الصيام المتقطع: حقائق ومعلومات

يُوصي الأطباء بالصيام المتقطع، فما هو وما فوائده؟

انتشرت في السنوات الماضية أنواع عديدة من الحميات والأنظمة الغذائية المختلفة، والتي تهدف إلى تخفيف الوزن وتعزيز الصحة، ويعتبر الصيام المتقطع حاليًا من أشيع الأنظمة الغذائية المتبعة حول العالم. يعتمد هذا النوع من الصيام على التبديل الدوري بين فترات الصيام وفترات تناول الطعام وفق جدول زمني منتظم، وقد أكدت الدراسات أن الصيام المتقطع هو وسيلة فعالة لإنقاص الوزن وتحسين الصحة كما أنه فعال في العلاج والوقاية من بعض الأمراض، سنتعرف في هذا المقال على الصيام المتقطع وكيفية تطبيقه وبعض النصائح والحقائق الخاصة به بالإضافة إلى مدى فعاليته وأمانه.

ما هو الصيام المتقطع؟

تركز معظم الأنظمة الغذائية التقليدية على نوعية الأطعمة التي يجب أن تأكلها، وتلك التي ينبغي عليك الابتعاد عنها، إلا أن الصيام المتقطع يركز على توقيت تناول الطعام بدلًا من نوعيته، فالصيام المتقطع يعتمد على الصيام لعدد معين من الساعات كل يوم أو تناول وجبة طعام واحدة فقط لمدة يومين كل أسبوع، ويساعد ذلك الجسم على حرق الدهون بالإضافة إلى بعض الفوائد الصحية الأخرى، وخلال فترات الأكل مسموح للشخص تناول كافة أنواع الأطعمة وهذا ما يعتبر مناسبًا للأشخاص الذين لا يرغبون في حرمان أنفسهم من أطعمة معينة.

بعد مرور عدة ساعات من تناول الطعام تحدث بعض التغيرات في عملية الاستقلاب، فيستنفذ الجسم مخازن السكر ويبدأ في حرق الدهون، مما يؤدي إلى تخفيض الوزن ومستوى الدهون بالجسم وذلك ينعكس بشكل إيجابي على صحة الجسم، أما عند تناول ثلاث وجبات في اليوم فذلك يؤدي إلى تجديد مخازن السكر في كل مرة يأكل فيها المريض وعندها لا يتم حرق الدهون.

من أين أتت فكرة الصيام المتقطع؟

تكمن فكرة الصيام المتقطع بأن أجسادنا قد تطورت لكي تكون قادرة على البقاء بدون طعام لعدة ساعات أو حتى عدة أيام أو أكثر، ففي العصور القديمة وقبل أن يتعلم البشر الزراعة اعتمدوا على الصيد وجمع الثمار وتخزينها واعتادوا على البقاء لفترات طويلة دون تناول الطعام.

وحتى قبل 50 عامًا فقد كان من الأسهل الحفاظ على وزنك بشكل صحي فلم تكن هنالك أجهزة كمبيوتر وكانت البرامج التلفزيونية تنتهي في الساعة 11 مساءً ويتوقف الناس عن الأكل لأنهم يذهبون إلى الفراش، كما كان عدد الأشخاص الذين يقومون بتمارين رياضية ويلعبون في الخارج أكبر بكثير من الوقت الحالي.

أما في هذه الأيام فمع تواجد التلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة وغير ذلك من وسائل الترفيه الموجودة بشكل مستمر على مدار الساعة فذلك يدفع الأشخاص للبقاء مستيقظين لساعات أطول مع تناول وجبات متنوعة طوال اليوم كما قلت ممارسة التمارين الرياضية وكل ذلك أدى إلى زيادة انتشار السمنة والأمراض الاستقلابية المختلفة كداء السكري وارتفاع التوتر الشرياني والأمراض القلبية الوعائية وغير ذلك الكثير، وتظهر الدراسات العلمية أن الصيام المتقطع قد يساعد على الوقاية من هذا الخطر ويعزز الصحة النفسية والجسدية.

