يشعر الجميع بالغضب في بعض الأحيان، وقد يتخذ الشخص قرارات أو يرتكب أفعالًا خاطئة، يندم عليها مستقبلًا. يمكن أن يؤدي تعلم بعض النصائح ومهارات التأقلم الصحية إلى معرفة كيفية التعامل مع الغضب، والمحافظة على علاقات العمل، ومزيد من الرضا والتفاهم على مستوى العلاقات الشخصية.
تُطرح عبارة إدارة الغضب في اللغة اليومية، لكن غالبًا ما تُفسر بشكل خاطئ. لا يعني التحكم في غضبك أنك لن تشعر بالغضب أبدًا. إن الحياة مليئة بالتحديات، وفي بعض الأحيان يكون التعبير عن الغضب صحيًا وطبيعيًا. لكن كيفية تعاملك مع هذا الغضب أمر مهم، لذا يجب علينا كبالغين أن نتعلم استراتيجيات للحفاظ على ردود أفعال بسيطة تجاه المواقف المثيرة للغضب.
المحتويات
ما الذي يحفز رد الفعل الغاضب؟
العديد من الأمور والمواقف قد تحفز لدى المرء شعورًا بالغضب. في بعض الأحيان يمكن أن يكون حدثًا أو ذكرى بسيطة. يؤثر الغضب على العقل والجسم، وهو استجابة مناسبة للمواقف والأحداث التي يشعر فيها المرء بالتهديد، ولكن لا يمكن الرد بعنف في كل المواقف وعلينا تعلم كيفية التعامل والتحكم بالغضب.
قد يكون التعبير عن الغضب جسديًا في بعض الأحيان، ولكنه قد يظهر أيضًا على شكل كلام أو سخرية أو قلق نفسي. يمكن أن تتراكم هذه المشاعر السلبية بمرور الوقت وتثقل كاهلك.
طرق الاستجابة للغضب
يوجد أشكال عديدة للاستجابة للغضب، ولكن هناك طريقتان رئيسيتان يمكن من خلالهما التعبير عن مشاعر الغضب:
- جسديًا.
- كلاميًا.
لا توجد طريقة واحدة صحيحة، حيث يمكن أن تكون كل من ردود الفعل هذه مناسبة في مواقف مختلفة. على سبيل المثال، بدلًا من التصرف بعدوانية، يمكن لأي شخص أن يكون حازمًا ويتحدث بشأن حقوقه. وبدلًا من التحدث عن المشاعر السلبية بطريقة مؤذية، يمكن للشخص إعادة توجيه أفكاره نحو البحث عن حل إيجابي للمشكلة.
علامات تشير إلى الحاجة للمساعدة في إدارة الغضب
قد يكون التعبير والإحساس بالغضب طبيعيًا حتى حد معين. ثم قد يصل الأمر إلى حد يحتاج فيه الشخص لمساعدة طبية. توجد بعض العلامات التي تظهر على الشخص حسب منظمة الصحة العالمية والتي تشير إلى حاجته للمساعدة في تحسين إدارة الغضب:
- الشعور بالخروج عن السيطرة عند التعبير الكلامي.
- الشعور بالاكتئاب بسبب الغضب المستمر.
- الانخراط في العنف الجسدي.
- الجدال مع الآخرين بكثرة.
- الشعور بعدم الصبر باستمرار.
- الكثير من الناس تُثير إزعاج الشخص.
كيف تتحكم في غضبك؟
يمكن أن تؤثر المشاعر القوية سلبًا على صحتك العقلية والجسدية، لذلك من المنطقي أن تتعلم كيفية التعامل مع تلك المشاعر وتأثيرها على المزاج، وقد أظهرت الدراسات أنه قد يؤدي الغضب إلى ظهور أعراض جسدية مثل صعوبة النوم، ومشاكل القلب، وتعاطي المخدرات، والصداع المستمر، وارتفاع ضغط الدم، واضطرابات الجهاز الهضمي.
توجد بعض النصائح من أحدث الدراسات العالمية التي تساعد في التعامل وتخفيف حدة الغضب:
- تعلم استراتيجيات التواصل والنقاش الفعال: يمكن أن يفيد تعلم استراتيجيات التواصل ومهارات حل النزاعات على مستوى الحياة العملية والحياة المنزلية أيضًا.
