كيف يحدث التهاب السحايا عند الأطفال؟ وما هي خطوات العلاج؟

ما هو التهاب السحايا؟ وكيف يحدث للأطفال؟

التهاب السحايا Meningitis هو التهاب حاد في الأغشية التي تغلف الدماغ والنخاع الشوكي (الأم الجافية، والغشاء العنكبوتي، والأم الحنون) التي يطلق عليها اسم السحايا. يعد التهاب السحايا عند الأطفال حالة خطيرة تتطلب التدبير الفوري بهدف تجنب الاختلاطات العديدة التي قد تحدثها، مع هذا تختلف شدة المرض ونوع اختلاطاته وطرق علاجه حسب العامل المسبب، سواء كان جرثوميًا، أو فيروسيًا، أو فطريًا، أو طفيليًا. نتحدث في هذا المقال عن أسباب التهاب السحايا عند الأطفال، وأعراضه، واختلاطاته، وطرق علاجه، والوقاية منه.

أسباب التهاب السحايا

تحدث معظم حالات التهاب السحايا نتيجة عدوى فيروسية أو جرثومية، بينما تندر حالات التهاب السحايا الفطرية أو الطفلية، وتقتصر فقط على الأطفال الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.

التهاب السحايا الفيروسي: 

يعد التهاب السحايا الفيروسي أشيع أنواع التهاب السحايا، ولحسن الحظ يعد أقلها خطرًا على صحة الأطفال. تحدث معظم حالات التهاب السحايا الفيروسية عند حديثي الولادة بعمر أقل من شهر واحد، والأطفال الأصغر من 5 سنوات. تتراجع معظم حالات التهاب السحايا الفيروسية لوحدها بعد عدة أسابيع، مع تطبيق العلاجات العرضية المناسبة. مع هذا، يجب دائمًا رؤية الطبيب عند ظهور أي أعراض لالتهاب السحايا على الطفل، بهدف تحديد العامل المسبب وشدة المرض وخطورته. تتضمن أهم الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا الفيروسي:

  • الفيروسات المعدية Enteroviruses، التي تعد أشيع الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا الفيروسي.
  • فيروس النكاف.
  • الفيروسات الحلئية، التي تتضمن فيروس إبشتاين بار EBV، وفيروسات الحلأ البسيط، وفيروس الحماق VZV (الذي يسبب جدري الماء، والحلأ النطاقي).
  • فيروس الحصبة.
  • فيروس الإنفلونزا. 

التهاب السحايا الجرثومي: 

تندر حالات التهاب السحايا الجرثومية، لكنها تعد حالة خطيرة ومهددة للحياة مع اختلاطات عديدة وأذية دماغية تستمر مدى الحياة في حال عدم علاجها الفوري. لحسن الحظ توجد لقاحات ضد أغلب الجراثيم المسببة لحالات التهاب السحايا الجرثومية تحمي الأطفال من خطر الإصابة بها. تتضمن أهم الجراثيم المسببة التهاب السحايا الجرثومي:

  • المستدمية النزلية النمط b.
  • العقديات الرئوية.
  • النيسرية السحائية.

كيف يحدث التهاب السحايا عند الأطفال؟

يحدث التهاب السحايا في أغلب الحالات عند وصول العامل الممرض للدماغ عبر الطريق الدموي، فيكون اختلاطًا لمرض آخر تنفسي أو معوي في الجسم. تنتشر الجراثيم والفيروسات المسببة لالتهاب السحايا عند الأطفال عبر السعال والعطاس، وتشيع الإصابات بصورة خاصة في أماكن تجمع الأطفال في الروض، والمدارس. تتضمن أهم طرق عدوى الأطفال بالجراثيم أو الفيروسات المسببة لالتهاب السحايا:

  • قلة غسل الأيدي، وخاصة قبل تناول الطعام، وبعد الخروج من الحمام، وفي الأماكن العامة.
  • مشاركة الأغراض الشخصية مع الأطفال الآخرين، وخاصة أدوات تناول الطعام.
  • اكتساب عادة لمس الوجه والفم والأنف بكثرة، وخاصة عندما تكون اليدين غير نظيفتين.
  • عدم إكمال برنامج التلقيح الضروري، الذي يحمي الأطفال من معظم الجراثيم والفيروسات المسببة لالتهاب السحايا.
  • سوء التغذية، والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، والفقيرة بالمغذيات الحيوية من الفيتامينات والمعادن، وما يرافقها من حدوث في الجهاز المناعي.

