قد تبدو فكرة التواصل مع دكتور أمراض نفسية مهمة صعبة جدًا، وهذا الخوف من التحدث إلى الطبيب النفسي لأول مرة هو أمرٌ متوقع وطبيعي تمامًا.

تُعد فجوة التواصل بين الطبيب النفسي والمريض من أكثر فجوات التواصل الطبي انتشارًا، إذ قد يعاني المريض من التوتر والارتباك بمجرد أن يبدأ بطرح الأسئلة على طبيبه، فقد يشعر عند مقابلته بالإحراج والدونية ويخاف من فكرة خبرة الطبيب الكبيرة.

أظهرت الأبحاث أن 20% من الناس يعانون من مشاكل نفسية كل عام، وأن 1 من كل 25 مريضًا مصابًا بمرض نفسي خطير يمكن أن يستفيد من العلاج الدوائي، مثل: الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب والفصام، فجميع هذه الأمراض النفسية تحتاج في علاجها إلى العلاج الدوائي أو العلاج النفسي أو دمج العلاجين معًا.

قد تتساءل عن كيفية جعل تجربة التواصل مع دكتور أمراض نفسية بسيطة وأقل إرهاقًا وأكثر فائدةً، ويكون ذلك من خلال اتباعك لخطوات ونصائح بسيطة ستجعل هذه المهمة سهلة وبسيطة. ^[1]

المحتويات

نصائح لمساعدتك على التواصل مع دكتور أمراض نفسية

1- تغلّب على توترك قبل الموعد واستعد لجلستك الأولى

لا تدع قلقك حول لقائك الأول مع طبيبك النفسي (سواء في الواقع أو على الإنترنت) يجعلك تلغي هذا اللقاء، فأنت تسعى للحصول على علاج لمشكلتك النفسية واتخذت قرارًا بذلك وأنت مدرك لمدى حاجتك لذلك.

عليك تذكير نفسك بأن طلبك لمساعدة نفسية ليس عيبًا تفعله، إنما في الحقيقة توترك حول اتخاذ هذه الخطوة الأولى هو قوة منك وليس ضعفًا. الكثير من الأشخاص يقضون حياتهم وهم يدركون أنهم بحاجة فقط إلى مساعدة شخص يسمعهم ويستطيع فهمهم دون إصدار أي حكم، والطبيب النفسي مدرّب ولديه الخبرة الكافية لهذا الأمر وتقديم العلاج المناسب لحالتك. فقط حاول أن تسترخي وتتذكر أن طبيبك النفسي موجود لمساعدتك. ^[2]

أخبر طبيبك النفسي بالأعراض التي تعاني منها وحاول وصف حالتك بشكل محدد ودقيق لكي تزيد احتمالية أن يركز طبيبك على مشكلتك تمامًا، على سبيل المثال:

«لا أملك أي طاقة الآن، لقد شعرت بالحزن كثيرًا في الآونة الأخيرة».
«أنام وأنا أشعر بالضعف والتعب، ولقد فقدتُ شهيتي للطعام خلال الأيام الماضية».
«أنا أشعر بالوحدة طوال الوقت، حتى عندما أكون مع أشخاص آخرين».
«لا أطيق سماع صوت زوجتي».
«لا أطيق تحمل صوت بكاء أطفالي».
«أشعر بالغضب أحيانًا لدرجة أنني أصبح مجنونًا».
«أبكي في جميع المناسبات الاجتماعية حتى لو كانت مناسبات سعيدة».
«أنا أكره نفسي».

الحالات عديدة وغير محصورة بهذه العبارات، ولكن بقولك لمثل هذه العبارات ستجعل طبيبك النفسي يفهمك ويفهم ما تعاني منه بشكل أفضل، وبالتالي يسهل عليه تشخيص مشكلتك وتقديم العلاج المناسب لك.

من الأمور المهمة التي يمكنك القيام بها تحضيرًا لموعدك الأول مع دكتورك النفسي هي طرح بعض الأسئلة المفتوحة على طبيبك أو كتابتها وتدوينها على دفتر خاص بك لكي لا تنساها، وهذه الأسئلة هي التي لا يمكن الإجابة عليها بكلمة واحدة، وبالتالي يضطر الطبيب إلى الإجابة على أسئلتك بشرح أكبر يجعلك تحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات والاستفادة منها، ومعرفة كل ما يثير فضولك دون أن تشعر بالارتباك والتوتر. ^[3]

2- استفد من كل الوقت المتاح

قد تجد أن ضيق الوقت والقيود الزمنية هي مشكلة أساسية عند تواصلك مع دكتور أمراض نفسية، على الرغم من أن الجلسة الأولى مع طبيبك ستكون طويلة قليلًا ( 45-60 دقيقة)، إلا أن هذا الوقت سوف يتضاءل كثيرًا في كل جلسة لاحقة (15-30 دقيقة).

