ما هي أشيع أسباب العقم عند الذكور؟

تتنوع أسباب العقم عند الذكور، فما أبرزها؟

تتنوع أسباب العقم عند الذكور، وتشمل العوامل الجينية والاضطرابات التشريحية أو أي خلل أو مشكلة في عمل الخصيتين وتكوين النطاف، بالإضافة للاضطرابات الهرمونية أو انسداد القنوات الناقلة للنطاف. يختلف تشخيص وعلاج كل حالة من هذه الحالات، ورغم توفر التقنيات الحديثة والتطور الكبير في هذا المجال، لا يزال العقم عند الذكور من المشاكل المعقدة التي تواجه ملايين الرجال حول العالم.

أهم أسباب العقم عند الذكور

خلل في بنية وشكل الحيوانات المنوية

تواجه الحيوانات المنوية غير الطبيعية (المُشوَّهة) صعوبة في اختراق سطح البويضة، ما يجعل احتمال الحمل أقل، تمتلك الحيوانات المنوية السليمة أيضًا ذيلًا يساعدها على الحركة وصولًا للبويضة، وعند وجود عيوب في شكل هذا الذيل أو وظيفته فإن احتمال حدوث التلقيح الطبيعي ينخفض بشكل كبير.

نقص في عدد الحيوانات المنوية

تحدث هذه الحالة عندما لا تنتج الخصية الحيوانات المنوية بكمية كافية، وتعتبر مسؤولة عن 15% من حالات العقم عند الرجال، ويمكن أن تحدث هذه المشكلة بسبب عدة أسباب من أهمها: اضطراب التوازن الهرموني، ودوالي الحبل المنوي، وبعض الاضطرابات الجينية النادرة.

ضعف حركة الحيوانات المنوية

في بعض الحالات تنتج الخصية عددًا طبيعيًا من الحيوانات المنوية غير المشوهة، لكن حركتها تكون غير طبيعية نتيجة عدد من العوامل والأسباب، ما يؤدي لحدوث العقم. قد تتحرك الحيوانات المنوية ببطءٍ شديدٍ أو لا تتحرك على الإطلاق وبالتالي تموت قبل أن تصل إلى البويضة. تحدث معظم هذه الحالات عندما تكون كثافة السائل المنوي عالية جدًا فتكون حركة النطاف فيه صعبة، وتشكل هذه الحالة نحو 10-20% من حالات العقم عند الذكور.

يمكن أن تتأثر حركة النطاف نتيجة أي انسداد طبيعي في الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية من الخصيتين أو بسبب قطع القناة الدافقة. يفتقر أيضًا العديد من الرجال المصابين بالتليف الكيسي إلى الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية، ما يجعلهم يعانون من العقم (أي أنهم ينتجون الحيوانات المنوية لكنها لا تنتقل من الخصية) وفي هذه الحالة يكون طفل الأنبوب هو الحل المناسب.

استئصال أو تجريف البروستات

قد يكون العقم واحدًا من الآثار الجانبية لاستئصال غدة البروستات جراحيًا بسبب سرطان البروستات أو غيرها من الأسباب الأخرى، كما أن بعض العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها على المثانة أو الحوض قد تؤثر على عملية تكوين النطاف أو نقلها.

اضطرابات الهرمونات الجنسية

تُنظّم مستويات الهرمونات الجنسية الذكرية عن طريق عدد من الغدد الصم، تؤثر الغدة النخامية التي توجد في الدماغ على إنتاج الهرمونات في الخصيتين، ولذا فإن حدوث أي خلل في عمل هذه الغدة سيؤدي إلى عدم توازن هرموني وبالتالي العقم، وعلى كل حال يعتبر من الأسباب النادرة للعقم عند الذكور.

من أشيع اضطرابات الهرمونات التي قد تؤثر على الإنجاب هو فرط برولاكتين الدم: البرولاكتين هرمون تصنعه الغدة النخامية، وتسبب زيادة إنتاجه انخفاضًا في عدد الحيوانات المنوية، وضعفًا في حركتها. تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية بدورها إلى اختلال في توازن الهرمونات، وتؤثر أيضًا على إنتاج النطاف.

دوالي الخصية

تضخم غير طبيعي في أوردة الخصية، وتعتبر من أشيع أسباب العقم عند الذكور وأكثرها قابلية للعلاج. ما تزال الآلية التي تسبب بها الدوالي العقم غير محددة بدقة، لكن الباحثين يرجحون أنها تحدث بسبب التأثيرات التالية:

  • ارتفاع درجة حرارة الخصية.
  • ضمور الخصية ونقص حجمها.
  • اضطراب هرموني في الخصية.
  • زيادة تعرض الخصية لمواد كيميائية ضارة تأتي مع الدم.

