أهمية ممارسة الرياضة للأطفال

يوصي الأطباء بممارسة الرياضة بانتظام لما لها من فوائد على الصحة الجسدية والنفسية، وإذا كان النشاط البدني ضروريًا ومفيدًا للبالغين، فهو أكثر أهمية للأطفال؛ لأنه يعزز مناعتهم وحيويتهم ونموهم العقلي والعاطفي وقدرتهم على المحاكمة واتخاذ القرارات.

ما أهمية ممارسة الرياضة للأطفال؟

إن ممارسة الرياضة للأطفال لها تأثيرات إيجابية كثيرة على صحة الطفل ونموه وقدراته، ومن أهمها:

النمو الجسدي السليم للطفل

تساعد التمارين الرياضية الطفل في الحصول على نمو بدني جيد، فهي تساعد على بناء عضلات وعظام قوية، وهذا ما يقلل من خطر الإصابة بالكسور التالية للرضوض المختلفة، كما يقلل من خطر تطور الأمراض المرتبطة بالعظام كهشاشة العظام في وقت لاحق من الحياة.

لياقة أفضل

إن القوة واللياقة البدنية تُبنى عبر الرياضة، وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على الطفل، فيمكنه من السير لمسافات طويلة دون الشعور بتعب، كما يمكنه من القيام بمهامه اليومية، وبالإضافة إلى ذلك تساعد التمارين الرياضية على زيادة مرونة الطفل واندفاعه.

صقل المهارات الحركية

بالنسبة للأطفال الصغار تساعد الرياضة والنشاط البدني أثناء اللعب على تنمية المهارات الحركية المسؤولة عن مساعدتهم على إتقان الحركات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية كربط رباط الحذاء، وتناول الطفل طعامه بنفسه، وصعود الدرج دون مساعدة، وحتى المهارات الأخرى كالكتابة كلها من الممكن اكتسابها بشكل أسرع.

بنية أفضل للطفل

إن البنية الضعيفة تعتبر من المشاكل الشائعة لدى العديد من الأطفال، وتساعد التمارين الرياضية على تصحيح ذلك من خلال تحسين بنية الطفل عبر زيادة قوة عضلات وعظام الجسم وبشكل أخص العمود الفقري له، وتدوم هذه التأثيرات لفترة طويلة من الحياة طالما استمر الطفل بممارسة الرياضة بشكل منتظم.

الحفاظ على وزن مثالي

لا شيء يساعد على حرق السعرات الحرارية بنجاح كالرياضة والنشاط البدني، ففي الوقت الذي يرغب فيه معظم الأهالي بتدليل أبنائهم والسماح لهم بتناول الأطعمة التي يحبونها بقدر ما يريدون، تساعد الرياضة على تخفيف الآثار السلبية لذلك على صحة الطفل من خلال حرق السعرات الحرارية الزائدة، وبالتالي إنقاص الوزن والحصول على وزن مثالي.

تعزيز سلامة الجهاز القلبي الوعائي

يرى الأهالي أبناءهم زائدي الوزن على أنهم رائعون وجميلون، إلا أن هذه الدهون الزائدة المتراكمة لها تكلفة صحية كبيرة، فهي تؤهب لتطور أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الاستقلابية المختلفة كارتفاع الكوليسترول وداء السكري عند الطفل، وتلعب الرياضة دورًا أساسيًا في تخفيض الوزن والوقاية من تطور هذه الأمراض.

التطور المعرفي

لا تقتصر فوائد الرياضة على القوة البدنية والنمو الجسدي فقط بل تساعد على نمو الدماغ أيضًا، فأثناء ممارسة الرياضة يتم تحفيز خلايا عصبية موجودة في منطقة الحصين والفص الجبهي للدماغ، وهذا ما يساعد على زيادة تركيز الطفل وتعزيز ذاكرته، وهذا ضروري جدًا للأطفال وخاصة عند بداية ذهابهم إلى المدرسة.

صحة نفسية أفضل

على الرغم من أن الرياضة قد تأخذ طابع الروتين لدى بعض الأطفال، إلا أن التمارين الرياضية قد تساعد على تخفيف التوتر والقلق لدى الطفل وتشتيت انتباهه عما يخيفه أو يزعجه، كما تؤدي ممارسة الرياضة إلى زيادة إفراز هرمونات السعادة والتي تعزز الحالة المزاجية بشكل جيد.

