هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

الرهاب الاجتماعي هو حالة طبية تسبب الخوف والقلق، وتحدُث عندما يتواجد الشخص بين الناس في مواقف اجتماعية. يخشى الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي من أن يحكم عليهم الآخرون أو يراقبونهم، ويعالج هذا الاضطراب بالعلاج السلوكي المعرفي والأدوية.

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي هو اضطراب نفسي، يشعر المصاب به بخوف شديد ومستمر من أحكام الآخرين عليه أو أرائهم حوله في مواقف اجتماعية محددة أو جميعها بما في ذلك:

  • لقاء أناس جدد.
  • استقبال أو إجراء مكالمات هاتفية.
  • استخدام الحمامات العامة.
  • طلب المساعدة في مطعم أو متجر أو مكان عام آخر.
  • الإجابة على سؤال أمام الناس.
  • الأكل أمام الناس.
  • التحدث أمام الناس.

من السمات الأساسية للرهاب الاجتماعي الخوف من أن يتم الحكم عليك أو رفضك أو إهانتك.

على من يؤثر الرهاب الاجتماعي؟

قد يؤثر الرهاب الاجتماعي على أي شخص، حيث يعاني معظم المصابون من الأعراض قبل بلوغهم ال20 من عمرهم، كما تعاني النساء من معدلات رهاب اجتماعي أعلى من الرجال، والرهاب الاجتماعي ليس نادرًا، إذ يعاني ما يقارب 5٪ إلى 10٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم من الرهاب الاجتماعي، وهو ثالث أكثر اضطرابات الصحة النفسية شيوعًا.

ما أنواع الرهاب الاجتماعي؟

قد يعاني المصاب بالرهاب الاجتماعي من شكل خفيف أو متوسط ​​أو شديد منه، حيث يعاني البعض من أعراض تظهر مع نوع واحد فقط من المواقف مثل: تناول الطعام أمام الآخرين، بينما يعاني الآخرون من أعراض تظهر في جميع أشكال التفاعلات الاجتماعية.

تتضمن المستويات المختلفة للرهاب الاجتماعي ما يلي:

  • الرهاب الاجتماعي الخفيف: قد يعاني الشخص المصاب برهاب اجتماعي خفيف من الأعراض الجسدية والنفسية للرهاب الاجتماعي، ولكنه يحاول أن يشارك في المواقف الاجتماعية أو يتحملها.
  • الرهاب الاجتماعي المعتدل: قد يعاني الشخص المصاب برهاب اجتماعي معتدل من أعراض جسدية ونفسية للرهاب الاجتماعي، ولكنه يشارك في بعض أنواع المواقف الاجتماعية ويتجنب أنواع أخرى منها.
  • الرهاب الاجتماعي الشديد: قد يعاني الشخص المصاب برهاب اجتماعي شديد من أعراض أكثر حدة مثل: نوبات الهلع، فيتجنب المواقف الاجتماعية بأي ثمن. 

من الشائع أن يكون لدى المصاب قلق استباقي عند مواجهة هذه المواقف، وأن يتأرجح بين مستويات مختلفة من الرهاب الاجتماعي طوال حياته. بغض النظر عن نوع الرهاب الاجتماعي لديك فمن المهم أن تبحث عن العلاج لأنه يؤثر على جودة حياتك. [1]

اقرأ أيضًا: لماذا يُصاب المراهقون بالرهاب الاجتماعي؟

ما الفرق بين الإصابة بالرهاب الاجتماعي والخجل؟

تتداخل الإصابة بالرهاب الاجتماعي باستمرار مع الأنشطة اليومية أو تمنعك منها مثل: الذهاب إلى البقالة أو التحدث إلى أشخاص آخرين، مما يؤثر سلبًا على علاقاتك المهنية والشخصية، لكن يمكن لأي شخص أن يشعر بالخجل من وقت لآخر وهو لا يؤثر على الحياة اليومية.

العوامل الثلاثة الرئيسية التي تميز القلق الاجتماعي عن الخجل هي:

  1. إلى أي مدى يتعارض مع حياتك اليومية؟
  2. ما شدة خوفك وقلقك؟
  3. كم تتجنب مواقف معينة؟

لا يحاول الكثير من المصابين بالرهاب الاجتماعي الحصول على المساعدة أو طلب العلاج لأنهم يعتقدون أن الأمر جزء من شخصيتهم، لكن من المهم التواصل مع طبيبك إذا كنت تعاني من أعراض مستمرة وشديدة في المواقف الاجتماعية.

