يعد ألم أسفل الظهر مشكلة طبية شائعة جدًا، عانى منها جميع الناس تقريبًا، أو سيعانون منها في مرحلة ما من حياتهم، ويعتبر من أكثر أسباب زيارة الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية شيوعًا، ومن أهم أسباب العجز وعدم القدرة على العمل. قد يكون الألم خفيف الشدة لا يؤثر على حياة المريض، وقد يكون شديدًا جدًا يجعله يجد صعوبة بالمشي أو النوم أو العمل أو القيام بأي نشاط يومي معتاد.
قد ينتج ألم أسفل الظهر عن العديد من الأمراض والإصابات والحالات الطبية المختلفة، وأكثرها شيوعًا تشنج وإجهاد العضلات أو الأربطة والأوتار في الظهر. في معظم الحالات، تتحسن آلام أسفل الظهر من تلقاء نفسها بعد الحصول على الراحة الكافية ومسكنات الألم والعلاج الفيزيائي، وفي حال عدم حدوث ذلك، يتم اللجوء إلى العديد من أنواع العلاج حسب حالة كل مريض.
المحتويات
أسباب ألم أسفل الظهر
أسباب ألم أسفل الظهر متعددة ومتنوعة، وتتضمن ما يلي:
- الإجهاد والتعب: أكثر الأسباب شيوعًا هي إجهاد عضلات الظهر أو أوتاره وأربطته نتيجة الوقوف لفترة طويلة أو بسبب رفع أشياء ثقيلة أو رفعها بشكل غير صحيح.
- الكسور والرضوض: قد تتعرض عظام العمود الفقري للكسر بعد حوادث السيارات أو السقوط، إضافة إلى أن هناك حالات معينة تزيد من خطر الإصابة بالكسور، مثل هشاشة العظام أو انحلال الفقرات.
- أمراض واضطرابات الأقراص بين الفقرات: تفصل الأقراص الليفية بين فقرات العمود الفقري، وقد تتعرض هذه الأقراص -في المنطقة القطنية خاصة- إلى الانفتاق والبروز من موضعها خارج حدود المسافة بين الفقرات، ما يؤدي إلى الضغط على الأعصاب الشوكية مسببًا ألمًا شديدًا أسفل الظهر، وهو ما يعرف بفتق النواة اللبية (الديسك)، أو قد تتعرض الأقراص إلى تبدلات كيميائية تنكسية مع التقدم في العمر، ما يؤدي إلى جفافها وفقدانها لقوتها ومرونتها.
- اضطرابات هيكلية وتشريحية: مثل تضيق القناة الفقرية، وهو عبارة عن مرض تحدث فيه تبدلات تنكسية في العمود الفقري، تجعله ضيقًا جدًا بالنسبة للحبل الشوكي. تحدث هذه الحالة نتيجة التعرض للإجهاد والرضوض الضاغطة والحركات الدورانية المتكررة، ما يؤدي إلى ظهور تبدلات في الفقرات والمسافات بينها، وتشكل نتوءات عظمية «مناقير» وتسمك الأربطة الظهرية وتآكل الغضاريف المفصلية وتهدمها. كل ذلك قد يؤدي إلى ضغط العصب الوركي والتسبب بآلام في أسفل الظهر. مثال آخر هو الجنف «الانحناء الجانبي للعمود الفقري»، الذي قد يسبب ألمًا وتصلبًا في الظهر وصعوبة في الحركة.
- التهابات المفاصل والعظام: وهي من الأسباب الشائعة أيضًا لآلام أسفل الظهر. يسبب التهاب الفقار اللاصق أيضًا ألمًا في أسفل الظهر والتهابًا وتيبّسًا في العمود الفقري.
- انزلاق الفقرات: يحدث في هذه الحالة انزلاق لفقرات العمود الفقري من مكانها، ما يؤدي إلى ألم في أسفل الظهر وألم مرافق في الساق غالبًا.
- أمراض واضطرابات أخرى: أورام العمود الفقري، الأخماج، بعض أنواع السرطانات، وحصى الكلى هي أمثلة أخرى أيضًا لأسباب ألم أسفل الظهر.
