كيف يمكن تحويل مشاعر القلق إلى طاقة تحفيز إيجابية؟

هل حقًا يمكننا تحويل القلق إلى طاقة تحفيزية؟

يعتبر الكثير من الناس القلق عدوًا لهم، لأنه يزيد مشاعر التوتر والخوف، ويمكن أن يمنعهم من اتخاذ الإجراءات التي تدفع إلى الأمام في الحياة، لذلك غالبًا ما ينظر الناس إلى القلق على أنه شيء يحتاجون إلى تفاديه أو التخلص منه، ولكن ماذا لو لم يكن الأمر كذلك؟ هل ستتغير علاقتك بالقلق إذا كان بالإمكان النظر إليه كصديق وليس كعدو؟

إن القلق هو استجابة الجسم الطبيعية للتوتر، لذا قد لا يكون بحد ذاته المشكلة، يمكن أن يكون عدم التعامل الصحيح مع الشعور بالقلق هو القضية الرئيسية. إذا كان بإمكانك التأقلم والتعايش مع الشعور ببعض القلق، فقد تتمكن من تعلم كيفية تحويله إلى طاقة إيجابية بدلًا من رفضه ومعارضته.

ما هو القلق؟ وكيف يؤثر سلبًا على نوعية الحياة؟

القلق هو شعور الإنسان بالخوف والتوتر وعدم الارتياح. قد يتسبب في ظهور أعراض جسدية مثل التعرق وتسرع القلب. يمكن أن يكون هذا الشعور رد فعل طبيعي للتوتر. على سبيل المثال، قد تشعر بالقلق عندما تواجه مشكلة صعبة في العمل أو قبل إجراء اختبار أو قبل اتخاذ قرار مهم، يمكن أن يساعد هذا الشعور على التأقلم ومنح دفعة من الطاقة أو زيادة التركيز، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من القلق الشديد بشكل دائم، فإن الخوف ليس مؤقتًا ويمكن أن يؤثر سلبًا على نوعية الحياة بشكل كبير.

قد يشكل القلق عائقًا أمام تجربة أشياء جديدة، أو المخاطرة في العمل والحياة الشخصية، وفي بعض الأحيان حتى الخروج من المنزل قد يصبح صعبًا. يشعر الكثير من الأشخاص الذين يعانون من القلق بأنهم مقيدون، ويفكرون بأشياء يريدون القيام بها في الحياة لكن قلقهم يمنعهم من المحاولة، يمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى فقدان مصدر الدخل وعدم الاستفادة من الإمكانات المتاحة.

تحويل مشاعر القلق إلى طاقة تحفيزية إيجابية 

فيما يلي عدة طرق إبداعية لتحويل هذا القلق إلى طاقة إيجابية:

1. الاستفادة من الأدرينالين

يحفز القلق الجسم لإفراز الأدرينالين، يمكن أن تسبب المنبهات مثل الكافيين أعراضًا مشابهة لأعراض القلق في الجسم عن طريق زيادة معدل ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية. تعتبر القهوة لهذا السبب من أشيع المحفزات على العمل. إذا شعر الشخص بالقلق بشأن مشروع أو امتحان أو مهمة أخرى قادمة، فعليه الاستفادة من هذه الطاقة الإضافية للمساعدة في تحسين أدائه وإتمام العمل.

يريد العديد من علماء النفس والمدربين الرياضيين عمومًا أن يكون الرياضيون قلقين بعض الشيء بدلًا من الاسترخاء قبل المباراة مباشرة، لأن قدرًا معتدلًا من القلق يساعد الناس على الأداء بشكل أفضل من خلال إبقائهم على أتم الاستعداد، وقد أظهرت الدراسات زيادة التعلم بشكل واضح عندما تكون مؤشرات التوتر مرتفعة قليلًا، لكن هذه الدراسات أظهرت أيضًا أن الكثير من القلق قد يعيق الأداء.

2. استفد من القلق

القلق ليس دائمًا شيئًا سلبيًا، لأنه يمكن أن يحفز النفس ويزيد الأداء، نظرًا لأن القلق والحماس حالتان عاطفيتان تتميزان بالإثارة العالية، قد يكون من الأسهل إعادة صياغة أعراض القلق على أنها حماس بدلًا من محاولة الهدوء. غالبًا ما يركز الإنسان على التهديدات المحتملة عندما يشعر بالقلق، وفي هذه الحالات، من الأجدى محاولة إعادة صياغة قلقه والتركيز على الفرص المحتملة بدلًا من التهديدات.

