لماذا أجد صعوبة في التواصل مع الآخرين؟

التواصل مع الآخرين مهم جدًا بالنسبة لنا كبشر مثل عملية التنفس، ونحن نبدأ بالتواصل منذ ولادتنا مع أول نفس وأول لمسة، ولا نستطيع أبدًا الامتناع عن التواصل حتى لو قررنا ذلك؛ لأنه سمة أساسية فينا تميزنا عن باقي الكائنات، فالتواصل يعزز شخصية الفرد ويطور وعيه، مما يسهم في تطور المجتمع عبر الأجيال، لكن قد تشعر أحيانًا بأنك تجد صعوبة في إجراء تواصل فعال مع الآخرين ويعود ذلك إلى عدة أسباب. 

 أسباب صعوبة التواصل

 هناك العديد من الأسباب لمواجهة البعض صعوبة في التواصل، من بينها: 

الشخصية السلبية

إذا كنت من الأشخاص الذين يركزون دائمًا على الأمور السلبية في علاقاتهم مع الآخرين فقد تشعر في أغلب الأحيان بالانفصال عمن حولك، وربما ينبع هذا الشعور من توقعاتك المبالغ فيها عن كيفية تصرف الآخرين أو عدم قدرتك على التعاطف معهم. إذا واجهتك صعوبة في فهم ما يشعر به الآخرون، فمن المحتمل أن تجد صعوبة أكبر في التواصل معهم. 

مشكلات في الصحة النفسية

يمكن لعدد من اضطرابات الصحة النفسية أيضًا أن تصعِّب عليك التواصل مع الآخرين، على سبيل المثال: إذا كنت مصابًا باضطراب القلق الاجتماعي، فقد يدفعك هذا القلق إلى تجنب المواقف الاجتماعية ويجعل تعرفك على الآخرين أكثر صعوبة، وقد يتسبب أيضًا في معاناتك أكثر مع التفاعلات الاجتماعية ما قد يمنعك من تطوير علاقات قيّمة.

التعرض لصدمة سابقة

يمكن أيضًا أن يكون للصدمة دور في جعل التواصل مع الناس أمرًا صعبًا، فإذا كنت من الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة مسبقًا، خاصة في سن مبكرة، قد يصبح من الصعب عليك أحيانًا الوثوق بالآخرين، وأحيانًا تتسبب التجارب المؤلمة التي مررت بها في إصابتك بمشكلات نفسية أخرى يمكن أن تتداخل مع قدرتك على التواصل مع الآخرين في المستقبل.

اختلاف معاني الكلمات من شخص لآخر

الطريقة الوحيدة التي تتشكل بها الكلمات هي عندما يبدأ البشر في استخدامها وإعطاء كل كلمة معنى عامًا خاص بها. فكر مليًا في الأمر، أنت تقول كلمة لها معنى في رأسك وعندما تتحدث بها فإنك تفترض تلقائيًا أن لها نفس المعنى في كل مكان آخر، بينما معناها هذا قد يختلف بالنسبة لشخص آخر مختلف عنك؛ لأن التفكير وتشكيل الكلمات والمعنى أمور شخصية (تخص كل فرد لوحده)، ما يعني أن المعنى مبني على الرأي الشخصي والتفسيرات، ومع ذلك عندما تتحدث إلى أشخاص آخرين فقد تنسى هذه النقطة وتعتقد أن ما تقوله موضوعي وحقيقي.

إذا كنا نتحدث عن كلمة شجرة فمن الصعب رؤية النقطة هنا، أما عندما نبدأ في الحديث عن مصطلحات معقدة قد يستخدمها الأشخاص في التواصل يصبح من الواضح أنه يمكن أن يكون للكلمات معانِ مختلفة. [1]

إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والمبالغة في استخدامها

لسوء الحظ، إنّ التواصل في العالم الحقيقي أصبح في هذه الأيام أكثر صعوبة من أي وقت مضى، ومن الطبيعي أنّ يجعلنا استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والعمل عن بعد على اتصال إلكتروني مستمر مع الآخرين، ولكن الاستخدام المفرط للإنترنت قد يقلل من قدراتنا على التواصل بطرق أكثر جدوى وفعالية.

غالبًا ما يتواصل الأشخاص مع الآخرين عن طريق الاهتمامات أو الأنشطة أو الأهداف المشتركة، وقد يساعد كل من الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في تسهيل هذه الاتصالات ببعض الطرق، لكن الأبحاث وجدت أيضًا أن الإفراط في قضاء الوقت على الإنترنت قد يجعل التواصل وتكوين علاقات حقيقية أكثر صعوبة في بعض الأحيان. 

