كيف تتجنب مضاعفات الوسواس القهري؟

يُعرف اضطراب الوسواس القهري بأنه من الأمراض النفسية التي تسبب تكرارًا لأفكار وأحاسيس غريبة مزعجة تسمى الوساوس، أو الرغبة في فعل أشياء مرارًا وتكرارًا بشكل مُجبَر عليها، وأحيانًا يحدث لدى المصاب الأمران معًا. 

لا يعني الوسواس القهري أنك تقوم بعادات غير طبيعية كقضم الأظافر مثلًا، أو أن تراودك أفكار سلبية، وإنما الأفكار الوسواسية قد تكون مثلًا باعتبار بعض الأرقام والألوان والأيام جيدة والأخرى سيئة، والأفعال القهرية كأن تقوم بغسل يديك 10 مرات بعد لمس شيء ما تعتقد أنه متسخ، وأنت لا ترغب القيام بذلك، ولكنك تشعر بالعجز عن التوقف.

ما أهم صفات أفكار وأفعال المصابين بالوسواس القهري؟

  • تستغرق هذه الأفكار والأفعال ساعة واحدة على الأقل كل يوم.
  • تكون خارجة عن إرادة المصاب.
  • تكون مزعجة.
  • تؤثر في حياة المصاب الاجتماعية والعاطفية وفي مجال عمله أيضًا. [1]

ما أهم مضاعفات الوسواس القهري؟

يمكن لأعراض الوسواس القهري أن تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة، وغالبًا ما تستمر مع التقدم في العمر. يتأثر ملايين الأشخاص باضطراب الوسواس القهري حول العالم، فهو اضطراب معقد جدًا قد يتظاهر بأشكال مختلفة، وقد يؤثر بالمصاب طوال حياته ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال ترك دون علاج.

تشمل مضاعفات الوسواس القهري ما يلي:

تناول المواد الممنوعة: قد يلجأ المصاب بالوسواس القهري إلى تناول بعض المواد الممنوعة بهدف تخفيف أعراض مرضه، أي بمثابة علاج ذاتي يقوم به المصاب، ولكن قد يتحول هذا العلاج خلال وقت سريع إلى إدمان هذه المواد ما يؤثر سلبًا على المريض.

انخفاض الإنتاجية: يمكن للوسواس القهري أن يؤثر في حياة المصاب سلبيًا في جميع المجالات، خاصةً مجال العمل أو الأداء المدرسي، إذ لا يكون للمصاب الوقت الكافي لإنجاز أي شيء خلال يومه بسبب قضاء الكثير من الوقت مع الأفكار غير المرغوب فيها والطقوس القهرية المختلفة، وقد يؤدي ذلك إلى مشكلات عديدة، مثل: الطرد من العمل أو أخذ إنذارات وتنبيهات من المعلمين في المدرسة.

أذيات جسدية: قد تسبب سلوكيات الوسواس القهري بعض الأذيات الجسدية للمصاب بالمرض، خاصةً المصابين الذين يعانون من سلوكيات تتعلق بالنظافة، فقد يؤدي الاستحمام المتكرر خلال اليوم وفرك الجلد إلى أذيته وتهيجه وجفافه لاحقًا وصعوبة الشفاء من ذلك، وأحيانًا قد يصاب الجلد بالتهاب تحسسي ناتج عن مواد التنظيف مثل: الصابون والمنظفات الأخرى.

وصمة العار: يشعر معظم المصابين باضطراب الوسواس القهري من وصمة العار بما يتعلق بمرضهم، خاصةً عندما تكون ردود أفعال المحيطين بهم سلبية أو مؤذية للنفس، ينتج عنها الشعور باليأس والإحباط والدخول بحالة نفسية سلبية جدًا.

الاكتئاب: قد تسبب مشاعر الوسواس القهري عند العيش معها يوميًا لمدة طويلة من الزمن الشعور بفقدان الأمل والقلق والاكتئاب. [2]

ما أهم أسباب الوسواس القهري؟

ما تزال أسباب اضطراب الوسواس القهري غير معروفة تمامًا حتى الآن، ولكن هناك مجموعة عوامل تساهم في تطوره، وتشمل ما يلي:

عوامل وراثية: إذ يزداد حدوث الاضطراب في حال كان أحد أقارب الدرجة الأولى مثل: الأب أو الأم أو الأخ مصابًا به، خاصةً إذا كان القريب مصابًا به من صغره.

