يعتبر الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، وتتعدد أسبابه ونتائجه، وقد يتطور تدريجيًّا ليؤثر على نفسيتك وشخصيتك وحياتك كلها، خصوصًا إذا تُرك دون علاج، لأن التغيرات الكبيرة التي يحدثها في حياتك مهمة جدًا وخطيرة، سنتعرف في هذا المقال على الاكتئاب وأعراضه وتأثيراته على نفسيتك وحياتك بشكل عام.

المحتويات

ما هو الاكتئاب؟

يصنف الاكتئاب كواحد من اضطرابات المزاج، ويصفه البعض بأنه شعور بالحزن أو الضياع أو الغضب يؤثر على سير حياتك اليومية.

يختلف الاكتئاب عن الحزن الذي تشعر به عند فقدان شخص عزيز، فهو يعبر عن كراهية للذات وقلة تقدير للنفس وشعور دائم ومستمر بالحزن، ويختبر الأشخاص الاكتئاب بعدة أشكال، فقد يؤثر على إنتاجيتهم في العمل وعلى علاقاتهم الاجتماعية وصحتهم الجسدية، إذ تزداد بعض الأمراض سوءًا عند الإصابة بالاكتئاب مثل: الربو والتهاب المفاصل والأمراض القلبية الوعائية.

أعراض الاكتئاب

من الطبيعي أن تشعر بالحزن والاستياء أحيانًا، لكن استمرار هذا الشعور لفترة طويلة قد يكون دليلًا على إصابتك بالاكتئاب، الذي يعد مرضًا خطيرًا إذا لم يعالج بطريقة صحيحة. يشمل الاكتئاب مجموعة من الأعراض التي تؤثر على صحتك ونمط حياتك، مثل:

الشعور الدائم بالحزن والقلق والفراغ، وفقدان الأمل وقلة القيمة والتشاؤم والرغبة المستمرة بالبكاء.
الشعور بالضيق والانزعاج والغضب.
فقدان الرغبة بممارسة الهوايات وعدم الاستمتاع بالنشاطات المعتادة.
التعب المستمر وصعوبة التركيز.
بطء في الحركات وطريقة الكلام.
صعوبات في النوم والاستيقاظ المبكر، أو النوم لساعات طويلة.
اضطرابات في الشهية وتغيرات في الوزن.
آلام مستمرة دون سبب واضح لحدوثها مثل: الصداع أو اضطرابات الهضم أو تشنجات عضلية.
التفكير بالموت والانتحار. ^[1]

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض الاكتئاب الجسدية؟

تأثيرات الاكتئاب على التفكير

لا يؤثر الاكتئاب على سعادتك وحالتك المزاجية فحسب، بل على قدرتك على التفكير والتركيز والتذكر، لأنه يعيق الإشارات الدماغية ويؤثر على قدراتك المعرفية، ومن هذه التأثيرات نذكر:

