كيف تتكون الشخصية الحساسة؟

 يعاني الشخص الحساس من مشاعر مفرطة تجاه المحفزات الجسدية والعاطفية والاجتماعية، ورغم أنهم قد يُوصفون في بعض الأحيان بشكل سلبي، إلا أن الشخصية الحساسة تمتلك العديد من الميزات ونقاط القوة.

يعاني الجميع من الحساسية الزائدة في مرحلة ما من حياتهم، ومع ذلك يعاني بعض الأطفال والبالغين من ذلك بوتيرة أكثر، ويمكن أن تكون المواقف الحياتية لمثل هؤلاء صعبة للغاية، فالذهاب للمدرسة أو المطعم أو المكتب يزيد من العبء المترتب عليهم، حيث أن أصوات الأشخاص الذين يتحدثون بصوت عالٍ ورائحة الطعام القوية وأضواء المصابيح القديمة الوامضة تثير مشاعر الضيق وعدم الراحة لديهم.

ما أهم أعراض الشخصية الحساسية؟

يمكن أن تختلف الأعراض من شخص لآخر، فقد يكون بعض الأشخاص أكثر حساسية للصوت على سبيل المثال، بينما قد يواجه البعض الآخر مشكلة تجاه المزعجات الأخرى.

تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • عدم القدرة على تجاهل الأصوات العالية أو الروائح القوية أو الأنواع الأخرى من المنبهات الحسية.
  • شعور بعدم الراحة.
  • القلق والخوف.
  • حساسية شديدة تجاه الملابس.
  • الشعور بالارتباك أو الغضب.
  • التهيج.
  • فقدان التركيز.
  • الأرق.

عند الأطفال، يمكن أن تشير العلامات التالية إلى الشخصية الحساسة:

  • القلق والتهيج والأرق.
  • تجنب أماكن أو مواقف معينة.
  • إغلاق العيون وإخفاء الوجه.
  • وضع اليدين على الأذنين.
  • عدم القدرة على التحدث مع الآخرين أو التواصل معهم.

ما هي أبرز صفات الشخصية الحساسة

هناك العديد من السمات أو الخصائص المشتركة بين الأشخاص شديدي الحساسية، وهي:

  • تجنب الأفلام أو البرامج التليفزيونية العنيفة: لأنها تشعر بالحدة الشديدة وتجعلك تشعر بعدم الاستقرار.
  • التأثر الشديد بالجمال: سواء في الفن أو الطبيعة أو النفس البشرية، أو حتى في بعض الأحيان في إعلان تجاري جيد.
  • الشعور بالإرهاق من المحفزات الحسية: كالحشود الصاخبة أو الأضواء الساطعة أو الملابس غير المريحة.
  • الشعور بالحاجة إلى التوقف: خاصةً عندما يكون لديك أيام عصيبة، تشعر بحاجة إلى التراجع إلى غرفة مظلمة وهادئة.
  • حياة معقدة: تكتمل بالأفكار العميقة والمشاعر القوية التي تصاحبها.

ما أهم الأسباب التي تجعلك شخصًا حساسًا؟

تحدث الحساسية الزائدة عندما يكافح الدماغ لتفسير المدخلات الحسية أو تحديد أولوياتها أو معالجتها بأي طريقة أخرى، ثم يتواصل مع الجسم أن الوقت قد حان للهروب من هذه المدخلات الحسية. تسبب هذه الرسالة الشعور بعدم الراحة والذعر، وما يجعل الشخص حساسًا للغاية يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل مثل: التطور والبيئة وعلم الوراثة وتجارب الطفولة المبكرة.

قد تساهم العوامل الوراثية في زيادة الحساسية أيضًا، على وجه التحديد قد يلعب نظام الدوبامين دورًا في حدوث ذلك، لأنه يؤثر على الشخصية وقد يجعل بعض الناس أكثر عرضة لأن يصبحوا حساسين للغاية، بالإضافة إلى ذلك، قد تتطور جينات الشخص استجابة للتجارب المبكرة السلبية، ما يجعله أكثر عرضة ليصبح شخصية حساسة.

تشير إحدى الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب المعالجة الحسية لديهم اختلافات قابلة للقياس في بنية الدماغ، ويقترح الباحثون أن هذا يشير إلى أساس بيولوجي لمشاكل المعالجة الحسية، ومع ذلك، لن يكون لدى كل من يتسم بالشخصية الحساسة هذه الاختلافات البنيوية. [1]

الأطفال والشخصية الحساسة

تُظهر الأبحاث أيضًا أن نقص اهتمام الأهل أثناء النمو قد يتسبب في تطوير حساسية عالية للطفل ونقل هذه السمة إلى مرحلة البلوغ، الشيء نفسه ينطبق على تجارب الطفولة المبكرة السلبية، فإذا تعرضت لصدمة عندما كنت طفلًا، فمن المحتمل أن تصبح شخصًا شديد الحساسية عند البلوغ.

