تعتبر عملية تصغير الثدي من عمليات التجميل الشائعة، إذ يتم سنويًا إجراء عشرات آلاف عمليات تصغير الثدي حول العالم. تتضمن هذه العملية إزالة الدهون الزائدة وأنسجة الثدي والجلد الزائد للحصول على ثدي أكثر تناسقًا مع باقي الجسم. تعتبر هذه العملية بشكل عام آمنة لمعظم السيدات، خاصة عند إجرائها بيد خبيرة، وقد أثبتت العديد من الدراسات فعاليتها، ولكن مثل باقي العمليات الجراحية، قد يحدث بسببها بعض المخاطر والتأثيرات الجانبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
إنَّ قرار إجراء عملية تصغير الثدي هو قرار شخصي للغاية، ويجب التفكير فيه بعناية. يحدد جرَّاح التجميل أثناء عملية الاستشارة ما إذا كانت السيدة مرشحة جيدة للجراحة، ويناقش معها النتائج المحتملة، كما يشرح لها أي مخاطر أو مضاعفات محتملة يمكن أن تحدث.
المحتويات
ما هي الأسباب التي تدفع لإجراء عملية تصغير الثدي؟
يمكن أن يسبب الثدي كبير الحجم مشاكل صحية وعاطفية، لأنه من الممكن أن يكون مصدرًا للألم وعدم الراحة، ويمكن أن يعيق الوزن الزائد للثديين القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية. غالبًا ما يكون الانزعاج العاطفي والنفسي المرتبط بوجود أثداء كبيرة مترهلة مشكلةً مهمةً مثلها مثل الانزعاج البدني والألم.
يمكن إجراء جراحة تصغير الثدي في أي عمر، حتى سن المراهقة، ولكن إذا لم يكتمل نمو الثديين بعد، فقد تضطر إلى إجراء عملية جراحية ثانية في وقت لاحق في الحياة.
كيف يتم إجراء عملية تصغير الثدي؟
يتم إجراء عملية تصغير الثدي تحت التخدير العام، وبشكل عام، تتضمن العملية ما يلي:
- نقل الحلمة إلى موقع جديد مع الحفاظ على ترويتها الدموية.
- إزالة الدهون الزائدة والأنسجة الغدية والجلد المترهل من الثديين.
- إعادة تشكيل أنسجة الثدي المتبقية.
- تستغرق العملية من 2 إلى 3 ساعات، اعتمادًا على حجم الثدي وظروف العملية، مع الحاجة عادةً إلى البقاء في المستشفى لمدة ليلة أو ليلتين.
ما هي مخاطر عملية تصغير الثدي؟
تشمل المخاطر المحتملة لجراحة تصغير الثدي ما يلي:
- مخاطر التخدير العام وإمكانية وجود حاجة لإجراء جراحة ثانية.
- تحسس من الشريط اللاصق أو مواد الخياطة أو المواد اللاصقة أو منتجات الدم أو المستحضرات الموضعية أو المواد القابلة للحقن.
- عدوى.
- الألم الذي قد يستمر لفترات متفاوتة، مع تغير مؤقت أو دائم بالإحساس بجلد الثدي أو الحلمتين.
- نزف وتجمع الدم تحت الجلد وتشكل ورم دموي أو تراكم السوائل تحت الجلد وتشكل ورم مصلي.
- تموّت الأنسجة الدهنية العميقة في الجلد مع حدوث فقدان جزئي أو كلّي للحلمة والهالة.
- عدم القدرة على الرضاعة الطبيعية.
- تندب غير مناسب مع تلون الجلد وحدوث تصبّغات دائمة، أو ضعف التئام الشقوق الجراحية أو حدوث صلابة مفرطة في الثدي.
- عدم التناظر بين الثديين أو اختلاف محيط وشكل الثدي عن الطبيعي.
- إصابة البنى التشريحية العميقة مثل الأعصاب والأوعية الدموية. وقد تكون الإصابة مؤقتة أو دائمة أو حدوث تخثر في الأوردة أو جلطات دموية أو مضاعفات قلبية ورئوية.
يجب استشارة الطبيب المختص بحذر عند التفكير بعملية تصغير الثدي في حال كانت السيدة مدخّنة أو لديها حالات معينة مثل داء السكري أو السمنة المفرطة أو مشاكل قلبية، أو إذا كانت ببساطة لا ترغب بوجود ندبات على الثديين.
