كيف تؤثر الدورة الشهرية على جسم المرأة؟

يمر جسم المرأة خلال الفترة بين سن البلوغ وسن اليأس بتغيرات هامة تهدف لتجهيزه لاحتمالية حدوث الحمل، تدعى هذه التغيرات بالدورة الشهرية، والتي تؤثر على جسم المرأة بشكل قد يختلف من سيدة إلى أخرى، ولمعرفة تأثير الدورة الشهرية على جسمك يجب عليكِ التعرف بشكل أفضل على مفهوم الدورة الشهرية والحيض ومراحلها وأعراضها.

ما هي الدورة الشهرية؟ ما هو الحيض (الطمث)؟

يطلق مصطلح الدورة الشهرية على التغييرات التي يمر بها جسم المرأة بسبب تأثير الهرمونات التي يفرزها جسمها شهريًا بهدف التحضير لعملية الإباضة واحتمالية حدوث الحمل، يتم احتساب مدة الدورة الشهرية من أول أيام الحيض (الطمث) وحتى بداية الحيض التالي. 

تتغير مستويات الهرمونات (الإستروجين والبروجسترون) خلال سير الدورة الشهرية، وينجم عن ذلك مجموعة متنوعة من الأعراض والعلامات.

أما الحيض فهو النزف الشهري عند المرأة بين سن البلوغ وسن اليأس، يقوم جسم المرأة عند بداية الدورة الشهرية بطرح الخلايا المبطنة للرحم وبعض الأنسجة والدم عبر فتحة صغيرة في عنق الرحم، وتمر عبر المهبل إلى خارج الجسم. 

تنمو بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية للتحضير لاحتمالية حدوث الحمل، ولكن في حال عدم حدوثه تبدأ مستويات الهرمونات بالهبوط، وهذا ما يسبب بدء مرحلة الحيض.

ما هي مراحل الدورة الشهرية؟

يمكن أن تقسم الدورة الشهرية إلى أربعة مراحل رئيسية، وهي:

مرحلة الطمث أو الحيض: وهي المرحلة الأولى من الدورة الشهرية وخلالها يحدث الطمث، وتنجم هذه المرحلة عن عدم حدوث حمل في الدورة الشهرية السابقة وهبوط مستويات الهرمونات في الدم، تعاني المرأة خلال هذه المرحلة من بعض الأعراض مثل: تشنجات عضلية، آلام في الثدي، تقلبات المزاج، هياج، صداع، تعب، آلام أسفل الظهر، تدوم هذه المرحلة 7-3 أيام وقد تدوم فترة أطول من ذلك عند بعض السيدات.

المرحلة الجريبية: تبدأ هذه المرحلة أيضًا عند بداية الحيض ولكنها تنتهي عند حدوث الإباضة، وخلال هذه المرحلة تبدأ مستويات الهرمونات بالارتفاع لتساعد في عملية نضج البويضة، تدوم هذه المرحلة ما يقارب 16 يومًا، ولكن يمكن أن تتراوح بين 11 و27 يومًا اعتمادًا على مدة الدورة الشهرية.

مرحلة الإباضة: إن ارتفاع مستويات الهرمونات (خاصة الإستروجين) خلال المرحلة الجريبية يحرض الجسم على إفراز هرمون خاص يدعى الهرمون الملوتن LH، وعندها تبدأ الإباضة التي تنتهي بإنتاج المبيض لجريب ناضج، يحدث الحمل خلال مرحلة الإباضة، وتتميز بارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل بسيط.

المرحلة الإفرازية: تتحول بقايا الجريب الناضج بعد تحرير البويضة إلى ما يدعى بالجسم الأصفر، والذي يقوم بإفراز مجموعة من الهرمونات التي تساعد على نمو وبناء بطانة الرحم استعدادًا لاستقبال البيضة الملقحة في حال حصول الحمل، تدوم هذه المرحلة 17-11 يومًا اعتمادًا على مدة الدورة الشهرية.

كيف تؤثر الدورة الشهرية على جسم المرأة؟

تتحكم مستويات الهرمونات بالدورة الشهرية، ويؤدي ارتفاع وهبوط مستويات هذه الهرمونات للعديد من التأثيرات على جسم المرأة وعلى مشاعرها، وتعد الأعراض والعلامات الناجمة عن تقلب مستويات الهرمونات خلال الدورة الشهرية طبيعية، نذكر أهم هذه الأعراض:

التشنجات البطنية (مغص): تنشأ هذه التشنجات عن تشنج العضلات الموجودة في جدار الرحم للمساعدة على التخلص من بطانة الرحم في حال عدم حصول حمل، تبدأ هذه التشنجات قبل بدء الطمث بعدة أيام وتدوم حتى انتهاء مرحلة الطمث، تتراوح شدة هذه التشنجات من تشنج خفيف إلى ألم شديد يمنع السيدة من القيام بنشاطاتها اليومية، تشعر المرأة بالتشنجات في أسفل البطن وتنتشر نحو أسفل الظهر وأعلى الفخذين.

