كيف يحصل الاكتئاب؟

يصيب الاكتئاب ملايين الأشخاص سنويًا، ويمكن لأي شخص أن يعاني من الاكتئاب في بعض الأحيان دون وجود سبب مباشر. 

من الطبيعي أن تشعر بالحزن و الحسرة تجاه حدث أليم قد أصابك، كخسارة وظيفة أو طلاق أو غيرها، لكن الاكتئاب يحدث بشكل مختلف، حيث يلازمك شعور الحزن والإحباط لأسبوعين متواصلين على الأقل، يشيع حدوث الاكتئاب في الوقت الراهن، نتيجة صعوبة المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم. 

في هذا المقال، ستتعرف على أهم أعراض الاكتئاب، أسبابه و طريقة التشخيص، وكيف يحصل الاكتئاب.

لماذا يحدث الاكتئاب؟

فُسر حدوث الاكتئاب سابقًا باضطراب في تراكيز النواقل العصبية في الدماغ (وهي مواد كيميائية تلعب دورًا في تبدل الحالة المزاجية)، لكن الدراسات الحديثة أشارت لوجود أسباب مختلفة مثل: خلل تحكم الدماغ بالمزاج، والأسباب الوراثية، إضافة لضغوط الحياة المختلفة، إذ تساهم هذه العوامل إلى جانب اضطراب التوازن الكيميائي في حدوث الاكتئاب.

أي أنه لا بد من وجود دور للمواد الكيميائية في هذا المرض، والتي يبلغ عددها المليارات داخل وخارج الخلايا العصبية، وهي المسؤولة عن مزاجك وتصوراتك ونمط معيشتك، لذا قد نجد شخصين يعانيان من الأعراض نفسها للاكتئاب، لكن قد يختلف العلاج لكل منهما.

ما هو تعريف الاكتئاب؟

هو اضطراب يؤثر على المزاج ويؤدي لشعور دائم بالحزن والإحباط، مع اضطراب في التفكير والنوم والذاكرة، وتغير في العادات اليومية كالطعام و النشاطات المعتادة، وهو اضطراب  قابل للعلاج إما بجلسات العلاج النفسي أو الدوائي او كليهما معًا.

يصنف الاكتئاب إلى أنماط متعددة تحدد من قبل طبيب مختص، وقد تتفاقم أعراض الاكتئاب من دون العلاج المناسب، إذ يصل المريض في المراحل المتقدمة إلى أذية النفس أو الانتحار، لذا يعد العلاج هو الحل الأمثل والأكثر فعالية في تحسين الأعراض. [1]

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب؟

يصيب الاكتئاب أي شخص وبأي عمر، يشيع حدوثه عند النساء أكثر من الرجال، لكن قد تؤهب بعض الحالات للإصابة بالاكتئاب، إذ تزداد احتمالية حدوثه عند المصابين بالأمراض التالية:

  • الٱفات التنكسية العصبية مثل: الزهايمر و داء باركنسون.
  • السكتات الدماغية.
  • التصلب اللويحي المتعدد.
  • الأورام.
  • نوبات الاختلاج.
  • الٱلام المزمنة.

ما هي أعراض الاكتئاب؟

تتراوح شدة الأعراض المرافقة للاكتئاب حسب النمط من خفيفة إلى شديدة، عمومًا تتضمن الأعراض:

  • الشعور بالحزن الشديد وفقدان الأمل، والقلق، كما يتظاهر عادةً عند المراهقين والأطفال بالهياج أكثر من الحزن.
  • فقدان المتعة بالاهتمامات المعتادة.
  • سرعة الانفعال والإحباط.
  • النهم أو فقدان الشهية، والتي تترافق بكسب أو خسارة الوزن.
  • اضطرابات النوم التي تتظاهر بالأرق وقلة النوم أو النوم لساعات طويلة.
  • التعب المستمر وانعدام الطاقة.
  • صعوبة التركيز واتخاذ القرارات، واضطرابات الذاكرة.
  • أعراض جسدية مثل: الصداع، وقرحة المعدة أو العجز الجنسي.
  • الأفكار الانتحارية أو محاولات الانتحار.

كيف يحصل الاكتئاب؟

لم يحدد الباحثون سببًا واضحًا للاكتئاب، فقد أشاروا إلى وجود عوامل متعددة لها دور في تطور الاكتئاب، أهمها:

  • اضطراب في تراكيز النواقل الكيميائية العصبية في الدماغ، مثل: السيروتونين والدوبامين التي تلعب دورًا هامًا في تطور المرض.
  • العوامل الوراثية: يصيب الاكتئاب الشخص الذي يملك قريب درجة أولى  مصاب بالاكتئاب بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة بالفرد العادي، على الرغم من ذلك قد يصيب الاكتئاب دون وجود قصة عائلية.
  • نمط الحياة: تعتبر تجارب الحياة القاسية مثل: الفقدان أو الرض النفسي أو الطلاق أو الوحدة أو فقدان الدعم، عوامل محرضة بقوة لحدوث الاكتئاب.
  • الأمراض المزمنة: الألم المزمن أو الأمراض المزمنة مثل: السكري .
  • الأدوية: قد يكون الاكتئاب عرضًا جانبيًا لبعض الأدوية. [2]

كيف يشخص الاكتئاب؟

يتم تشخيص الاكتئاب بناءً على الأعراض والقصة السريرية والفحص النفسي.

