يفضل أغلب الناس أن يقضوا وقتهم بصحبة العائلة والأصدقاء من حولهم، لكن بعض الأشخاص يعانون من القلق والضيق عند وجودهم ضمن حشد من الناس، وقد يؤثر ذلك على الدراسة والعمل والعلاقات الشخصية والاجتماعية، تدعى هذه الحالة الرهاب الاجتماعي، فما هو هذا الرهاب وكيف يمكن علاجه؟
المحتويات
ما هو اضطراب الرهاب الاجتماعي؟
الرهاب الاجتماعي هو نوع من حالات القلق التي تجعل الناس يشعرون بالقلق أو الخوف في البيئات الاجتماعية التي تتطلب منهم مقابلة أشخاص بشكل مستمر، وقد يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي صعوبةً في مقابلة أشخاص جدد والتحدث معهم وربما حضور الأحداث الاجتماعية الروتينية، على الرغم من أنهم قد يعرفون أن هذه المشاعر غير مبررة، إلا أنهم يواجهون صعوبةً في التغلب عليها وتجاوزها.
يمكن أن يكون هذا النوع من الاضطرابات منهكًا، ويؤثر على قدرة المرء على العمل والدراسة وإنشاء علاقات اجتماعية وثيقة في محيطه الاجتماعي. [1]
ما هي علامات الرهاب الاجتماعي؟
قد يسبب اضطراب الرهاب الاجتماعي على المستوى النفسي، التوتر والقلق المفرط والخوف من المواقف الاجتماعية، وقد تخشى أن يتم الحكم عليك أو إذلالك أمام الآخرين، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الرهاب الاجتماعي إلى أعراض جسدية، مثل:
- التعرق.
- الارتجاف.
- سرعة معدل ضربات القلب.
- الغثيان والاقياء.
- احمرار الوجه بسبب الخجل.
- ضيق التنفس.
يمكن أن يؤثر القلق الاجتماعي على تفاعلاتك وعلاقاتك في المدرسة أو العمل، لكن يجب ألا يهيمن على حياتك، ويمكن أن يساعدك العلاج في إدارة الحالة وتصبح أكثر راحةً في المواقف الاجتماعية.
اقرأ أيضًا: كيف تعرفين أنّ طفلك مصاب بالرهاب الاجتماعي؟
ما هو الوقت المناسب لاستشارة معالجك النفسي؟
إذا وجدت أنك تبذل قصارى جهدك بشكل متكرر لتجنب المواقف الاجتماعية بسبب القلق أو الخوف منها، فهنا لا بد من التفكير في طلب المساعدة من معالجك النفسي، على سبيل المثال: إذا لاحظت أن قلقك يسبب لك العزلة الاجتماعية أو تغيرات كبيرة في الحياة مثل: التعطل عن المدرسة أو البطالة أو الابتعاد عن الأصدقاء والناس على مدى فترة طويلة من الزمن)، فقد يكون الوقت قد حان لبدء رؤية اختصاصي الصحة النفسية.
ومع ذلك، من المهم التعرف على ما إذا كنت بحاجة إلى مساعدة خفيفة أو عالية الدرجة، ويتم ذلك من خلال التعاون مع مقدم الرعاية لتحقيق أقصى درجة من الفائدة، حيث يمكن أن تتأثر حياتك سلبًا على المدى الطويل دون الحصول على العلاج المناسب الذي قد تحتاجه.
ما هو علاج الرهاب الاجتماعي؟ وكم هي المدة اللازمة لذلك؟
قد لا يكون من السهل في البداية طلب المساعدة لحالة مثل اضطراب الرهاب الاجتماعي، ما يجعلك تتردد في التحدث إلى مقدمي الرعاية المختصين، ولكن إذا وصلت للنقطة التي تتجنب فيها الاتصال الاجتماعي وبدأت هذه الحالة تؤثر على حياتك بشكل كبير، فيجب عليك التحدث إلى اختصاصي الصحة النفسية، حيث هناك الكثير من العلاجات التي يمكن أن تساعدك، حيث أن أفضل طريقة لعلاج الرهاب الاجتماعي هي من خلال العلاج السلوكي المعرفي أو الأدوية، وغالبًا يستخدم كلاهما.
