حمية الكيتو في الميزان: سلبياتها وإيجابياتها

يرغب العديد من الناس في ممارسة حمية الكيتو، فما إيجابيتها وسلبياتها؟

الكيتو اختصار لكلمة الكيتونية، وهي عملية يستخدم خلالها الجسم الدهون كمصدر أساسي للطاقة، بدلًا من الكربوهيدرات، وتعد حمية الكيتو شكلًا من أشكال الحميات منخفضة الكربوهيدرات، إذ تعتمد على استهلاك أقل من 20-50 غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا.

ما هي آلية عمل حمية الكيتو؟

الكيتو هو نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات. يعتمد على الحصول على السعرات الحرارية من البروتين والدهون بشكل أكبر، مع تقليل الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى. تأتي السعرات الحرارية اليومية في حمية الكيتو من المصادر التالية:

  • الكربوهيدرات 5%، بما في ذلك الخضروات منخفضة الكربوهيدرات وغير النشوية وكميات صغيرة من الخضر الورقية. ويستبعد الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل الحبوب والفاصوليا والفواكه والخضروات النشوية.
  • البروتين 20%، مثل اللحوم والبيض والجبن.
  • الدهون 75%، مثل الزيوت والمكسرات غير المصنعة والزبدة والأفوكادو.

عند تناول الكربوهيدرات بشكل قليل يوميًا، ينفد الجسم في النهاية من الوقود السريع (الغلوكوز) الذي يمكن استخدامه بسرعة. يستغرق هذا عادةً من 3 إلى 4 أيام. ثم يبدأ في تفكيك البروتينات والدهون للحصول على الطاقة، ما يؤدي إلى فقدان الوزن. غالبًا ما يلجأ الناس لحمية الكيتو لفقدان الوزن، ولكن يمكن أن تساعد أيضًا في ضبط بعض الحالات الطبية، مثل الصرع والأمراض العصبية أيضًا. قد تساعد هذه الحمية أيضًا الأشخاص المصابين بأمراض القلب وبعض أمراض الدماغ وحتى حب الشباب.

إيجابيات وفوائد حمية الكيتو

تهدف حمية الكيتو في المقام الأول لخفض الوزن والتخلص من المشاكل المرتبطة بالوزن الزائد، بالإضافة لإيجابيات وفوائد أخرى:

فقدان الوزن

تشير معظم الأبحاث إلى نتائج ملحوظة في الأسابيع 2-3 الأولى من بدء حمية الكيتو. قد تساعد حمية الكيتو على فقدان المزيد من الوزن في الأشهر الثلاثة إلى الستة الأولى مقارنة مع بعض الأنظمة الغذائية الأخرى. قد يكون السبب في ذلك هو أن تحويل الدهون إلى طاقة يتطلب سعرات حرارية أكثر مما يتطلبه تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة. من الممكن أيضًا أن يزيد النظام الغذائي الغني بالدهون والبروتين من الشبع، لذلك يأكل الشخص أقل. يكون توازن البروتينات مهمًا للغاية، لأن التقليل من البروتينات يجعلك تفقد كتلة العضلات.

قد لا يكون خفض السعرات الحرارية والكربوهيدرات هو السبب الوحيد لفقدان الوزن مع الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات. تظهر بعض الدراسات أنك قد تفقد بعض الوزن لأن البروتينات والدهون الزائدة تساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول، مما يساعدك على تناول كميات أقل.

فوائد أخرى لحمية الكيتو

لقد أظهرت الدراسات أن ما يصل إلى نصف المصابين بالصرع يعانون من نوبات أقل بعد اتباع حمية الكيتو. وتشير بعض الأبحاث إلى فوائد في السيطرة على نسبة سكر الدم عند مرضى السكري من النمط الثاني. قد تساعد الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات التي تركز على المصادر الصحية للكربوهيدرات والدهون والبروتين في تقليل مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري وأمراض القلب. في الواقع تعتبر أي حمية تساعدك على التخلص من الوزن الزائد مفيدة في تحسين نسبة السكر في الدم ومستويات الكوليسترول.

