إن البدانة مشكلة خطيرة وشائعة في العالم اليوم، يرتبط الوزن الزائد عادةً بالعديد من العوامل والأسباب منها الأسباب الوراثية والفيزيولوجية والبيئية. تختلف الوسائل والحميات المتبعة لإنقاص الوزن، ومن أبرزها الحمية الكيتونية ذائعة الصيت (حمية الكيتو)، فما هي هذه الحمية، وما فوائدها؟
المحتويات
ما هي الحمية الكيتونية، ولمن تناسب؟
تعتمد الحمية الكيتونية على نظام غذائي مُنخفض الكربوهيدرات وعالي الدهون، إذ يتناول الأشخاص الذين يتبعون الحمية الكيتونية كمية صغيرة جدًا من الكربوهيدرات وكمية معتدلة من البروتين وكمية عالية من الدهون يوميًا.
إن الآلية المتبعة في هذه الحمية هي الحصول على سعرات حرارية بكميات كبيرة من الدهون والبروتين، وبكميات أقل من الكربوهيدرات، مع التقليل من تناول الكربوهيدرات سهلة الهضم، مثل السكر والصودا والمعجنات والخبز الأبيض، ما يسمح للجسم بالاعتماد على الدهون كمصدر رئيسي للطاقة بدلًا من حرق الجلوكوز (الكربوهيدرات). ينتج عن هذه العملية منتجات استقلابية تُسمى الكيتونات، والتي يستخدمها الجسم كمصدر للطاقة ما يؤدي إلى حرق الدهون وفقدان الوزن.
تشير الدراسات إلى أن الحمية الكيتونية مناسبة للأشخاص الأصحاء لاستخدامها كنظام غذائي صحي طويل الأمد، وقد تكون مناسبة أيضًا للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة، وفي جميع الأحوال يجب أن تكون تحت إشراف طبيب أو خبير تغذية مختص.
ما هي أنواع حمية الكيتو؟
توجد عدة أنواع من الحمية الكيتونية، ومن أشيعها وأكثرها استخدامًا:
- حمية الكيتو النموذجية: نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات بنسبة معتدلة من البروتين ونسبة عالية من الدهون، إذ يحتوي عادةً على 70٪ دهون، و20٪ بروتين، و10٪ فقط كربوهيدرات.
- حمية الكيتو الدورية: يتم تطبيق هذا النظام الغذائي خلال فترات دورية، على سبيل المثال 5 أيام نظام غذائي كيتوني، ثم يومين نظام غذائي عالي الكربوهيدرات.
- حمية الكيتو عالية البروتين: تشبه حمية الكيتو النموذجية، ولكنها تحتوي على نسبة أكبر من البروتين: 60٪ دهون، 35٪ بروتين، 5٪ كربوهيدرات.
تعتبر الحمية الكيتونية الدورية من أكثر هذه الأنظمة الغذائية فعالية، وتستخدم في المقام الأول من قبل لاعبي كمال الأجسام والرياضيين.
ما هي الأطعمة التي ينصح بتناولها خلال حمية الكيتو؟
عند اتباع الحمية الكيتونية يجب الحد من تناول أي طعام يحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات، وفيما يلي قائمة بالأطعمة التي ينصح بتناولها:
- البيض واللحوم كاللحوم الحمراء والدجاج.
- الأسماك كسمك السالمون والتونة.
- الزبدة والقشطة والأجبان.
- المكسرات والبذور كاللوز والجوز وبذور الكتان وبذور اليقطين.
- الزيوت المفيدة كزيت الزيتون.
- الخضار منخفضة الكربوهيدرات: السبانخ، الملفوف والطماطم والبصل.
ما هي الأطعمة التي يُنصح بالابتعاد عنها؟
يجب تجنب الأطعمة التالية خلال حمية الكيتو أو الحد منها قدر الإمكان:
- الأطعمة الغنية بالسكريات: الصودا، والعصائر، والكيك، والآيس كريم، والحلويات.
- الحبوب والنشويات: كالمنتجات المشتقة من القمح، والأرز، والمعكرونة، والحبوب.
- الفواكه: كل الفواكه، ما عدا بعض الأنواع مثل التوت والفراولة.
- البقوليات: البازلاء والفاصولياء والعدس والحمص.
- الخضروات الجذرية والدرنية: مثل البطاطا والجزر.
- الدهون غير الصحية: مثل الزيوت النباتية المكررة.
ما هي فوائد وإيجابيات الحمية الكيتونية؟
تهدف الحمية الكيتونية بشكل أساسي لإنقاص الوزن والحفاظ على نمط غذائي صحي بشكل عام، ومن فوائدها وإيجابياتها الإضافية:
- يمكن أن تساعد الحمية الكيتونية في التخفيف من حدة بعض الحالات المرضية العصبية، كداء الزهايمر والتوحد، أو للتخفيف من نوبات الصرع عند الأطفال، إذ يؤثر النظام الغذائي عالي الدهون ومنخفض الكربوهيدرات على مدى استجابة الدماغ، وبالتالي يقلل من حدة النوبات.
- يمكن اتباع حمية الكيتو من قبل الأشخاص الذين يعانون من داء السكري من النمط الثاني، إذ وجدت إحدى الدراسات أن اتباع نظام كيتو الغذائي لمدة عام واحد يساهم في إنقاص الوزن بمتوسط 15 كلغ، وكما قلّت حاجة المرضى إلى الأنسولين وتم ضبط مستويات سكر الدم بصورة أفضل.
- يمكن أن تُساعد حمية الكيتو في التخفيف من حدة أمراض القلب والأوعية والعديد من الأمراض الاستقلابية الأخرى.
- بما أن حمية الكيتو تساعد في تقليل مستويات الأنسولين بشكل ملحوظ، فإنها قد تلعب دورًا رئيسيًا في علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات عند النساء.
- تُساهم الحمية الكيتونية كعلاج إضافي للسرطان، لأنها تحسن استجابة المريض للأدوية والعلاج الكيميائي والشعاعي.
ما هي أضرار وسلبيات الحمية الكيتونية؟
يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في الالتزام بمثل هذا النظام الغذائي المقيد، لأن الحد من بعض أنواع الطعام يمكن أن يؤدي إلى نقص في المعادن والفيتامينات وربما تسبب هذه الحمية الإمساك، تقسم الآثار الجانبية لحمية الكيتو إلى قسمين:
- الآثار الجانبية الشائعة قصيرة المدى: كالشعور بالتعب والدوار والصداع، وقد تُسبب اضطرابات في المعدة، تعرف باسم (أنفلونزا الكيتو).
- الآثار الجانبية الشائعة طويلة المدى: تشمل المخاطر الصحية طويلة المدى الإصابة بحصوات الكلى وهشاشة العظام وأمراض الكبد.
في الختام من المهم التذكر أن لدينا جميعًا احتياجات مختلفة من الغذاء، ولا يوجد نظام غذائي واحد لفقدان الوزن يناسب الجميع. قد يكون البدء في الحمية الكيتونية أمرًا صعبًا، لكن هناك العديد من الفوائد والإيجابيات لهذا النوع من الحميات، وإذا اخترت حمية الكيتو يجب أن تكون تحت إشراف طبيب أو اختصاصي تغذية.