ما هي علامات وأعراض الرهاب الاجتماعي؟

عندما يضطر المصابون بالرهاب الاجتماعي إلى الأداء أمام الآخرين أو التواجد حولهم، فإنهم يميلون إلى معايشة أعراض وسلوكيات وأفكار معينة. 

تشمل الأعراض الجسدية والفيزيولوجية لاضطراب القلق الاجتماعي ما يلي:

  • احمرار الوجه أو التعرق أو الارتجاف أو الشعور بضربات القلب في المواقف الاجتماعية.
  • التوتر الشديد لدرجة الشعور بالغثيان في المواقف الاجتماعية.
  • تجنب التواصل البصري عند التعامل مع الآخرين.

تتضمن الأفكار والسلوكيات التي قد تكون من علامات الرهاب الاجتماعي ما يلي:

  • الشعور بالخجل الشديد أمام الآخرين.
  • الشعور بالإحراج أمام الآخرين.
  • الشعور بالخوف الشديد أو القلق من أن الآخرين سيحكمون عليك بشكل سلبي أو يرفضونك.
  • صعوبة التواجد حول أشخاص آخرين وخاصة الغرباء.
  • تجنب الأماكن المكتظة بالناس.

كيف يشخص الرهاب الاجتماعي؟

يشخص الطبيب الرهاب الاجتماعي بناءً على معايير اضطراب القلق الاجتماعي الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

من أهم المعايير ما يلي:

  • المعاناة من الخوف أو القلق المستمر والشديد بشأن المواقف الاجتماعية بسبب اعتقادك أنك ستحاكم بشكل سلبي أو ستهان من قبل الآخرين.
  • تجنب المواقف الاجتماعية التي قد تسبب لك القلق أو تحملها بخوف شديد.
  • قلق شديد لا يتناسب مع الموقف.
  • المعاناة من القلق أو الضيق من المواقف الاجتماعية التي تتداخل مع حياتك اليومية.
  • يجب أن يكون لدى الشخص أعراض الرهاب الاجتماعي لمدة ستة أشهر على الأقل حتى يُشخص.

هل يمكن علاج الرهاب الاجتماعي؟

يمكن علاج الرهاب الاجتماعي بالعلاج السلوكي المعرفي (CBT) والأدوية مثل مضادات الاكتئاب.

العلاج السلوكي المعرفي: هو شكل من أشكال العلاج النفسي، حيث يعمل معالجك النفسي معك لتغيير أنماط تفكيرك وسلوكك غير المفيد. يشمل العلاج المعرفي السلوكي عادةً جلسات متعددة من خلال التحدث وطرح الأسئلة،حيث  يساعدك المعالج أو الاختصاصي النفسي على اكتساب منظور مختلف يعلمك كيفية الاستجابة والتعامل بشكل أفضل مع التوتر والقلق والمواقف الصعبة.

ما الأدوية المستخدمة في علاج الرهاب الاجتماعي؟

تعتبر مضادات الاكتئاب الخط الأول الفعال لعلاج اضطرابات الاكتئاب والقلق، تُستخدم الأدوية المضادة للقلق عادةً لفترات زمنية أقصر، تفيد حاصرات بيتا أيضاً لعلاج أعراض الرهاب الاجتماعي، وتشمل الأدوية المحددة المستخدمة لعلاج الرهاب الاجتماعي ما يلي:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية.
  • البنزوديازيبينات.
  • حاصرات بيتا.

قد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة الدواء المناسب لك الجرعة المثالية، يجعلك بدء علاج الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه أقرب بخطوة إلى الشعور بالتحسن. [2]

اقرأ أيضًا: كيف يمكنك التغلب على الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي هو حالة شائعة تؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم، إذا كنت تعاني من علامات الرهاب الاجتماعي أو تم تشخيصك به، فأنت لست وحدك، قد يكون الشعور بالقلق الاجتماعي مخيفًا، إلا أنه قابل للعلاج. 

صحتك العقلية لا تقل أهمية عن صحتك الجسدية لذا تحدث مع طبيبك حول ما تعانيه، وتذكر كلما حصلت على المساعدة والعلاج بشكل أسرع كلما تحسنت بشكل أكبر، ويمكنك الحصول على المساعدة عبر تطبيق كيورا

انضم الآن إلى برنامج اضطراب الرهاب الاجتماعي، واحصل على استشارات من أفضل الأطباء المتخصصين في المملكة العربية السعودية.

المراجع

[1] Social Anxiety Disorder (Social Phobia), my.clevelandclinic.org, retrived 14/2/2022

[2] Social Anxiety Disorder, www.healthline.com, retrived 15/2/2022

Loading spinner
Share your love