يمكن أن يكون فقدان الإحساس أو عدم الشعور بأي نوع من المشاعر أو العواطف أمراً يصاب به الكثير من الناس أثناء فترة حياتهم الطويلة، لكن هل فقدان الإحساس بالعواطف أمر حقيقي؟
يشتكي العديد من الناس من شعورهم بالخدر العاطفي، مما يولد إحساسًا بالفراغ أو العزلة أو الانفصال العاطفي عن بقية العالم، وفي هذا المقال سنجيب عن سؤال: هل فقدان الإحساس مرض نفسي؟
المحتويات
ما هو فقدان الإحساس بالعواطف أو الخدر العاطفي؟
قد يكون من الصعب أن نقوم بوصف فقدان الإحساس بالعواطف أو الخدر العاطفي (emotional numbness)، يصفه بعض الناس بأنه شعور بالفراغ أو اليأس، بينما يقول آخرون أنه يشبه الشعور بالعزلة. يشعر العديد من المصابين بالخدر العاطفي كما لو أنهم لا يملكون مستقبلًا في حياتهم العملية والاجتماعية والشخصية، ويشعرون أن لا مفر من البقاء فاقدين لأحاسيسهم للأبد.
بعد الخروج من حدث اجتماعي أو أثناء هذا الحدث يشعر الشخص الطبيعي بالعديد من المشاعر المختلفة كالسعادة والحزن والإرهاق وغيرها تبعًا لنوع الأحداث التي عاشها الشخص، لكن الشخص المصاب بالخدر لا يشعر بهذه المشاعر وقد يلاحظ بأنه منفصل عن جسمه والعالم المحيط به بشكل كامل. [1]
اقرأ أيضًا: لماذا ينتشر مرض الاكتئاب؟
ما أسباب فقدان الإحساس بالمشاعر؟
هناك عدد من الأسباب المختلفة التي يمكن أن تسبب حدوث الخدر العاطفي، مع أن الاكتئاب والقلق تعد من أكثر المسببات لهذه الحالة، لكن يوجد بعض الأسباب الأخرى مثل:
- ارتفاع مستويات هرمونات الإجهاد والتوتر في الجسم، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم إلى الخدر العاطفي لدى بعض الأشخاص.
- اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يمكن ربط اضطراب ما بعد الصدمة بتغير مستويات هرمون التوتر لدى الشخص، مما قد يسبب له الاكتئاب والقلق وأعراض أخرى مثل الخدر العاطفي.
- الأدوية: تؤثر بعض الأدوية المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب على كيفية معالجة الدماغ للأحاسيس والتعامل مع العاطفة، حيث تؤثر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) على مستويات السيروتونين في الدماغ مما قد يسبب أيضًا تغيير في مستويات الدوبامين.
- اضطراب الاغتراب عن الواقع وتبدد الشخصية: قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب تبدد الشخصية والغربة عن الواقع من تنميل في عقولهم أو أجسادهم.
- الإرهاق: قد يؤدي الشعور بالإرهاق الجسدي والإرهاق النفسي إلى إصابة بعض الأشخاص بتبلد عاطفي.
- استخدام بعض المواد المخدرة مثل الحشيش وLSD والكيتامين. [2]
ما هي أعراض فقدان الإحساس النفسي؟
أعراض فقدان الإحساس أو الخدر العاطفي تسبب عدم قدرة المصاب على تجربة المشاعر مما يسبب له الشعور بأنه معزول عن عواطفه ومشاعره، تتضمن بعض العلامات والأعراض التي قد ترتبط بالخدر العاطفي ما يلي:
- الشعور بالانفصال عن الجسد أو الأفكار.
- الشعور بالانفصال عن العالم الخارجي.
- شعور الشخص بأنه شخص غريب في حياته وحياة الآخرين.
- إحساس مشوه أو مشوش بالوقت.
- صعوبة التواصل مع الآخرين.
- انخفاض القدرة على الإحساس والمعالجة والاستجابة للعواطف والإشارات الجسدية.
هل فقدان الإحساس مرض نفسي؟
في معظم الأوقات نعم، قد يكون فقدان الإحساس أمر مؤقت يعاني منه جميع الناس في مرحلة ما من حياتهم، لكن استمرار هذه الحالة قد يعني أن الشخص يعاني من مرض نفسي يجب متابعته على الفور.
كما ذكرنا سابقًا يعاني العديد من الأشخاص من الخدر العاطفي بسبب العديد من الأسباب كالإرهاق والاكتئاب وغيرها من الأمور التي قد تسبب ضغطًا على الحالة النفسية للمريض، وفي هذه الحالة يقوم عقل المريض برد فعل مناعي بتوليد حاجز نفسي ضد كل أنواع المشاعر السلبية والإيجابية، مما يسبب ما يعرف بفقدان الإحساس أو الخدر العاطفي.
اقرأ أيضًا: سبع نصائح للتعامل مع الطفل الذي يعاني من الاكتئاب
كيف يتم علاج فقدان الإحساس؟
على الرغم مما قد يشعر به المريض فالخدر العاطفي لا يستمر، فالعلاج متاح للجميع، مما يقدم فرصة لاستعادة نمط الحياة الطبيعي، تتمثل الخطوة الأولى في علاج الخدر العاطفي في تحديد السبب وعلاجه، يمكن للطبيب النفسي تقديم الرعاية والعلاج المناسب لحالة كل مريض بشكل خاص.
من أجل الحصول على راحة من فقدان الإحساس يمكن تنفيذ عدة خطوات هي:
- التواصل مع الأشخاص الذين يحبون المريض، فقد يكونون قادرين على مساعدته على التواصل من جديد والشعور بالراحة عند إخبارهم بما يمر به الشخص المريض.
- ممارسة الأنشطة الرياضية، عند فقدان الإحساس يصبح النهوض وممارسة أي نشاط بدني أمرًا صعبًا، لكن أثبتت الدراسات أن القيام بالأنشطة الرياضية كالسباحة والجري واليوغا وغيرها تساعد في تحسين حالة المريض النفسية.
- الحصول على قسط وافر من النوم.
- اتباع حمية مليئة بالعناصر الغذائية.
- الحد من الأمور التي قد تسبب التوتر والقلق والإرهاق النفسي.
- تحديد موعد مع طبيب نفسي لمساعدة وتدريب الشخص على التعبير عن مشاعره بشكل أفضل. [3]
أي شخص يعاني من فقدان الإحساس بالعواطف، فيجب عليه -وبغض النظر عما يشعر به- أن يعلم أنه ليس وحده في هذا العالم. التواصل مع الأشخاص الذين يحبهم المصاب بفقدان الإحساس هو الخطوة الأولى للتخلص من هذا الخدر في العواطف، والاستعانة بطبيب نفسي أمر لا بد منه لمساعدة المصاب على سد الفجوة التي يشعر بها وبداية التعافي من الخدر العاطفي. حمل تطبيق كيورا واستفد من أفضل الخدمات الطبية.
المراجع
[1] Understanding Emotional Numbness, www.healthline.com, retrieved on 2/6/2023
[2] Feeling numb: What you need to know, www.medicalnewstoday.com, retrieved on 2/6/2023
[3] I Feel Nothing: How to Cope with Emotional Numbness, psychcentral.com, retrieved on 2/6/2023