يعد التبرع بالدم إجراءً طبيًا شائعًا، يجرى طواعية بناءً على رغبة المتبرع، تزداد الحاجة إليه في حالات الطوارئ مثل حوادث السير، وأذيات السقوط، والعمليات الجراحية الكبرى والنزوف الشديدة، إضافة إلى الاضطرابات الدموية التي يحتاج فيها المريض إلى نقل دم، وغيرها من الحالات الطبية التي قد تودي بحياة المريض.

هنا تكمن أهمية التبرع بالدم، لأنه قد يكون السبيل الوحيد للحفاظ على حياة المريض وسلامة أجهزة الجسم المختلفة، ولا تقتصر الفائدة على المتلقي فقط، فقد تشكل عملية التبرع حلًّا طبيًّا للعديد من المشاكل لدى المتبرع، مثل: ارتفاع خضاب الدم الذي قد يسبب بعض الأعراض المزعجة كالصداع، وتشوش الرؤية وغيرها.

في هذا المقال، سنسلط الضوء على فوائد التبرع بالدم، وما هي الشروط الواجب توافرها في المتبرع لضمان سلامة الطرفين؟ وما هي الحالات التي لا يسمح للشخص فيها بالتبرع بالدم؟

المحتويات

ما أهم فوائد التبرع بالدم؟

للتبرع بالدم العديد من الفوائد الصحية، على المستوى النفسي والجسدي.

على المستوى النفسي:

الحد من التوتر.
تحسين حالتك العاطفية والجسدية
التخلص من المشاعر السلبية.
الشعور بالانتماء للمجتمع وتوطيد أسس التكافل المجتمعي، والتقليل من الشعور بالعزلة.

على المستوى الجسدي:

يحفز التبرع بالدم الدورة الدموية ويجدد نشاطها، كما يزيد نشاط نقي العظم لإنتاج مكونات الدم المختلفة.
التقليل من خطورة حدوث النوب القلبية، فالتبرع بالدم يخفف من تراكم الحديد في الجسم والذي يشكل خطرًا لتطور النوبة.
علاج بعض الحالات المرضية مثل: احمرار الدم وتخفيف أعراضه المتمثلة بالصداع وتشوش الرؤية والحكة.
الوقاية من الإصابة بأمراض مختلفة مثل: الأورام و بعض الأمراض الدموية، وذلك حسب الدراسات الحديثة. ^[1]

ما هي شروط التبرع بالدم؟

من الضروري أن تحقق بعض الشروط الصحية لتتمكن من التبرع بالدم بأمان، إذ لا بد من إجراء عدة فحوص طبية تضمن سلامة عملية النقل والوقاية من حدوث أذية لدى الشخص الآخذ، فمثلًا يجب التأكد من سلامة العلامات الحيوية التي تشمل: ضغط الدم، والنبض، ومستوى خضاب الدم (ألا تكون مصابًا بفقر دم أو أي مرض دموي)، درجة حرارة الجسم.

أما بالنسبة للفحوصات الدموية التي يجب على المتبرع إجراءها فهي: فيروسات التهاب الكبد B و C، إضافة إلى ضرورة نفي الإصابة بالإيدز.

هناك بعض الحالات التي لا يسمح فيها للشخص بالتبرع بالدم، أهمها:

الإصابة بأمراض دموية وراثية مثل: الداء المنجلي والتلاسيميا.
وجود مرض جهازي مزمن مثل: الضغط والسكري والأمراض القلبية الوعائية، إذ يشكل التبرع بالدم في هذه الحالة خطرًا على صحة المريض.
الإصابة بأمراض معدية مثل: التهاب الكبد، الزهري والملاريا والإيدز.
العمر أقل من 18 عامًا.

هل للتبرع بالدم مخاطر؟

لا يحمل التبرع بالدم خطورة عالية على الشخص السليم المعافى، فقد تراجعت نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة دمويًا نتيجة وجود أدوات طبية جديدة وعقيمة.

قد تعاني من أعراض مزعجة بعد تبرعك بالدم مثل: الغثيان، والدوار أو الدوخة، إذ ينصح الأطباء عند حدوث مثل هذه الأعراض بالاستلقاء و رفع القدمين للأعلى حتى زوالها، قد تعاني أيضًا من نزيف في موّضع الحقنة، ويمكن تلافي ذلك عن طريق تطبيق ضغط موضعي بعد سحب الدم وإزالة المدخل الوريدي (القثطرة)، وكذلك رفع الطرف لعدة دقائق.

