النسيج العظمي هو نسيج حي ونشط يجدد نفسه باستمرار، حيث يتم تكسير الأنسجة العظمية القديمة وتُستبدل بمواد عظمية جديدة تنتجها خلايا تسمى بانيات العظم.
يتغير التوازن بين عمل الخلايا ناقضات العظم وعمل الخلايا بانيات العظم في مراحل مختلفة من حياتنا، على سبيل المثال: في مرحلة الطفولة والمراهقة، يكون عمل بانيات العظم هو المسيطر، حيث تتكون عظام جديدة بسرعة كبيرة، وهذا يسمح لعظامنا في هذه المرحلة أن تنمو بشكل أكبر وتصبح أكثر كثافة.
تصل كثافة العظام إلى ذروتها من منتصف إلى أواخر العشرينات من العمر. بعد ذلك، تعمل بانيات العظم وناقضات العظم بنفس المعدل، وبدءاً من سن الأربعين تقريباً يصبح عمل ناقضات العظم هو الأكثر سيطرة، لذلك تبدأ عظامنا ببطء في فقدان كثافتها، وتحدث هشاشة العظام، فما هي أعراض هشاشة العظام، وكيف تعرف أنك مصاب بها.
المحتويات
ما هي هشاشة العظام؟
لدينا جميعًا درجة من فقدان كثافة العظام خصوصًا مع تقدمنا في السن، ولكن مصطلح هشاشة العظام يستخدم فقط عندما تصبح العظام هشة تمامًا وأكثر عرضة للكسر، وتكون الكثافة الإجمالية أقل، وتعد هشاشة العظام مشكلة شائعة حاليًا. تشير الدراسات إلى أن واحدة من كل امرأتين وما يصل إلى واحد من كل أربعة رجال فوق عمر 50 عامًا يتعرضون لكسور بسبب هشاشة العظام. [1]
من يصاب بهشاشة العظام؟
تعتبر هشاشة العظام شائعة بشكل عام، ويزداد خطر حدوثها مع التقدم في العمر، يمكن لأي شخص أن يصاب بهشاشة العظام ولكن النساء أكثر عرضة من الرجال بما يقارب أربع مرات، وهناك عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام.
كيف تعرف إن كنت مصابًا بهشاشة العظام؟
غالباً ما يُطلق على هشاشة العظام اسم المرض الصامت، لأن المرء لا يشعر بضعف العظام، أول علامة قد تدل على الإصابة بها هي عندما تتعرض لكسر في العظام بعد حادث أو رض طفيف نسبيًا، ومن المتوقع أن يكون هذا الكسر في الورك أو العمود الفقري ( بشكل خاص في منتصفه وقسمه السفلي) أو في الرسغ.
اقرأ أيضًا: أهم أمراض العظام عند الأطفال.
الأسباب وعوامل الخطر
تشمل عوامل الخطر للإصابة بهشاشة العظام ما يلي :
- استخدام الكورتيزون (خاصة إذا تم تناوله عن طريق الفم)، حيث أنه يستخدم لعلاج عدد من الحالات الالتهابية بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي؛ لذلك عندما يصف لك طبيبك الكورتيزونات لفترة طويلة ( أكثر من ثلاثة أشهر )، فإنه غالبًا ما يصف معها أقراص الكالسيوم وفيتامين د وأحيانًا أدوية أخرى للوقاية من حدوث هشاشة العظام.
- نقص هرمون الاستروجين في الجسم: إذا كنتِ تعانين من انقطاع الطمث المبكر (قبل سن 45) أو في حال استئصال أحد المبيضين أو كليهما، فهذا يزيد من خطر إصابتكِ بهشاشة العظام.
- قلة ممارسة التمارين الرياضية: تدعم التمارين نمو العظام، وقلة التمارين تعني أنك ستكون أكثر عرضة لفقدان الكالسيوم من العظام وبالتالي الإصابة بهشاشة العظام، أيضًا ترتبط صحة العظام بصحة العضلات، لذا من المهم الحفاظ على قوة عضلاتك عبر ممارسة التمارين الرياضية لحماية العظام من مخاطر السقوط والرضوض.
