تعمل الكلية على تصفية الدم من الفضلات وإزالتها من الجسم عن طريق طرحها مع البول، كما أنها تساعد في الحفاظ على توازن السوائل والشوارد في الجسم. في حال توقفت الكلى عن العمل، سوف تتراكم الفضلات في الدم وتسبب العديد من الأعراض. يُجرى زرع الكلية كحل دائم في حال توقف الكلى عن العمل (الفشل الكلوي)، ويتم ذلك عن طريق أخذ كلية واحدة من شخص متبرع حي أو متوفى.
يوجد حل مؤقت آخر وهو غسيل الكلى، ويعمل هذا العلاج على تصفية الفضلات التي تتراكم في مجرى الدم عندما تتوقف الكلى عن العمل. ليس جميع الأشخاص مؤهلين لإجراء عملية زرع الكلى، لذلك يتم اللجوء إلى غسيل الكلى أحيانًا.
المحتويات
أسباب زرع الكلية
يعد زرع الكلية حلًا دائمًا في حال توقف الكلى عن العمل تمامًا. تسمى هذه الحالة بالفشل الكلوي أو القصور الكلوي من الدرجة الرابعة (تراجع وتوقف الوظيفة الكلوية تمامًا).
تشمل الأسباب الشائعة للفشل الكلوي ما يلي:
- داء السكري: يعاني مرضى السكري من ارتفاع مستمر في نسبة السكر في الدم. يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى تدني وتراجع وظيفة الكلية، ما يؤدي على المدى الطويل إلى الفشل الكلوي التام، وهذا ما يسمى باعتلال الكلى السكري.
- ارتفاع ضغط الدم: يعد من الأسباب الشائعة لتراجع وظيفة الكلى. يؤدي ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية الصغيرة للكلية إلى تراجع وظيفتها.
- تضيق أو انسداد الشريان الكلوي: تؤدي نقص تروية الكلية على المدى الطويل أيضًا إلى الفشل الكلوي التام.
- الكلية متعددة الكيسات: اضطراب وراثي تتكون فيه مجموعات من الكيسات داخل الكليتين، ما يؤدي لتضخم الكلى وفقدان وظائفها بمرور الوقت.
- تشوهات في الكلية: يحدث هذا الاضطراب أثناء نمو الجنين ما يؤدي إلى مشاكل في الكلية بعد الولادة.
- الأمراض المناعية: مثل الذئبة الحمامية الجهازية، حيث يفشل جهاز المناعة في الجسم في التعرف على الكلى على أنها جزء من الجسم ويهاجمها معتقدًا أنها جسم غريب.
ما هي الحالات التي لا يمكن فيها إجراء عملية زرع الكلى؟
إذا كان الشخص يعاني من حالة مرضية معينة، فقد تكون عملية زرع الكلى خطيرة أو من غير المرجح أن تنجح. تشمل هذه الحالات ما يلي:
- السرطان.
- عدوى خطيرة، مثل السل أو التهاب الكبد.
- أمراض القلب والأوعية الدموية الشديدة.
قد يوصي الطبيب أيضًا بعدم إجراء عملية زرع الكلية إذا كان المريض: مُدخنًا بشدة، أو يتعاطى الكحول، أو مدمنًا على المخدرات.
التحضيرات التي تسبق عملية زرع الكلى
إذا كنت مرشحًا جيدًا لعملية الزرع، فستحتاج للتقييم في مركز زراعة الأعضاء. يتضمن هذا التقييم عادةً عدة فحوصات لتقييم حالتك الفيزيائية والنفسية والعائلية، يُجري أطباء المركز فحوصات على الدم والبول أيضًا للتأكد من أنك بصحة جيدة لإجراء الجراحة.
يتحدث معك أيضًا أخصائي نفسي للتأكد من أنك قادر على فهم واتباع النظام العلاجي الذي يلي عملية زرع الكلى، وأنك ستحصل على الدعم الكافي بعد خروجك من المستشفى.
يتم إجراء اختبارات لتحديد زمرة الدم (A، B، AB، O) ومستضدات الكريات البيض البشرية HLA فالمستضدات هي المسؤولة عن الاستجابة المناعية لجسمك. إذا كان نوع HLA الخاص بك يتطابق مع نوع HLA للمتبرع، فمن المرجح أن جسمك لن يرفض الكلية الجديدة، لا يمكن إجراء عملية الزرع إذا كان هناك عدم تطابق بزمرة الدم أو نوع HLA.