يعاني العديد من الأشخاص المصابون بالاكتئاب من اضطرابات نفسية أخرى مثل: اضطراب نقص التركيز، حيث يعاني المريض من صعوبة في التركيز لفترة طويلة بمهمة معينة، ومعظم الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يكون لديهم مشاكل في التركيز بغض النظر عن عمرهم، كما قد يكون ذلك أحد التأثيرات الجانبية لأدوية الاكتئاب.
من المشاكل الشائعة التي قد تصيبك أيضًا فقدان الذاكرة قصيرة الأمد أي الذكريات القريبة، فقد وجد الباحثون في دراسة عام 2013، أن الأشخاص المصابون بالاكتئاب لديهم صعوبة في تذكر مجموعة من الأشياء المألوفة أو التي رأوها للتو، فقد لا تتذكر ماذا أكلت في الصباح أو تفاصيل حادثة معينة.
يؤثر أيضًا على الوظيفة الأدائية لنشاطاتك اليومية مهما كانت بسيطة، مثل: دفع الفواتير أو إجراء مكالمة هاتفية، ويكون هذا التأثير حادًّا ويزداد سوءًا عندما تكون متوترًا أو حزينًا أو لم تحصل على قدر كافٍ من النوم، وإن الوظيفة الأدائية ضرورية، إذ إنها تساعدك على تنظيم وقتك وزيادة تركيزك وتذكر التفاصيل المهمة التي تحدث معك، ولحسن الحظ يمكنك تحسين أدائك في العمل عبر تقسيم المهام الكبيرة إلى أخرى صغيرة يمكنك تنفيذها، وكتابة قائمة بالمهام الواجب عليك القيام بها والإطلاع عليها بشكل متكرر.
كما يؤثر الاكتئاب على قدرتك على اتخاذ القرارات البسيطة والصغيرة مثل: أين تريد تناول العشاء اليوم أو ماذا ترتدي على العمل، ينصح الخبراء هؤلاء الأشخاص باستشارة اختصاصي يساعدهم على ترتيب أفكارهم وتحسين قدرتهم على اتخاذ القرارات، ويكون ذلك عن طريق تقليص القرارات التي عليهم اتخاذها مثل: تناول الفطور نفسه يوميًّا والذهاب إلى العمل من نفس الطريق. ^[2]

تأثير الاكتئاب على الدماغ

هناك بعض الجدل حول المناطق المتضررة من الدماغ عند المصابين بالاكتئاب، لكن هناك دليل قوي على تأثيرات الاكتئاب السلبية على أجزاء من الدماغ، خاصة تلك التي تحتوي المادة الرمادية، وهي تجمع للخلايا العصبية، مثل: مراكز الذاكرة والتعلم والخوف والتفكير، لهذا ستعاني من فقدان الذاكرة وضعف التركيز وغيرها من الأعراض التي ذكرناها سابقًا، وتكون التأثيرات أكبر عند الأشخاص المصابين بالاكتئاب لفترة طويلة.

كما أشار الخبراء إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب الدماغ عند من يعانون الاكتئاب، وذلك لانتشار محرضات الالتهاب عندهم أكثر من غيرهم، وخاصة المصابون به لعشر سنوات دون علاج، وهذا يؤدي إلى أذية خلايا الدماغ وموتها، ومنعها من النمو والقيام بوظائفها الطبيعية.

كيف تعالج الاكتئاب؟

يجب علاج الاكتئاب بأسرع وقت ممكن، لأن ذلك يوفر عليك طريق العذاب والتعب والأذية النفسية والجسدية والعقلية، ويعالج الاكتئاب بالأدوية أو بالعلاج النفسي، حيث يساعدك العلاج النفسي في حل مشكلاتك وترتيب أفكارك لتتخذ القرار المناسب بشكل صحيح، كما يعلمك التعامل مع المشاعر السلبية، إذ إن حديثك مع اختصاصي نفسي يساعدك على مواجهة ما يؤثر على صحتك العقلية والنفسية.

أثبت العلاج النفسي دوره في تحسين حالة المرضى المصابين بالاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية، بالإضافة إلى الدور الفعال للأدوية إلى جانب العلاج النفسي، فمعظمها تكون تأثيراته الجانبية قليلة ومحمولة، وتعمل هذه الأدوية على زيادة إفراز هرمون السعادة السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين، وبالتالي تساعدك في تحسين مزاجك ونفسيتك، لكن يجب على المرأة الحامل الانتباه واستشارة الطبيب وعدم أخذ أي دواء دون وصفة طبية.

صحتك النفسية مهمة وقيمة بقدر صحتك الجسدية، لذا عليك الانتباه لها جيدًا والإسراع إلى الاختصاصي في حال شعرت بالحاجة إلى ذلك. لا تهمل نفسيتك أبدًا فهي ما يعطيك الدفع في الحياة للاستمرار والمضي في طريقك، حاول الاهتمام بها جيدًا فهذا طريقك نحو الراحة والسعادة.

اقرأ أيضًا: هل يغير الاكتئاب الشخصية؟