لسوء الحظ من الشائع أن تتفاعل العديد من أدوية الصرع مع الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية. يمكن لأدوية الصرع أن تمنع تأثير بعض الأدوية، أو قد تملك نفس تأثير أدوية الصرع أو تعزز تأثير أدوية الصرع. كل هذه الحالات قد يكون لها مضاعفات خطيرة.
يقول الطبيب بلوك المتحدث باسم جمعية الصرع الأمريكية، ورئيس قسم طب أعصاب الأطفال في جامعة فرجينيا كومنولث: “يوجد الكثير من التفاعلات الدوائية المحتملة مع أدوية الصرع، ولا يمكن ذكرها جميعها”. لذا فإن المفتاح هو التحدث بصراحة مع الطبيب وإخباره أنك تعاني من الصرع، لكي يأخذ حالتك بعين الاعتبار قبل وصف أي أدوية لك.
المحتويات
ما هو الصرع؟
مجموعة من الاضطرابات العصبية التي تنتج عن خلل بالإشارات الكهربائية في خلايا المخ وتتميز بحدوث نوبات متكررة. يمكن أن تختلف نوبات الصرع من نوبات قصيرة وغير قابلة للكشف تقريبًا أو لا تسبب أعراضًا على الإطلاق إلى نوبات طويلة وتسبب أعراضًا ملحوظة، كما يمكن أن تؤدي هذه النوبات إلى إصابات جسدية، بما في ذلك كسر العظام في بعض الأحيان.
هناك نوعان رئيسيان من النوبات:
النوبات المعممة التي تؤثر على الدماغ كله والنوبات البؤرية أو الجزئية التي تؤثر على جزء واحد فقط من الدماغ. قد يكون من الصعب التعرف على النوبة الجزئية والتي يمكن أن تستمر بضع ثوانٍ، يفقد المريض خلالها الوعي.
يمكن أن تسبب النوبات القوية تشنجات عضلية لا يمكن السيطرة عليها، ويمكن أن تستمر من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق. أثناء النوبة القوية، يشعر بعض الأشخاص بالارتباك أو يفقدون الوعي، بعد ذلك قد لا يتذكرون ما حدث.
بعض النصائح لمنع النوبات الصرعية
تعتمد الوقاية من النوبات على تناول الأدوية الموصوفة بالإضافة إلى الحفاظ على نمط حياة صحي بشكل عام، وهناك بعض الأمور التي يمكن أن تخفف من النوبات عند مرضى الصرع، منها:
تناول الدواء حسب إرشادات الطبيب:
دور الأدوية المضادة للصرع هو المساعدة في منع النوبات، لذلك يجب ألا يتوقف المريض أبدًا عن تناول هذه الأدوية دون موافقة الطبيب حتى لو بدا له أن حالته تتحسن. في الواقع، إن عدم تناول الأدوية بشكل صحيح ومنتظم يعرض المريض لخطر النوبات المتكررة.
كما يمكن أن تؤدي سمية الأدوية الناتجة عن تناول الكثير منها في وقت واحد إلى آثار ضارة والتي قد تؤدي إلى حدوث النوبات.
تجنب شرب الكحول:
لا ينصح بالكحول للأشخاص المصابين بالصرع، لأنه يسبب زيادة خطر الإصابة بالنوبات وإن تجنب الكحول يساعد في منع النوبات المستقبلية. ومع ذلك، إذا كان الشخص يعاني من إدمان الكحول، فيجب التحدث مع الطبيب حول كيفية الإقلاع عن الشرب بأمان.
التدريب على ضبط التوتر:
يمكن أن يكون التوتر سببًا لنوبات الصرع، ولتقليل التوتر وبالتالي التقليل من حدوث النوبات يمكن القيام بالخطوات التالية:
- الحصول على قسط كاف من النوم.
- ممارسة الرياضة.
- الاسترخاء.
الحفاظ على جدول نوم منتظم:
يمكن أن يساعد الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت كل يوم في الحفاظ على جدول النوم منتظمًا. يعتبر التعب والحرمان من النوم قصير المدى من العوامل المسببة للنوبات، لذا فإن النوم المنتظم يمكن أن يساعد في الوقاية منها.
النظام الغذائي الصحي:
يمكن أن يتسبب نقص السكر في الدم الناتج عن تخطي وجبة في حدوث نوبة، خاصة لمرضى السكري، من الممارسات الجيدة الحفاظ على جدول وجبات ثابت والحصول على مصادر سريعة المفعول للجلوكوز في جميع الأوقات إذا كنت مصابًا بداء السكري.
تجنب الأضواء الساطعة:
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تشير التقديرات إلى أن حوالي 3 في المائة من المصابين بالصرع يعانون من شكل نادر يسمى الصرع الحساس للضوء. في هذا النوع من الصرع، قد تحدث النوبات عن طريق الأضواء الساطعة، فإذا كان المريض حساسًا للضوء، فقد يؤدي التعرض للأضواء إلى حدوث نوبة على الفور.
