كيف يمكنك التعامل مع الطفل الذي يعاني من فرط الحركة؟

غالبًا ما يتميز الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة بأنهم نشطون باستمرار، تقريبًا من دون تعب، وقد يكون تفكيرهم مشوشًا ومضطربًا في بعض الأحيان. تقول راشيل سليك، اختصاصية العلاج السلوكي: “من المهم أن يعرف الجميع أن بعض سلوكيات فرط الحركة شائعة بين الأطفال، وهي لا تعد سلوكيات مرضية، ولا تتطلب تدخلًا دوائيًا”.

متى يجب أن تقلق بشأن فرط الحركة عند الطفل؟

يكون اضطراب فرط الحركة مصحوبًا مع نقص خفيف في الانتباه، ويعاني معظم الناس من فرط النشاط في وقت ما خلال حياتهم دون أن يتعارض ذلك مع أدائهم الوظيفي، ينبغي القلق فقط عندما يتراجع أداء الطفل بشكل ملحوظ في المدرسة أو في مجال التواصل والأنشطة الاجتماعية ضمن العائلة أو المدرسة.

كيف تتعامل مع الطفل الذي يعاني من فرط الحركة؟

هناك استراتيجيات أساسية يُنصح بها لمساعدة الآباء ومقدمي الرعاية للتعامل مع الطفل مفرط الحركة في المنزل أهمها:

1. اجعلهم يشاركون في أنشطة مفيدة وممتعة

غالبًا ما يكون لدى الأطفال مفرطي الحركة الكثير من الطاقة، وهذا لا يعد بالضرورة أمرًا سيئًا، لذلك تعد برامج النشاط البدني طريقة رائعة لاستغلال الطاقة الزائدة لدى الأطفال، على سبيل المثال: تعد اليوجا مناسبة جدا لحالة فرط الحركة والنشاط. تأكد من اختيار نشاط يستمتع به طفلك حتى يلتزم به، تأكد أيضًا من حصوله على استراحة من وقت لآخر حتى لا يشعر بالارتباك أو النفور.

2. ساعدهم على تعلم آليات التأقلم

ستكون هناك أوقات لا يستطيع فيها طفلك تجنب الشعور السلبي، ولكن يمكنك مساعدته في تطوير آليات التأقلم لتلك اللحظات. إذا كان طفلك يميل للهجوم والعنف في المواقف التي لا تعجبه، علمه بعض تمارين التنفس العميق أو تقنيات الاسترخاء التي يمكنه القيام بها في تلك المواقف، على سبيل المثال: اجعله يغلق عينيه ويتخيل نفسه في مكانه المفضّل إلى حين مرور الشعور السلبي.

3. ضع برنامجًا منظمًا لطفلك، واجعله يلتزم به بشكل يومي

يمكن أن يوفر الروتين المناسب إحساسًا بالاستقرار لدى الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة، لأنهم غالبًا ما يشعرون بأن حياتهم خارجة عن السيطرة وغير منظمة. يمكنك تحديد أوقات للواجبات المنزلية والمدرسية وأوقات للعب وأوقات للوجبات ووقت للنوم، يمكن أن يساعدهم ذلك على الشعور بمزيد من التحكم في حياتهم اليومية، ويجنبك الصراع معهم حول وقت النوم أو وقت اللعب.

4. عليك دائمًا التحلي بالصبر

عليك أن تتذكر أن هذه الحالة خارجة عن إرادة أطفالك، وأن تأخذ نفسًا عميقًا وتتحلى بالصبر في طريقة التعامل معهم؛ من أجل مساعدتهم في التحسن وتعليمهم ضبط أنفسهم بشكل صحيح وصحي.

5. احصل على مساعدة من الأشخاص المحيطين

يمكن لأفراد الأسرة الآخرين المساعدة من خلال اتباع نفس القواعد والإجراءات التي قمت بوضعها (مما يجعل الأمور أسهل بالنسبة لك)، ويمكن للمعلمين في مدرسة طفلك أيضًا لعب دور كبير في بقائه على المسار العلاجي الصحيح خلال ساعات المدرسة من خلال التفاهم وتوفير الدعم.