يمكن تأجيل عملية تصغير الثدي في الحالات التالية:
- الولادة: قد يمثل الحمل مشكلة اذا كانت السيدة ما تزال ترغب في الإنجاب وزيادة عدد أفراد الأسرة، ينصح في هذه الحالة بتأجيل إجراء العملية إلى ما بعد الانتهاء من الولادات. قد تكون الرضاعة الطبيعية صعبة بعد جراحة تصغير الثدي، على الرغم من أن بعض التقنيات الجراحية يمكن أن تساعد في الحفاظ على قدرتك على الرضاعة الطبيعية.
- فقدان الوزن: في حال وجود الرغبة بفقدان الوزن عن طريق تغيير النظام الغذائي والبدء في ممارسة التمارين الرياضية، يجب التفكير جيدًا ما إذا كانت جراحة تصغير الثدي مناسبة في الوقت الراهن. غالبًا ما يؤدي فقدان الوزن السريع إلى حدوث تغيرات واضحة في حجم وشكل الثدي.
ما هي إيجابيات عملية تصغير الثدي؟
واحدة من أكبر فوائد عملية تصغير الثدي هي التخلص من آلام الرقبة والكتف والظهر بمجرد أن يصبح الثديين أصغر حجمًا. وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل النساء يفكرن بهذا الإجراء. إلى جانب تخفيف هذه الآلام، يمكن أن يكون لتصغير الثدي تأثير إيجابي على الثقة بالنفس ونوعية الحياة التي تعيشها السيدات بشكل عام من خلال جعل حجم الثديين يتناسب بشكل أفضل مع بقية الجسم.
ستصبح العديد من الأنشطة التي كانت صعبة قبل إجراء العملية أسهل بكثير بعد ذلك. ستكون ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية أقل إرهاقًا، بينما لن يشكل ارتداء الملابس أي مشكلة بعد إجراء العملية.
يمكن أن يؤدي تصغير الثدي إلى تحسين احترام الذات أيضًا. يمكن أن تمنح هذه الجراحة التجميلية مزيدًا من الثقة في الملابس والمظهر الجديد في حال الشعور بالحرج أو ارتداء ملابس معينة لإخفاء الثديين.
ما هي سلبيات عملية تصغير الثدي؟
يستغرق العثور على جراح تجميل خبير وحسن السمعة بعض الوقت – ويمكن أن يكون الجانب السلبي لإيجاد جراح غير مؤهل أمرًا جوهريًا. يمكن أن تكون الجراحة التي يتم إجراؤها بشكل سيئ مؤلمة، أو تؤدي إلى مضاعفات ما بعد الجراحة، أو ببساطة تفشل في تحقيق المظهر المطلوب.
يستغرق التعافي عادةً من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. خلال هذا الوقت، يجب تجنب رفع الأشياء الثقيلة والقيام بنشاط بدني مجهد. قد يكون هذا مصدر قلق إذا كانت السيدة غير قادرة على أخذ إجازة من العمل أو بوجود مسؤوليات أخرى تتطلب النشاط البدني.
يمكن أن تترك الجراحات التجميلية ندبات خلفها. تتلاشى الندبات أو تختفي في معظم الحالات، ولكن قد لا يكون هذا هو الحال عند جميع النساء. يمكن أن يؤدي تصغير الثدي أيضًا إلى تقليل حساسية الحلمة. إذا كانت السيدة تقوم بالإرضاع أو تخطط لإرضاع الأطفال، فإن تصغير الثدي قد يمنع إنتاج الحليب بسبب إزالة الأنسجة. في حين أن هذا الأمر ليس مؤكدًا بأي حال من الأحوال، إذا كانت الرضاعة الطبيعية في المستقبل تمثل أولوية قصوى، فيجب أن يكون هذا الاحتمال جزءًا من عملية اتخاذ القرار قبل الجراحة.
باختصار: هل تعتبر عملية تصغير الثدي اّمنة؟
إن تصغير الثدي عملية جراحية تحمل العديد من المخاطر مثل جميع العمليات الأخرى، ولكن اختلاطاتها تعتبر نادرة جدًا خاصةً عند إجرائها بيد جرَّاح خبير ووفق دوافع وأسباب صحيحة. لذا للحصول على أفضل نتيجة يجب الموازنة بشكل عام بين الاختلاطات المحتملة والنتائج المتوقعة.