ربما لاحظت أو شاهدت المقولات على وسائل التواصل الاجتماعي أن فيتامين سي يمكن أن يساعد في تخفيف أو علاج الإصابة بـ “كوفيد-19”. في هذه المقالة سنتعرف كيف يؤثر فيتامين سي على المناعة. وكيف يُستخدم لعلاج COVID-19، وما إذا كان تناول مكمل غذائي عن طريق الفم مفيدًا.
المحتويات
ما هو فيتامين C؟
فيتامين سي هو عنصر غذائي يحتاجه الجسم لتكوين الأوعية الدموية والغضاريف والعضلات والكولاجين في العظام. إنّ فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة التي تساعد في حماية الخلايا من آثار الجذور الحرة الضارة التي تنتج في الجسم. وهي جزيئات تنتج عندما يتعرض الجسم لدخان التبغ والإشعاع من الشمس أو الأشعة السينية أو مصادر أخرى. وقد تلعب الجذور الحرة دورًا في أمراض القلب والسرطان وأمراض أخرى. يساعد فيتامين سي الجسم أيضًا على امتصاص الحديد وتخزينه.
لأن الجسم لا ينتج فيتامين سي، فأنت بحاجة للحصول عليه من النظام الغذائي. يوجد فيتامين سي في الحمضيات والتوت والبطاطا والطماطم والفلفل والملفوف والبروكلي والسبانخ. ويتوفر أيضًا كمكمل غذائي عن طريق الفم، وعادةً ما يكون في شكل كبسولات وأقراص قابلة للمضغ. تزداد احتمالية نقص فيتامين سي عند الأشخاص المدخنين أو عند التعرض للتدخين السلبي، أو عند بعض أمراض الجهاز الهضمي وأنواع معينة من السرطان. كما أن اتباع نظام غذائي محدود لا يشمل الفواكه والخضروات يمكن أن يؤدي إلى النقص الحاد في فيتامين سي. ويسبّب مرضًا يسمى الإسقربوط، الذي يسبب فقر الدم ونزيف اللثة والكدمات وضعف التئام الجروح.
الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين سي هي 90 ملليغرام للرجال البالغين و75 ملليغرام للنساء البالغات.
كيف يؤثر فيتامين سي على المناعة؟
يؤثر فيتامين سي على الصحة المناعية بعدة طرق. يمكن أن يؤدي دوره المضاد للأكسدة إلى تقليل الالتهاب، ما قد يساعد في تحسين وظائف المناعة. يحافظ فيتامين سي أيضًا على البشرة الصحية من خلال زيادة إنتاج الكولاجين مما يساعد الجلد على العمل كحاجز وظيفي لمنع المركبات الضارة من دخول الجسم. يمكن لفيتامين سي الموجود في الجلد أيضًا أن يعزز التئام الجروح.
يعزز الفيتامين أيضًا نشاط الخلايا البالعة، والخلايا المناعية التي يمكنها “ابتلاع” البكتيريا الضارة والجزيئات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يعزز نمو وانتشار الخلايا اللمفاوية. وهي نوع من الخلايا المناعية التي تزيد من نسبة الأجسام المضادة في الدورة الدموية، والبروتينات التي يمكنها مهاجمة المواد الغريبة أو الضارة في الدم.
في الدراسات التي أجريت حول فعاليته ضد الفيروسات التي تسبب نزلات البرد. لم يبد أن فيتامين C يجعل الجسم أقل عرضة للإصابة بنزلة برد. ولكنه قد يساعد على التعافي من الزكام بشكل أسرع ويقلل من حدة الأعراض. تشير الأبحاث أن الجرعة العالية من فيتامين C يمكن أن تقلل من التهاب الرئة، وهو مرض من أمراض الجهاز التنفسي الحاد التي تسببها الفيروسات. ويجب عدم تناول جرعات عالية من مكملات فيتامين C حتى عن طريق الفم لأنها يمكن أن تسبب آثارًا جانبية مثل الإسهال.
