إذا كان لديك صديق يميل إلى الشعور باليأس وعدم القيمة والإرهاق من أبسط النشاطات اليومية، قد يكون مصابًا بالاكتئاب الذي يؤثر على العديد من جوانب حياته، من العمل إلى النوم وحتى عادات الأكل، وهو اضطراب نفسي شائع يؤثر على عدد كبير من البشر في عالمنا اليوم.

تعرف معنا على الاكتئاب، وما هي أهم الطرق التي يمكنك مساعدة صديقك من خلالها.

المحتويات

ما هو الاكتئاب؟ وكيف تعرف أن صديقك يعاني منه؟

الاكتئاب هو أحد أشيع اضطرابات المزاج التي تؤثر سلبًا على شعور وسلوك وطريقة تفكير الفرد، ويساهم في الشعور بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة المفضّلة، كما يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية، مما يؤثر على الحياة المهنية والعلاقات الاجتماعية للشخص.

لا يعاني الجميع من الاكتئاب بنفس الطريقة، حيث تختلف الأعراض من شخص لآخر، فإذا كان صديقك مصابًا بالاكتئاب، يمكن أن تلاحظ ما يلي:

يبدو حزينًا وأكثر تشاؤمًا بشأن المستقبل ويعاني من الانزعاج وسرعة الانفعال والغضب.
اضطرابات الشهية: مثل فقدان الشهية أو الأكل الزائد، والشعور بالذنب أو الفراغ النفسي وعدم القيمة بشكل دائم.
فقدان الاهتمام والرغبة بأداء النشاطات المعتادة، وتجنب قضاء الوقت أو التواصل مع الآخرين.
إهمال المظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
اضطرابات النوم: مثل الأرق والنوم لفترات طويلة.
اضطرابات الذاكرة، وصعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟

كيف تساعد شخصًا مصابًا بالاكتئاب؟

قد تشكل مساعدة شخص مصاب بالاكتئاب تحديًا حقيقيًا، إذا كنت تشعر بالعجز وتتساءل عما يجب فعله، عليك تعلم كيفية تقديم الدعم ومساعدة أحبائك للتعامل مع الاكتئاب بشكل صحيح. إليك ما يمكنك القيام به.

1. التحدث إليه

دع صديقك يعرف أنك موجود بجانبه، يمكنك بدء المحادثة من خلال مشاركة مخاوفك وطرح أسئلة محددة، عما يشعر به، وإذا كان يمر بفترة صعبة من حياته، قد يرغب صديقك في التحدث عما يحدث معه، لكنه قد لا يريد النصيحة. يفيد التفاعل مع صديقك باستخدام تقنيات الاستماع الفعالة: مثل طرح الأسئلة للحصول على مزيد من المعلومات بدلاً من افتراض أنك تفهم ما تعنيه، والتحقق من صحة المشاعر عبر إبداء التعاطف والأسف بشكل دائم.

قد لا يشعر صديقك بالرغبة في التحدث في المرة الأولى التي تسأل فيها، لكن يمكن أن يساعد ذلك في الاستمرار في إظهار الاهتمام. حاول إجراء محادثات شخصية كلما أمكن ذلك، وطرح الأسئلة المفتوحة والتعبير عن قلقك تجاهه، كما يفيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، إذا كنت تعيش في منطقة مختلفة.

2. مساعدته بالحصول على الدعم المناسب

قد لا يدرك صديقك أنه يتعامل مع الاكتئاب، أو يكون غير متأكد من كيفية الحصول على الدعم، فيكون من الصعب البحث عن معالج نفسي وحجز موعد استشارة، حتى مع معرفته بفائدة وأهمية العلاج للتخلص من الاكتئاب.

إذا بدا صديقك مهتمًا بالحصول على الدعم، اعرض عليه مساعدته في حضور جلسته الأولى مع المعالج سواء كانت شخصية أو عبر الإنترنت، حيث يمكنك مساعدته على سرد الأعراض وذكر المعلومات المراد ذكرها بشكل صحيح، كما يكون تقديم الدعم والتشجيع لتحديد موعد الجلسة الأول مفيدًا للغاية إذا كانوا يواجهون صعوبة في ذلك.

3. تقديم الدعم للاستمرار بالعلاج

قد يمر صديقك بأيام لا يشعر فيها برغبة في مغادرة المنزل وحضور موعد الجلسة، لأن الاكتئاب يؤثر سلبًا على طاقة الفرد ويزيد من رغبته بالعزلة والبقاء وحيدًا؛ لذلك عليك تشجيعه للتمسك بالعلاج من خلال التعبير عن فائدة الجلسات وشعوره بالتحسن بعدها، أو حجز موعد استشارة عبر الانترنت.

كما ينطبق نفس الأمر على الأدوية النفسية، فإذا أراد صديقك التوقف عن تناول الأدوية بسبب الآثار الجانبية السيئة، عليك تقديم الدعم وتشجيعه على التحدث مع طبيبه النفسي حول التحول إلى مضادات اكتئاب مختلفة أو إيقاف أدويته بشكل كامل. قد يؤدي التوقف المفاجئ عن تناول مضادات الاكتئاب دون إشراف الطبيب النفسي إلى عواقب وخيمة، ويحمل العديد من المضاعفات الخطيرة.

