية لتحسين القدرة على الحركة.
  • الاستشارات النفسية: يمكن أن يكون التعامل مع حالة مزمنة تحديًا عاطفيًا. ويمكن أن يؤثر التصلب اللويحي أحيانًا على المزاج والذاكرة. يعد العمل مع أخصائي في الصحة النفسية أو الحصول على دعم عاطفي آخر جزءًا أساسيًا من التعامل مع المرض.

كيف يمكن الوقاية من هجمات التصلب اللويحي؟

يمكن أن تساعد الاختيارات التي يقوم بها الشخص عبر الاعتناء بنفسه في إبطاء تقدم المرض.

تشمل التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تحسن الحالة ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي: يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الكثير من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتينات. يجب أيضًا الحد من تناول السكريات الزائدة والدهون غير الصحية والأطعمة المصنعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: يمكن أن يؤدي التصلب المتعدد إلى ضعف العضلات وفقدان التوازن وصعوبة المشي. تعتبر التمارين الرياضية ضرورية للمساعدة في الحفاظ على قوة العضلات والوظيفة البدنية.
  • السيطرة على التوتر والضغوطات: يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى أضرار بدنية وعاطفية. ومن المحتمل أن يؤثر أيضًا على النوم، مما يؤدي إلى تفاقم التعب المرتبط بالتصلب اللويحي. من المهم إيجاد طرق للحد من التوتر – مثل اليوغا والتأمل والتمرين واستشارة طبيب الصحة النفسية.

يؤثر التصلب اللويحي على الجهاز العصبي المركزي. وهو مرض مناعي ذاتي يتسبب في مهاجمة الخلايا المناعية للخلايا العصبية السليمة عن طريق الخطأ. تؤدي هذه الهجمات إلى التهاب وتلف الغمد الذي يغطي الخلايا العصبية ويحميها. يتسبب هذا الضرر في ظهور أعراض عصبية – مثل فقدان التوازن ومشاكل في الرؤية وضعف العضلات. توجد العديد من العلاجات الفعالة للتصلب اللويحي، خاصة في حال تم اكتشافه بشكل مبكر. تقلل هذه الأدوية من النوبات وتساعد على إبطاء تقدم المرض. يستطيع معظم المصابين بالتصلب اللويحي -في حال التدبير الصحيح- السيطرة على أعراضهم والعيش حياة طبيعية كاملة.

Loading spinner
Share your love