يشعر الجميع بالحزن من وقت لآخر، لكن أغلبنا لا يدرك أن استمرار هذا الحزن لوقت أطول من المعتاد يشير إلى الاكتئاب، فما هي أعراض الاكتئاب وما أهم علاماته؟ وكيف تعرف إذا كنت في حالة اكتئاب؟ وهل يوجد علاج فعال له؟ هذا ما سنعرفه في السطور التالية.

المحتويات

أهم أعراض الاكتئاب

تؤثر أعراض الاكتئاب على الشخص جسديًا ونفسيًا وعلى عواطفه أيضًا ومن أهم هذه الأعراض:

فقدان الاهتمام والشغف

يمكن أن يمنعك الاكتئاب من الاستمتاع بالأشياء التي تحبها، وغالبًا ما يكون فقدان الاهتمام أو الانسحاب من الأنشطة التي أنت معتاد على أن تشدك -مثل: ممارسة الرياضة والهوايات والخروج مع الأصدقاء- دليل على الاكتئاب الشديد.

القلق الدائم

غالبًا ما يترافق الاكتئاب مع القلق، ومن أهم الأدلة على حدوث ذلك:

التوتر أو العصبية.
الشعور بالخطر أو الذعر أو الرهبة.
ارتفاع معدل ضربات القلب.
التنفس السريع.
التعرق المفرط (تعرق غير طبيعي).
الارتعاش أو تشنج العضلات.
مشاكل في التركيز وعدم القدرة على التفكير بوضوح.
الشعور الدائم باليأس وصعوبة التركيز.

يمكن أن يجعلك الاكتئاب تشعر باليأس وبعدم وجود نهاية متوقعة لما تشعر به، وقد تشعر أيضًا بالعجز، وتعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يساعدك على التحسن وأنك ستبقى مكتئبًا إلى الأبد

قد تجد صعوبة في التركيز في أغلب الأحيان (حتى عند القراءة أو مشاهدة التلفاز) مما يؤثر على أدائك في العمل أو يحد من قدرتك على أداء المهام الروتينية مثل: شراء حاجات المنزل البسيطة، لكن عليك أن تعلم أن ذلك يُعتبر اكتئابًا إذا كان ما تعانيه هو أمر جديد وغير طبيعي بالنسبة لك، أما إذا كنت معتادًا على قلة التركيز مثلًا فلا داعي للقلق. ^[1]

الشعور بالذنب وانعدام القيمة

قد يراودك شعور بأنك مخطئ أو أنك خذلت الناس، أو أنك تشكل عبئًا على المقربين منك، وغالبًا ما تكون هذه الأفكار غير متناسبة مع الحدث الذي أثارها، وأفضل طريقة لتتأكد من صحة هذه الأفكار هي أن تسأل صديق تثق به أو أحد أفراد أسرتك عما إذا كانوا يشعرون بنفس الشعور في نفس موقفك. ضع في اعتبارك أن هذه العلامات لا تشير في حد ذاتها إلى الاكتئاب، وغالبًا ما تكون هناك أسباب أخرى وجيهة تمامًا لكل عرض من هذه الأعراض.

الشعور المستمر بالتعب والإرهاق

أحد أسباب توقف الأشخاص المصابين بالاكتئاب عن فعل الأشياء التي يستمتعون بها هو شعورهم بالتعب الشديد، وغالبًا ما يأتي الاكتئاب مع نقص الطاقة والشعور بالإرهاق الشديد، والذي يمكن أن يكون من بين أكثر الأعراض إنهاكًا ويؤدي إلى النوم المفرط.

قد يشكو الناس (خاصة الفئات العمرية الأكبر سنًا) من شعورهم بالتعب أو النعاس بدلاً من الاكتئاب، لأن الاكتئاب أقل قبولًا في ثقافة بعض المجتمعات، ونظرًا لأن هذه الأعراض يمكن أن تُعزى إلى حالات أخرى، بما في ذلك متلازمة التعب المزمن فلن يعرف الشخص أن الاكتئاب هو السبب دون اللجوء للمختصين. ^[2]

اضطرابات ومشاكل النوم

اضطرابات النوم هي إحدى الأعراض الأساسية للاكتئاب، وقد وجدت الدراسات أن الأرق هو عامل خطر مستقل للإصابة بالاكتئاب، وأحيانًا يكون الشخص المكتئب غير قادر على النوم جيدًا ويواجه صعوبة في الخلود للنوم والبقاء نائمًا، فقد يبقى مستيقظًا حتى وقت متأخر جدًا من الليل أو يستيقظ في الصباح الباكر جدًا، وربما يدخل في حلقة مفرغة من الاكتئاب والأرق، كما أن قلة النوم المريح غالبًا ما تؤدي إلى الشعور الدائم بالقلق.