عوامل الخطورة والعوامل المؤهبة لألم أسفل الظهر
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بألم أسفل الظهر، وتشمل ما يلي:
- العمر: تزداد خطورة المعاناة من آلام أسفل الظهر بعد الثلاثين من العمر، بسبب التبدلات التنكسية التي تطرأ على الأقراص بين الفقرات مع التقدم في العمر.
- الوزن: الأشخاص الذين يعانون من البدانة أو زيادة الوزن معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بآلام الظهر. إذ يؤثر الوزن الزائد بشكل سلبي في العمود الفقري والعضلات المحيطة به، ويضغط على المفاصل والأقراص بين الفقرات.
- نمط الحياة غير الصحي: التدخين، إدمان الكحول ونمط الحياة الكسول، جميعها عوامل تزيد من خطر حدوث آلام أسفل الظهر.
- الأعمال المجهدة: النشاطات والوظائف والأعمال التي يجرى فيها رفع أشياء ثقيلة أو ممارسة تمارين رياضية مجهدة للعضلات.
- الصحة النفسية: يمكن أن تنجم آلام أسفل الظهر عن الاكتئاب أو القلق المستمر.
- الوضعيات الخاطئة: سواء بالجلوس أو الوقوف.
- الحمل عند النساء: يسبب زيادة الضغط على العمود الفقري.
الأعراض المرافقة لألم أسفل الظهر
قد يظهر ألم أسفل الظهر فجأةً أو بشكل تدريجي، وقد يكون خفيفًا أو شديدًا حادًا، يسوء في وضعيات معينة مثل الانحناء نحو الأمام، ويتحسن بعد الاستلقاء والراحة. في بعض الحالات، قد ينتشر إلى الأسفل نحو الجزء الخلفي من الفخذ والساق «ألم العصب الوركي، أو كما يعرف عرق النسا». قد تظهر أعراض أخرى مرافقة للألم، ومنها:
- التصلب: قد يجد المريض صعوبةً بتحريك ظهره، وقد يحتاج إلى بعض الوقت حتى ينهض من وضعية الجلوس، وقد يلجأ إلى المشي قليلًا أو التمدد حتى يشعر بالاسترخاء.
- اضطرابات الوضعية: إذ يجد الكثير من المرضى صعوبةً في الوقوف بشكل مستقيم، فيميلون إلى الانحناء الجانبي أو الأمامي، مع إبعاد الذراعين إلى الجانبين، وقد يبدو أسفل الظهر لديهم مسطحًا وليس منحنيًا.
- تشنجات العضلات: التي تحدث عادةً بعد إجهاد العضلات. قد تسبب التشنجات العضلية ألمًا شديدًا يجعل المريض يجد صعوبة كبيرة في المشي أو الوقوف والحركة.
علاج ألم أسفل الظهر
تتحسن عادةً آلام أسفل الظهر بالراحة الكافية، واستخدام أكياس الثلج في الألم الشديد الحاد أو أكياس الماء الدافئ في الألم المزمن المستمر، وتناول مسكنات الألم البسيطة. وبعد عدة أيام من الراحة، يمكن للمريض العودة إلى نشاطاته المعتادة، مع الاستمرار بالنشاط المنتظم الذي يساعد على تدفق الدم إلى منطقة أسفل الظهر ويساعد على الشفاء. تعتمد خيارات علاج ألم أسفل الظهر الأخرى على سبب الألم، وتشمل ما يلي:
- الأدوية: قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ومسكنات ألم أخرى ومضادات تشنج تساعد على تخفيف الألم واسترخاء العضلات وتخفف تشنجات الظهر.
- حقن الستيروئيدات: في المنطقة التي تسبب الألم، ما يساعد على تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
- العلاج الفيزيائي: الذي يساعد على تقوية العضلات وزيادة مرونة العمود الفقري.
- العلاجات اليدوية: مثل التدليك أو المساج، الذي يساعد إلى إرخاء العضلات المتشنجة وتخفيف الألم.
- الجراحة: يحتاج بعض المرضى إلى عمل جراحي، خاصةً بعد فشل العلاج الدوائي والعلاجات الأخرى. وتوجد هناك أنواع متعددة لعمليات آلام أسفل الظهر حسب شدة الحالة ودرجتها.