العلاج السلوكي المعرفي
تحتاج عمومًا إلى ما يقارب 12 إلى 16 جلسة من المعالجة، حيث يكون الهدف هو بناء الثقة، وتعلم المهارات التي تساعدك على إدارة المواقف التي تخيفك، ثم الخروج للحياة الاجتماعية، تعتمد المعالجة على العمل الجماعي الذي يعد المفتاح في علاج الرهاب الاجتماعي، إذ ستعمل أنت ومعالجك معًا لتحديد أفكارك السلبية والبدء في تغييرها، وستحتاج إلى التركيز على الحاضر بدلاً مما حدث في الماضي، وقد تصل مدة العلاج ل 12 شهر.
يمكنك القيام ببعض الخطوات والتدريب على المهارات الاجتماعية كجزء من علاجك، وربما ستحصل على دروس في الخطابة أو تتعلم كيفية التحدث وسط مجموعة من الناس الذين لا تعرفهم، وبين الجلسات سوف تتدرب بمفردك.
الأدوية
قد يقترح طبيبك أو معالجك النفسي اللجوء للعلاج الدوائي، مثل: مضادات الاكتئاب لعلاج اضطراب الرهاب الاجتماعي، ومن أكثر الأدوية استخدامًا في هذا المجال مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، مثل:
- فلوكستين (بروزاك).
- باروكستين (باكسيل).
- سيرترالين (زولوفت).
قد تجد أن المسار الأول للعلاج المعتمد على العلاج السلوكي سيخفف الكثير من قلقك دون الحاجة لتناول الأدوية، أو قد تكون رحلة العلاج أطول وتتطلب مشاركة الأدوية التي ذكرت سابقًا، لكن اتخاذ تلك الخطوات الأولى سيقودك إلى حياة أقل إرهاقًا ويساعدك على مواجهة مخاوفك، كما ويعتمد جزء كبير من التحسن على الاعتناء بنفسك، فإذا كنت تمارس الرياضة، وتحصل على قسط كافٍ من النوم، وتحد من الكافيين والمنبهات، فستكون أكثر تركيزًا على التحديات النفسية للعلاج. [2]
ما هي المضاعفات الشائعة للرهاب الاجتماعي؟
إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يؤثر الرهاب الاجتماعي بشدة على نوعية الحياة، وقد تشمل بعض المضاعفات الشائعة ما يلي:
- إساءة استخدام الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة.
- صعوبة تكوين العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها.
- تقليص فرص التعليم أو العمل والتطوير الذاتي.
- الاكتئاب والتوتر والأفكار الانتحارية.
- العزلة عن الأسرة والأصدقاء والمجتمع.
- الامتناع عن مغادرة المنزل. [3]
يسبب اضطراب الرهاب الاجتماعي، خوفًا كبيرًا من المواقف الاجتماعية، مثل: الحفلات والاجتماعات والمحادثات الاجتماعية وتناول الطعام في المطاعم وغيرها، وعندما تعزل نفسك بسبب القلق الاجتماعي، قد تشعر بالاكتئاب وانخفاض احترام الذات، وقد يكون لديك أفكار سلبية أو حتى انتحارية، ولذلك لا تتردد في طلب المساعدة والعلاج عبر تطبيق كيورا. اشترك الآن في برنامج اضطراب الرهاب الاجتماعي من كيورا.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف أنك مصاب بالرهاب الاجتماعي؟
المراجع
[1] What Are the Treatments for Social Anxiety Disorder?, www.webmd.com, retrieved 14/2/2023
[2] Social phobia, www.betterhealth.vic.gov.au, retrieved 14/2/2023
[3] Social Anxiety Disorder Treatment Options, www.healthline.com, retrieved 15/2/2023