تشيع الشخصية الحساسة عند الأطفال، ويشير تقرير يعود لعام 2018 إلى أن 1 من كل 6 أطفال يعاني صعوبات وحساسية زائدة، وتشيع هذه الشخصية أكثر لدى الحالات التالية:

  1. اضطراب طيف التوحد.
  2. متلازمة داون.

قد يكون من الصعب التعرف على الشخصية الحساسة عند الأطفال، خاصةً إذا لم تكن هناك حالة مرافقة، والأطفال الذين ليس لديهم حالة ذات صلة، قد تظهر الشخصية الحساسة ببساطة لأن الدماغ ما يزال في طور النمو. 

يجب أن يتعلم الآباء ومقدمو الرعاية التعرف على كل من محفزات وعلامات وأعراض الشخصية الحساسة لدى الأطفال، يمكن أن يقلل الإجراء السريع من التأثير على الطفل ويساعد في إدارة ردود أفعاله. [2]

اقرأ أيضًا: هل أخبرك أحدهم من قبل أنك حساس بشكل زائد؟

هل يوجد علاج للشخصية الحساسة؟

لا يوجد علاج نوعي للحساسية الزائدة، والهدف بصورة عامة هو مساعدة الأشخاص على التكيف وضبط ردود أفعالهم.

قد يكون العلاج النفسي مفيدًا عند الأطفال الذين يعانون من الحساسية الزائدة، ويمكن أن يساعد المعالجون النفسيون الأشخاص في إجراء تغييرات على بيئتهم لتقليل تواتر أو شدة الحساسية الزائدة، وقد تفيد بعض الأدوية في تخفيف شدة الأعراض والحد منها، كما يمكن للعديد من الأشخاص تدبير نوبات الحساسية الزائدة بتقنيات محددة منها:

  • الاحتفاظ بمفكرة عن العلامات والأعراض ومحفزات الحساسية الزائدة.
  • تجنب مسببات الحساسية الزائدة كلما أمكن ذلك.
  • مطالبة الآخرين بالمساعدة في تقليل المحفزات الحسية، مثل: خفض الأضواء الساطعة أو فتح نافذة عند وجود روائح قوية.
  • تحديد أماكن آمنة للهروب إليها عند حدوث عبء حسي زائد في المدرسة أو العمل أو أي مكان آخر.
  • التحدث إلى المعلمين والزملاء والأصدقاء وغيرهم وطلب دعمهم في تقليل المحفزات الحسية.
  • أخذ فترات راحة منتظمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • شرب الكثير من الماء واتباع نظام غذائي متوازن.
  • احط نفسك بالجمال والطبيعة.

العلاج عند الأطفال

عندما يتعلق الأمر بالأطفال الذين يمتلكون شخصية حساسة، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية الصحية:

  • مساعدة أطفالهم على تجنب إثارة المواقف الحساسة.
  • إعطاء الطفل الكلمات لشرح ما يحدث وكيف يشعر.
  • التحقق من صحة مشاعر الطفل وخبراته.
  • إبلاغ المعلمين بإمكانية حدوث حساسية زائدة وطلب دعمهم.
  • طلب المساعدة من طبيب أو معالج نفسي. [3]

اقرأ أيضًا: كيف أطور شخصيتي الحساسة؟ 

إذا كنت شخصًا شديد الحساسية فمن المرجح أن تشعر بالأشياء بعمق، سواء كانت تلك الأشياء إيجابية أو سلبية. في حين أن الإيجابية يمكن أن تكون مبهجة، إلا أن السلبية يمكن أن تمثل تحديات، ويمكن أن تؤثر على مستويات التوتر لديك والعلاقات والقدرة على التأقلم. ضع خطة تساعدك على إدارة مشاعرك في المواقف الصعبة لضمان عدم إرهاقك، وتواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا، الذي يضم نخبة من الأطباء المتميزين في هذا المجال. لمساعدتك على تطوير مهارات التحكم بعواطفك ومشاعرك. اشترك الآن في برنامج التحكم بالشخصية الحساسة.

المراجع

[1] What to know about sensory overload, www.medicalnewstoday.com, retrieved 7/2/2022

[2] Highly Sensitive Person, www.psychologytoday.com, retrieved 7/2/2022

[3] What Is a Highly Sensitive Person (HSP)?, www.verywellmind.com, retrieved 7/2/2022

Loading spinner
Share your love