3. تقبّل حالة القلق في بعض الحالات

قد تؤدي بعض المواقف أو المهام دائمًا إلى الشعور ببعض القلق، لذلك بدلًا من محاولة تجنب هذه المهام أو إخفاء المشاعر، قد يكون من الأفضل قبول الشعور كجزء من التجربة.

كلما نظر الإنسان إلى القلق على أنه أمر روتيني وطبيعي، قلَّ تأثيره السلبي عليه. يعاني حتى الأشخاص الناجحون من الخوف، لكنهم يختارون فقط إيجاد طريقة للمثابرة والإنجاز على الرغم من ذلك. إن القلق والخوف هي ردود فعل طبيعية. إذا كان الإنسان قادرًا على تقبل هذه الفكرة، فعليه التركيز على المهمة الموكلة إليه بدلًا من الخوف المتعلق بها.

4. تحويل القلق إلى دافع إيجابي

يجب التفكير بالقلق على أنه أمر إيجابي ثم توجيهه ليصبح محفزًا ودافعًا. إن معظم الناس لديهم ما يكفي من القلق للشعور باليقظة والصحو، ولكن ليس بما يكفي للشعور بالضعف. في هذه الحالة، يمكن أن يكون القلق دافعًا ممتازًا. على سبيل المثال، إذا كان الشخص قلقًا بشأن السرقة، فقد يقفل أبوابه جيدًا. إذا كان قلقًا بشأن صحته، لن يتأخر بزيارة الطبيب. مهما كان سبب الخوف، فإن القلق المحيط  بالإنسان يمكن أن يدفعه غالبًا إلى فعل شيء حيال ذلك.

غالبًا ما ينتج القلق عن نوع من التخوف بشأن المستقبل. ربما أنت قلق بشأن نتيجة شيء تهتم به كثيرًا. ذكر نفسك لماذا يهمك ذلك في المقام الأول، ودع ذلك يدفعك إلى الأمام. يملك القلق القدرة على جعل الشخص أكثر استعدادًا وتركيزًا وإنتاجية، ولديك القدرة على استخدام هذا الأمر لصالحك.

5. التمييز بين القلق المنتج وغير المنتج

يمكن أن يؤثر القلق عادةً بشكل إيجابي أو سلبي. عادة ما يكون القلق بشأن الأشياء الخارجة عن إرادتك والتي قد تؤدي إلى نوبة قلق غير منتجًا. إذا كنت لا تستطيع فعل أي شيء لتغيير الموقف، فقد تضيع وقتك وطاقتك بالقلق بشأنه.

على العكس من ذلك، فإن القلق المنتج هو القلق بشأن الأشياء التي لديك القدرة على تغييرها. مثل القلق بشأن عرض تقديمي يجب تقديمه في العمل، واتخاذ الخطوات اللازمة للمساعدة على الاستعداد بشكل أفضل من خلال الاعتراف بهذا الشعور.

6. التخفيف من شدة القلق

غالبًا ما ينبع القلق من الخوف، لذلك يجب إزالة الأثر السلبي للقلق من خلال سؤال النفس عما يخاف منه الشخص حقًا، وما هي أسوأ نتيجة ممكنة، وما هي احتمالات حدوث ذلك بالفعل؟ عندما يدرك الإنسان أنه حتى أسوأ نتيجة ممكنة ليست سيئة كما قد تبدو، قد يبدأ القلق بالانخفاض. يمكن أن يتحول الخوف إلى عاطفة أخرى إذا سمح الإنسان بذلك. تساعد الطريقة التي يجب التحدث بها عن المشاعر على بناء ما يشعر به. لذلك يمكن إنشاء الواقع الخاص من خلال التحدث عن القلق باعتباره طاقةً إيجابية.

يمكن أن يكون القلق طبيعيًا وصحيًا بكميات صغيرة. أما إذا أصبح منهكًا ويؤثر سلبًا على الحياة، فقد يتمكن الطبيب النفسي المؤهل من المساعدة على تعلم كيفية التعامل مع القلق.

Loading spinner
Share your love