الأنسولين: أنواعه والطرق المثالية لاستخدامه

يشكل الأنسولين علاجًا مؤقتًا لمرضى السكري، فما هو؟ وكيف يعمل؟

يعتبر داء السكري من أشيع الاضطرابات الصحية في كافة أنحاء العالم، إذ تُظهر الإحصائيات أنه يصيب 9.4% من سكان العالم اليوم، وقد تكون هذه النسبة أكبر بكثير في بعض دول المنطقة العربية، فمثلًا تظهر تقارير وزارة الصحة السعودية أن 20% من البالغين السعوديين يعانون من داء السكري، ما يخلق تحديات إضافية ترتبط بتشخيص وعلاج هذا المرض.

تتوفر عدة علاجات مختلفة لداء السكري تهدف إلى ضبط قيم السكر ومنع حدوث الاختلاطات، ولعل من أهمها تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي الصحي واستخدام خافضات السكر الفموية وحقن الأنسولين. بالنسبة للأشخاص الذين يعتمدون في علاجهم على الأنسولين فقد يعانون من بعض الارتباك والحيرة وذلك نظرًا لوجود عدة أنواع من الأنسولين، ولكل منها استخداماته المختلفة، في هذا المقال سنوضح أنواع الأنسولين المختلفة وخصائص كل منها وكيفية استخدامها، مع التأكيد على مراجعة الطبيب المختص للحصول منه على التعليمات والتوصيات التي تناسب حالة كل مريض.

ما هو الأنسولين؟ ولماذا يتم استخدامه لعلاج مرضى السكري؟

الأنسولين هو هرمون داخلي يتم إفرازه بشكل طبيعي من خلايا خاصة في البنكرياس، مهمته خفض مستوى سكر الدم، وعادةً ما يتم إفرازه بعد الوجبات حيث يحفز الخلايا لاستخدام السكر للحصول على الطاقة ومواصلة عملية البناء الخلوي. ولكن في بعض الحالات، لا يفرز جسمك كميات كافية من الأنسولين أو لا يستجيب للأنسولين الداخلي بشكل مناسب، ما يؤدي إلى ارتفاع مستمر لمستوى سكر الدم وعندها ستحتاج لاستخدام حقن الأنسولين للسيطرة على مستويات سكر الدم ومنع حدوث المضاعفات الخطيرة لداء السكري.

من هم الأشخاص الذين يحتاجون الأنسولين؟

يمكن استخدام الأنسولين لعلاج ثلاثة أنواع من مرضى السكري:

  1. مرضى النمط الأول من داء السكري: في هذا النمط لا ينتج البنكرياس هرمون الأنسولين على الإطلاق، وبالتالي يجب إعطاء الأنسولين الخارجي للسيطرة على مستويات سكر الدم.
  2. مرضى النمط الثاني من داء السكري: في هذا النمط لا ينتج البنكرياس كميات كافية من الأنسولين أو لا يستطيع الجسم استخدام الأنسولين الداخلي بسبب مقاومة أنسجة الجسم له، في البداية من الممكن أن تتم السيطرة على مستويات سكر الدم باستخدام الأدوية الفموية، لكن مع مرور الوقت سيحتاج هؤلاء المرضى إلى استخدام الأنسولين مع الأدوية الفموية أو بدلًا منها.
  3. السكري الحملي: السكري الحملي هو نوع من أنواع داء السكري يحدث أثناء الحمل فقط وقد تحتاج المرأة الحامل لاستخدام الأنسولين لعلاجه.

أنواع الأنسولين المختلفة وطريقة عمل كل منها

هنالك عدة أنواع مختلفة للأنسولين المستخدم في علاج داء السكري. يعتمد اختيار النوع المناسب على نمط داء السكري، بالإضافة إلى مستويات سكر دم طبيعية خلال الأوقات المختلفة من اليوم، وهذه الأنواع هي:

