تقع الغدة الدرقية في مقدمة العنق، وتفرز العديد من الهرمونات الضرورية للجسم، والتي تنظم عمليات الاستقلاب في كل أعضاء الجسم تقريبًا. يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج هذه الغدة كمية كافية من الهرمونات. يصيب قصور الدرق 3 – 4% من البشر وتتنوع الأسباب والعوامل التي تؤهب له. يحدث هذا المرض عند النساء بشكل أشيع بكثير من الرجال، كما أن احتمال الإصابة يزيد عند المسنين بعد عمر 60. يمكن علاج قصور الغدة الدرقية بفعالية ونجاح عن طريق تناول بدائل دوائية لهرمونات الدرق كل يوم بجرعة يحددها الطبيب المختص.
المحتويات
ما هي وظائف الغدة الدرقية؟
تفرز الغدة الدرقية عدة هرمونات هامة، وهي: ثلاثي يود الثيرونين والتيروكسين والكالسيتونين. يؤثر ثلاثي يود الثيرونين والتيروكسين على معدل الاستقلاب ومعدل تركيب البروتين في الجسم، ويؤثران أيضًا في النمو والتطور عند الأطفال، بينما يلعب الكالسيتونين دورًا في توازن الكالسيوم في الجسم. تتحكم الغدة النخامية على إفراز الهرمونات الدرقية عن طريق الهرمون المنبه للدرق TSH.
تتحكم الغدة الدرقية في عدة وظائف حيوية في الجسم، ومن أهمها:
- ضبط معدل الاستقلاب.
- التحكم بإنتاج الحرارة وتنظيم الوزن.
- زيادة معدل ضربات القلب، وتؤثر على الضغط الشرياني.
- تطور الدماغ والنمو عند الجنين.
بدون كمية كافية من هرمونات الغدة الدرقية، تتراجع وظائف الجسم الطبيعية وتتباطأ.
علامات وأعراض قصور الغدة الدرقية
تختلف علامات وأعراض قصور الغدة الدرقية من شخص لآخر، تؤثر شدة الحالة أيضًا على العلامات والأعراض التي تظهر، وفي بعض الحالات يصعب اكتشاف الأعراض لأن نقص الهرمونات يكون خفيفًا، وتسمى هذه الحالة بقصور الدرق تحت السريري.
يمكن أن تشمل الأعراض المبكرة زيادة الوزن والتعب ويصبح كلاهما أكثر شيوعًا مع التقدم في العمر، بغض النظر عن صحة الغدة الدرقية، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشمل العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الدرقية كلًا مما يلي:
- زيادة الوزن.
- تعب وضعف عضلات.
- إمساك مزمن.
- شعور مستمر بالبرد.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
- جلد وشعر جاف وبحة في الصوت.
- اكتئاب وضعف ذاكرة.
- ضعف خصوبة وتغيرات في الدورة الشهرية عند النساء.
بالنسبة لمعظم الناس، تتطور الأعراض تدريجيًا على مدار سنوات عديدة، ومع تطور الحالة يمكن التعرف على الأعراض بسهولة أكبر، وبالطبع فالعديد من هذه الأعراض تصبح أكثر شيوعًا مع تقدم العمر.
أسباب قصور الغدة الدرقية والعوامل المؤهبة له
تتنوع أسباب قصور الغدة الدرقية ومن أهمها وأكثرها شيوعًا في الدول النامية نقص اليود، أما في الدول التي يتضمن الغذاء فيها كميات كافية من اليود، يكون التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي (داء هاشيموتو) هو السبب الرئيسي لقصور الغدة الدرقية. قد يحدث قصور غدة درقية عابر بعد الولادة، ويرتبط أحيانًا مع العديد من الأمراض الاستقلابية والمناعية الأخرى مثل داء السكري من النمط الأول والتهاب المفاصل الرثياني.
أظهرت الدراسات أن هناك العديد من العوامل المؤهبة التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بقصور الغدة الدرقية، من أهمها:
- الجنس، قصور الغدة الدرقية أشيع بكثير عند النساء.
- العمر، يزيد احتمال الإصابة بعد عمر 60 عامًا.
- وجود قصة عائلية للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
- الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية، مثل داء السكري من النمط الأول.
