كيف تساعدك ممارسة هواياتك على تعزيز صحتك النفسية؟

تعتبر الهوايات من الوسائل الرائعة لقضاء وقت فراغك والاسترخاء بعيدًا عن روتينك اليومي، سواء كانت بتعلم مهارة جديدة أو القيام بنشاط ما في الهواء الطلق أو القراءة أو ممارسة نشاط فني (كالعزف والرسم والاستماع للموسيقى)، لأن  قضاء الوقت في نشاط تستمتع به يمكن أن يحسن صحتك النفسية والجسدية. 

تُظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون الهوايات أقل عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والمزاج السيء، وتؤدي هذه الأنشطة على اختلاف أنواعها إلى الشعور بالسعادة والاسترخاء، خصوصًا الأنشطة الجماعية التي تحسن مهارات التواصل مع الآخرين وعلاقتك بهم.

ما هي الهوايات؟

هي أي نشاط تمارسه بشكل متكرر للحصول على المتعة في أوقات فراغك، ويمكن أن تشمل الأنشطة الإبداعية والرياضية والفكرية. يمارس الناس أنواعًا مختلفة من الهوايات التي تهمهم مثل: الرقص والغناء والتزلج والبستنة، بينما يحب البعض الآخر الأنشطة الأكثر هدوءًا مثل: التأمل أو قضاء بعض الوقت في الطبيعة عن طريق المشي لمسافات طويلة.

هناك العديد من الفوائد الصحية (النفسية والجسدية) لتخصيص بعض الوقت للأنشطة والهوايات التي تستمتع بها، ومن أهم هذه الفوائد:

تخفيف التوتر

الهوايات وسيلة مثالية لتصرف انتباهك عن الضغوط اليومية والتوتر الناتج عن العمل أو الدراسة، فهي توفر لك الفرصة لقضاء بعض الوقت الخاص مع (نفسك) وتمنحك منفذًا لتقليل التوتر المتراكم على مدار اليوم، وتخفيف مستويات هرمونات التوتر (الكورتيزول)، وقد وجدت دراسة استقصائية حديثة عن التوتر أن أربعة من كل خمسة مشاركين في أنشطة مثل: الاستماع إلى الموسيقى وقضاء الوقت في هواية معينة، وجدوا أن الهوايات طريقة فعالة للتغلب على التوتر؛ لذا خصص بعض الوقت من يومك المزدحم لتمارس هواية جديدة كالرسم أو التقاط الصور أو الرياضة.

تعزيز الإبداع

إن الانخراط في أنشطة إبداعية مثل: كتابة الأغاني والحياكة والفنون البصرية والأداء الموسيقي، كلها هوايات تحسن الحالة المزاجية الإيجابية خصوصًا عند الشباب، وكلما ازداد الوقت الذي يقضيه الشخص في ممارسة هوايات تحتاج للإبداع، كلما تولدت لديه مشاعر أكثر إيجابية. 

بالإضافة إلى أن ممارسة هذه الأنشطة الإبداعية تتيح لك زيادة الروابط العصبية في الدماغ (وقد تم ربط هذا بإطلاق هرمونات المشاعر الجيدة مثل الدوبامين)، كما أثبتت الدراسات أن قضاء ما لا يقل عن ساعتين في الأسبوع في هواية تستمتع بها مثل: الموسيقى أو التصوير الفوتوغرافي، يمكن أن يساعد في جعلك تعيش حياة أكثر إيجابية.

تزيد تواصلك مع محيطك الاجتماعي

توفر الهوايات الجماعية فرصًا مهمة لبناء العلاقات الاجتماعية والصداقات والدعم الذي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية، سواء كان ذلك بانضمامك إلى فريق رياضي، أو ممارسة الرياضة في صالة رياضية جديدة، أو تعلم العزف مع مجموعة من الناس، لأن المشاركة في نشاط جماعي طريقة رائعة لتحسين الصحة النفسية وجعلك أقل عرضة من الإنسان العادي للاكتئاب أو القلق أو التوتر.

