كيف تساعد نفسك إذا كنت مكتئبًا؟

لا شك أن الاكتئاب والآثار النفسية المترتبة عنه من أهم المشاكل الصحية حول العالم، لأنه يؤثر على قدرات الأشخاص وسعادتهم، كما ينعكس سلبًا على علاقاتهم مع الأشخاص المقربين منهم، بالإضافة إلى أنه يمنعهم من تحقيق إنجازات مهمة في مجالات العمل والدراسة؛ ولذلك ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الحملات التي تهدف إلى زيادة الوعي بالاكتئاب وأهمية علاجه للحد من تأثيراته السلبية. 

سنتعرف معًا في هذا المقال على بعض الحقائق عن مرض الاكتئاب، بالإضافة إلى أهم الخطوات التي يمكنك القيام بها لمساعدة نفسك إذا كنت مكتئبًا.

ما هو الاكتئاب؟

يشعر الكثير من الأشخاص في بعض الأحيان بنوبات من الحزن والإحباط والانكسار ويفسرون ذلك بأنهم مصابون بالاكتئاب، إلا أن الاكتئاب في الحقيقة هو أكثر من قضاء بضعة أيام مع مشاعر الحزن والتعاسة، بل هو حالة صحية نفسية تتميز بشعور الشخص بالحزن المستمر لفترات طويلة وتأثير ذلك بشكل سلبي على حياته.

يعتقد بعض الأشخاص أن الاكتئاب هو مشكلة بسيطة وأنه ليس شائعًا بنحو كبير، إلا أن الحقيقة هو أن الاكتئاب يصنف ضمن أهم أسباب الأمراض والوفيات، فهو يؤثر على شخص من كل 10 أشخاص، كما أنه من الممكن أن يتطور لدى كلا الجنسين وبمختلف المراحل العمرية، وتفيد تقارير منظمة الصحة العالمية بأن أكثر من 350 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب وآثاره السلبية على حياتهم وصحتهم النفسية والجسدية.

كيف أعرف أنني أعاني من الاكتئاب؟

يملك الاكتئاب مجموعة متنوعة من الأعراض ويمكن أن يؤثر على كل شخص بشكل مختلف عن الآخرين، ولعل أهم الأعراض المرافقة له هي الشعور برغبة عارمة بالبكاء، واليأس والحزن الشديدين، وفقدان الاهتمام بالأشياء التي اعتدت على الاستمتاع بها من قبل، كما من الممكن مشاهدة بعض الأعراض الجسدية كالشعور بالإرهاق المستمر وقلة النوم وفقدان الشهية وفقدان الرغبة الجنسية والشعور بالآلام المستمرة طوال اليوم.

من الممكن أن تكون الأعراض السابقة خفيفة وعندها ستترافق مع انخفاض طفيف في الحالة المزاجية أو الشعور ببعض القلق والتوتر فقط، إلا أنه في بعض الحالات يمكن أن تكون هذه الأعراض شديدة وتؤثر بشكل كبير على حياتك وسعادتك وعلاقتك مع عائلتك وأصدقائك وحتى على عملك ودراستك، كما أن الاكتئاب الشديد من الممكن أن يترافق مع أفكار انتحارية وميل لإيذاء النفس.

إن تواجد بعض الأعراض السابقة لديك لا يعني بالضرورة أنك مصاب بالاكتئاب بل هو علامة مهمة ينبغي أن تنبهك إلى ضرورة مراجعة طبيب اختصاصي في الأمراض النفسية أو معالج نفسي لتشخيص حالتك بشكل صحيح ومعرفة ما يمكن تقديمه لك لكي تشعر بشكل أفضل. [1]

قرأ أيضًا: كيف يؤثر الاكتئاب على تفكيرك.

كيف تساعد نفسك إذا كنت مكتئبًا؟

بعد تشخيص إصابتك بالاكتئاب سيقوم طبيبك أو معالجك النفسي بوضع الخطة العلاجية والتي تتضمن مزيجًا من العلاج النفسي والسلوكي والعلاج الدوائي، إلا أنه لضمان نجاح هذا العلاج ينبغي عليك اتخاذ بعض النصائح التي تساعدك على الالتزام بالعلاج بشكل أفضل، وتسرع عملية التخلص من الأفكار الاكتئابية، وتعزز صحتك النفسية وشعورك الإيجابي، ومن أهم هذه النصائح نذكر لك:

ممارسة التمارين الرياضية

إن ممارسة التمارين الرياضية تساعد بشكل كبير على تخفيف أعراض الاكتئاب وزيادة مستويات الطاقة لديك، بالإضافة إلى تأثيراتها الإيجابية على لياقتك وصحتك الجسدية، وينصح الخبراء بممارسة التمارين لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا، ويؤكدون على أن فعاليتها قد تصل لفعالية الأدوية المضادة للاكتئاب، إذا كنت لا تجد متسعًا من الوقت للقيام بالتمارين يمكنك أن تعمل على دمج هذه التمارين ضمن روتينك اليومي، كالذهاب إلى العمل مشيًا على الأقدام أو الجري عند الذهاب إلى السوق مثلًا.