قد تتساءل إذا كان بإمكانك طرح كل ما تريده في هذا الوقت القليل، والجواب هو نعم، فعندما تدرك محدودية الوقت الذي لديك ستتمكن عندها من الاستفادة من طبيبك النفسي أكثر، إذ بدلًا من محاولة تذكر كل ما تريد أن تناقشه وتسأله لطبيبك في الجلسة، سيكون مفيدًا أكثر لو أنك تقوم بتدوين كل أسئلتك ومخاوفك ومشاعرك مسبقًا على دفتر خاص.

ومن الاستراتيجيات الأخرى التي يمكنك اتباعها أيضًا هي تقسيم وقت الجلسة إلى عدة أقسام منفصلة، لتطرح في كل قسم شيء ما تقرره أنت لتناقشه مع طبيبك، وسيزيد هذا الأمر من تركيزك مع التأكد من أن كل ما تريد طرحه خلال الجلسة له وقت مخصص.

استعد لجلستك باكرًا لكي لا تتأخر، لتكون مستعد ذهنيًا قبل أن تبدأ، كن صادقًا في مشاعرك وأقوالك مع طبيبك حتى تستفيد كثيرًا من جلستك دون إضاعة الوقت، فالاضطرابات النفسية -مثل القلق والاكتئاب- لا يمكن كشف وجودها بإجراء فحوصات مخبرية، إنما تعتمد على ما تخبر به طبيبك فقط، لذلك لا تخبر طبيبك بأنك تتحسن في كل جلسة وأنت لست كذلك، قد يكون هذا الأمر صعبًا عليك، ولكن يجب أن تكون صادقًا مع نفسك بشأن تحسنك واستفادتك على العلاج من عدمها.

3- تجنب أن تقوم بتشخيص حالتك وتعالج نفسك بنفسك

عليك تجنب أن تشخص مشكلتك النفسية مهما قمت بالبحث عنها ومهما كنت متأكدًا من تشخيصها، فهذا الأمر قد يكون خطيرًا دون أن تدرك ذلك.

لك الحرية في إجراء أي اختبار أو فحوصات حول سلامتك النفسية ولكي تفهم الأعراض التي تعاني منها، ولكن احذر من إعلان نفسك مصابًا بالاكتئاب أو الفصام أو أي اضطراب نفسي آخر.

دع طبيبك النفسي يضع التشخيص الصحيح لحالتك، اجعله يجري تقييمًا دقيقًا لوضعك لكي يقدم لك أفضل خطة علاجية ممكنة. عليك التحلي بالصبر، فإن تحدثك مع دكتور أمراض نفسية هو أفضل طريقة لكي تحصل على الدواء والعلاج الذي أنت بحاجة إليه. ^[4]

4- لا تتوقع المعجزات

إن الشفاء من أي اضطراب نفسي قد يستغرق بعض الوقت، فقد لا يضع طبيبك خطة العلاج المناسبة من أول جلسة بينكما، وقد يحتاج الأمر إلى العمل معًا حتى الوصول إلى العلاج الملائم، كل ما عليك فعله هو إدراك ذلك والتحلي بالصبر أثناء سير العلاج، فقد تحتاج خلال ذلك إلى تغيير أدويتك أو إجراء جلسات علاج نفسي متعددة حتى تحصل على النتيجة التي ترغب بها.

الأمر ليس سهلاً كما تتوقع، وطبيبك النفسي غير قادر على صنع المعجزات، ولكن بالتعاون معه سوف تتمكن من وضع أفضل خطة علاجية لحالتك.

كيف تتواصل مع دكتور أمراض نفسية عبر الإنترنت؟

إذا كنت تفضل أن تتواصل مع دكتور أمراض نفسية عبر الإنترنت فعليك أن تجرب تحميل تطبيق كيورا، الذي يعد التطبيق الأول الذي يقدم استشارات طبية نفسية من قبل مجموعة من الأطباء المختصين والمعتمدين بكل سهولة ويسر من هاتفك الذكي.

في تطبيق كيورا سوف تجد المصداقية والأمان، وستبقى هويتك وخصوصيتك ومعلوماتك الشخصية لك، وسيتم إخفاؤها عن جميع المشتركين بالتطبيق. جميع المعلومات في كيورا محمية ومشفرة بما يتوافق مع معايير الطب الاتصالي.

كن شجاعًا وواثقًا واتخذ الخطوة الأولى في سبيل علاج مشكلتك، وهي تحديد موعد مع دكتور أمراض نفسية في تطبيق كيورا. سوف تشعر بالأمان مع الطبيب النفسي الذي ستتحدث معه، وسيؤدي ذلك إلى جعل الحوار بينكما سلسًا ومريحًا، فكلما كان تواصلك مع طبيبك النفسي منفتحًا ومريحًا ستتلقى الرعاية النفسية المثلى والعلاج المناسب لحالتك.