كيف أعرف أن طفلي يعاني من مرض نفسي؟

عادة ما يكون الأطفال معرضين للأمراض الجسدية أكثر من غيرهم وذلك لضعف مناعتهم، وهم معرضون أيضًا للأمراض والاضطرابات النفسية التي تترك تأثيرات كبيرة على حياتهم، فرغم صغر سنهم إلا أن مشاعرهم ونفسيتهم تكون هشة وتتأثر بما حولها بشدة، لذا من الضروري الانتباه للصحة النفسية للأطفال وملاحظة أي تغيرات تطرأ عليهم.

ما هي الاضطرابات والأمراض النفسية؟

يعبر مصطلح الصحة النفسية عن طريقة تفكيرك وتحكمك بسلوكك ومشاعرك، وخلال الأمراض النفسية يتغير أسلوب تفكيرك وسلوكك ومشاعرك لدرجة تزعجك وتؤثر على نواحٍ مختلفة من حياتك، وتختلف هذه الاضطرابات عند الأطفال عن الكبار، لأنها تسبب تأخرًا في النمو المناسب لعمرهم من ناحية التفكير والسلوك والعلاقات الاجتماعية والسيطرة على المشاعر، وهذه المشاكل تسبب التوتر المستمر للطفل وتقلل قدرته على التصرف بشكل جيد في المنزل والمدرسة وفي علاقاته مع أقرانه.

بالرغم من أن الأطفال غالبًا ما تكون حياتهم متقلبة، إلا أن هذه الاضطرابات تؤثر عليهم، وقد تكون إحدى العلامات على وجود مرض نفسي لديهم، فهم كالكبار يعانون من مشاكل واضطرابات نفسية لكن أعراضهم تكون مختلفة، لذا يكون من الصعب على الأهل ملاحظتها، وبالتالي لا يخطر لهم ضرورة تلقيهم للعلاج مما يزيد حالتهم سوءًا. 

ما هي أشيع الأمراض النفسية عند الأطفال؟

تتعدد الأمراض النفسية التي تصيب الأطفال ومن أهمها:

القلق: وهو مجموعة من المخاوف المستمرة التي تمنع الطفل من مشاركة أصدقائه في اللعب، أو إبداء رأيه في المدرسة، أو الانخراط في علاقات اجتماعية معينة بحسب عمره.

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط: يعاني الأطفال في هذه الحالة من صعوبة في التركيز والانتباه، أو سلوك اندفاعي أو فرط نشاط، وقد تجتمع جميع الأعراض السابقة معًا.

التوحد: هو مشكلة عصبية تظهر مبكرًا عند الأطفال أي قبل سن الثلاث سنوات، وتختلف شدة هذا الاضطراب من طفل لآخر، ويعاني فيه من صعوبات في التواصل والتفاعل مع الآخرين.

اضطرابات الأكل والشهية: تحدث عند الأطفال الأكبر سنًّا نتيجة انشغالهم الزائد بمظهر مثالي والتفكير الزائد بخسارة الوزن واتباع نظام غذائي غير صحي للحصول على جسم نحيل ومثالي؛ وقد يعاني الأطفال من نهم عصبي (شراهة للطعام) أو قهم عصبي (انقطاع عن تناول الطعام)، مما يؤدي إلى مشاكل في علاقاته الاجتماعية واختلاطات جسدية مهددة للحياة.

الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى: وهو شعور مستمر بالحزن وخسارة المتعة في أداء النشاطات المعتادة، ما يؤثر على أدائه المدرسي وقدرته على التفاعل مع زملائه، وفي الحالات الشديدة قد يتطور الاكتئاب إلى اضطراب ثنائي القطب وهو تبادل نوبات من النشاط الزائد والاكتئاب، التي ثؤثر سلبًا على نفسيتهم وقد تكون خطيرة عليهم أحيانًا.

اضطراب ما بعد الصدمة: وهو عبارة عن أزمة عاطفية طويلة وقلق وذكريات مزعجة وكوابيس نتيجة التعرض لأحد أنواع العنف أو الإساءة أو الأذية، أو نتيجة المرور بحدث صادم كوفاة شخص عزيز أو كارثة طبيعية أو غيرها.