إذا تمت الموافقة على عملية الزرع، يمكن إما لأحد أفراد العائلة التبرع أو سيتم وضعك في قائمة الانتظار في شبكة زرع الأعضاء، وقد تستمر عملية الانتظار عادة أكثر من خمس سنوات.
كيف تجرى عملية زرع الكلى؟
تتم عملية زراعة الكلية عادةً باستخدام التخدير العام. بمجرد أن يأخذ التخدير العام مفعوله، يقوم الطبيب بإجراء شق في بطن المريض ووضع الكلية الجديدة بالداخل، ثم يصل بعد ذلك الشرايين والأوردة من الكلية الجديدة إلى شرايين وأوردة جسم المريض، ما يؤدي إلى بدء تدفق الدم عبر الكلية الجديدة.
يربط الطبيب أيضًا حالب الكلية الجديدة بالمثانة حتى تتمكن من التبول بشكل طبيعي (الحالب هو الأنبوب الذي يصل الكلية بالمثانة).
المتابعة الأولية
يتم أولًا مراقبة المؤشرات الحيوية للمريض للتأكد أنه مستقر. قد يحتاج المريض على الأرجح للبقاء في المستشفى لمدة تصل إلى أسبوع بعد الجراحة. يراقب الأطباء أيضًا المريض طوال فترة تواجده في المستشفى بحثًا عن المضاعفات. قد تبدأ الكلية الجديدة في التخلص من الفضلات على الفور، أو قد تستغرق بضعة أسابيع قبل أن تبدأ في العمل بصورة طبيعية. تبدأ الكلية التي تبرع بها أفراد الأسرة عادةً بالعمل بسرعة أكبر من تلك التي تكون من متبرعين غير أقارب أو متوفين.
قبل أن تغادر المستشفى يقدم لك الطبيب تعليمات محددة حول كيفية تناول الأدوية الخاصة بك وموعدها. تأكد من أنك تفهم هذه التعليمات جيدًا.
المتابعة على المدى الطويل
يجب تناول الأدوية المثبطة للمناعة حسب تعليمات الطبيب لمنع جسمك من رفض الكلية الجديدة، ويصف لك الطبيب أيضًا أدوية إضافية لتقليل خطر الإصابة بالعدوى. يجب على المريض مراقبة نفسه بحثًا عن العلامات التحذيرية التي تدل على رفض الجسم للكلية، وتشمل هذه الأعراض الألم والتورم أو أعراضًا تشبه الأنفلونزا.
يجب على المريض المتابعة مع الطبيب خلال أول شهرين بعد الجراحة وبمواعيد منتظمة حسب توجيهات الطبيب، حتى يتمكن من تقييم مدى كفاءة عمل الكلية الجديدة. قد يستغرق تعافيك حوالي ستة أشهر.
ما هي مخاطر عملية زراعة الكلية؟
يعد رفض الجسم للكلية الجديدة أو تدني وظيفة الكلية الجديدة بعد عملية الزرع أحد أكثر الآثار الجانبية خطورة. إن زرع الكلية عملية جراحية كبرى. لذلك فهي تنطوي على مخاطر عديدة، من بينها:
- رد فعل تحسسي للتخدير العام.
- نزيف.
- جلطات الدم.
- انسداد أو تسريب من الحالب.
- عدوى.
- نوبة قلبية.
- سكتة دماغية.
قد تؤدي الأدوية المثبطة للمناعة التي يجب تناولها بعد الجراحة إلى بعض الآثار الجانبية أيضًا، وقد تشمل:
- زيادة الوزن.
- هشاشة العظام.
- زيادة نمو الشعر.
- ظهور حب الشباب.
- ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع سرطانات الجلد وسرطان الغدد اللمفاوية.
إذا عانيت من ألم في مكان الجرح أو تغير في كمية البول، أخبر طبيبك على الفور، إذا رفض الجسم الكلية الجديدة، يمكن إجراء غسيل الكلى والتسجيل على قائمة الانتظار، ريثما تُجرى عملية الزرع مرة أخرى.
يجب أن يتمتع المريض المرشح لعملية الزرع بصحة جيدة نسبيًا، كما يجب أيضًا أن يكون مستعدًا وقادرًا على اتباع جميع تعليمات الطبيب وتناول الأدوية بانتظام. إن 90% من المرضى الذين أجروا عملية زرع الكلية يعيشون لمدة خمس سنوات على الأقل بعد الجراحة.