فيتامين سي وكوفيد -19
في مقال نُشر في المجلة الصينية للأمراض المعدية. أيدت جمعية شنغهاي الطبية استخدام جرعة عالية من فيتامين C كعلاج للأشخاص المصابين بـ “كوفيد-19” في المستشفيات.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة أُجريت عام 2019 أن الجرعة العالية من فيتامين سي قد تساعد المرضى في وحدات العناية المركزة للأمراض الحرجة، حيث يساعد الفيتامين على تقليل مدة الإقامة في وحدة العناية المركزة بنسبة 8% وتقصير مدة التهوية بنسبة 18.2%.
على الرغم من أن الجرعات العالية من فيتامين سي، تُختبر حاليًا لمعرفة ما إذا كان بإمكانها تحسين وظائف الرئة لدى الأشخاص المصابين بـ “كوفيد-19″، فلا يوجد دليل مباشر يشير إلى أن الجرعات العالية من مكملات فيتامين سي الفموية يمكن أن تساعد في علاج المرض. في الواقع، يمكن أن تسبب مضاعفات مثل الإسهال.
هل نحتاج إلى مكملات فيتامين سي؟
في الوقت الحالي، لا يوجد دليل يدعم استخدام مكملات فيتامين سي عن طريق الفم للوقاية من كوفيد-19، فقد يساعد فيتامين سي في تقصير مدة وشدة نزلات البرد التي تسببها الفيروسات الأخرى، لكن هذا لا يضمن أنه سيكون له نفس التأثير على الفيروس التاجي الذي يسبب كوفيد-19.
بالإضافة إلى ذلك، فيتامين سي هو فيتامين قابل للذوبان في الماء، ما يعني أن الكميات الزائدة لا يتم تخزينها في الجسم بل يتم التخلص منها عن طريق البول، وإن تناول المزيد من فيتامين سي، لا يعني أن الجسم يمتص المزيد. قد تتسبب مكملات فيتامين C، عالية الجرعات في حدوث الإسهال، حيث يمكنها إرسال إشارات للجسم، لسحب الماء من الخلايا إلى الجهاز الهضمي.
على الرغم من أن الجرعات العالية من فيتامين سي، تبدو واعدة لعلاج كوفيد-19، إلا أن هذه الجرعات كانت عالية بشكل استثنائي وأُعطيت عبر الوريد ولم يتم تناولها عن طريق الفم. بالإضافة إلى ذلك، أُعطيت في الحالات الشديدة فقط. لذلك من الأفضل تناول نظام غذائي مليء بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، والتي توفر بشكل طبيعي فيتامين سي، الذي يحتاجه الشخص السليم إلى جانب العديد من العناصر الغذائية ومضادات الأكسدة الأخرى.
اختيار المكملات
إذا اخترت تناول مكمل فيتامين سي، فمن المهم اختيار مكمل عالي الجودة وتناول الجرعة الصحيحة. بالرغم من أنه يتم تنظيم المكملات الغذائية من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA)، إلا أنها لا تخضع لنفس معايير السلامة مثل المستحضرات الصيدلانية، وبالتالي من المهم شراء المكملات الغذائية من الشركات ذات السمعة الطيبة.
بعض المنظمات التابعة لجهات خارجية مثل:
- NSF International.
- ConsumerLab.
- United States Pharmacopeia، واختصارها “USP”.
تختبر المنظمات السابقة المكملات، للتأكد من نقائها ودقة النتائج. إن الحد الأعلى لمكمل فيتامين سي “الكمية التي يمكن أن يستهلكها معظم الناس يوميًا دون آثار سلبية” هي 2000 مجم. وتوفر معظم مكملات فيتامين سي، جرعة يومية تتراوح بين 250-1000 مجم. لذلك قد يكون من السهل تجاوز الحد الأقصى المسموح به إذا لم تكن حريصًا، لذلك يجب التأكد من قراءة العبوة وتناول الجرعة الموصى بها فقط لتجنب المضاعفات.
قد يتداخل فيتامين سي أيضًا مع العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي أو أدوية خفض الكوليسترول. مع ذلك، عند استخدامها في الأهداف السريرية التي تعالج المرضى المصابين بأمراض خطيرة، تكون الجرعات العالية جدًا من فيتامين سي آمنة ولا ترتبط بآثار جانبية كبيرة. لذلك، إذا كان لديك أي مخاوف بشأن مكملات فيتامين سي، فيجب عليك استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بك قبل إضافتها إلى الروتين اليومي.