نقص المهارات الاجتماعية أو مهارات التواصل

يمكن أن يرتبط شعورك بأنك لا تستطيع التواصل مع أشخاص آخرين في بعض الأحيان بمشكلات في المهارات الاجتماعية أو مهارات التواصل؛ إذا كانت فكرة إجراء محادثة قصيرة مع شخص آخر تجعلك متوترًا وغير مرتاح، فإن فكرة الانتقال إلى مرحلة بدء علاقة من أجل تكوين تواصل أقوى يمكن أن تكون أكثر تحديًا وإرباكًا بالنسبة لك.

هناك أيضًا عوامل أخرى يمكن أن تسهم في زيادة صعوبة التواصل مع الآخرين، مثل: التأثير السلبي لضعف احترام الذات أو انعدام ثقة الشخص بنفسه ما يجعله بحاجة إلى تواصل مع مختص لحل هذه المشكلة، في حال كنت تعاني من إحدى هذه المشكلات يمكنك التواصل مع أطباءنا في كيورا لتجاوز هذه الصعوبات وإيجاد الحلول المناسبة.

الأمور المعقدة

الفرق الرئيسي بين الماضي والحاضر، هو أن الأمور التي نتواصل بشأنها الآن أصبحت أكثر تعقيدًا مما كانت عليه في الماضي، وبالنسبة للإنسان في الوقت الحاضر فقد تطور في مختلف المجالات لكن بقيت لديه هذه التفاعلات البدائية، ففي الماضي، تعامل البشر مع الطبيعة فقط، أما الآن فقد أصبح يتواصل بشأن أمور من صنع الإنسان، مثل: الاقتصاد والشؤون المالية والعمل والترقيات والدين والزواج والإدارة والتقاعد وغيرها من الأمور المعقدة (الصعبة)، وقد يتسبب هذا التعقيد بكل سهولة في ارتباك الإنسان، ما يجعله يواجه صعوبة في التواصل.

العواطف والمشاعر

الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على إدراك مشاعره ومشاعر الآخرين وفهمها والتحكم فيها، وهو أحد المتطلبات الأساسية للتواصل الناجح، على عكس ما يفعله الدماغ عند الشعور بالخطر كأن يدفعك للهرب أو القتال، لكن ليس الشعور بالخطر وحده ما يمنعك من التواصل بل توجد العديد من المشاعر الأخرى التي يمكن أن تفعل ذلك، وقد يكون عدم الوضوح سبب أساسي في ارتباك الدماغ وهروبه.

قلة التعاطف وسوء الإصغاء (الاستماع)

إذا لم تستمع إلى من تتحدث إليه أو لم تفهم سؤاله وتعليقاته، فسيحدث سوء تفاهم بينكما. الاستماع والانتباه إلى المنظور الذي يتحدث منه الشخص هما أكبر خطوتين لتحقيق التواصل الناجح، وبمجرد أن تفهم المنطلق الذي يتحدث منه ستساعده على معرفة قيمة ما تقوله له.

عدم تطابق الأقوال مع الأفعال

الأفعال أبلغ من الأقوال، وهذا مشابه لكيفية منع العواطف لنا من رؤية المعنى الحقيقي للتواصل، إذ أننا قد نقول شيئًا معينًا ثم نتصرف عكسه تمامًا.

ستجد صعوبة في التواصل مع شخص عندما تنصحه أن يفعل ما تقوله وليس ما تفعله، وربما يجعلك ذلك تظهر بمظهر المنافق لأنك لا تطبق ما تقترح على الآخرين القيام به. [2]

التواصل هو أساس المجتمع وله دور أساسي في بناء شخصيتك وتطورها، فإذا شعرت بأنك تواجه صعوبة في التواصل مع الآخرين في محيطك حمل تطبيق كيورا للتواصل مع أطباءنا وإيجاد الطرق الصحيحة للوصول إلى تواصل فعال. انضم الآن إلى برنامج القلق المعمم الجديد من كيورا.

المراجع

[1] 7 Reasons Why Communication is Difficult, clearpointsmessaging, retrieved on 30/5/2023.

[2] I Can’t Connect With People’: Why You Might Feel This Way, Verywell Mind, retrieved on 29/5/2023.

Loading spinner
Share your love