إن جملة ” أشعر أنني لا أملك مشاعر بعد الآن” هي جملة شائعة عند الأشخاص الذين يعانون من الذهان أو من الاكتئاب أو الأشخاص الذين يتعافون من تجربة مؤلمة.
قد يكون من المزعج فقدان القدرة على الشعور أو فقدان القدرة على إظهار مشاعرك، خصوصًا عندما تتعرض لحدث صادم، إذ يمكن أن تجعلك الصدمة تشعر بالخدر وفقدان المشاعر. في حالة الاكتئاب، يأتي الشعور بالخدر أيضًا مع الحزن أو قد تشعر بالثقل أو البطء في جسدك، وغالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من الذهان أنه لم يعد لديهم مشاعر، وفي نفس الوقت قد يسمعون أو يرون أشياء قد لا تكون موجودة.
المحتويات
هل حالة فقدان المشاعر شائعة؟
تعتبر الحالات التي تؤثر على المشاعر شائعة جدًا، حيث أن 70% من الناس يعانون من الصدمة في حياتهم، و10% من الناس يعانون من الاكتئاب، و3.5% من الناس يعانون من الذهان.
عندما تفقد القدرة على الشعور أو القدرة على التعبير عن أي مشاعر، فإن هذا يسمى ” التأثير المطلق “. إذا كنت تشعر بالخدر بحال المشاعر الإيجابية فقط ولكنك لا تزال قادرًا على الشعور بمشاعر سلبية، فإن هذا يسمى ” انعدام التلذذ “، وهو عرض شائع للاكتئاب ويظهر في كثير من حالات الصحة العقلية. يوجد أيضًا ما يسمى ” التأثير المسطح ” وهو أقل شيوعًا، ولكنه غالبًا ما يكون أحد أعراض الذهان.
إذا كنت تعتقد أنك قد تعاني من أعراض الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة ( وهو أمر شائع لدى الأشخاص الذين عانوا من الصدمة)، فيمكنك إجراء اختبار الاكتئاب المجاني أو اختبار اضطراب ما بعد الصدمة. [1]
هل فقدان الإحساس والمشاعر مرض؟
يمكن أن يكون الشعور بالخدر العاطفي أو عدم الشعور بالعواطف من أعراض العديد من الحالات الطبية المختلفة. قد يحدث أيضًا كتأثير جانبي لبعض الأدوية. يخلق الخدر العاطفي إحساسًا بالفراغ أو العزلة أو الانفصال العاطفي عن بقية العالم. يمكن أن يكون هذا الخدر أمرًا لا يطاق بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين يعانون منه. تعرف على شكله، ولماذا يحدث، وكيفية إدارته ومنعه.
ما هو الشعور بالخدر العاطفي أو فقدان الإحساس؟
قد يكون من الصعب تخيل الخدر العاطفي، والذي يُطلق عليه أحيانًا التخميد العاطفي، يصفه بعض الناس بأنه شعور بالفراغ أو اليأس، بينما أفاد آخرون بأنه شعور بالعزلة، ويشعر البعض كما لو أنه ليس لديهم مستقبل أو أنه لا أمل في أن يتلاشى الخدر أبدًا.
ويصف أحد المصابين بالخدر العاطفي حالته قائلًا: غالبًا ما أشعر بأنني غير مرئي، وكأنني شبح، أشاهد عائلتي تتفاعل مع بعضها البعض، لكنني أشعر أن هناك حاجزًا غير مرئي يمنعني من الانضمام إليهم، وغالبًا ما يبدو العالم من حولي سطحيًا إلى حد ما ، أنا ببساطة أعاني من الحركات ولا يمكنني الاتصال ببيئتي، ويصف بعض الناس الخدر العاطفي بأنه شعور بعدم التركيز.
ما الذي يسبب فقدان الإحساس؟
هناك عدد من الأشياء المختلفة التي يمكن أن تسبب فقدان الإحساس أو حدوث الخدر العاطفي، في حين أن الاكتئاب والقلق هما الأكثر انتشارًا بين الأسباب، وتشمل الأسباب الأخرى ما يلي:
- هرمونات الإجهاد والتوتر: يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول إلى الخدر العاطفي لدى بعض الأشخاص.
- اضطراب ما بعد الصدمة: يمكن أن يكون اضطراب الكرب بعد الصدمة (PTSD)، والذي قد يغير من مستويات هرمون التوتر لديك، مرتبطًا بالاكتئاب والقلق وأعراض مثل الخدر العاطفي.