ما هي أساليب الصيام المتقطع؟

هناك عدة أساليب مختلفة للصيام المتقطع تتضمن جميعها تقسيم اليوم أو الأسبوع إلى فترات من تناول الطعام وفترات من الصيام، وخلال فترات تناول الطعام يمكن للشخص تناول كل الأطعمة التي يرغب بها، أما خلال فترات الصيام فلا يأكل الشخص أبدًا أو يأكل كميات قليلة للغاية من الأطعمة الخالية من الحريريات أو الحاوية على كمية قليلة منها، ومن أشيع أنظمة الصيام المتقطع:

  • نظام 16/8: وهذا النظام يعتمد على تخصيص فترة ثمانية ساعات لتناول الطعام ومن ثم الصيام لمدة 16 ساعة.
  • نظام (أكل – صيام – أكل): يتضمن هذا النمط من الصيام، صيام عن الطعام لمدة 24 ساعة في يومين بالأسبوع.
  • نظام 2:5: بهذه الطريقة يتم تناول وجبة واحدة في اليوم لمدة يومين غير متتالين أسبوعيًا ولكنك تأكل بشكل طبيعي في الأيام الخمسة الأخرى.
  • نظام الصيام المتناوب: في هذا النظام يتم الصيام لمدة يوم كامل مع تناول الطعام بشكل طبيعي في اليوم التالي ثم يعود الشخص للصيام من جديد.

يجد الكثير من الناس أن نظام الـ 16/8 هي الطريقة الأبسط والأكثر استدامة والأسهل للالتزام بها كما أنها الطريقة الأكثر شيوعًا، أما الأنظمة الأخرى فغالبًا ما يجدها المرضى صعبة التطبيق.

ما هي فوائد الصيام المتقطع؟

تم إجراء دراسات عديدة عن الصيام المتقطع أظهرت في معظمها أن للصيام المتقطع مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفوائد ومن أهمها:

  • إنقاص الوزن: كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يساعد الصيام المتقطع على تخفيض الوزن وكمية الدهون المتراكمة في الجسم دون الامتناع عن أنواع محددة من الأطعمة.
  • إنقاص مقاومة الأنسولين: من الممكن أن يقلل الصيام المتقطع من مقاومة الأنسولين وذلك يساعد على ضبط سكر الدم بشكل أفضل إلا أنه لا يجب استخدامه من قبل مرضى السكري.
  • تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية: يقلل الصيام المتقطع من مستويات الكولسترول الضار LDL والدهون الثلاثية ومستوى الوسائط الالتهابية في الجسم وهذا ما يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • تعزيز صحة الدماغ: يزيد الصيام المتقطع من إفراز بعض هرمونات الدماغ التي تعزز نشاط الخلايا الدماغية كما أنه يقي من تطور الزهايمر.
  • زيادة التحمل البدني: أظهر الشباب الذين صاموا لمدة 16 ساعة فقدانًا مهمًا للدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية وترافق ذلك مع قدرة بدنية أكبر على القيام بالأنشطة المختلفة.
  • فوائد أخرى: تقليل تلف الأنسجة وتعزيز الشفاء بعد الجراحة وتحسين نتائج العمل الجراحي.

هل الصيام المتقطع آمن؟

يحاول بعض الناس استخدام الصيام المتقطع للتحكم في الوزن بينما يستخدم البعض الآخر هذا النوع من الصيام لمعالجة الحالات المزمنة كالقولون العصبي أو ارتفاع الشحوم أو التهاب المفاصل، وعلى الرغم من فعاليته ونتائجه الجيدة لدى معظم الناس إلا أن الصيام المتقطع ليس مناسبًا للجميع، ومن المهم قبل تطبيق أي نوع من الصيام مراجعة طبيبك للتأكد من أن ذلك مناسبًا لك.

وعلى العموم، يعتبر الصيام المتقطع غير مناسب لبعض الأشخاص ومن أهمهم:

  • الأطفال والمراهقون الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.
  • النساء الحوامل والمرضعات.
  • المرضى المصابون بداء السكري.
  • المرضى الذين يعانون من اضطرابات الأكل.

وعلى العموم فإن الصيام المتقطع قد يكون له تأثيرات مختلفة عند مختلف الأشخاص ولذلك ينبغي عليك التحدث مع طبيبك وإخباره في حال شعرت بصداع أو غثيان أو أي أعراض أخرى بعد بدء الصيام المتقطع.

Loading spinner
Share your love