توجد دوالي الحبل المنوي عند حوالي 40% من الرجال الذين يعانون من العقم، ويكون علاجها جراحيًّا عادة، مع ملاحظة تحسن عند أكثر من 70% من الرجال بعد العمل الجراحي.

القذف الراجع

تسبب هذه الحالة انتقال الحيوانات المنوية إلى المثانة بدلًا من خروجها من القضيب. يمكن أن يحدث القذف الراجع نتيجة عدد من الحالات، بما في ذلك داء السكري وإصابات العمود الفقري وتناول أدوية معينة وجراحة المثانة أو البروستات أو الإحليل.

العوامل البيئية ونمط الحياة

يمكن أن يؤدي التدخين وشرب الكحول إلى خفض مستويات هرمون التستوستيرون، وضعف الانتصاب ويقلل من إنتاج الحيوانات المنوية، وقد تؤدي أمراض الكبد الناجمة عن الإفراط في شرب الكحول إلى مشكلات في الخصوبة أيضًا، ويُضاف عليها أيضًا تعاطي الماريغوانا أو المنشطات أو استخدام المكملات والستيروئيدات بشكل عشوائي.

مشاكل مناعية وهرمونية

قد يحدث في سياق بعض أمراض المناعة الذاتية رد فعل مناعي من الجسم، فتتشكل أجسام مضادة للحيوانات المنوية، ما يسبب العقم في النهاية، ومن الحالات النادرة أيضًا عدم حساسية الخصية للأندروجينات، ما يؤدي لضمور الخصية وعدم إنتاج النطاف بشكل طبيعي.

رضوض وأذيات الخصية

تلحق العديد من الأمراض ضررًا دائمًا بالخصية، مثل: النُكاف والسيلان البني والكلاميديا والأمراض المنقولة جنسيًا، لأنها تؤثر على بنية الخصية ووظيفتها وشكل النطاف. وعلى الرغم من أن بعض حالات العدوى يمكن أن تسبِّب تلفًا دائمًا في الخصيتين، لكن في أغلب الأحيان يمكن استخراج حيوانات منوية طبيعية من الخصية لإجراء زرع.

قد تسبب إصابات ورضوض الخصية العقم، ويرجع ذلك إلى مكان الإصابة وحجم الضرر وهل من الممكن معالجته أم لا.

عيوب وتشوهات جينية

مثل متلازمة كلاينفلتر التي تتميز بولادة الذكر يحمل صبغيين X وصبغي واحد Y، فتكون الصيغة (XXY) بدلًا من الصيغة الصبغية الطبيعية XY، تسبب هذه الحالة نموًا غير طبيعي في الأعضاء التناسلية الذكرية.

التعرض للسموم

مثل المواد الكيميائية الصناعية، المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمذيبات العضوية ومواد الطلاء والتعرض للمعادن الثقيلة، بالإضافة لذلك يؤثر العلاج الكيميائي على الخصية ويقلل من عدد الحيوانات المنوية ويخفض بشكل كبير الرغبة الجنسية.

بعض الأدوية التي قد تسبب العقم

تؤثر بعض الأدوية على الخصية وتؤدي إلى تقليل إنتاج النطاف والهرمونات الطبيعية، ومن أهمها:

  • الستيروئيدات، وتشمل التستوستيرون والكورتيزونات أو المواد التي لها آثار مماثلة لهرمون التستوستيرون والتي تُستخدم كعلاج لتحفيز نمو العضلات وزيادة الشهية.
  • تؤثّر مضادات الاكتئاب على الرغبة الجنسية.
  • تقلل الأدوية المضادة للفطريات من عدد الحيوانات المنوية.
  • تسبب أدوية الصرع انخفاض عدد الحيوانات المنوية وتقلل إنتاج التستوستيرون.
  • تقلل مضادات الحموضة الحاوية على مركب السيميتيدين من عدد الحيوانات المنوية وتسبب زيادة البرولاكتين، ما يضعف الخصوبة ويسبب العقم.

عند وجود أحد عوامل الخطورة التي يمكن أن تسبب العقم لديك فمن الأفضل مراجعة الطبيب مبكرًا لمناقشة الحلول الممكنة، وتسريع عملية كشف الخلل وعلاجه والحفاظ على نمط حياة صحي وسليم.

مصادر: 12

Loading spinner
Share your love