من الطبيعي أن يشعر الجميع بتقلبات حادة في المزاج، والتي قد تسبب الشعور بالحزن، وإن الحزن الداخلي هو أحد المشاعر التي يمر بها الجميع، وهو جزء طبيعي من الحياة، ويمكن أن يكون له أثر إيجابي، إذ يساعدك على إيجاد حلول لمعالجة الأحداث الصعبة، ولكن في بعض الأحيان، قد يؤثر الحزن الداخلي على طريقة تفاعلك مع الأحداث من حولك إن لم تستطيع تحديد الأسباب.
المحتويات
هل الحزن الداخلي شعور أم عاطفة؟
الحزن الداخلي عاطفة إنسانية طبيعية، يشعر بها الجميع في أوقات معينة خلال حياتهم، والشعور بالحزن هو رد فعل طبيعي للمواقف التي تسبب اضطرابًا أو ألمًا نفسيًا؛ فهو استجابة لبعض المواقف المزعجة أو المؤلمة أو المخيبة للآمال، كما أن هناك درجات متفاوتة من الحزن، إذ يمكن أن تكون أكثر حدة فتسبب الاكتئاب، بينما في حالات أخرى قد تكون معتدلة إلى حد ما ويمكن تجاوزها، والحزن هو شعور مؤقت ويتلاشى مع مرور الوقت.
هل هناك دائمًا سبب للحزن الداخلي؟
يشعر الأشخاص بالحزن الداخلي لأسباب عديدة، ولكن من الممكن أيضًا أن تشعر بالحزن دون وجود سبب محدد، إذ يمكن أن تؤثر عليك خيبة أمل صغيرة أكثر مما تعتقد، ما يجعلك مستاءً لفترة طويلة، أو يمكن أن يكون للشعور بالوحدة والرفض من قبل الآخرين دورًا في شعورك بالحزن، كما يمكن لقلة النوم أو الشعور بالجوع أن يضعك في مزاج سيء.
في حالات أخرى، يمكن لعوامل مثل الاكتئاب والصدمات والتغيرات الهرمونية أن تؤثر على مزاجك؛ لذا ضع في اعتبارك تخصيص وقت لفهم مشاعرك وتقبلها ومعرفة أسبابها لتتمكن من تجاوز الأمر دون عقبات. [1]
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟
ما هي الأسباب التي تجعلك تشعر بالحزن؟
إن تحديد الأسباب الكامنة وراء الحزن الداخلي يساعدك في تجاوز هذه المشاعر السلبية بطريقة صحية، وفيما يلي أبرز الأسباب الشائعة للحزن:
الإصابة بالاكتئاب
إن الاكتئاب هو اضطراب نفسي طويل الأمد، وينطوي على شعور دائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة لمدة أسبوعين على الأقل، وهو يختلف تمامًا عن تقلبات المزاج التي يمر بها الجميع، فقد تؤدي بعض الأحداث الكبرى في الحياة مثل: موت أحد أفراد الأسرة، أو فقدان الوظيفة إلى الشعور بالحزن الشديد والذي يقود بدوره إلى الاكتئاب.
في بعض الحالات قد يتعرض الأشخاص للإصابة باضطراب الاكتئاب الموسمي، والذي يكون خلال فترات محددة من العام، وخاصةً في فصلي الشتاء والخريف، إذ تساهم العوامل الجوية في الشعور بفقدان الشغف وانخفاض ملحوظ في الطاقة والرغبة، بالإضافة إلى شعورك بالحزن الداخلي.
التعرض لصدمة قاسية
إن تعرضك لصدمة نفسية شديدة في مرحلة ما من مراحل الحياة قد تسبب شعورًا داخليًا بالحزن، إذ يمكن أن تؤثر الصدمات على طريقة عمل الدّماغ والجهاز العصبي، وقد يكون لها آثار سلبية دائمة على صحتك النفسية والجسدية إذا لم تتمكن من التخطي، مما يؤدي إلى خلل في قدرتك على تنظيم مشاعرك وفهمها، ويمكن أن يظهر ذلك من خلال تقلبات مزاجية سريعة وحادة، وشعورك بالحزن أو البكاء دون سبب واضح.