على الرغم من ذلك، ننوه إلى ضرورة مراجعة مركز التبرع بالدم، أو استشارة طبيب مختص عند حدوث أي مما يلي:

استمرار الشعور بالدوار والغثيان وخفة الرأس، حتى بعد الشرب والأكل وحصولك على قسط كافٍ من الراحة.
زيادة التورم الموضعي أو النزف من موضع الحقن.
الإحساس بخدر وتنميل وألم في الطرف.

كيف تتم عملية التبرع بالدم؟

يجب عليك أولًا التسجيل للتبرع بالدم، و يتضمن ذلك تقديم هويتك وتاريخك الطبي وإجراء فحص سريع كما ذكرنا سابقًا، كما ستحصل أيضًا على بعض المعلومات حول التبرع بالدم لقراءتها، بمجرد أن تكون جاهزًا، سيبدأ إجراء التبرع بالدم.

لإجراء عملية التبرع بالدم:

ستكون مستلقِ على كرسي، مع التنويه إلى إمكانية التبرع بالدم سواء جالسًا أو مستلقيًا.
تعقيم منطقة محددة من الذراع، ثم إدخال إبرة معقمة توصل إلى أنبوب يعرف بمونتاج نقل الدم، ينتهي بكيس جمع الدم.
ستظل جالسًا أو مستلقيًا أثناء سحب نصف لتر من دمك، يستغرق هذا من 8 إلى 10 دقائق.
بعد الانتهاء من عملية التبرع، تتم إزالة الرباط وتوضع قطنة مع لاصق طبي، مع تطبيق ضغط معتدل لمنع حدوث التورم.

معلومات عن أنواع التبرع بالدم

يعتبر التبرع بالدم من أكثر الإجراءات شيوعًا، وذلك كونه يحقق فائدة عظمى لكلا الطرفين المتبرع والمتلقي، إذ يمكن نقله كدم كامل أو فصله إلى مكوناته المختلفة مثل: الكريات الحمراء والصفيحات الدموية، والبلازما، ونقلها إلى المتلقي حسب حاجته.

التبرع بالصفائح الدموية (فصادة الصفائح الدموية).
التبرع بالبلازما (فصادة البلازما).
التبرع بالكريات الحمراء.

معلومات يجب أن تعرفها قبل التبرع بالدم

فيما يلي بعض الأشياء المهمة التي يجب معرفتها قبل التبرع:

يجب أن يكون عمرك 17 عامًا أو أكثر للتبرع بالدم الكامل.
يجب أن تزن 50 كغ على الأقل وأن تكون بصحة جيدة للتبرع.
يجب أن تقدم معلومات وافية حول تاريخك الطبي والأدوية التي تتناولها، إذ تتعارض بعض الأدوية مع قدرتك على التبرع.
يجب أن تنتظر 8 أسابيع على الأقل بين التبرع بالدم الكامل و 16 أسبوعًا بين التبرع بخلايا الدم الحمراء.
يمكن التبرع بالصفيحات كل 7 أيام ، كحد أقصى 24 مرة في السنة.

بعض النصائح التي يمكنها أن تساعدك أثناء التبرع بالدم:

اشرب كمية كافية من الماء قبل تبرعك بالدم، وذلك لتخفيف حدوث الأعراض الجانبية.
تناول وجبة صحية قليلة الدهون.
ارتدِ قميصًا قصير الأكمام أو قميصًا بأكمام يسهل طيها، لسهولة إدخال الإبرة ومنع الاحتكاك.
أخبر الطاقم إذا كان لديك ذراع أو وريد مفضل وإذا كنت تفضل الجلوس أو الاستلقاء.
يمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى، أو القراءة، أو التحدث إلى شخص آخر، فقد يساعد ذلك على الاسترخاء أثناء عملية التبرع. ^[2]

لا بد أن نؤكد على أهمية هذا الإجراء والنتائج المتقدمة التي سجلها في حالات طبية كثيرة، لذا من المهم نشر الوعي وتثقيف الناس حول التبرع بالدم وفوائده على المجتمع عامةً.