- الأدوية: تؤثر بعض الأدوية المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب على كيفية معالجة الدماغ للمزاج والعاطفة. تؤثر مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) على مستويات السيروتونين في دماغك، مما قد يغير أيضًا من مستويات الدوبامين.
- اضطراب الاغتراب عن الواقع وتبدد الشخصية: قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب تبدد الشخصية والغربة عن الواقع من تنميل وخدر في عقولهم أو في أجسادهم.
- التعب: المعاناة من الإرهاق الجسدي يمكن أن يؤدي ببعض الناس إلى فقدان الإحساس والمشاعر.
كيف يعالج فقدان الإحساس؟
تتمثل الخطوة الأولى في علاج فقدان الإحساس في تحديد السبب الكامن وعلاجه. يمكن لاختصاصي الرعاية الصحية المساعدة في ذلك أو قد يحيلك إلى اختصاصي الصحة النفسية.
سيتم سؤالك عن الأدوية التي تتناولها والأعراض الأخرى التي تعاني منها، إذا اعتقد طبيبك أن اللوم يقع على أحد الأدوية الخاصة بك فقد يستبدله بدواء آخر.
للبدء في الحصول على راحة فورية من الخدر العاطفي أو فقدان الإحساس، يمكنك تجربة عدة خيارات علاجية منها:
تحديد موعد مع اختصاصي الصحة النفسية
يمكن أن يقدم اختصاصي الصحة العقلية تقنيات التأقلم لمساعدتك على استعادة مشاعرك، ويمكن لبعض المهنيين مثل: الأطباء النفسيين، وصف أدوية مختلفة.
بينما تستغرق مضادات الاكتئاب عادةً ما يصل إلى 6 أسابيع لبدء مفعولها، فقد يصف لك طبيبك أدوية مضادة للقلق مثل: البنزوديازيبينات أو حاصرات بيتا؛ لتتناولها بينما يتراكم الدواء الآخر في نظامك.
الاعتماد على نظام الدعم الخاص بك
حتى إذا كنت تواجه مشكلة في التواصل، تواصل مع الأشخاص الذين يحبونك فقد يكونون قادرين على مساعدتك، وقد تجد الراحة في إخبارهم بما تمر به.
لا تكن كسولًا
عندما تشعر بالخدر، فإن آخر شيء قد ترغب في القيام به هو النهوض والتحرك، لكنه من أفضل الأشياء التي يمكنك القيام بها.
تعتبر دروس الجري والسباحة واليوغا والكيك بوكسينغ جميعها رائعة لتخفيف التوتر، ولكن حتى مجرد التنزه في الحي يمكن أن يساعد في إغراق عقلك بالإندورفين. للحصول على أفضل النتائج، مارس الرياضة يوميًا. [2]
الحصول على قسط كاف من النوم
الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيد كل ليلة يمكن أن يساعد في تحسين مزاجك.
الرعاية الذاتية على المدى الطويل
بالنسبة لطرق العلاج طويلة المدى والوقاية من فقدان الإحساس، قد ترغب في اتباع الأساليب التالية:
- اتباع نظام غذائي صحي: من خلال تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية فإنك تغذي جسمك للعمل في أفضل حالاته، ومن أفضل الأغذية: الأسماك والفواكه والخضروات الطازجة والأطعمة الأخرى الغنية بمضادات الأكسدة.
- التقليل من التوتر: التقليل من التوتر أو تحسين طريقة إدارته يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على جسمك، ويساعدك على استعادة الشعور العاطفي. قلل من الضغوط في حياتك، ومارس أساليب التخلص من التوتر مثل: التأمل أو اليقظة لإدارة التوتر بشكل أفضل.
- تعلم كيفية التعرف على المشاعر والتعبير عنها: بالنسبة لأولئك الذين كانوا مخدرين عاطفيًا لفترة طويلة، قد يكون من الصعب تحديد أو معالجة المشاعر المختلفة. يمكن لاختصاصي الصحة العقلية المساعدة في ذلك. حدد موعدًا مع متخصص في منطقتك يمكنه مساعدتك في الاستفادة من مشاعرك.
إذا كنت تعاني من فقدان الإحساس فاعلم أنه بغض النظر عما تشعر به، فأنت لست وحيدًا ولن يستمر هذا الإحساس إلى الأبد. تواصل مع الأشخاص الذين تحبهم وحدد موعدًا مع اختصاصي الصحة النفسية، حيث يمكنهم مساعدتك في سد الفجوة وتقريبك خطوة من الشعور بمشاعرك.
المراجع
[1] Understanding Emotional Numbness. www.healthline.com. retrieved 29/4/2023.
[2] I Feel Nothing. psychcentral.com. retrieved 29/4/2023.