الحمل العنقودي أسبابه، أعراضه، علاجه، وهل يمكن الوقاية منه؟

يحدث الحمل العنقودي عندما يكون هنالك مشكلة في البويضة المخصبة، لكن ما أعراضه؟

يحدث الحمل الطبيعي بعد إخصاب البويضة وتعشيشها في الرحم ويتضمن ذلك عدة عمليات وآليات معقدة تضمن سلامة هذه العملية واستمراريتها، ولكن في بعض الأحيان قد لا تسير هذه العملية بشكل سليم وتحدث مضاعفات واختلاطات عديدة. ويحصل الحمل العنقودي عندما يكون هنالك مشكلة في البويضة المخصبة بحيث لا تتطور المشيمة بشكل طبيعي، وبدلًا من ذلك يتشكل تورم في الرحم يؤدي إلى تحول المشيمة إلى كتلة من الأكياس المملوءة بالسوائل، وهذا يحدث في حالة من كل ألف حالة حمل أي بمعدل 0.1%. لا يستمر هذا النوع من الحمل لأن المشيمة لا تستطيع عادةً تغذية البويضة المخصبة على الإطلاق، وفي حالات عديدة من الممكن أن تؤدي هذه الحالة لمضاعفات صحية خطيرة على الأم.

يصنف الحمل العنقودي لنوعين، وهما:

الحمل العنقودي الكامل والحمل العنقودي الجزئي، في الحمل العنقودي الكامل يحتوي الرحم على أنسجة مشيمة فقط دون علامات لوجود جنين على الإطلاق، أما في الحمل العنقودي الجزئي تتواجد أنسجة المشيمة وبعض أنسجة الجنين إلا أن النسيج الجنيني غير مكتمل ولا يمكن أن يتطور إلى طفل وعادةً ما يتم إجهاضه في وقت مبكر من الحمل.

ما هي أسباب الحمل العنقودي؟

يمكن أن يحدث الحمل العنقودي عند النساء من مختلف الأعراق والأعمار والخلفيات، ومن المهم أن تعلمي أنه لا يحدث بسبب خطأ قد فعلتيه وأنه لا يمكنك التحكم فيما إذا كان حملك سيكون عنقوديًا أم طبيعيًا.

إن معظم حالات الحمل العنقودي تحدث بسبب اختلاط على المستوى الجيني، فمعظم النساء تحملن مئات الآلاف من البيوض، وبعض هذه البيوض من الممكن ألا تتكوَّن بشكل صحيح، وهذه البيوض الشاذة عادةً ما ترتشف وتزول، ولكن من حين لآخر، يحدث تخصيب لبويضة ناقصة (فارغة)، وينتهي ذلك الأمر ببويضة تحتوي على جينات من الأب دون وجود جينات مقابلة من الأم، ما يؤدي إلى تشكل الحمل العنقودي، وبنفس الطريقة، من الممكن أن تقوم الحيوانات المنوية الشاذة أو غير الكاملة بتخصيب بويضة طبيعية مسببةً تشكل الحمل العنقودي.

العوامل المؤهبة لحدوث الحمل العنقودي

هناك بعض عوامل الخطورة التي تؤهب لحدوث الحمل العنقودي، ومن أهمها:

  • العمر: على الرغم من أنه يمكن أن يحدث لأي سيدة في أي عمر، فقد تكونين أكثر عرضةً لحدوث الحمل العنقودي في حال كان عمرك أقل من 20 عامًا أو أكثر من 35 عامًا.
  • سوابق حمل عنقودي: إن وجود حمل عنقودي سابق لديك يزيد من احتمالية حدوث حمل عنقودي آخر مستقبلًا.

الأعراض

من الممكن أن يسلك الحمل العنقودي سلوك الحمل الطبيعي في البداية، ومع ذلك فمن المحتمل أن تظهر عليك علامات أو أعراض معينة تشير إلى أن شيئًا ما ليس على ما يرام، ولعل من أهم الأعراض التي يمكن مشاهدتها:

  • نزف: قد يحدث نزف نسائي يتفاوت لونه من الأحمر الفاتح إلى البني الداكن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل (حتى الأسبوع الحملي 13) وهذا أكثر احتمالًا في حال كان لديك حمل عنقودي كامل، قد يتضمن النزيف كيسات شبيهة بحبات العنب (خثرات نسيجية).
  • ارتفاع هرمون HCG مع غثيان وإقياء شديدين: تصنع المشيمة هرمون HCG وهو المسؤول عن حدوث الغثيان والإقياء لدى الحوامل، وفي حالة الحمل العنقودي يكون هناك أنسجة مشيمة أكثر من المعتاد وبالتالي إفراز أكبر للهرمون ما يزيد من شدة الغثيان والإقياء.
  • نفخة وألم في منطقة الحوض: تنمو أنسجة الحمل العنقودي بشكل أسرع مما ينبغي، وخاصة في الثلث الثاني من الحمل وعندها يبدو البطن أكبر من المعتاد في هذه المرحلة من الحمل، وهذا النمو يمكن أن يسبب أيضًا ضغطًا وألمًا في منطقة الحوض وأسفل البطن.