كما يستخدم الرياضيون حمية الكيتو للتخلص من الدهون خلال فترة زمنية قصيرة. تتم دراسة الكيتو لتخفيف أعراض مرضى الاضطرابات العصبية مثل مرض باركنسون، ولكن لم تؤكد الأبحاث العلمية فوائدها بشكل تام.

سلبيات حمية الكيتو

تميل الحميات منخفضة الكربوهيدرات إلى حدوث معدلات أعلى من الآثار الجانبية، وقد يؤدي الالتزام بها إلى الاستغناء عن العديد من الأطعمة الصحية، ما يجعل من الصعب تلبية احتياجاتك من العناصر الغذائية.

أبلغ معظم الأشخاص الذين جربوا هذا النظام الغذائي عن أعراض أولية مثل رائحة الفم الكريهة، والصداع، وتشنجات العضلات، والغثيان، وقد يؤدي نقص الألياف إلى الإمساك، والتي يمكن أن تعرف مجتمعة باسم إنفلونزا الكيتو. تشمل المخاطر الصحية طويلة المدى حصيات الكلى وهشاشة العظام وأمراض الكبد.

صعوبة الاستمرارية والمتابعة

نظرًا لهذا التقييد الشديد، يجد الكثيرون صعوبة في الحفاظ على هذه الحمية والالتزام بها، لأنه غالبًا ما يتطلب إغفال العديد من الأطعمة بما في ذلك ليس فقط (الحبوب والبقوليات) ولكن أيضًا معظم الفاكهة والحليب واللبن وأنواع كثيرة من الخضروات. نتيجة لذلك، قد يحدث نقص بعض العناصر الغذائية، بما في ذلك فيتامين أ وفيتامين ج وفيتامين ك وحمض الفوليك، وكذلك الألياف الغذائية. يواجه العديد من الأشخاص صعوبة في الالتزام بمثل هذا النظام الغذائي المقيد. بالنسبة للآخرين، يمكن أن تؤدي طبيعتها الجامدة إلى اضطرابات الأكل والوسواس القهري.

مخاطر قلبية

يمكن أن يكون لطبيعة النظام الغذائي عالية الدهون آثار سلبية على صحة القلب. من الناحية العملية، يتناول الكثير من الناس كميات كبيرة من الدهون المشبعة، ما قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تحدث زيادة في نسبة الدهون في دم المرضى الذين يتبعون حمية الكيتو في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع.

مخاطر على الكلى

المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى لديهم مخاطر متزايدة عند تطبيق نظام كيتو الغذائي بسبب الكيتونات الإضافية التي يجب على نظامهم الكلوي معالجتها. يعاني بعض الأشخاص أيضًا من الجفاف عند اتباع حمية الكيتو لأنهم يفتقرون للغليكوجين، الذي يحتجز الماء من مجرى الدم.

هوس الطعام

يمكن أن تؤدي مراقبة الطعام عن كثب إلى اضطرابات نفسي، مثل النهم العصبي. يمكن أن يؤدي التقييد إلى الإفراط في تناول الطعام، والذي غالبًا ما يؤدي إلى الشعور بالذنب، والذي يؤدي بعد ذلك إلى العودة إلى التقييد في دورة مستمرة مغلقة.

قد يأتي فقدان الوزن السريع في البداية من فقد الماء وقد لا يكون مؤشرًا على فقدان الوزن الحقيقي. يعتقد بعض خبراء الصحة أنه إذا تناولت كميات كبيرة من الدهون والبروتينات من مصادر حيوانية، فقد يزداد خطر إصابتك ببعض أنواع السرطان.

إذا اخترت اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، فاحرص على الانتباه إلى الدهون والبروتينات التي تختارها. قلل من الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة، مثل اللحوم ومنتجات الألبان عالية الدسم، والتي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love