تعتبر مشاكل الصحة النفسية واضطراباتها شائعة جدًا، وقد تؤثر هذه المشاكل على مختلف جوانب حياتك بما في ذلك حالتك المزاجية والعاطفية، وتصرفاتك وسلوكك، وقدرتك على التعبير والتفاعل مع محيطك العائلي والاجتماعي؛ لذلك فإن تعزيز الصحة النفسية والاهتمام بها والتخلص من جميع العوامل السلبية التي تؤثر عليها يجب أن يكون في قائمة أولويات كل منا. سنتعرف في هذا المقال على أبرز طرق تعزيز الصحة النفسية والحفاظ عليها.
المحتويات
ما هو مفهوم الصحة النفسية؟
تُعبِّر الصحة النفسية عن الراحة العقلية والعاطفية، فالصحة النفسية الجيدة تمنحك القدرة على التعامل مع مشاكل الحياة بمرونة أكثر، وبالتالي تجعل حياتك سعيدة ومريحة.
هناك عدة عوامل تؤثر سلبًا على الصحة النفسية كالعوامل الوراثية والمشاكل اليومية، ومن جهة أخرى توجد العديد من الطرق والاستراتيجيات لتحسينها ومساعدتك على الشعور بحالة أفضل مثل: التفكير الإيجابي، وممارسة التمارين الرياضية، ومساعدة الآخرين، والحصول على قدر كافٍ من النوم، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، واستشارة طبيب نفسي في حال احتجت لذلك، وقضاء وقت أكثر مع العائلة والأصدقاء، ومحاولة التأقلم مع مشاكل الحياة والسعي لإيجاد حلول لها.
ما أهمية الصحة النفسية في حياة كل منِّا؟
تحدد صحتك النفسية قدرتك على تحمل الضغوط واتخاذ القرارات المناسبة، ولها دور في تحديد طبيعة علاقاتك وتعاملك مع الآخرين؛ لأنها تؤثر على كل جوانب حياتك بما في ذلك نظرتك للحياة ولمن حولك وقدرتك على تحمل المصائب والصعاب، لهذا يساعد الحفاظ على صحتك النفسية في تحسين مزاجك وحياتك وجعلها أفضل، ويقلل القلق، ويصفي ذهنك من جميع الأفكار التي تزعجك، ويقوي علاقتك بمن حولك، ويعزز ثقتك بنفسك، كما يساعد الاعتناء بالصحة النفسية على تحسين أعراض بعض الأمراض التي تتأثر بالتوتر كأمراض القلب والضغط.
نصائح وتوصيات للحفاظ على صحتك النفسية
فيما يلي مجموعة من النصائح والتوصيات للحفاظ على الصحة النفسية وتعزيزها:
1 – التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
إن المتابعة المستمرة لأخبار وحياة الآخرين اليومية تدفعك إلى مقارنة حياتك معهم باستمرار، ما يقلل من احترامك لنفسك ويزيد التوتر والاكتئاب لديك، لذا حاول إبعاد هاتفك عنك قبل الخلود إلى النوم، وفكر بطرق أخرى لتسلية نفسك بعيدًا عن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، أطفئ الإشعارات على هاتفك أو احذف هذه التطبيقات منه، وحاول تعزيز علاقاتك بمن حولك، فذلك يقدم لك دعمًا عاطفيًّا ومعنويًّا، ويقلل من شعورك بالوحدة، ويعطي معنىً أكثر لحياتك، فقضاء الوقت مع الأصدقاء ومع من تحب يغير من نفسيتك ويشعرك بالتجديد الدائم في حياتك.
2 – الحصول على قدر كاف من النوم
إن النوم ضروري ليس فقط من أجل راحتك الجسدية بل من أجل راحتك النفسية أيضًا، فالنوم لأقل من 6 ساعات يوميًّا يزيد من احتمال حدوث مشاكل واضطرابات نفسية عديدة، وهذه بعض النصائح التي يمكنك اتباعها لتحصل على قدر كاف من النوم:
- تجنب شرب مشروبات تحوي كافيين بعد الساعة الثالثة ظهرًا.