قد يتم تشخيص المرض كنمط محدد مثل: الاضطرابات العاطفية أو اكتئاب ما بعد الولادة اعتمادًا على الأعراض، ويتم تشخيص الاكتئاب من قبل الطبيب المختص عند وجود خمسة أعراض على الأقل بشكل يومي، مع استمرارها معظم أوقات النهار لمدة أسبوعين متتاليين، كما قد يتم إجراء بعض التحاليل مثل: تعداد الدم لتشخيص وجود أي مرض كامن مسبب.

هل الاكتئاب مرض شائع؟

قدر الباحثون نسبة انتشار الاكتئاب بما يقارب 7% من البالغين، كما أشاروا إلى أن أكثر من 16% أي ما يعادل واحد من أصل ستة أفراد من البالغين سيعانون الاكتئاب خلال أحد مراحل حياتهم، كما تقدر نسبة الاكتئاب عند الأطفال بما يقارب 4.4%.

كيف يعالج الاكتئاب؟

يعتبر الاكتئاب مرضًا قابلًا للعلاج، إذ يتلقى ما يقارب 80-90% العلاج الملائم، تختلف أساليب العلاج والتي تحدد من قبل المختصين، أهمها:

  1. العلاج النفسي: يجرى عن طريق جلسات علاجية منتظمة مع طبيب مختص يساعدك على تحديد الأفكار والمشاعر السلبية، ويحاول تغيير السلوك السلبي، وله أنماط متعددة أشيعها العلاج السلوكي الداعم الذي يمكن أن يجرى بعدد قليل من الجلسات، إلا أن البعض قد يحتاج أشهر أو سنوات.
  2. العلاج الدوائي: قد يصف لك طبيبك بعض الأدوية التي تعرف بمضادات الاكتئاب، والتي تلعب دورًا هامًا في استقرار الوسط الكيميائي في الدماغ المسؤول عن حدوث الاكتئاب، قد تتسبب هذه الأدوية ببعض الآثار الجانبية التي تتراجع مع الوقت، في حال عدم تراجعها يقترح طبيبك استبدالها بصنف دوائي آخر.
  3. الطّب البديل: يتضمن ذلك العلاجات التي قد تتلقاها مع الطب التقليدي فمثلًا: يمكن للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الخفيف أو الأعراض المستمرة، تحسين صحتهم من خلال علاجات مثل: الوخز بالإبر، والتدليك، والتنويم المغناطيسي، والتلقيم الراجع الحيوي.
  4. العلاج بتحفيز الدماغ: يمكن أن يساعد العلاج التحفيزي للدماغ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد أو الاكتئاب مع الذهان. تشمل أنواع علاج تحفيز الدماغ العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، والتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، وتحفيز العصب المبهم (VNS).

اقرأ أيضًا: كيف يمكنك تقليل أعراض الاكتئاب.

توجد أيضًا بعض السلوكيات التي قد يتبعها بعض المرضى في المنزل، لتحسين أعراض الاكتئاب لديهم منها:

  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • النوم لفترات كافية وبشكل منتظم.
  • الالتزام بتناول الأطعمة الصحية.
  • الحرص على قضاء الوقت مع الأصدقاء والأفراد المقربين.

هل يمكن الوقاية من الإصابة بالاكتئاب؟

لا يمكن دومًا منع الاكتئاب، ولكن يمكنك المساعدة في تقليل خطر الإصابة به من خلال:

  • النوم الكافي المنتظم.
  • السيطرة على التوتر والقلق باتباع الأساليب الصحية التي تحسن من قدرتك على التأقلم مع الضغوط النفسية المختلفة.
  • ممارسة التمارين التي تساعد على الاسترخاء والعناية بالذات مثل: التأمل واليوجا.

اقرأ أيضًا: كيف تساعد صديقك الذي يعاني من الاكتئاب

متى يتوجب عليك مراجعة طبيبك؟

  • عند شعورك بأي عرض من أعراض الاكتئاب، يفضل طلب استشارة طبيبك أو المعالج النفسي، إذ يمكنك من خلال ذلك الحصول على تشخيص دقيق واقتراح الخيار الملائم للعلاج.
  • إذا كنت قد بدأت في علاج الاكتئاب ولم تشعر بتحسن أو لاحظت حدوث آثار جانبية مزعجة، فتحدث إلى طبيبك الذي قد يقترح علاجًا مختلفًا.
  • من دون العلاج المناسب يمكن للاكتئاب أن يصبح أسوأ، وتزداد احتمالية إصابتك بأمراض أخرى مثل الخرف، كما قد يؤثر سلبًا على الأمراض المزمنة مثل: السكري أو الآلام المزمنة.

إذا كنت تعاني من الاكتئاب وتأثيراته عليك لا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا، وسجل في برنامج العودة للحياة بعد الاكتئاب لمساعدتك على تجاوز تأثيراته السلبية والمضي قدمًا في حياتك. 

المراجع

[1] Depression: Causes, Symptoms, Types & Treatment (clevelandclinic.org),Cleveland clinic, retrieved 27/3/2023

[2] What causes depression? – Harvard Health, Harvard Health Publishing, retrieved 27/3/2023

Loading spinner
Share your love