بينما يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للصرع في منع النوبات، فمن المهم أيضًا تجنب وميض الأضواء، كما تؤدي ممارسة ألعاب الفيديو ذات الرسومات الوامضة السريعة إلى حدوث نوبات لدى بعض الأشخاص. إذا تعرض المريض فجأة للأضواء، فيجب تغطية إحدى عينيه أو كلتيهما بسرعة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، قد يساعد ذلك في منع حدوث النوبة.
خيارات العلاج
الأدوية المضادة للصرع الموصوفة طبيًا هي علاجات الخط الأول للنوبات. تُعرف أيضًا باسم الأدوية المضادة للنوبات أو مضادات الاختلاج، وتأتي هذه الأدوية في أنواع وعلامات تجارية مختلفة. بعض مضادات الصرع تعالج النوبات الجزئية، بينما يعالج البعض الآخر النوبات المعممة.
لا تستطيع مضادات الصرع علاج الصرع، لكنها قد تساعد في منع النوبات المستقبلية. من المهم أيضًا التحدث مع الطبيب المختص حول الآثار الجانبية المحتملة، مثل:
- التعب.
- الدوار.
- صعوبة في التفكير.
وقد تشكل بعض الحالات مخاطر طويلة الأمد، مثل الاضطرابات الهرمونية أو هشاشة العظام.
قد تشمل خيارات العلاج الأخرى للنوبات ما يلي:
- اتباع حمية الكيتو.
- إدخال محفز عصبي.
- الخضوع لعملية جراحية في المخ.
أهم الأدوية الممنوعة عند مرضى الصرع والتي قد تسبب النوبات:
- ديفينهيدرامين (Diphenhydramine): يُستعمل في الأدوية التي تعالج نزلات البرد أو الحساسية مثل Benadryl. كما يُستعمل بشكل شائع في الأدوية المساعدة للنوم التي لا تستلزم وصفة طبية. كما يملك خصائص مضادة للسعال والقيء.
- السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine): يُستعمل كمزيل احتقان ومضاد للحساسية ومضاد لسيلان الأنف والعطاس. يوجد في العديد من الأدوية مثل Sudafed أو Afrinol
- البوبروبيون (Wellbutrin): والذي يستخدم كدواء مساعد للإقلاع عن التدخين ويُستعمل أيضًا كمضاد للاكتئاب.
- ترامادول (Tramadol): مسكن ألم مركزي، يوصف عادة لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة.
- مانعات الحمل الفموية: قد تقلل من فعالية دواء الصرع أو قد يقلل دواء الصرع من فعالية موانع الحمل الفموية.
- بعض المضادات الحيوية.
بعض النصائح لتجنب التفاعلات الدوائية مع أدوية الصرع
- عدم إخفاء حالتك الصحية وأدويتك: يجب إخبار طبيبك وطبيب الأسنان والصيدلي عن جميع الأدوية والمكملات والفيتامينات والأعشاب التي تستخدمها. يمكنك كتابتها على قائمة قبل الذهاب للطبيب حتى لا تنسى أي شيء.
- الحذر عند استعمال المركبات الدوائية النباتية أيضًا: يمكن أن تتفاعل العديد من الأدوية والمكملات العشبية مع أدوية الصرع. يقول بيلوك: “على سبيل المثال يمكن أن تتفاعل نبتة سانت جون مع العديد من الأدوية المضادة للصرع”.
- اتخاذ إجراءات إضافية عند تناول حبوب منع الحمل: يمكن لبعض أدوية الصرع أن تعيق حبوب منع الحمل من العمل. تشمل أدوية الصرع التي تملك هذا التأثير: التيتكارباترول، ديلانتين، فينوباربيتال، ميسولين، تريلبتال، وتوباماكس.
- اتخاذ احتياطات أكثر بالنسبة لكبار السن: إن كبار السن عرضة أكثر للإصابة بالصرع من البالغين، وأيضًا عرضة أكثر لتناول أدوية طويلة الأمد للأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو مشاكل القلب، وهذا يزيد من خطر التفاعلات مع أدوية الصرع.
- مراقبة النظام الغذائي: يوجد بعض الأطعمة -مثل الجريب فروت- يمكن أن تتفاعل مع أدوية الصرع، لذا يجب عليك سؤال الطبيب عن قائمة الأطعمة التي يجب أن تتجنبها.
- أخبر طبيبك بكل المستجدات: إذا كان يجب عليك تناول دواء لحالة مرضية أخرى أو تغيير إحدى جرعاتك الدوائية، يجب عليك التحدث إلى طبيبك قبل أن تبدأ بذلك.