- العمل على تقوية العلاقات الصحية: تعزيز العلاقات الإيجابية مع الأصدقاء وأفراد الأسرة يمكن أن يساعدك على الشعور بصحة أفضل ومن المحتمل النوم بشكل أفضل أيضًا.
- استعمال الموارد المتاحة: يمكنك الوصول للاستشارة المتاحة لك في العمل أو في مجتمعك. إذا كان مكان عملك مزودًا بقسم استشارة لمساعدة الموظفين، فيمكنك أن تسأل عن جلسات الاستشارة المجانية أو الفصول التعليمية التي تعلم إدارة الغضب.
- البحث عن أي مساعدة بديلة: وذلك من خلال العثور على مجموعات دعم شخصية أو عبر الإنترنت لإدارة الغضب. يبقى الخيار الأفضل التحدث إلى الطبيب أو المعالج النفسي. يمكنك أيضًا البحث عن صديق أو زميل عمل للتحدث عن تجاربكم.
- تحديد النقاط التي تثير غضبك: عليك الانتباه للأمور التي قد تثير غضبك ومحاولة تجنبها حتى تتمكن من تغيير ردة فعلك، ربما تكون ساعة الذروة أو الانتظار في طابور في محل البقالة يزعجك. ربما تكون مشاكل مالية والنظر إلى رصيدك المصرفي.
- الطرق الصحية للتحكم في غضبك: يمكن أن يساعد استخدام تقنيات الاسترخاء وتعلم التنفس العميق بتهدئة جسدك وزيادة تركيز عقلك، والتحول من الاستجابات العدوانية إلى الاستجابات الحازمة الإيجابية.
- ممارسة تمارين رياضية خفيفة: حاول الذهاب في نزهة سريعة في المرة القادمة التي تشعر فيها بالغضب. يعتبر التمرين مخفض فعال للغضب.
- استخدم الدعابة لتخفيف التوتر: استخدم الفكاهة لمساعدتك على مواجهة أسباب غضبك. مع ذلك، تجنب السخرية – فقد تؤذي المشاعر وتجعل الأمور أسوأ.
- لا تحمل ضغينة: إذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى بأن تطرد المشاعر الإيجابية، ستشعر بالتوتر بشكل مستمر. ولكن إذا كان بإمكانك أن تسامح شخصًا أغضبك، فقد تتعلم من الموقف وتقوي علاقتكما.
- خذ استراحة من ضغوط الحياة اليومية: امنح نفسك فترات راحة قصيرة خلال أوقات اليوم التي تميل فيها إلى التوتر. قد تساعدك لحظات قليلة من الهدوء على الشعور بالاستعداد بشكل أفضل للتعامل مع مشاكل الحياة اليومية دون أن تغضب أو تتوتر.
- فكر قبل أن تتكلم: في خضم هذه اللحظة، من السهل أن تقول شيئًا ستندم عليه لاحقًا. خذ بعض اللحظات لتجميع أفكارك قبل قول أي شيء، واسمح للآخرين المنخرطين في الموقف بفعل الشيء نفسه.
- بمجرد أن تهدأ عبر عن غضبك: بمجرد أن تفكر بوضوح، عبر عن إحباطك بطريقة صريحة ولكن غير تصادمية. اذكر حججك وأسبابك وحقوقك بوضوح وبشكل مباشر، دون الإضرار بالآخرين.
- الحصول على كمية كافية من النوم: قد يؤدي فقدان أقل من ساعتين من النوم إلى زيادة غضبك. قد تكون أقل قدرة على الاستجابة والتعامل مع المواقف المزعجة أو المحبطة بسبب هذا العامل. يمكنك منع هذه المشاعر السلبية بالحصول على مزيد من النوم بالطبع.
إذا كنت تشعر أنه ليس لديك المهارات اللازمة للتركيز على الحلول، فإن الخطوة الأولى هي طلب المساعدة. إن مجرد القراءة عن إدارة الغضب بالنسبة لمعظم الناس لا يكفي ببساطة، فالغضب عاطفة طبيعية يشعر بها الجميع من وقت لآخر. ومع ذلك، إذا وجدت أن غضبك يتحول إلى عدوانية، فأنت بحاجة إلى إيجاد طرق صحية للتعامل مع هذه المشكلة. إن التسجيل في فصل دراسي أو طلب المساعدة من معالج نفسي محترف ليس علامة ضعف. لا يجب للغضب أن يوجه حياتك في اتجاه لا تريده، يمكنك إدارته بالعمل المناسب وبعقلية واضحة.
المصدر: 1