4. التعرف على الاكتئاب بشكل أكبر

قد تكون مضطرًا إلى تثقيف كل شخص مهم في حياتك حول حالة صحية نفسية أو جسدية يعاني منها، وشرحها مرارًا وتكرارًا. يمكنك التحدث مع صديقك عن الأعراض التي يشعر بها، ولكن تجنب مطالبته بإخبارك عن الاكتئاب بشكل عام، بل عليك قراءة الأعراض والأسباب ومعايير التشخيص والعلاجات بمفردك، يفيد التعرف على الأعراض والمصطلحات العامة للاكتئاب، بمساعدتك على إجراء محادثات أكثر عمقًا مع صديقك. ^[1]

5. عرض المساعدة عليه في مهامه اليومية

قد يصعّب الاكتئاب من أداء المهام اليومية للشخص، لذا يمكن أن تتراكم عليه واجبات مثل: الغسيل أو التسوق أو دفع الفواتير، مما يؤدي إلى عدم معرفته من أين يبدأ، قد يقدر صديقك عرضك للمساعدة، لكنه يعجز عن قول ما يحتاج إلى المساعدة فيه بوضوح؛ لذا بدلاً من إخباره عما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به، فكر في سؤاله عن الذي يحتاج به للمساعدة بشدة اليوم.

إذا لاحظت أن صديقك متأخر عن غسل الأطباق أو الملابس أو الأعمال المنزلية الأخرى، فاعرض عليه الحضور ووضع بعض الموسيقى ومعالجة المهام سويةً، يجعل هذا التعاون العمل يبدو أقل صعوبة، ويشعره بالمزيد من الدعم.

6. دعوة صديقك إلى النشاطات بشكل دائم

قد يواجه الأشخاص المصابون بالاكتئاب صعوبة في التواصل مع الأصدقاء ووضع الخطط أو الالتزام بها، لكن إلغاء هذه المشاريع يمكن أن يساهم في زيادة شعورهم بالذنب.

يؤدي الاعتذار عن المواعيد بشكل متكرر إلى نقص عدد الأشخاص الذين يرغبون بدعوته إلى النشاطات، مما قد يزيد من العزلة التي قد تساهم في تفاقم حالة الاكتئاب. يمكنك المساعدة في دعم صديقك من خلال الاستمرار في توجيه الدعوات إلى الأنشطة المختلفة، حتى لو كنت تعلم أنه لن يقبل بها غالبًا. عليك إخباره بأنك تفهم حالته عندما يكون بحالة صعبة، وأنه لا يوجد ضغط للخروج وممارسة النشاطات حتى يكون جاهزًا لها، وذكره أنك سعيد برؤيته كلما أراد ذلك.

7. التحلي بالصبر

يتحسن الاكتئاب عادةً مع العلاج الصحيح، ولكن يمكن أن يستمر لفترة زمنية طويلة تتضمن بعض التجربة والخطأ، لذا قد يضطر إلى تجربة بعض أساليب العلاج النفسي أو الأدوية المختلفة قبل إيجاد الطريقة الفعالة في تحسين أعراضه، كما يمكن ألا يزول الاكتئاب تمامًا حتى مع العلاج الناجح، وقد يشعر الشخص بالأعراض من وقت لآخر.

من المحتمل خلال هذه الفترة أن يكون لديهم بعض الأيام الجيدة أو السيئة، لذا قد لا يعني شعورهم الإيجابي شفاؤهم بشكل تام، لكن حاول ألا تشعر بالإحباط إذا كانت سلسلة من الأيام السيئة تجعل الأمر يبدو وكأن صديقك لن يتحسن أبدًا. ^[2]

8. البقاء على اتصال معه

يلعب التعبير عن الاهتمام بصديقك خلال رحلته للتعافي من الاكتئاب دورًا هامًا في فعالية العلاج، حتى إذا لم تكن قادرًا على قضاء الكثير من الوقت معه بشكل منتظم، قم بالتعبير عن مشاعرك عبر اتصال قصير أو رسالة نصية.

يصبح الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عزلةً وتجنبًا للتواصل مع الأخرين، لذلك قد تجد نفسك تقوم بمزيد من الجهد للحفاظ على الصداقة، لكن ذلك يقدم دفعة إيجابية وداعمة في حياة صديقك قد تحدث فرقًا كبيرًا بالنسبة لهم، حتى لو لم يتمكنوا من التعبير عن ذلك في الوقت الحالي لك. ^[3]

يعتبر الاكتئاب اضطراب نفسي شائع يصيب ملايين الأشخاص، وهو يؤثر على مختلف جوانب الحياة، لكنه قابل للعلاج. إذا كان الشخص الذي تحبه يعاني من الاكتئاب، فقد تشعر بالكثير من المشاعر الصعبة، بما في ذلك: الحزن والعجز والإحباط والخوف والشعور بالذنب، لكن التعامل معه بالشكل صحيح قد يكون له أثر إيجابي كبير عليك وعلى حياة من تحب، لا تتردد في دعوة صديقك للتواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه والانضمام لبرنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب لمساعدته على التعامل مع حالته واستعادة توازنه النفسي والعاطفي.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض الاكتئاب الجسدية؟