تعزيز الثقة بالنفس

بالإضافة إلى تعزيزها لصحة الطفل النفسية والجسدية، تعمل التمارين الرياضية أيضًا على تعزيز الثقة بالنفس، فأن يكون الطفل جيدًا في رياضة معينة ينعكس بشكل مؤكد على ثقته بنفسه، كما أن التأثيرات الإيجابية الأخرى للتمارين الرياضية كنقص الوزن وزيادة القوة الجسدية تعزز الصورة الذاتية الصحية لدى الطفل.

تنمية المهارات الاجتماعية المختلفة

تعتبر التمارين الرياضية وسيلة رائعة لتكوين صداقات مع أطفال أخرين، كما تساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية وتنميتها، فالرياضات الجماعية تساعد على تعليم الطفل كيفية التعاون مع زملائه ضمن الفريق، وتعلمه كيفية قراءة لغة الجسد وممارسة دور القائد في بعض الأحيان. [1]

اقرأ أيضًا: أبرز أسباب نوبات الهلع عند الأطفال والمراهقين

ما هي الطريقة الصحيحة للقيام بالتمارين الرياضية بالنسبة للأطفال؟

لضمان الحصول على أفضل نتيجة من الرياضة وتأثيراتها الإيجابية على صحة الطفل النفسية والجسدية فينبغي القيام بالتمارين الرياضية بشكل صحيح، وهذا يعني الاهتمام بنوعية الأنشطة الرياضية التي يقوم بها الطفل وبمدة ممارسة هذه الأنشطة.

ما هي مدة التمارين الرياضية الموصى بها للأطفال؟

بشكل عام، يوصي خبراء الصحة وأطباء الأطفال بأن يحصل الأطفال الذين يزيد عمرهم عن ست سنوات على ساعة واحدة من التمارين الرياضية الفردية يوميًا، ومن الممكن أن يتم تقسيم هذه الساعة على فترات زمنية أقصر للأطفال الذين يجدون صعوبة في ممارسة الرياضة لساعة متواصلة، أما فيما يتعلق بالرياضات المنظمة أو الجماعية فإن القاعدة العامة هي أن عدد ساعات التمارين يجب ألا يتجاوز عدد سنوات الطفل.

ما هو نوع التمارين الرياضية الملائمة للطفل؟

يلعب اختيار نوع التمارين الرياضية للطفل دورًا مهمًا في تحقيق أقصى استفادة من هذه التمارين وأفضل انعكاس على صحته النفسية والجسدية، بعض التمارين الرياضية تركز على زيادة القوة البدنية للطفل بينما يعمل بعضها الآخر على زيادة مقدرة الطفل على التحمل، ومن أهم هذه الأنواع:

الجري

يعتبر الجري من أفضل التمارين الرياضية لطفلك فهو نشاط ممتع بالنسبة له، كما أنك لن تضطر إلى إجباره على الجري لأن معظم الأطفال يحبون ذلك، ما يمكنك القيام به هو مساعدته على الاستمرار بحب هذه الرياضة ومشاركته فيها في بعض الأوقات.

تمارين القفز

تتوفر أنماط مختلفة لتمارين القفز كتمارين الحبل والترامبولين وهي كلها تساعد على تقوية عضلات الطفل وزيادة التنسيق والتوازن، إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أن تمارين القفز من الممكن أن تعرض الطفل لخطر السقوط والإصابة بالرضوض المختلفة، فكن حذرًا.

التمارين الهوائية

على الرغم من صعوبة هذه التمارين إلا إنها مفيدة للغاية لتقوية عظام الطفل وعضلاته، بإمكانك أن تحفز طفلك على القيام بهذه التمارين من خلال تنافسك معه، وقد ترغب في أن يتغلب عليك في بعض الأحيان لمنحه شعورًا إيجابيًا وثقة أكبر بالنفس. [2]

في النهاية، تذكر أن الفوائد الصحية للنشاط البدني والرياضة تستمر طيلة فترة حياة الطفل؛ لذلك ينبغي العمل على زيادة مشاركة الطفل في الرياضة بأسرع وقت ممكن، وعمومًا لن تبذل جهدًا كبيرًا في ذلك، فالأطفال هي كائنات مرحة وحيوية بطبيعتها، وليس عليك إلا أن تحفزها بشكل سليم ثم تقف لتراقب الأداء والنتائج التالية له، ويمكنك مساعدة طفلك عبر استخدام تطبيق كيورا، اشترك الآن في برنامج بناء شخصية الطفل.

اقرأ أيضًا: أنشطة تساعد الأطفال والمراهقين على تخفيف القلق النفسي

المراجع

[1] Why is physical activity important for child development?, www.activehealth.sg, retrieved 16/2/2023

[2] Sports and Children, www.aacap.org, retrieved 16/2/2023

Loading spinner
Share your love