التشخيص
يعتمد تشخيص قصور الغدة الدرقية على الفحص السريري والاستقصاءات الشعاعية والمخبرية، يبدأ الطبيب عادة بإجراء فحص سريري شامل مع الانتباه للعلامات الفيزيائية لقصور الغدة الدرقية، بما في ذلك: جفاف الجلد والشعر، تورم في مقدمة الرقبة، وتباطؤ معدل ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك يبحث الطبيب عن أي أعراض يعاني منها المريض مثل التعب أو الاكتئاب أو الإمساك أو الشعور المستمر بالبرد.
تعتبر اختبارات الدم هي الطريقة الأساسية لتأكيد تشخيص قصور الغدة الدرقية، وتشمل عادة: قياس مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية (TSH)، فإذا كانت الغدة الدرقية لا تنتج ما يكفي من الهرمونات، فإن الغدة النخامية ستزيد إفراز هرمون TSH لزيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية. إذا كان المريض يعاني من قصور الغدة الدرقية، فستكون مستويات TSH مرتفعة، لأن الجسم يحاول تحفيز إفراز المزيد من هرمونات الغدة الدرقية، أما إذا كان المريض يعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، فستكون مستويات TSH لديه منخفضة، حيث يحاول الجسم إيقاف إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
يعد اختبار مستوى هرمون الغدة الدرقية T4 مفيدًا أيضًا في تشخيص قصور الغدة الدرقية، لأنه أحد الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية مباشرة ويدل على وظيفتها، يمكن لاختبارات T4 وTSH عند استخدامها معًا تقييم وظيفة الغدة الدرقية، وتشخيص قصور الدرق.
العلاج
يُعد قصور الغدة الدرقية حالة تستمر مدى الحياة، تقلل الأدوية الأعراض أو تخففها وتظهر نتائجها عند معظم الأشخاص دون آثار جانبية هامة.
يستخدم ليفوثيروكسين على نطاق واسع لعلاج قصور الغدة الدرقية، يعتبر هذا الدواء بديلًا صناعيًا لهرمون التيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية، يصنع هذا الدواء لإعادة مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى النسبة الطبيعية في الدم وبمجرد حدوث ذلك، تختفي أعراض قصور الدرق أو على الأقل تصبح أكثر قابلية للتحكم. بعد بدء العلاج، يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن يبدأ المريض في الشعور بالراحة ويحتاج إلى متابعة فحوصات الدم باستمرار لمراقبة التقدم.
في معظم الحالات، يجب أن يتناول الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية هذا الدواء طوال حياتهم، ولكن تتغير جرعة الدواء المستخدمة مع مرور الوقت، فإذا كانت مستويات الدم تشير إلى أن الدواء لا يعمل كما ينبغي، يقوم الطبيب بتعديل الجرعة حتى يتحقق التوازن المطلوب.
تتوفر العديد من المستخلصات الحيوانية التي تحتوي على هرمونات الغدة الدرقية الحيوانية. تحتوي هذه المستخلصات الحيوانية البديلة غالبًا على كميات غير محسوبة بشكل دقيق من الهرمون، ولم تظهر الدراسات أنها أفضل من الليفوثيروكسين، ولهذه الأسباب، لا يوصى بها بشكل روتيني.
توصيات غذائية خاصة للأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية
كقاعدة عامة، لا يتبع الأشخاص المصابون بقصور الغدة الدرقية نظامًا غذائيًا محددًا، ومع ذلك، هناك بعض التوصيات التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- تناول نظام غذائي متوازن، إذ تحتاج الغدة الدرقية إلى كميات كافية من اليود لتعمل بشكل طبيعي.
- قد يعيق فول الصويا امتصاص هرمونات الغدة الدرقية. إذا كان الشخص يشرب أو يأكل الكثير من منتجات الصويا، فقد لا يتمكن جسمه من امتصاص الدواء بشكل صحيح.
- من المهم إيقاف تناول فول الصويا بشكل خاص عند الأطفال الذين يحتاجون إلى علاج قصور الغدة الدرقية، لأن العلاج مهم لتطورهم العقلي والجسدي.
تساعد هذه التوصيات على تعزيز العلاج الدوائي لقصور الغدة الدرقية، وتمكن المرضى من السيطرة على حالتهم وتخفيف الأعراض لحدها الأدنى.