مع ذلك، فإن النساء اللواتي يمارسن الرياضة كثيرًا، قد يتوقف لديهن الطمث وبالتالي يصبحن معرضات لخطر أكبر للإصابة بهشاشة العظام بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين لديهن. - النظام الغذائي السيئ: إذا كان نظامك الغذائي لا يحتوي على كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين د، أو إذا كنت تعاني من نقص شديد في الوزن، فستكون أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
- التدخين المفرط: يعتبر التبغ سامًا بشكل مباشر للعظام، لدى النساء يخفض التبغ من مستوى هرمون الاستروجين وقد يسبب انقطاع طمث مبكر. عند الرجال يقلل التدخين من فعالية هرمون التستوستيرون ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إضعاف العظام.
- العوامل الوراثية: عند وجود مرض هشاشة العظام لدى أحد أقربائك، فمن المحتمل أن يكون خطر تعرضك لهذا المرض أكبر.
تشمل العوامل الأخرى ما يلي:
- العِرق.
- انخفاض وزن الجسم.
- كسور سابقة.
- الأدوية والاضطرابات الصحية التي تؤثر على عملية امتصاص الطعام، مثل: الداء البطني الزلاقي، واضطرابات المناعة الذاتية والتهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية والتصلب المتعدد والتهاب الفقرات التصلبي واضطرابات الجهاز الهضمي. [2]
كيف يمكنك تجنب الإصابة بمرض هشاشة العظام؟
هناك الكثير من الإجراءات التي يمكنك القيام بها في مراحل مختلفة من حياتك لتقي نفسك من الإصابة بمرض هشاشة العظام. تشمل بعض هذه الإجراءات:
ممارسة تمارين رياضية
مثل: حمل الأثقال ( كلما زادت تمارين حمل الوزن التي تمارسها منذ الصغر، كلما قلل ذلك من خطر الإصابة بهشاشة العظام) وتمارين المشي فهي تعد جيدة لتحسين قوة العظام وهي أيضًا مفيدة للحفاظ على قوة عضلات الفخذ والورك، وهو أمر مهم لمساعدة الأشخاص على التوازن الجيد ومنع السقوط.
يُعتقد أن التمارين الأشد مثل: القفز والجري والركض والتنس مفيدة للوقاية من هشاشة العظام، لكن قد لا تكون كل هذه التمارين مناسبة في حال كنت مصابًا بهشاشة العظام.
لمزيد من الدعم والتحفيز والنصيحة، تحدث إلى طبيبك أو اختصاصي العلاج الطبيعي أو المدرب الشخصي في نادي الألعاب الرياضية حول حالتك وأفضل تمرين لك.
النظام الغذائي والتغذية
يجب عليك تناول الكميات الكافية من الكالسيوم، وأفضل مصادر الكالسيوم هي:
- منتجات الألبان مثل: الحليب والجبن والزبادي (يفضل المنتجات قليلة الدسم).
- أنواع الحليب الغنية بالكالسيوم المصنوعة من فول الصويا أو الأرز أو الشوفان.
- الأسماك التي تؤكل مع العظام، مثل السردين المعلب.
تشمل المصادر الأخرى للكالسيوم ما يلي:
- الخضار الورقية الخضراء مثل: الملفوف واللفت والبروكلي والجرجير.
- الفاصوليا والحمص.
- بعض المكسرات والبذور والفواكه المجففة.
إذا كنت لا تأكل الكثير من منتجات الألبان أو البدائل الغنية بالكالسيوم، فقد تحتاج إلى مكمل الكالسيوم. نوصيك بمناقشة هذا الأمر مع طبيبك أو مع اختصاصي التغذية، بالإضافة إلى الكالسيوم، من المهم الحصول على الكميات الكافية من فيتامين د لأنه ضروري لامتصاص الكالسيوم ومعالجته، وهناك بعض الأدلة على أن التهاب المفاصل يتطور بسرعة أكبر لدى الأشخاص الذين ليس لديهم ما يكفي من فيتامين د.
من الإجراءات الوقائية أيضًا، محاولة تجنب الرضوض والسقوط وإيقاف التدخين.
اقرأ أيضًا: نصائح هامة للحفاظ على صحة العظام وسلامتها.
إذا كان عمرك 50 عامًا أو أكثر وتعرضت لكسر في إحدى العظام، فاسأل طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية عما إذا كنت بحاجة لإجراء اختبار كثافة العظام، ويمكنك أيضاً الحصول على المساعدة وطلب الاستشارات الطبية عبر تطبيق كيورا، سجل أيضًا في برنامج متابعة الأمراض المزمنة.
المراجع
[1] Osteoporosis. https://www.healthdirect.gov.au/. retrieved 15/3/2023.
[2] What is osteoporosis and what causes it. www.bonehealthandosteoporosis.org. retrieved 15/3/2023