  • الأنسولين سريع التأثير Rapid-acting: يبدأ هذا النوع من الأنسولين تأثيره بمجرد حقنه داخل الجسم، ويطرح من الجسم بسرعة بعد فترة تتراوح بين ساعتين لأربع ساعات، ويتم استخدامه كحقن قبل الوجبات لمنع ارتفاع مستوى السكر بشكل كبير بعد تناول الطعام، وغالبًا ما يستخدم جنبًا إلى جنب مع أنواع الأنسولين الأخرى.
  • الأنسولين النظامي أو الأنسولين قصير المفعول short-acting: يستخدم هذا النوع من الأنسولين لتأمين احتياجات الجسم من الأنسولين في وقت الوجبات، ولكن يمكن حقنه لفترات أطول قبل الوجبات مقارنة مع الأنسولين سريع التأثير، كما أنه يبقى في الجسم لفترات أطول من الأنسولين سريع التأثير.
  • الأنسولين متوسط المفعول Intermediate-acting: يتم استخدام هذا النوع من الأنسولين بشكل أقل من الأنواع الأخرى، ويدوم تأثيره لمدة نصف يوم تقريبًا ما يجعله مفيدًا للحفاظ على تغطية مستمرة بالأنسولين طوال الليل.
  • الأنسولين مديد التأثير Long-acting: يغطي هذا النوع من الأنسولين حاجة الجسم من الأنسولين طوال اليوم، ويتم حقنه لمرة وحدة فقط للمساعدة في الحفاظ على مستويات طبيعية من سكر الدم على مدى 24 ساعة، ويتم حقنها في الصباح الباكر أو قبل النوم، ويمكن أن يتم استخدامه بالمشاركة مع الأنسولين سريع المفعول أو النظامي.
  • الأنسولين المختلط mixed: يجمع هذا النوع من الأنسولين بين الأنسولين متوسط المفعول والأنسولين النظامي، ويعد مناسبًا للأشخاص الذين يحتاجون لاستخدام كلا نوعي الأنسولين، ويعتبر هذا النوع أشيع أنواع الأنسولين وأكثرها استخدامًا.
  • الأنسولين الإنشاقي Inhaled: هذا النوع من الأنسولين سريع المفعول، ويبدأ العمل في غضون 12-15 دقيقة من استنشاقه ويبلغ ذروته خلال 30 دقيقة، ويستمر في الجسم لمدة 3 ساعات، ومن المهم أن ننتبه أنه لا يمكن استخدام هذا النوع من الأنسولين بدلًا من الأنسولين طويل المفعول بل يجب إعطاؤهما معًا.

يوضح الجدول التالي أهم أنواع الأنسولين وخصائص كل منها

نوع الأنسولينزمن بدء التأثيرزمن الوصول للذروةزمن استمرارية التأثير
سريع التأثير15 دقيقة1 ساعة2-4 ساعات
قصير المفعول30 دقيقة2-3 ساعات3-6 ساعات
متوسط المفعول1-2 ساعة4-12 ساعة12 ساعة
مديد التأثير2-4 ساعةلا ذروة24 ساعة
المختلط30-60 دقيقة3.5 ساعة18-24 ساعة
الإنشاقي12-15 دقيقة30 دقيقة3 ساعات

كيف يتم استخدام هذه الأنواع المختلفة من الأنسولين؟

قد يحتاج بعض مرضى داء السكري إلى نوع واحد فقط من الأنسولين، أو إلى المشاركة بين أنواع متعددة لضبط مستويات السكر في الدم، وفيما يلي بعض الأمثلة على أنظمة الأنسولين التي من الممكن أن يصفها طبيبك:

  • نظام الجرعة الوحيدة أو الجرعتين: يعد هذا النظام مناسبًا للأشخاص المصابين بالنمط الثاني من داء السكري والمعالجين بالأدوية الفموية الخافضة لسكر الدم مع الحاجة لسيطرة أفضل على مستويات السكر في الدم، حيث يتم إعطاء جرعة واحدة أو جرعتين من الأنسولين متوسط المفعول أو طويل المفعول.
  • نظام الجرعة الأساسية: يتميز هذا النظام بأنه يحاكي الطريقة التي يتم فيها إفراز الأنسولين في الجسم، إذ يتم إعطاء جرعة ثابتة من الأنسولين مديد التأثير مع أو بدون استخدام الأنسولين سريع المفعول أو قصير المفعول قبل الوجبات.
  • نظام الجرعة المعتمد على مستوى الأنسولين: يعتمد هذا النظام على حقن كمية معينة من الأنسولين بحسب مستوى سكر الدم، وهذا يعني أن جرعة الأنسولين قد تختلف على مدار اليوم، ويتطلب هذا النظام تناول نفس الكمية من الكربوهيدرات في كل وجبة لكي يكون فعالًا.
  • العلاج بمضخة الأنسولين: مضخة الأنسولين هي جهاز صغير محمول يعطي جرعة متواصلة من الأنسولين طوال اليوم، ويتميز هذا النظام بإمكانية التحكم بجرعة الأنسولين بشكل مستمر وإعطاء جرعة سريعة المفعول عند الحاجة، وقد يكون هذا النظام مناسبًا لمرضى النمط الأول من داء السكري كونهم لا ينتجون الأنسولين على الإطلاق.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love