تغيرات في الوزن والشهية

يمكن أن يتغير كل من الوزن والشهية عند الشخص المكتئب، قد تكون هذه التجربة مختلفة لكل شخص؛ إذ تزداد شهية بعض الأشخاص ويزداد وزنهم، بينما يفقد الآخرون الرغبة في تناول الطعام نهائيًا ويختفي شعور الجوع لديهم ما يؤدي إلى فقدان الوزن.

أحد المؤشرات على ما إذا كانت التغييرات الغذائية مرتبطة بالاكتئاب هو إذا كانت متعمَّدة أم لا، وإذا لم تكن كذلك فغالبًا ما تكون ناتجة عن الاكتئاب. ^[3]

أفكار دائمة عن الموت

في كثير من الحالات، يختبر الشخص المكتئب العديد من الأفكار المرتبطة بالموت، فتشعر برغبته في الموت أو بأنه لا يرى على هذه الأرض ما يستحق الحياة، مع حديث مستمر عن مشاعر اليأس والألم الذي لا يطاق، والتخلي عن الممتلكات المهمة، وتبدل مفاجئ في المزاج أو السلوك.

شعور بآلام جسدية غير مبررة

قد لا تكون مصابًا بأي مرض جسدي، لكنك تعاني آلامًا في المفاصل أو العضلات أو اضطراب في المعدة أو صداع، ولا تستجيب هذه الأعراض الجسدية المستمرة للعلاج، مع مشاعر لا يمكن السيطرة عليها.

يمكن أن يسبب لك الاكتئاب تقلبات مزاجية دون أي سبب واضح، وتشعر بعدم القدرة على التحكم بمشاعرك، فقد تشعر بالحزن أو الغضب أو الفراغ أو الإحباط فجأة أو تنفجر بالبكاء دون سبب يُذكر.

سرعة الانفعال والسلوك المحفوف بالمخاطر

يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الجنسين بشكل مختلف، وتُظهر الأبحاث أن الرجال المصابين بالاكتئاب يهربون من مشاعرهم عن طريق القيام بنشاطات خطيرة دون وعي، أو الإفراط في تناول الأدوية أو الانفعال أو الغضب في غير محله، وبشكل عام ليس من السهل على الرجال (مثل النساء) التعرف على الاكتئاب أو البحث عن علاج لهذه الحالة، إذ من المحتمل أن يطلب الرجل المساعدة عندما تظهر لديه العلامات الشائعة للاكتئاب ولكن قد لا يعلم أن سرعة انفعاله أو مشاعره القوية الأخرى هي عرَض يتطلب العلاج.

هل يمكن علاج الاكتئاب؟

من المهم أن تعرف أنه يوجد عدة أنواع للاكتئاب ويمكن أن يظهر كل منها بطرق مختلفة، فإذا وجدت إحدى هذه العلامات لديك فقد حان الوقت للتواصل مع شخص مختص، ويُعتبر الطبيب العام أو طبيب الأسرة دائمًا منفذًا أول جيد للاتصال، حيث يمكن أن يوجهك نحو المزيد من الخدمات المتخصصة إذا لزم الأمر، أما إذا كنت متأكدًا من أنك ترغب في رؤية اختصاصي صحة نفسية، ففكر في تحديد موعد لرؤية طبيب نفسي، سيكون قادرًا على إعطائك تشخيصًا وتقديم المشورة لك بشأن العلاج الذي قد يناسبك بشكل أفضل. ^[4]

الاكتئاب مرض حقيقي وبحاجة لعلاج لأنه يؤثر على كافة جوانب الحياة، لكنك تستطيع التغلب عليه بمساعدة المختصين، حمل تطبيق كيورا للحصول على استشارة فورية من أطبائنا، وانضم إلى برنامج العودة إلى الحياة بعد الاكتئاب؛ لنتمكن من مساعدتك على التغلب على الآثار السلبية التي يخلفها الاكتئاب وتصل إلى بر السعادة والأمان من جديد.