الفصام: ينفصل الطفل في هذا المرض عن الواقع نتيجة اضطرابات في التفكير والإدراك، يحدث في نهاية سن المراهقة وبداية العشرينيات، ويسبب هلوسات وأوهام وسلوك مضطرب عمومًا. [1]

اقرأ أيضًا: الفصام: أسبابه، أعراضه، علاجه

علامات تدل على أن طفلك يعاني من مرض نفسي

هذه بعض العلامات التي تدلك على أن طفلك يعاني من مرض نفسي، يجب أن تكون تحذيرًا لك لتتحدث مع طفلك وتستشير اختصاصي كي لا يزداد وضعه سوءًا:

علامات عاطفية وسلوكية:

  • يشعر بحزن يستمر لأسبوعين أو أكثر ويبكي كثيرًا.
  • يشعر بقلق وخوف كبيرين.
  • يفكر بالموت والانتحار.
  • يغضب بسرعة ويكون متوترًا ومتهيجًا دائمًا.
  • يعيد تصرفات كان يفعلها بعمر صغير مثل مص إصبعه وتبليل الفراش.
  • يفقد الرغبة في ممارسة النشاطات المعتادة.
  • تبدلات كبيرة في المزاج والسلوك والشخصية.

علامات جسدية:

  • تغيرات في عادات الأكل إما أكل زائد أو الانقطاع عن تناول الطعام.
  • خسارة أو زيادة في الوزن.
  • صعوبات في النوم وعدم الرغبة في النهوض من الفراش.
  • صداع متكرر وآلام متكررة في المعدة وشعور بالغثيان دون وجود أسباب محددة لكل ذلك.

علامات دراسية واجتماعية:

  • صعوبة في التركيز والتفكير.
  • تغيرات في تحصيله العلمي.
  • عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
  • يبتعد عن أصدقائه ويتجنب اللعب والانخراط معهم.
  • لا يقوم بواجباته المدرسية ولا يستمع لتعليمات المعلمين.
  • لا يرغب في الذهاب إلى حفلات أعياد الميلاد والنشاطات الاجتماعية الأخرى. [2]

ما هو علاج الأمراض النفسية عند الأطفال؟

يعد العلاج النفسي من العلاجات الشائعة للأمراض النفسية، والذي يُعرف أيضًا بالعلاج السلوكي أو الكلامي، وهو التحدث عن مخاوف الطفل وأفكاره مع طبيب نفسي مختص. 

يتضمن العلاج النفسي عند الأطفال القليل من الألعاب والتسالي ويتحدث الطبيب معهم وهم يلعبون، كي يصل للمعلومات التي يريدها بطريقة ترضي الطفل وتريحه، ومن هنا يتعلم الأطفال التحدث عن مشاعرهم وأفكارهم وكيفية التعامل معها، وتعلم مهارات واكتساب خبرات جديدة. 

كما يلجأ الأطباء أحيانًا إلى الأدوية مثل: مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق أو بعض المهدئات المناسبة لعمر طفلك كجزء من الخطة العلاجية، ويخبرك الطبيب بمخاطر الدواء وآثاره الجانبية وفوائده وطريقة استعماله.

كيف تساعد طفلك في هذه المرحلة؟

عليك طلب المساعدة عندما تشعر بأن التغيرات التي تطرأ على طفلك استمرت لأكثر من بضعة أسابيع، وبدأت تؤثر على حياته وتزعجه، وتؤثر على علاقته مع عائلته وأصدقائه، وعلى قدرته على أداء نشاطاته اليومية والاستمتاع بها. 

هنا يأتي دورك لتكون عنصرًا إيجابيًّا ومهمًّا في استيعاب طفلك خلال رحلة علاجه، إذ يمكنك القراءة والتعرف على مرض طفلك، واستشارة طبيبه النفسي حول الطريقة التي عليك أن تعامله بها في هذه المرحلة، واتباع بعض التمارين التي تساعدك على تخفيف توترك وقلقك عليه، كما يمكنك تحديد بعض الأوقات للعب والاستمتاع معه، وتساعده على تعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على الاستفادة من قدراته، كما يجب عليك أن تُعلِم المدرسة بحالته الصحية لتؤمّن له الدعم المناسب هناك أيضًا.

اقرأ أيضًا: استراتيجيات التعامل مع الطفل العنيد

من هنا نجد أنه من الضرروي الاعتناء بصحة طفلك النفسية كما تهتم بصحته الجسدية، فتأثير الأمراض النفسية عليه يكون قويًّا وقد يكون خطيرًا أحيانًا؛ لذا أحط طفلك من كل الجوانب مع الانتباه إلى ترك مساحة له ليتعلم ويلهم ويكتشف شخصيته، فمسؤوليتك تكون في الاعتناء به والانتباه إلى أي تغيير يطرأ على صحته النفسية والجسدية، ولا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق كيورا للحصول على النصائح اللازمة لعلاج القلق عند طفلك والتعامل مع حالته، واشترك في برنامج علاج القلق النفسي عند الأطفال.  

المراجع 

[1] Mental illness in children: Know the signs, www.mayoclinic.org, retrieved in 25/2/2023

[2] Mental health problems in children 3-8 years: signs and support, raisingchildren.net.au, retrieved in 25/2/2023

Loading spinner
Share your love