 كما أن الخبرة التي نكتسبها من ممارسة الهوايات (الأنشطة الرياضية أو الموسيقية)، تعزز استمتاعنا بالنشاط، وتحسن المزاج، وتساعدنا على الشعور بأننا أقل عزلة، وتعلمنا الكثير من المهارات الاجتماعية مثل: زيادة التواصل الاجتماعي مع الناس، وتعليمك كيفية التعامل مع النكسات والتحديات الاجتماعية بطريقة صحية، لذلك إذا كنت تبحث عن هواية جديدة فجرّب شيئًا تفاعليًا مثل: الانضمام إلى فرقة أو رياضة جماعية جديدة.

تنمي نظام المكافأة

عندما نشارك في هواية نستمتع بها يتم إطلاق إشارات كيميائية في الدماغ مثل مادة الدوبامين وهي ناقل عصبي يساعدنا على الشعور بالسعادة، ويمكن أيضًا أن تجعلك هذه المواد الكيميائية التي تُشعرك بالرضا ترغب في ممارسة الهواية مرة أخرى وتشعر بمزيد من التحفيز للقيام بذلك.

لذلك على الرغم من أننا قد لا نشعر بالدافع في البداية لقضاء الوقت في ممارسة هواية ما، لكن بمجرد أن نبدأ ونشعر بالمتعة المرتبطة بها فإن ذلك سيكون سببًا في بدء تحفيز نظام المكافآت لدينا ودفعنا للقيام بذلك مرة أخرى.

تساعدك على إعادة اكتشاف اهتماماتك ونقاط قوتك

يمكن للإكتئاب أن يسلبك هويتك ويجعلك تشعر بأنك بلا قيمة أو ميؤوس منك، بينما تساعدك ممارسة هواية ما والانخراط في أنشطة تثير اهتمامك على إعادة اكتشاف من أنت حقًا، ومعرفة نقاط القوة لديك وستتذكر حينها أنك أقوى من المشكلات التي تواجهك وأنك شخص مهم.

تكافح مشاعر القلق أو الاكتئاب

عندما تحاول أن تتخلص من أمر سبب لك الحزن قد تجد أن مشاعر الاكتئاب أو القلق تتسلل إليك وتزرع بذور اليأس في حياتك، وفي هذه الحالة ربما توفر لك ممارسة الهوايات طريقة فعالة تستطيع من خلالها محاربة هذه المشاعر واستعادة صحتك النفسية.

كيف تخصص وقتًا كافيًا لممارسة الهوايات؟

السبب الشائع الذي قدمه الكثيرون لعدم قدرتهم على ممارسة الهوايات هو الانشغال الشديد وقلة الوقت، لأن معظم الناس يفضلون إعطاء الأولوية لعملهم على الهوايات، من المهم تخصيص بعض الوقت للأنشطة التي تحبها، وذلك من خلال وضع الأشياء التالية بعين الاعتبار:

  • عليك البحث عن أوقات فراغ في جدولك اليومي، وممارسة الهواية التي تحبها في هذا الوقت. خصص بضع ساعات كل أسبوع أو كل شهر لمثل هذه الأنشطة.
  • حاول أن تأخذ فترات استراحة صغيرة متعددة أثناء وقت العمل لتحسين الإنتاجية وممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل: القراءة والتواصل مع زملائك.
  • حدد الأنشطة السلبية التي تأخذ معظم وقتك واستبدلها بهوايات مفيدة وإيجابية.

إن الطرق السابقة وغيرها الكثير توضح كيف تؤثر هواياتك عليك بشكل إيجابي، وكيف تمنحك العديد من الفوائد في مقدمتها تعزيز صحتك النفسية ومكافحة التوتر ومشاعر القلق والاكتئاب، لذلك احرص دومًا على اختيار الهوايات والأنشطة التي تستمتع بها وممارستها بشكل مستمر.

Loading spinner
Share your love