التقلبات الهرمونية
للهرمونات تأثير قوي على كيمياء الدماغ، والمزاج لدى النساء، إذ تمر الفتيات والنساء سواء في مرحلة النمو أو مرحلة الإنجاب، أو حتى بعد سن الأربعين بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية نتيجة التقلبات الهرمونية، فقد تكون لهرمونات الإنجاب أو هرمونات الدورة الشهرية دور مساعد في خلق بعض الاضطرابات النفسية كالقلق أو الشعور بالحزن والإحباط، والتي يمكن أن تكون شديدة إذا تُركت دون معالجة؛ لذا عندما يكون الحزن ناتج عن سبب هرموني فقد يتراجع تلقائيًا عندما تتوازن مستوى الهرمونات من جديد.
نقص بعض الفيتامينات
لا شك أن الفيتامينات تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على وظائف الجسم، لكن لها أيضًا دور في الحفاظ على استقرار صحتك النفسية، إذ يساهم فيتامين B12 وفيتامينات B الأخرى في إنتاج المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تؤثر على الحالة المزاجية ووظائف الدماغ الأخرى، لذا يرتبط انخفاض مستويات B-12 وفيتامينات B الأخرى مثل فيتامين B6 وحمض الفوليك بمشاعر الحزن والإحباط.
التسويف وعدم تحقيق الأهداف
لا شك أن التسويف والمماطلة في القيام بالمهام وأداء الواجبات، قد ينتج عنه شعورًا داخليًا بالحزن والإحباط، فقد تبين أن التسويف مرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة التوتر والحزن والقلق، بالإضافة إلى انخفاض الرضا عن الذات في مختلف مجالات الحياة، خاصةً فيما يتعلق بالعمل والدخل؛ لذا ابدأ بإنشاء قائمة مهام بالأشياء التي ترغب في تحقيقها إذا لزم الأمر، وضع تاريخًا بجوار كل مهمة إذا كان هناك موعد نهائي يجب عليك الوفاء به حتى تتمكن من التغلب على عادة التسويف وتتخلص من مشاعر الحزن والفشل المرافقة لها.
كيف يمكنك التخلص من مشاعر الحزن؟
إذا كان الشخص يعاني من الحزن الداخلي، لا بد من اتباع بعض التغييرات في نمط الحياة؛ حتى يتمكن من التخلص من المشاعر السلبية، ويمكن ذلك من خلال ما يلي:
- ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة كالمشي أو الجري يوميًا لمدة تتراوح من 20 إلى 40 دقيقة.
- محاولة الالتزام بمواعيد محددة للنوم والاستيقاظ، إذ يساعد ذلك على الشعور بالرضا.
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات.
- الاستماع إلى الموسيقى، فقد توفر الموسيقى الراحة أو الطاقة عندما تشعر بالحزن، كما يمكنها تحسين مزاجك وتخفيف القلق والتوتر.
- ممارسة التعاطف مع الذات، فأن تكون لطيفًا وصبورًا مع نفسك قد يساعدك في تعزيز احترام الذات وتخفيف الحزن الداخلي لديك.
- القيام بالأنشطة التي تخفف من مشاعر الحزن مثل: قراءة الكتب، أو مشاهدة الأفلام، أو الاستماع إلى الموسيقى.
- قضاء بعض الوقت في الطبيعة أو المساحات الخضراء، إذ يساعد ذلك في تخفيف مشاعر الحزن عن طريق تقليل مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر والقلق) في الدم. [2]
اقرأ أيضًا: لماذا يخلط الناس بين الحزن والاكتئاب؟
يمكن القول إن الحزن الداخلي هو عواطف مؤقتة وستزول بمرور الوقت، ولكن إذا كنت تشعر بالحزن كثيرًا، أو تجد صعوبة في التعامل مع حالتك المزاجية، يمكنك التواصل مع معالجك في كيورا من خلال تحميل تطبيق كيورا.
انضم الآن إلى برنامج إدارة المشاعر السلبية والذي يهدف إلى رفع الوعي والإدراك بماهية المشاعر السلبية كالحزن، واكتساب المهارات اللازمة للتعامل معها للوصول لصحة نفسية متوازنة.
المراجع
[1] Why Am I Upset for “No Reason”?, psychcentral.com, retrieved on November 10, 2022.
[2] Why Am I Sad? verywellmind.com, retrieved on May 13, 2022.