تجرى عملية توريد اللثة لإزالة اللون الداكن، الذي يعطي مظهرًا غير محبب عند الابتسامة والضحك. يحتل هذا الأمر أهمية كبيرة عند الكثيرين، لأن للابتسامة دور كبير في إظهار الجانب الاجتماعي والإيجابي للشخص، وكما يقال فالابتسامة هي نصف الجمال. نتحدث في هذا المقال عن الأسباب التي تجرى لأجلها عملية توريد اللثة، وطرق الإجراء، والفوائد المحتملة.
المحتويات
أسباب إجراء عملية توريد اللثة
تجرى عملية توريد اللثة لعلاج اللثة الداكنة. تتنوع الأسباب التي تسبب لون اللثة الداكن وفرط تصبغها، وتتضمن:
- العوامل الوراثية: تنتشر اللثة الداكنة أكثر عند بعض الأفراد من الأصل الإفريقي والشرق آسيوي، لامتلاكهم مجموعة من العوامل الوراثية التي تسبب فرط تصبغ اللثة، عبر زيادة أعداد الخلايا الميلانينية الصباغية المسؤولة عن إعطاء اللون في اللثة.
- التدخين: يسبب التدخين تغير لون اللثة وفرط تصبغها، بسبب النيكوتين الموجود في الدخان، الذي يحرض الخلايا الميلانينية على إنتاج كمية أكبر من الميلانين، ومن ثم تغير لون اللثة نحو لون أغمق.
- العلاج الدوائي: تسبب بعض الأدوية تغيرًا في لون اللثة، بسبب تأثيراتها الجانبية المتعددة، مثل دواء المينوسيكلين Minocycline، الذي يستخدم في علاج حب الشباب، وبعض الأمراض المعدية مثل الملاريا.
- ترسبات الحشوات الفضية: تتكون الحشوات الفضية من خليط من معادن الفضة، والزئبق، والقصدير، والنحاس. تستخدم هذه الحشوات في ملء الثقوب السنية. يمكن لهذه الحشوات أن تترسب تحت اللثة، وتعطيها بقعًا ذات لون غامق داكن. مع هذا، يقتصر تأثير هذه الترسبات على تغير لون اللثة، ولا تشكل أي خطر على الصحة.
- التهاب اللثة النخري التقرحي الحاد: ينجم التهاب اللثة النخري التقرحي الحاد عن عدوى جرثومية في اللثة، بسبب سوء الاعتناء بصحة الفم. يسبب هذا الالتهاب موت خلايا اللثة، وتراكمها بشكل طبقة فوق سطح اللثة، تعطيها مظهرًا داكنًا وغامقًا. يحتاج هذا الالتهاب للعلاج الفوري.
- داء أديسون: ينجم داء أديسون عن قصور في الغدد الصماوية في الجسم بسبب مهاجمتها من قبل جهاز المناعة الخاص بالجسم. يعد فرط التصبغ وتغير لون اللثة والشفتين من أولى أعراض داء أديسون.
من هم الأشخاص الذين لا يمكن إجراء عملية توريد اللثة لديهم؟
يجب أن تكون اللثة، بغض النظر عن الأسباب التي تغير من لونها، سليمة وخالية من الأمراض التي تضعف من بنيتها، ولذلك لا تستطب عملية توريد اللثة عند الأشخاص:
- المرضى المصابون بالأمراض الفموية، مثل تنخر الأسنان، وسرطان الفم.
- المرضى المصابون بتغير في لون اللثة الناجم عن التهاب اللثة، حيث لا يحدث تغير اللون هنا بسبب فرط وجود مادة صباغية.
- المرضى الذين يعالجون بمميعات الدم، لما يمكن أن تسببه عملية توريد اللثة من النزف.
- المرضى الذين يملكون نسيجًا لثويًا رقيقًا، أو جذور أسنان بارزة. إذ قد تسبب عملية توريد اللثة تهتكًا في نسيج اللثة الرقيق، وتكشف جذور الأسنان للعراء، وتسبب الحساسية والألم.
كيف تجرى عملية توريد اللثة؟
تجرى عملية توريد اللثة في مركز العيادة التجميلية، ويوضع المريض فيها تحت التخدير الموضعي. تستغرق العملية بين 20 إلى 45 دقيقة، اعتمادًا على حجم وشدة لون البقع اللثوية. تظهر نتائج العملية بسرعة، ويمكن للمريض العودة للمنزل مباشرة، لكنه قد يحتاج إلى إجراء أكثر من جلسة من توريد اللثة حتى يحدث التغيير الكامل في لون اللثة.
