يمكن أن تكون الجراحة تجربة صعبة، حتى لو كان العمل الجراحي صغيرًا أو محدودًا، ويتطلب أي عمل جراحي تحضيرًا في وقت مبكر لمساعدة المريض على إجراء عملية جراحية ناجحة والتعافي والشفاء بشكل أسرع، وتجنب أي اختلاطات أو تأثيرات جانبية أثناء العمل الجراحي أو بعده.
المحتويات
أهم الفحوصات والتحضيرات قبل العمل الجراحي
تشمل قائمة التحضيرات قبل العمل الجراحي مجموعة من الخطوات الضرورية، ومن أهمها:
فحص مخبري وسريري شامل قبل الجراحة
يعمل الطبيب على إجراء فحص سريري ومخبري شامل قبل أي عمل جراحي لاكتشاف أي أمراض أو حالات طبية قد تؤثر على نتائج العمل الجراحي أو تزيد من مخاطره وتأثيراته الجانبية. يشمل الفحص الطبي أخذ قصة مفصلة عن صحة المريض وتاريخه الطبي وظروفه العامة وأي أمراض سابقة أو أي أدوية يتناولها. في بعض الأحيان قد يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات والتحاليل، مثل تحاليل الدم الروتينية للتحقق من أي مشاكل طبية قد تحتاج إلى العلاج قبل العملية، أو إذا كان المريض يحتاج إلى رعاية خاصة أثناء الجراحة أو بعدها.
يجب أيضًا البحث عن أي تغيرات أو أعراض حديثة مثل ارتفاع درجة الحرارة أو السعال.
مناقشة مفصلة بين الطبيب والمريض
يجب إجراء نقاش واسع بين الجرَّاح والمريض يشمل جميع التفاصيل المتعلقة بالعمل الجراحي، ومن أهم الأسئلة التي يجب طرحها في هذا النقاش:
- ما هو نوع الجراحة التي أجريها؟ وما طريقة إجرائها؟
- هل هناك أي آثار جانبية أو مضاعفات محتملة لهذه الجراحة؟
- ما هي المدة اللازمة للتعافي؟
- هل سأحتاج إلى التوقف عن الأكل أو الشرب في يوم العملية؟
- كم من الوقت سأبقى في المستشفى؟
- ما نوع المساعدة التي سأحتاجها عندما أعود إلى المنزل؟
تجنب القلق والتوتر
يعاني معظم الأشخاص من القلق والتوتر قبل العمل الجراحي، وقد يساعد التواصل بين المريض والطبيب وشرح تفاصيل العمل الجراحي على تقليل هذا التوتر وتجنب القلق الذي يرافق العمليات الجراحية عادة.
التوقف عن الأكل والشرب في العمليات الجراحية التي تجرى تحت التخدير العام
إذا نصحك الطبيب بعدم تناول الطعام أو الشراب لفترة زمنية محددة قبل العملية، فيجب اتباع نصائحه دائمًا وهذا يشمل الوجبات الخفيفة والحلويات والمياه، لأن المعدة الفارغة تقلل بشكل كبير من خطر الإقياءات التي يسببها التخدير. بالإضافة لذلك فإن الطعام غير المهضوم في المعدة قد يتسبب بحدوث مضاعفات هضمية وتنفسية، ومن المرجح أن تُؤجل الجراحة إذا نسي المريض وتناول الطعام أو لم يلتزم بالتوصيات.
العناية بالنظافة الشخصية
إن الاستحمام في صباح يوم الجراحة يقلل من احتمال الإصابة بالعدوى، ويفضل ارتداء ملابس مريحة وفضفاضة أثناء الجراحة. تتمثل إحدى الوظائف العديدة للجلد بالعمل كحاجز للعدوى، لأنها تمنع البكتيريا من الدخول لمجرى الدم والتسبب بالعدوى، خاصة إذا كان المريض يجري عملية زرع للمفصل في الورك أو الركبة أو أي عملية زرع أخرى، ومن المهم أيضًا تجنب الجروح أو حتى لدغات الحشرات قبل العملية، كما يمكن أن تؤدي الأكزيما أو الصدفية أو تقرحات الساق أو الجروح المفتوحة الأخرى أيضًا إلى تأجيل العملية.
إبلاغ الطبيب بالأدوية التي يتناولها المريض
يجب أن يكون الطبيب على دراية بجميع الأدوية التي يتناولها المريض قبل العمل الجراحي، بما في ذلك الفيتامينات والمكملات الغذائية، وعلى المريض السؤال عما إذا كان يجب عليه الاستمرار في تناولها أو إذا كان بحاجة إلى إيقافها. إذا كان المريض يتناول الأنسولين لعلاج داء السكري، يجب مناقشة هذا الأمر مع طبيب قبل الجراحة. كما يجب إخبار الطبيب إذا كان المريض يعاني من حساسية تجاه بعض الأدوية أو الأغذية.