- نظم ساعات نومك واستيقاظك يوميًا.
- اجعل غرفة نومك مكانًا هادئًا ومريحًا بعيدًا عن الفوضى والضجيج.
- حافظ على حرارة معتدلة لغرفتك.
وفي حال أصبحت اضطرابات النوم مشكلة حقيقية لديك كالأرق المستمر مثلًا، استشر طبيبًا اختصاصيًا ليساعدك على التخلص من هذه المشكلة، لأن تغيير روتينك المسائي ومكان نومك قد لا يكون وحده مفيدًا في حل هذه المشكلة.
3 – ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
إن ممارسة الرياضة تزيل التوتر وتحسن المزاج، وتساعدك على النوم أسرع وبعمق أكبر، كما تحسن أعراض الاكتئاب والقلق، ولكن ممارسة الرياضة لا تعني أنك مضطر للذهاب إلى نادٍ رياضي، بل تعني القيام بأي نشاط تحبه مثل الركض أو المشي، أو ممارسة اليوغا، أو الذهاب إلى حفلات راقصة، أو أخذ استراحات في أثناء العمل، أو ممارسة تمارين التنفس عبر أخذ نفس عميق وزفره لعدة مرات، أو الذهاب في عطلة مع العائلة أو المشي على الشاطئ.
الرياضة مهما كانت بسيطة لها فوائدها وإيجابياتها، فهي تحسن الدورة الدموية وتزيد دخول الأوكسجين إلى خلاياك ما يساعدك على الاسترخاء والشعور بالراحة، بالإضافة لذلك يفيد التعرض لأشعة الشمس في تحسين المزاج والحصول على فيتامين د، وهذا لا يعني أن يكون وقتك في الهواء الطلق طويلًا جدًا، إذ يمكنك القيام ببعض الأنشطة البسيطة مثل: الخروج في نزهة قصيرة، أو الجلوس في حديقة منزلك، أو الوقوف خارجًا واستنشاق بعض الهواء النظيف، أو فتح النافذة القريبة من مكتبك.
4 – اتباع نظام غذائي متوازن
تناول الأطعمة التي تحسن من مزاجك مثل: التوت والموز والفاصوليا والحبوب والسمك، لأن ذلك يؤمن ما يحتاجه جسمك من طاقة للاستمرار بصحة جيدة ومزاج سعيد، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء لأن قلة الماء تحرم دماغك وجسدك من العناصر الغذائية الضرورية للعمل بالشكل الصحيح، وحاول تجنب شرب الكحول والإكثار من الكافيين والكربوهيدرات والسكر في الأطعمة، لأن ذلك يزيد أعراض القلق وغيرها من الأمراض النفسية.
5 – استشارة طبيب أو معالج نفسي
إذا لم تساعدك الحلول السابقة على الشعور بالتحسن لا تتردد في استشارة طبيبك أو معالجك النفسي. إن طلب الاستشارة النفسية ليس بالضرورة أن يتم فقط في حالات كالاكتئاب مثلًا، بل هناك حالات تتطلب استشارة اختصاصي، منها مثلاً: إذا كنت تمر في فترة ضغوط كثيرة أو صدمة نفسية، أو تشعر بالقلق والتوتر والانزعاج المتكرر أكثر من السابق، أو الغضب السريع، أو انخفاض الشغف في الحياة وقلة استمتاعك بالأنشطة المعتادة، أو تغيرات في الشهية والنوم، أو الشعور بالتعب الدائم وعدم القدرة على المواصلة.
تلعب صحتك النفسية دورًا محوريًّا في نوعية حياتك، وبالرغم من أن العديد من العوامل التي تؤثر على نفسيتك تكون خارجة عن إرادتك، لكن العادات والتوصيات السابقة تساعدك على تحسين حالتك وتعزيز صحتك النفسية والحفاظ عليها، ما ينعكس بشكل إيجابي على كل تفاصيل حياتك.