تعتبر زراعة الأسنان من العمليات الجراحية الشائعة التي يتم خلالها وضع بدائل صناعية من مواد مختلفة مكان الأسنان الطبيعية عندما لا يمكن إصلاحها أو الحفاظ عليها.
ازداد شيوع هذه العملية في السنوات الأخيرة لعدة أسباب، فقد قدمت خيارًا ممتازًا لتعويض الأسنان المفقودة، كما أنها سهلة الإجراء مع تأثيرات جانبية قليلة أو معدومة، لكن تكلفة هذا الإجراء لا تزال مرتفعة في أغلب دول العالم مقارنة بالإجراءات السنية الأخرى.
المحتويات
لماذا تُجرى عملية زراعة الأسنان؟
تُجرى عملية زراعة الأسنان بصورة أساسية لتعويض الأسنان المفقودة أو التالفة، ومن الأهداف الأخرى التي تحققها:
- علاج مشاكل النطق التي تنتج عن غياب بعض الأسنان.
- علاج مشاكل الأكل ومضغ الطعام التي تنتج عن غياب أو تأذي الأسنان.
- الحصول على ابتسامة جذابة.
- استبدال الجسور وبدلات الأسنان القابلة للإزالة بأسنان مزروعة.
كيف تتم زراعة الأسنان؟
في البداية لا بد من تحضير المريض لعملية الزرع من خلال فحص الأسنان واللثة والفم بشكل كامل، مع إجراء صور شعاعية (بانوراما) لدراسة الخيارات العلاجية المتاحة.
تشمل عملية زراعة الأسنان عدة خطوات تستغرق من شهرين إلى أربعة شهور عادة، وهي:
- إزالة الأسنان التالفة: يتم قلع الأسنان التالفة والتي يُراد استبدالها بالأسنان المزروعة، وعادة ما تُجرى عملية القلع تحت التخدير الموضعي.
- زرع طعم عظمي في عظم الفك: إذا لم يكن عظم الفك سميكًا لدرجة كافية، يقوم طبيب الأسنان بإجراء تطعيم عظمي قبل زرع الأسنان لتأمين مكان مناسب لاستقبال الأسنان المزروعة.
- زرع الغرسات السنية: يقوم الطبيب بإجراء شق ضمن اللثة ويكشف العظم، ويحفر ثقوبًا مناسبة فيه لوضع دعامة تعمل كجذر للسن المزروع، بعد ذلك تبدأ عملية الاندماج العظمي بين عظم الفك والغرسات السنية المزروعة، وقد تستغرق هذه العملية عدة أشهر، وخلال هذه الفترة يمكن استخدام بدلات أسنان قابلة للإزالة.
- وضع الأسنان الجديدة: بعد شفاء اللثة واكتمال عملية الاندماج العظمي يختار الطبيب نوع الأسنان المناسبة، ويقوم بتثبيتها بالدعامة، قد تكون هذه الأسنان ثابتة أو قابلة للإزالة، وقد تكون مصنوعة من التيتانيوم أو الزركون.
هل هناك أي مخاطر أو اختلاطات خلال عملية زراعة الأسنان؟
تعتبر عملية زراعة الأسنان من الإجراءات السنية الآمنة عمومًا، ومن النادر أن تحدث أي اختلاطات أو تأثيرات جانبية خلال أو بعد العملية، وإذا حدثت يمكن تدبيرها بسهولة من قبل الطبيب المشرف على الحالة، ومن أهم الاختلاطات المحتملة:
- ألم.
- عدوى.
- نزف.
- أذية الأعصاب والأنسجة المحيطة بالأسنان.
- أذية اللثة.
- فشل الزرع أو عدم الحصول على نتائج كافية.
يمكن الحد من هذه الاختلاطات عند إجراء العملية من قبل طبيب خبير، وإجراء تحضيرات كاملة وفحوصات شاملة قبل العملية. أظهرت دراسة نُشرت في المجلة الدولية لطب وجراحة الفم والفكين أن المعدل العام لنجاح زراعة الأسنان يبلغ 94% تقريبًا.
لماذا تعتبر زراعة الأسنان مرتفعة التكلفة؟
تعتبر زراعة الأسنان من الإجراءات السنية مرتفعة التكلفة، وتتنوع تكلفة زراعة الأسنان تبعًا لعوامل عديدة، أهمها:
- عدد الأسنان المزروعة.
- خبرة الطبيب الجرَّاح.
- الحالة الصحية العامة للمريض.
- نوع المواد والغرسات المستخدمة.
- وضع وحجم عظم الفك.
تختلف تكلفة زراعة الأسنان أيضًا من دولة لأخرى ومن عيادة لأخرى، ويمكن أن نفسر سبب ارتفاع تكلفة هذه العملية بعدة عوامل، أهم هذه العوامل وأكثرها تأثيرًا هو غلاء المواد المستخدمة في الزراعة، وكما أشرنا سابقًا هناك نوعان شائعان من غرسات الأسنان، هما: غرسات التيتانيوم، وغرسات الزركون. تتميز غرسات التيتانيوم بأنها الأكثر استخدامًا وأقوى وأكثر مقاومة للأذية وتندمج بشكل طبيعي مع عظم الفك، أما العيب الرئيسي فيها أنها قد تسبب تحسسًا عند بعض المرضى، وفي هذه الحالة لا يمكن استخدامها. أما غرسات الزركون فيستخدم فيها مزيج من مواد ومعادن مختلفة مثل أكسيد الزركونيوم مع الهافنيوم والإيتريوم للوصول لغرسات تشبه لون وشكل الأسنان الطبيعي، لكن مقاومتها أقل وتكلفتها أعلى من غرسات التيتانيوم.
بالإضافة للتكلفة المرتفعة للمواد التي تدخل في صناعة الغرسات السنية هناك تكلفة إضافية تتمثل بالوقت الطويل للعملية والمراحل المتعددة لإجرائها والمتابعة طويلة الأمد خلال وبعد الزرع، لكن من وجهة نظر أخرى يمكن القول إن تكلفة عملية زراعة الأسنان، ورغم ارتفاعها، لكنها أقل من التكلفة الإجمالية لإجراءات الإصلاح المتكرر التي تحتاجها الأسنان التالفة عادة.
إن زراعة الأسنان طريقة آمنة وفعالة لتعويض الأسنان التالفة أو المفقودة، وقد أصبحت شائعة جدًا بفضل نتائجها الممتازة واختلاطاتها النادرة، وحلت محل الكثير من الإجراءات العلاجية والتعويضية الأخرى في طب الأسنان.