القيام بالأشياء التي تحبها

قد يدفعك الاكتئاب للاستسلام لمشاعر التعب والضعف والرغبة في الانعزال عن الآخرين، ويمكنك مكافحة ذلك من خلال قيامك بالأنشطة التي تستمتع بها وتجعلك تشعر بشكل أفضل، كالتنزه أو قراءة كتاب تحبه أو مشاهدة فيلم أو الرقص، يساعد تركيزك على هذه الأنشطة على زيادة شعورك بالمتعة وتعزيز ثقتك بنفسك وهذان السلاحان ضروريان في معركتك مع الاكتئاب.

المشاركة في الأنشطة التطوعية

يميل معظم الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى تصديق الأفكار السلبية حول ذاتهم، وبأنهم غير نافعين، وهذا ما يدفعهم في النهاية لإنهاء حياتهم لأنها بلا ثمن، ولعل المشاركة في الأنشطة التطوعية هي أفضل طريقة للتصدي لهذه الأفكار الخاطئة، فعند قيامك بزيارة دار المسنين، أو مشاركتك في غرس الأشجار في حيك، أو حتى قيامك بتنظيف الشارع أمام منزلك، ستشعر بالقليل من الإنجاز وسترى التأثير الإيجابي لما قمت به على حياة الأخرين، وهذا ما ينعكس إيجابًا على صحتك النفسية وتقديرك واحترامك لذاتك. [2]

الانضمام إلى مجموعات الدعم

قد ترغب في بعض الأحيان في الإطلاع على تجارب الأشخاص الآخرين الذين مروا بنفس حالتك وعانوا من كمية كبيرة من الأفكار والمشاعر السلبية، ويمكنك الاستفادة من ذلك من خلال الانضمام إلى مجموعات الدعم والتي تضم مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين عانوا من درجات مختلفة من الاكتئاب، تسمح هذه المجموعات للأشخاص بالتحدث عن تجربتهم، وهذا ما يمكنك من معرفة أنك لست وحيدًا في هذه المعركة، كما تشجعك أنت أيضًا على التحدث عن أفكارك ومشاعرك ومشاركتها مع الآخرين.

الحفاظ على صحتك الجسدية

يعتبر الاهتمام بالصحة الجسدية ضرورة أساسية أثناء علاجك من الاكتئاب، احرص على تناول غذاء صحي متوازن يحتوي على مختلف العناصر الغذائية الضرورية لجسدك، وتأكد من شرب كميات كافية من السوائل لتجنب التجفاف، بالإضافة إلى ضرورة النوم لفترات كافية وذلك لأن الاكتئاب يزداد بشكل كبير لدى الأشخاص الذين لا ينامون بشكل كاف، هذه الخطوات وغيرها تساعد بشكل كبير على تعزيز صحتك الجسدية، وهذا ما ينعكس بشكل إيجابي على صحتك النفسية.

تعزيز علاقتك مع عائلتك وأصدقائك

تعد الروابط الاجتماعية القوية من أهم العوامل التي تساعد على نجاح علاج الاكتئاب، فقد كانت معدلات الاكتئاب أقل بكثير لدى الأشخاص الذين لديهم علاقات جيدة مع الوسط المحيط بهم، كما أن استجابتهم للعلاج كانت أفضل بكثير، ويمكنك تعزيز علاقتك مع الوسط المحيط بك من خلال قضاء وقت أكثر معهم عبر مشاركتهم في التنزه أو التحدث إليهم بشكل روتيني والقيام بالأنشطة التي تستمتعون بها معًا.

اقرأ أيضًا: كيف يغير الاكتئاب من الشخصية.

إن النصائح السابقة لا تعتبر هي النصائح الوحيدة التي تساعدك في التغلب على الاكتئاب وتجاوزه، ويمكنك دومًا التحدث مع طبيبك أو معالجك النفسي الذي يمكن أن يزودك بمجموعة أكبر من النصائح تبعًا لأفكارك واهتماماتك، لا تتردد في تحميل تطبيق كيورا للتواصل مع معالجك النفسي، وسجل في برنامج كيورا الخاص بالعودة للحياة بعد الاكتئاب والذي يساعد على زيادة فعالية علاج الاكتئاب وتعزيز صحتك النفسية.

المراجع

[1] How to Navigate Depression: 22 Things to Try.www.healthline.com. retrieved 27/3/2023

[2]  Depression, ​Living with depression. www.nhsinform.scot. retrieved 27/3/2023

Loading spinner
Share your love