حب الشباب (العدّ): يعد ظهور حب الشباب قبل حدوث الطمث من الأعراض الشائعة، وخاصة على منطقة الفك السفلي مع إمكانية ظهوره في أي منطقة من الجسم، وينجم التفشي الواسع لحب الشباب خلال الدورة الشهرية عن التقلبات الهرمونية التي تسبب زيادة إفراز الغدد الدهنية في الجلد، وبالتالي ازدياد ظهور حب الشباب.

ألم الثديين: يبدأ هرمون البروجسترون بالارتفاع في منتصف الدورة الشهرية حول مرحلة الإباضة، يؤدي ذلك إلى تضخم وتورم الثديين والألم فيهما قبل وخلال الدورة الشهرية، وذلك حتى يتراجع البروجسترون، تتراوح شدة الألم والتورم من سيدة إلى أخرى وقد يسبب انزعاجًا شديدًا لدى بعض السيدات.

شعور بالانتفاخ (النفخة): تؤثر الدورة الشهرية على استقلاب الجسم، وقد تسبب احتفاظ الجسم بكميات أكبر من الماء والأملاح مما يجعل السيدة تشعر بثقل في البطن أو عدم القدرة على ارتداء سروال جينز كان على مقاسها، ويمكن ملاحظة ذلك عبر زيادة بسيطة في الوزن (ما يقارب 1 كيلوغرام)، وتعد هذه الزيادة مؤقتة ويتراجع الشعور بالانتفاخ خلال 3-2 أيام.

اضطراب حركة الأمعاء: فالجهاز الهضمي حساس للتغيرات الهرمونية، ولذلك يمكن أن تلاحظي تغيرات في عادات دخول الحمام لديكِ قبل وخلال الدورة الشهرية، فالهرمونات المسببة لتشنجات العضلات الرحمية يمكن أن تسبب أيضًا تشنجات في جدار الأمعاء وبالتالي زيادة الحاجة لدخول الحمام، كما يمكن أن تعاني السيدة من الإسهال أو الإمساك بالإضافة إلى الغثيان وإطلاق الغازات المتكرر.

الصداع: يمكن للتقلبات الهرمونية أو إفراز بعض الهرمونات خلال الدورة الشهرية أن تسبب حالة صداع لدى السيدة، أو قد تحرض نوبات الشقيقة (صداع نصفي)، فالهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية تسبب إفراز بعض النواقل العصبية والتي قد تسبب هجمات من الصداع عند بعض السيدات.

تقلبات المزاج: يمكن للأعراض العاطفية والنفسية للدورة الشهرية أن تختلف بشكل كبير من سيدة لأخرى، فقد تعاني من (تقلب المزاج أو الاكتئاب أو الهياج أو القلق)، ففي حال كنتِ تشعرين بتقلب مزاجك أو تشعرين بالحزن أو الغضب أكثر من المعتاد فاللوم يعود على تأرجح مستويات الهرمونات في جسمك.

آلام أسفل الظهر: يمكن للمواد الكيميائية المسببة لتشنجات الرحم التي يفرزها الجسم خلال الدورة الشهرية أن تسبب تشنجات في العضلات أسفل الظهر، مسببة شعورًا بالشدّ أو الألم في منطقة أسفل الظهر تختلف شدته من ألم خفيف إلى ألم مزعج يمنع السيدة من القيام بأعمالها اليومية.

اضطراب النوم: يمكن لجميع ما ذكر سابقًا أن يسبب اضطرابًا في النوم، والذي قد يزيد من صعوبة النوم أو البقاء نائمًا، فدرجة حرارة الجسم ترتفع بمقدار نصف درجة مئوية مما يزيد من صعوبة الشروع بالنوم.

تختلف الدورة الشهرية من امرأة إلى أخرى، وما يعد طبيعيًا بالنسبة لكِ قد يكون غير طبيعي بالنسبة لسيدة أخرى؛ لذلك يجب عليكِ مراقبة دورتك الشهرية من أجل معرفة وقت بدئها ومدتها، لأن ذلك يساعدكِ على الانتباه إلى حدوث أي تغيير خلال دورتك الشهرية أو ظهور أي مشكلة أو عَرَض جديد، وعندها يجب مراجعة طبيبك بشكل مبكر.

Loading spinner
Share your love