هل يجب إيقاف الأدوية قبل العمل الجراحي؟
يجب تناول معظم الأدوية وفقًا للجدول الزمني المعتاد للمريض في اليوم السابق للعمل الجراحي، ولكن يوصي الأطباء بعدم تناول معظم الأدوية عن طريق الفم في غضون 8 ساعات من موعد إجراء العمل الجراحي، لأن العديد من الأدوية يمكن أن تسبب تهيجًا في المعدة أو غثيان وإقياء إذا تناولها المريض بدون طعام. يمكن أن تُعطى العديد من الأدوية عن طريق الوريد، ويمكن إعطاؤها أثناء التخدير أو بعده عند الضرورة.
أهم الأدوية التي يجب الانتباه لها قبل العمل الجراحي
- خافضات الضغط: جميع الأدوية التي تستخدم للتخدير لها تأثير خافض لضغط الدم، وبعضها يضعف وظيفة القلب ومن هذه الأدوية الشائعة البروبوفول والفنتانيل والميدازولام والإيثرات المفلورة المستنشقة مثل سيفوفلوران وديسفلوران، ولهذا السبب يجب توخي الحذر مع الأدوية الخافضة للضغط التي يتناولها المريض، واستشارة طبيب التخدير وطبيب الأمراض القلبية قبل تناول هذه الأدوية قبل وبعد العمل الجراحي.
- مضادات التخثر والأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات: غالبًا ما يطلب الجرَّاح إيقاف مضادات التخثر والأدوية المضادة لالتصاق الصفيحات لعدة أيام إلى أسبوع قبل الجراحة.
- المسكنات: يُنصح المرضى الذين يخضعون للعلاج بالمسكنات الأفيونية بتناول أدويتهم مع رشفة من الماء قبل ساعتين من وقت الجراحة. ويجب إحالة المرضى الذين يعانون من اعتماد شديد على المواد الأفيونية وخاصة أولئك الذين يتناولون سوبوكسون (البوبرينورفين والنالوكسون) أو الميثادون كعلاج دائم، لاستشارة الطبيب المختص قبل الجراحة، لأن التخفيف من حدة الألم بعد الجراحة لدى هؤلاء المرضى يمثل تحديات خاصة.
أهم الأدوية التي يجب الانتباه لها بعد العمل الجراحي
- الأدوية التي تزيد من احتمال حدوث نزيف بعد الجراحة: تُعرض بعض الأدوية المريض لخطر النزيف أثناء الجراحة وبعدها ومنها: الأسبرين، أو أي دواء آخر يحتوي على مشتقات الأسبرين. في بعض الحالات يوصي الطبيب بإيقاف الأسبرين قبل الجراحة بأسبوع وقد يُسمح باستمرار تناول جرعة منخفضة من الأسبرين بناءً على الحالة الطبية بعد العمل الجراحي. يمكن لبعض الأعشاب التي تُصرف بدون وصفة طبية أن تؤثر أيضًا على النزيف وتشمل هذه الأعشاب: اليانسون والثوم والزنجبيل.
- مضادات الالتهاب: بعد الجراحة يجب تجنب جميع الأدوية المضادة للالتهابات بما في ذلك الإيبوبروفين (أدفيل، وموترين) ونابروسين (أليف) وأي مضادات التهاب أخرى، ما لم يصفها الجرَّاح نفسه، وعلى المريض ألا يستأنف تناول هذه الأدوية دون استشارة الطبيب المختص.
إرشادات وتوصيات هامة بعد العمل الجراحي
- لا يجوز للمريض أن يقود سيارته إلى المنزل بعد الجراحة، ويجب أن يوصله أحد أفراد العائلة أو صديق إلى المنزل.
- يجب أن يبقى المريض في المركز الطبي لمدة ساعتين تقريبًا بعد انتهاء الجراحة.
- يجب تناول نظام غذائي خفيف لمدة 24 ساعة بعد الجراحة.
- يجب اتباع تعليمات الرعاية المنزلية المحددة التي يتلقاها المريض بعد الجراحة.
- من الممكن أن يشعر المريض بالنعاس، والدوار قليلًا، أو الغثيان. هذه تأثيرات جانبية محتملة وطبيعية للتخدير ويمكن أن تستمر لمدة 12-24 ساعة.