6. اعتن بنفسك لكي تتمكن من الاعتناء بطفلك مفرط الحركة

قد تكون تربية طفل يعاني من فرط الحركة أمرًا صعبًا ومربكًا، لذلك وقبل كل شيء تأكد من الاعتناء بنفسك، عندما تحاول القيام بالعديد من الأشياء في وقت واحد، فمن الطبيعي أن تشعر بالتشتت والاندفاع والتوتر، ركز على صحتك للسماح لك ولطفلك بعيش حياة أكثر سعادة.

7. الثناء على التصرفات الإيجابية التي يقوم بها الطفل

قدم هديةً أو مدحًا خاصًا لطفلك عندما تراه يُظهر سلوكًا إيجابيًا، سيؤدي هذا إلى زيادة احتمالية استمرار وتكرار هذا السلوك الإيجابي، مثل أن تقول له: “أحب الطريقة التي أزلت بها طبقك من المائدة بعد العشاء.”

استراتيجيات هامة للتعامل مع الطفل الذي يعاني من فرط الحركة في المدرسة

ويمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعد المعلمين على التعامل مع فرط الحركة في المدرسة

لا تمنع الاستراحة أو العطلة

في حين أنه قد يكون من المغري منع الاستراحة أو منع اللعب الجسدي كعقاب على السلوكيات السيئة والمفرطة الحركة والنشاط، إلا أنه ليس من الجيد عمومًا أن يقوم المعلمون بذلك. في الواقع، يمكن أن يؤدي منع اللعب الجسدي إلى زيادة سوء حالة الحركة المفرطة لدى الطفل أثناء الفصل الدراسي، وإلى المزيد من ردود الفعل السلبية.

بدلًا من ذلك، إذا كنت بحاجة إلى تأديب طفل مفرط الحركة، فابحث عن طريقة بديلة، على سبيل المثال: يمكنك تكليف الطفل بمهمة رمي القمامة بعد المدرسة.

دائمًا ما يفيد إعطاء فرصة ثانية

عند تقييم عمل ومهام الطالب، ضع علامة على الأخطاء التي ارتكبها وعلى الأمور التي لم ينتبه لها، وأعطه فرصة ثانية ليعيد تنفيذ المهمة. هذه الطريقة ستساعد الطالب الذي يعاني من فرط الحركة وقلة الانتباه على أن يعطي اهتمامًا أكبر للتفاصيل ويوجه تركيزه بشكل أكبر في المهام القادمة.

كيف أعلم إن كان طفلي يعاني من فرط الحركة؟

توجد أعراض وعلامات تظهر على الطفل الذي يعاني من فرط الحركة، يمكن ملاحظتها عبر تصرفاته، مثل:

  • يجد صعوبة في الحفاظ على التركيز والانتباه أثناء المهام أو أنشطة اللعب.
  • لا يستمع أو ينصت عندما تتحدث إليه.
  • يتجنب أو يتردد في المشاركة في المهام التي تتطلب جهدًا عقليًا.
  • يعاني كثيرًا من النسيان.
  • الركض أو التسلق في المواقف التي لا يكون فيها ذلك مناسبًا.
  • غير قادر على اللعب أو المشاركة في الأنشطة الترفيهية بهدوء مثل بقية الأطفال.
  • التحدث بشكل مفرط.
  • يجدون صعوبة في انتظار دورهم.
  • مقاطعة الآخرين أو التطفل عليهم.

من المهم للآباء ومقدمي الرعاية الصحية ملاحظة أن هذه التصرفات ( ضمن حدود معينة ) قد تكون شائعة وطبيعية عند الأطفال أثناء نموهم والبدء في تعلم الأعراف الاجتماعية، وتكون من علامات فرط الحركة  فقط إذا تسببت في إعاقة وتراجع أداء الطفل في المدرسة أو في المنزل.

إذا كنت تعتقد أن طفلك قد يكون مصابًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فمن المهم طلب المساعدة المتخصصة. يمكن لطبيب الأطفال أو الاختصاصي النفسي أو المعالج الصحي أن يقدم لطفلك التشخيص ويقترح طرق العلاج المناسبة.

Loading spinner
Share your love