تشمل طرق إجراء عملية توريد اللثة:
- توريد اللثة بالليزر: يستخدم الليزر في عملية توريد اللثة، من دون إجراء أي شق جراحي فيها. حيث يعمل الليزر على تبخير وإزالة طبقة رقيقة سطحية من نسيج اللثة، مدمرًا الخلايا المنتجة للميلانين فيها. من ثم وعند نمو نسيج لثوي جديد، يكون هذا النسيج زهري اللون وورديًا.
- توريد اللثة بالتقشير الكريستالي: يستخدم الطبيب هنا مادة جيلاتينية ذات لون أبيض، توضع على اللثة، ويتركها فترة من الزمن. تعمل هذه المادة البيضاء على إزالة الخلايا الصباغية من اللثة وتفتيحها، من ثم يزيل الطبيب المادة الجيلاتينية ويكمل العملية بإزالة البقع المصطبغة التي لم تؤثر فيها المادة الجيلاتينية.
- توريد اللثة بالتقشير الكهربائي: لا تتفوق هذه الطريقة على طرق التوريد السابقة، لكنها ما زالت تستخدم حتى الآن. يستخدم فيها الطبيب أقطابًا كهربائية أو كرات. تعمل هذه الطريقة عبر إحداث شقوق جراحية صغيرة، تكشف النسيج اللثوي الأعمق، من ثم تدمر الأقطاب الكهربائية الخلايا الصباغية، وتغير لون اللثة نحو الأفتح. قد تسبب هذه العملية النزف البسيط، أو الألم، أو حتى الحروق.
فوائد عملية توريد اللثة
تتضمن فوائد عملية توريد اللثة:
- إعطاء اللثة لونًا حيويًا ورديًا عند الابتسام والضحك.
- إعادة الثقة بالنفس، وتحسين نوعية الحياة.
- تدوم آثار العملية فترة طويلة حتى 20 إلى 25 سنة، ومن الممكن أن تدوم مدى الحياة.
- العملية غير مؤلمة البتة، وآثارها الجانبية قليلة وبسيطة.
- ذات تكلفة بسيطة وغير باهظة.
- تستغرق القليل من الوقت، ويمكن للمريض العودة إلى المنزل مباشرة، وتناول الطعام والشراب بكل حرية.
- تظهر النتائج بسرعة.
نصائح بعد عملية توريد اللثة
من المهم بعد عملية توريد اللثة القيام ببعض الخطوات الضرورية بهدف الحصول على أفضل النتائج الممكنة، والحفاظ عليها:
- تجنب التدخين والإقلاع عنه، وهذا يعد من أهم الخطوات، لما يسببه التدخين من عكس آثار العملية.
- الحفاظ على صحة الأسنان، والاعتناء بها جيدًا.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة بلطف، وتجنب إيذاء اللثة أو جرحها.
- تجنب المشروبات الساخنة أو الباردة جدًا المؤذية لنسيج اللثة.
- تناول طعام صحي ومتوازن.
- زيارة طبيب الأسنان وفق الموعد المحدد لفحص صحة اللثة.
الطرق الطبيعية لتوريد اللثة
لا تملك هذه الطرق فعالية مماثلة لطرق توريد اللثة التجميلية، ولا يمكن أبدًا استبدالها بالطرق التجميلية الحقيقية. لكنها تحمل في طياتها فائدة بسيطة لا ضير في تطبيقها باعتدال:
- المضمضة بزيت السمسم أو جوز الهند.
- تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C.
- دهن اللثة بزيت شجرة الشاي الممدد.
- دهن اللثة والأسنان بجل نبات الألوفيرا.
- مضمضة الفم باستخدام الماء المالح.
في النهاية، تمثل اللثة جزءًا مهمًا في مظهر الفم وجماله، خاصة عند الابتسام والضحك والكلام. ولهذا السبب يجري الكثير من الأشخاص عملية توريد اللثة، لما تقدمه من فوائد عديدة لحياتهم، ولقلة المخاطر والآثار الجانبية المتعلقة بها، ولا يوجد أي داع للتردد عند وجود الحاجة لمثل هذه العملية.