ومن الممكن أن تتواجد بعض الأعراض والعلامات الأخرى ولعل من أهمها:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • فقر الدم (عوز الحديد).
  • الانسمام الحملي.
  • كيسات مبيض.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.

كيف يتم التشخيص؟

في بعض الأحيان، يتم تشخيص الحمل العنقودي مصادفةً عند الذهاب إلى عيادة طبيب النسائية لإجراء التصوير المعتاد للحمل بالأمواج فوق الصوتية، أما في الحالات الأخرى يقوم الطبيب بإجراء تحاليل مخبرية وفحوصات أشعة وذلك في حال كان لديك أعراض من الممكن أن تكون ناجمةً عن الحمل العنقودي. عادةً ما تُظهر الأمواجُ فوق الصوتية الحمل العنقودي كمجموعة عناقيد من الأوعية الدموية والأنسجة، وقد تحتاجين لإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لتأكيد التشخيص.

قد يكون الارتفاع الشديد لمستويات هرمون HCG في الدم أيضًا علامة على الحمل العنقودي، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن هنالك بعض حالات الحمل العنقودي لا يحدث فيها ارتفاع مستويات الهرمون، كما أن ارتفاع الهرمون من الممكن أن ينجم عن بعض الأسباب الأخرى كالحمل التوأمي، ولذلك فمن المهم ألا يتم وضع تشخيص الحمل العنقودي بالاعتماد على مستويات هرمون HCG فقط.

ما هي الخيارات العلاجية؟

لا يمكن أن يتطور الحمل العنقودي إلى حمل طبيعي، ولذلك فلا بد من علاجه للوقاية من حدوث المضاعفات، وقد يكون من الصعب عليك أن تتقبلي هذه الأخبار بعد معرفتك بأن اختبار الحمل كان إيجابيًا، ولكن تذكري دائمًا أنه مع العلاج المناسب يمكنك الحصول على حملٍ طبيعيٍّ مستقبلًا وطفلٍ بصحة جيدة.

تتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

  • تجريف الرحم: خلال هذا الإجراء، يقوم طبيبك بإزالة الحمل العنقودي عن طريق توسيع عنق الرحم واستخدام جهاز تجريف خاص، يتم هذا الإجراء تحت التخدير العام أو الموضعي في العيادات الخارجية لأطباء النسائية والتوليد أو ضمن المشفى.
  • أدوية العلاج الكيميائي: يستخدم هذا العلاج لحالات الحمل العنقودي المترافقة مع خطورة عالية كاحتمالية وجود سرطان. عادةً ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي بعد إجراء تجريف الرحم، وخاصةً في حال لم تنخفض مستويات هرمون HCG بشكلٍ كافٍ بعد التجريف.
  • استئصال الرحم: تتم هذه العملية تحت التخدير العام، ويتم فيها استئصال الرحم بالكامل لإزالة الحمل العنقودي الموجود داخله، وهو الخيار الأساسي في حال كان الحمل العنقودي منغرسًا بشدة في جدار الرحم ولا يمكن إزالته بالطرق الأخرى.
  • الرعاية ما بعد العلاج: بعد إزالة الحمل العنقودي، ستحتاجين لمزيد من التحاليل الدموية والمراقبة وذلك للتأكد من الإزالة الكاملة للأنسجة الشاذة.

الحمل العنقودي والسرطان

من الممكن أن تنمو أنسجة الحمل العنقودي وتشكل بعض أنواع السرطانات، وعندها سيتحقق طبيبك من علاجك ومن مستويات هرمون HCG مع مراقبة لصيقة بالتحاليل المخبرية والاستقصاءات الشعاعية. وعلى العموم، فإن السرطانات المتشكلة من الحمل العنقودي نادرة، كما أن معظمها قابل للعلاج مع معدل شفاء يصل إلى 90%، وتستجيب للعلاج الشعاعي والكيميائي.

إن أفضل طريقة للوقاية من مضاعفات الحمل العنقودي هي التشخيص والعلاج في أبكر وقت ممكن، وفي حال حدوث أي شكوك بالحمل ينبغي عليك مراجعة طبيبك فورًا لتأكيد الحمل والتأكد من سلامته، وما هي التوصيات التي ينبغي عليك اتباعها للحفاظ على صحتك وصحة طفلك.

المصادر: 123

Loading spinner
Share your love