يملك الاكتئاب تأثيرًا واسعًا على حياة الشخص المصاب به، ويتشعب بأعراضه المتنوعة لتشمل الحالة الجسدية والنفسية والعاطفية والفكرية للمصاب، يوصف الاكتئاب تارة بأنه اضطراب نفسي وتارة أخرى بأنه اضطراب عقلي، لكنه في الحقيقة يملك خصائص من النوعين.
تعرف معنا في هذا المقال على الفرق بين الاضطراب النفسي والعقلي، وعلى اضطراب الاكتئاب وكيف يمكن علاجه.
المحتويات
ما هو الفرق بين الاضطراب النفسي والاضطراب العقلي؟
يستخدم مصطلح الاضطراب النفسي والعقلي بشكل متبادل عادة في وصف الاضطرابات المعروفة مثل: اضطراب الاكتئاب واضطراب القلق واضطراب ثنائي القطب، مع هذا توجد بعض الفروق الطفيفة بين هذين المصطلحين تعتمد على العوامل المنتجة للاضطراب والنقاط الخاصة بالاضطراب التي يعرفها كل مصطلح.
يركز الاضطراب النفسي في تعريفه على العوامل البيئية والاجتماعية مثل: غياب الدعم الاجتماعي والعاطفي، وضغط العمل، والتعرض للصدمات النفسية، التي يعاني منها المريض وساهمت في إصابته بالاضطراب، يحلل الطبيب النفسي هذه العوامل، ويأخذها في الحسبان عند وضع خطة العلاج.
على الجانب المقابل يركز مصطلح الاضطراب العقلي على الأعراض التي يختبرها المصاب ويعبر عنها ويلاحظها الطبيب عليه، وأيضًا على العوامل الداخلية والشخصية مثل: العوامل الوراثية والبيولوجية التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاضطراب إلى جانب العوامل البيئية والاجتماعية.
لهذا، يعد اضطراب الاكتئاب اضطرابًا نفسيًا وعقليًا في ذات الوقت، يحمل في أٍسباب نشوئه عوامل بيئية واجتماعية يعاني بسببها المريض، وعوامل وراثية وبيولوجية تزيد من احتمالية إصابته بالاضطراب عند المرور في ظروف غير سليمة وضاغطة. [1]
اقرأ أيضًا: كيف يؤثر الاكتئاب على تفكيرك.
ما أعراض اضطراب الاكتئاب؟
يختلف اضطراب الاكتئاب عن الحزن والإرهاق الذي يختبره الإنسان بين حين وآخر لأسباب كثيرة مختلفة، يستمر هذا الحزن والكرب قليلًا، ويكون مؤقتًا في طبيعته، ويحمل سببًا واضحًا يزول بزوال هذا السبب. على الجانب الآخر، يتميز الاكتئاب بطبيعته المديدة، أو حتى المعاودة في نوبات تستمر لأشهر، أيضًا يجرّد الاكتئاب المصاب به من قدرته على المقاومة، ويعيقه عن استعادة مسار حياته ودفّة قيادتها، ويتعدى في أعراضه حدود النفس والعاطفة، وينطلق ليؤثر على الحالة الجسدية للمصاب. تتضمن أعراض الاكتئاب ما يلي:
- الشعور بفقدان الأمل والفراغ والرغبة في البكاء والحزن العميق.
- الزيادة في العصبية والانزعاج حتى من الأشياء البسيطة والصغيرة، فتظهر على شكل نوبات من الغضب المزمجر.
- فقدان الشغف والاهتمام في مجمل النشاطات والمهام سواء في العمل أو الهوايات.
- الشعور بتأنيب الضمير وعدم الاستحقاق، والتركيز الشديد على أخطاء الماضي وعثراته.
- المعاناة من اضطراب النوم والأرق وفقدان الطاقة والتعب المستمر.
- انخفاض الشهية وفقدان الوزن أو ازدياد الشهية وكسب الوزن.
- المعاناة من مشاكل التركيز والتفكير والذاكرة.
- امتلاك أفكار لإيذاء النفس والذات تصل حد الانتحار في الحالات الشديدة.