تبدلات دماغية: فقد أظهرت الاختبارات التصويرية لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري وجود بعض الاختلافات في القشرة الأمامية للدماغ وفي البنى تحت القشرية أيضًا مقارنةً مع باقي أجزاء الدماغ، ووجد أن الوسواس القهري أيضًا يرتبط حدوثه أحيانًا باضطرابات عصبية أخرى تؤثر في مناطق مماثلة من الدماغ، مثل: اضطراب باركنسون ومتلازمة توريت والصرع.

صدمة الطفولة: وجدت الدراسات أن هناك ارتباط بين صدمات الطفولة مثل: إهمال الطفل وسوء معاملته، وبين تطور اضطراب الوسواس القهري مع تطور العمر.

وجود اضطرابات نفسية مرافقة: مثل الاكتئاب أو القلق.

اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع الوسواس القهري؟

كيف تتجنب مضاعفات الوسواس القهري؟

يمكنك أن تتجنب مضاعفات الوسواس القهري بشكل كبير في حال حصولك على العلاج المناسب، على الرغم من أن علاجه صعب وطويل، ولكن ستكون قادرًا على متابعة حياتك بشكل جيد بعيدًا عن الأعراض والمضاعفات المؤذية.

يعد العلاج النفسي من أكثر طرائق العلاج فعاليةً في علاج الوسواس القهري، ومن أنواعه الفعالة والمفيدة هو العلاج المعرفي السلوكي، الذي يهدف إلى تغيير سلوكيات المصاب التي لا يستطيع التعايش أو التكيف معها، وتغيير الأفكار غير المنطقية التي تشكل الوساوس المزعجة. 

يمكن أيضًا في بعض الحالات الخفيفة استخدام طريقة (التعريض ومنع الاستجابة)، التي تجعل المصاب يواجه ما يثير وساوسه وأفعاله، ومنعه من إصلاحها أو وضعها بالشكل الصحيح.

يمكن لبعض الأمور البسيطة مثل: تقنيات الاسترخاء والتأمل وتمارين اليوغا والتدليك أن تساعد في تخفيف أعراض الوسواس القهري المزعجة، لقد قدمت بعض الأدوية النفسية المستخدمة جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي فائدة كبيرة أيضًا في علاج الوسواس القهري وتجنب حدوث مضاعفاته، فهي تساعد المصاب في التحكم بأفعاله وأفكاره الوسواسية.

 قد تستغرق هذه الأدوية بين شهرين إلى أربعة أشهر حتى يبدأ مفعولها، لذلك يجب على المصاب الصبر والالتزام بها وفق تعليمات الطبيب، تشمل بعض هذه الأدوية: مضادات الذهان، مضادات الاكتئاب، مضادات القلق، والمهدئات.

قد يستغرق العلاج وقتًا طويلًا حتى يستفيد المريض ويتغلب على الوسواس القهري، لذلك من الضروري الالتزام بالعلاج وعدم التذمر والملل منه، وعند حصولك على العلاج المناسب وسعيك لتحقيق فائدة جيدة منه سوف تتحسن حياتك، وستصبح قادرًا على الوقوف في وجه الأفكار والأفعال المزعجة التي تمنعك من ممارسة حياتك بشكل جميل وآمن. [3]

اقرأ أيضًا: كيف أتخلص من الوسواس القهري؟ وما هي مدة علاجه؟

يقدم تطبيق كيورا برنامجًا متميزًا لعلاج الوسواس القهري ومضاعفاته، من خلال مناقشة أهداف علاجية معينة وتدريب المريض على مهارات صممت مسبقًا ووضعت في خطة علاجية محكمة وفقًا لحالة كل مريض، ووضعه النفسي الذي يتضح خلال الجلسة الأولى في البرنامج. انضم الآن إلى برنامج الوسواس الجديد

المراجع 

[1] Obsessive-Compulsive Disorder (OCD), www.webmd.com, retrieved in 26/2/2023

[2] Complications of Obsessive Compulsive Disorder, drmikemd.com, retrieved in 26/2/2023

[3] Obsessive-Compulsive Disorder (OCD), my.clevelandclinic.org,  retrieved in 27/2/2023

Loading spinner
Share your love