أعراض وعلامات التهاب السحايا عند الأطفال

تتنوع أعراض التهاب السحايا حسب العامل الممرض، وحسب شدة المرض الموجود، وليس من الضروري أن تظهر جميع الأعراض في وقت واحد، تتضمن أهم أعراض التهاب السحايا عند الأطفال:

  • ارتفاع الحرارة.
  • صداع
  • الاختلاجات.
  • التخليط وعدم القدرة على تحديد الزمان والمكان الموجود فيه.
  • شعور بالخدر في الوجه.
  • حساسية للضوء.
  • حدوث تصلب في العنق، الذي يسمى صلابة النقرة ويكون بفقدان القدرة على خفض الذقن حتى تلمس جدار الصدر.
  • غثيان وإقياء واضطراب الأمعاء.
  • انخفاض الشهية.
  • اضطراب النوم واليقظة.
  • طفح جلدي، خاصة في التهاب السحايا بالمكورات السحائية.

أعراض التهاب السحايا عند حديثي الولادة والرضع

تختلف أعراض التهاب السحايا عند حديثي الولادة والرضع مقارنة بالأطفال الصغار، وتتضمن أهم الأعراض:

  • حمى شديدة.
  • بكاء شديد ومستمر، يزداد حدة عند حمل الطفل.
  • كثرة النوم، وصعوبة الاستيقاظ، والخمول، والكسل.
  • حدوث تصلب في الجسم والعنق.
  • انتفاخ في الجزء الرخو أعلى رأس الطفل (اليافوخ).
  • صعوبة التغذية.
  • هياج.

اختلاطات التهاب السحايا عند الأطفال

يمكن لالتهاب السحايا أن يسبب اختلاطات عديدة وخطيرة في حال عدم علاجه وتدبيره بالصورة المناسبة. تتضمن أهم اختلاطات التهاب السحايا:

  • اختلاجات وصرع.
  • أذية دماغية.
  • صمم.
  • اضطراب الذاكرة.
  • اضطراب القدرة على التعلم.
  • اضطراب القدرة على المشي.
  • صدمة عصبية وعائية.

تشخيص التهاب السحايا

يعتمد تشخيص التهاب السحايا على إجراء مجموعة من الفحوص المخبرية بهدف تحديد العامل الممرض الجرثومي أو الفيروسي المسبب لالتهاب السحايا، وتتضمن:

  • فحص جسدي لتأكيد أعراض التهاب السحايا.
  • الحصول على عينة دموية لتحديد نوع العامل الممرض.
  • البزل القطني Lumbar Puncture، بهدف الحصول على عينة من السائل الدماغي الشوكي CSF، وفحص وجود العامل الممرض فيه.
  • إجراء صورة طبقي محوري CT للكشف عن وجود اختلاطات داخل الدماغ مثل توذم الدماغ. 

علاج التهاب السحايا

يعتمد علاج التهاب السحايا على العامل الممرض، وشدة المرض الموجود. تعالج جميع حالات التهاب السحايا الجرثومية وبعض حالات التهاب السحايا الفيروسية في المستشفى، بهدف تطبيق العلاج المناسب الضروري، والمراقبة الحثيثة للمريض.

يتضمن علاج التهاب السحايا الجرثومي في المستشفى إعطاء المريض في البداية الصادات الحيوية ذات الطيف الواسع، بهدف تغطية كافة أنواع الجراثيم المحتملة، ريثما تظهر نتيجة تحليل عينة الدم والسائل الدماغي الشوكي، ومن ثم إعطاء الصادات النوعية للعامل الممرض، بالإضافة إلى إعطاء السوائل مباشرة عبر الوريد بهدف تجنب إصابة الطفل بالتجفاف، وإعطاء الأوكسجين عبر القناع في حال وجود صعوبة في التنفس. أيضًا تعطى في بعض الحالات الأدوية المضادة للالتهاب والستيروئيدات بهدف خفض حالة الالتهاب الموجودة، وتخفيف الأعراض.

يستطب العلاج في المنزل في حالات التهاب السحايا الفيروسية متوسطة حتى خفيفة الشدة. يكون التهاب السحايا الفيروسي محددًا لذاته، ويتراجع لوحده في خلال 7 إلى 10 أيام، من دون أن يسبب اختلاطات خطيرة ودائمة. يستطب التزام الراحة في السرير طيلة فترة المرض، وتناول الأدوية المسكنة للألم والخافضة للحرارة، والحصول على تغذية جيدة وكمية كافية من السوائل.

Loading spinner
Share your love