ليس من الضروري أن يملك المصاب جميع هذه الأعراض حتى يشخص بالاكتئاب، وهي تتنوع في وجودها وشدتها حسب شدة الاكتئاب وأسبابه وتلقي المصاب للعلاج أم لا. مع هذا، ما يميز الاكتئاب بصورة أفضل، هو أن تأثيره يكون واضحًا على حياة الشخص المصاب به، الذي يصل إلى درجة إعاقة النشاطات اليومية والنشاطات الاجتماعية والمهام والعمل. [2]
اقرأ أيضًا: هل يغير الاكتئاب من الشخصية.
كيف يتم علاج الاكتئاب؟
يستخدم العلاج النفسي السلوكي والعلاج الدوائي في علاج اضطراب الاكتئاب، حيث يصف الطبيب النفسي الأدوية التي تساعد على التخفيف من بعض الأعراض المميزة، في حين يساعد العلاج النفسي السلوكي تحت إشراف المعالج النفسي على استيعاب جوانب الاكتئاب الذي يعاني منه المريض وتعلم كيفية التعامل مع المشاعر والأفكار المتعلقة به.
توجد عدة أنواع من الأدوية المضادة للاكتئاب، يعمل كل منها بطريقة مختلفة عن الأخرى، ويملك كل نوع آثارًا جانبية يأخذها الطبيب والمصاب في الحسبان عند وضع خطة العلاج.
تختلف خطة العلاج الدوائية من مصاب لآخر، إذ يستجيب بعض المصابين بالاكتئاب لدواء واحد بينما يستجيب البعض الآخر لمجموعة من الأدوية، وتتعلق هذه الاستجابة بالكثير من العوامل التي تختص بالاكتئاب نفسه وأيضًا بجسد المصاب وكيفية استجابته للأدوية.
ليس من الضروري أن تظهر الآثار العلاجية للأدوية فورًا، إذ تحتاج بعض الأدوية لفترة قد تصل لأسابيع أو أكثر من الالتزام المستمر بالعلاج حتى يظهر التأثير الفعال للدواء، بينما يسبب الإيقاف المفاجئ للعلاج مفاقمة لأعراض الاكتئاب؛ لذلك من المهم جدًا الالتزام بخطة العلاج والاستمرار عليها، والتحلي بالصبر والإيمان بفعالية العلاج وبقدرتك على استعادة نشاط حياتك وطاقتها.
يشرف المعالج النفسي على خطة العلاج النفسي السلوكي، حيث يعمل المعالج إلى جانب المصاب على تحليل جوانب الاكتئاب الذي يعاني منه من أفكار ومشاعر وعوامل أدت إلى وجود الاكتئاب، يتبعه تعليم المصاب كيفية التعامل مع هذه الأفكار والمشاعر، وعدم الاستسلام لها، وتوجيه طاقته نحو أفكار ومشاعر ومعتقدات تساعده على استعادة حياته وشغفه واهتماماته. [3]
في النهاية، إن الاكتئاب سواء كان اضطرابًا نفسيًا أم عقليًا ليس بالأمر المشين حتى يخجل الإنسان الذي يعاني منه، بل هو شخص يمر بظروف حرجة وصعبة يحتاج فيها إلى المساعدة والدعم الضروريين من نفسه أولًا ومن جميع الأشخاص المحيطين به ومن المعالج والطبيب النفسي؛ حتى يستعيد ما حرمه الاكتئاب منه مثل كثير من الأشخاص الذين تلقوا العلاج وتحسنوا عليه.
يمكنك أيضًا تعلم المزيد عن الاكتئاب والصحة النفسية والجسدية عبر تطبيق كيورا والمشاركة في البرامج العلاجية تحت إشراف أفضل الأطباء الاختصاصيين في المملكة العربية السعودية. إن كنت تمر ببعض من هذه الظروف الصعبة والمرهقة وتشعر بأنك مصاب بالاكتئاب انضم الآن إلى برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب، وابدأ خطتك العلاجية مع أفضل الاختصاصيين النفسيين المعتمدين عبر تطبيق كيورا نحو تغيير أفضل.
المراجع
[1] What Is the Difference Between Psychological & Mental Problems?. Healthfully.com, retrieved 27/7/2017.
[2] Depression (major depressive disorder) Symptoms & causes. Mayo clinic.com, retrieved 14/10/2022
[3] Depression (major depressive disorder) Diagnosis & treatment, Mayo clinic.com. retrieved, 14/10/2022.