كيف يمكن متابعة الأمراض المزمنة مع أطباء متخصصين؟

لطالما كانت الرعاية الصحية المرتبطة بالأمراض المزمنة تمثل تحديًا كبيرًا للمريض؛ نظرًا لأنها تستوجب الالتزام بالنصائح وبعض العادات الصحية السليمة، والتي من شأنها أن تزيد من فرص التأقلم مع المرض المزمن دون الشعور بالضيق والقلق، وهنا يبرز دور الأطباء المختصين في تقديم الإرشادات وبعض النصائح الفعالة في مواجهة الأمراض المزمنة بسلاسة.

ما هي الأمراض المزمنة؟

الأمراض المزمنة هي حالات طويلة الأمد لا يمكن الوقاية منها بشكل عام عن طريق اللقاحات، ولا يمكن الشفاء التام منها، وقد تتطور العديد من الأمراض المزمنة ببطء بمرور الوقت، وذلك بسبب السلوكيات الصحية السيئة مثل: التدخين أو قلة النشاط.

ومن أهم الأمثلة على الأمراض المزمنة الشائعة:

  • داء السكري.
  • التهاب المفاصل.
  • الاكتئاب والقلق المزمن.
  • الربو.
  • أمراض القلب.
  • الفشل الكلوي
  • الزهايمر.

تشترك الأمراض المزمنة في بعض الصفات الأساسية، فهي تتطلب مستوى معينًا من الإدارة الصحية بمرور الوقت حتى يتمكن الفرد من التعايش مع الحالة بشكل سليم.

ما هو دور الأطباء المختصين في متابعة الأمراض المزمنة؟

يمكن للطبيب المختص أن يلعب دورًا خاصًا في الحفاظ على صحتك ومساعدتك في إدارة حالتك، فالأمراض المزمنة هي حالات صحية تستمر لوقت طويل وتتطلب عناية طبية مستمرة.

يمكن أن تؤدي إدارة حالتك المزمنة بمساعدة الطبيب المختص إلى تحسين نوعية حياتك. في الوقت نفسه، يمكنك تقليل تكاليف الرعاية الصحية عن طريق منع أو تقليل آثار المرض المزمن الذي تعاني منه، لذلك من خلال الزيارات المجدولة بانتظام، يمكن أن تبقى أنت وطبيبك على اتصال، مما يؤدي إلى رعاية أفضل وأكثر تنسيقًا.

كيف يمكنك متابعة الأمراض المزمنة مع أطباء متخصصين؟

يمكن للطبيب المختص أن يقدم لك مجموعة من الفوائد التي يمكن أن تسهل عليك التعايش مع المرض المزمن ومنها ما يلي:

إجراء الفحوصات الدورية:

يساهم الطبيب المختص في تحديد نوعية الفحوصات اللازمة لك، وتحديد المواعيد المناسبة من أجل إجراء كشوفات روتينية، وذلك بغية تقليل عوامل الخطر والوقاية من بعض المضاعفات، حيث أن هذه الفحوصات لها دور كبير في تقليل شدة المرض.

تحديد العلاج المناسب:

إن وجود طبيب مختص يعرف جيدًا تاريخك الطبي ويعمل كمنسق لرعايتك له دور كبير في وضع خطة العلاج المناسبة لك، وذلك لتحقيق أقصى استفادة على المدى الطويل، كما له دور في تجنب الفحوصات والإجراءات الطبية الزائدة عن الحاجة، وحمايتك من خطر الوقوع في أخطاء الأدوية، إذ يمكن أن يساعدك أيضًا في إدارة أدويتك، خاصةً إذا كنت تعاني من حالات مزمنة متعددة.

تقديم المعلومات عن الحالة المرضية:

يمكن للطبيب المختص الخاص بك مساعدتك على فهم الحالة المرضية، وتثقيفك عن الأعراض المرافقة للحالة، وما هي طرق العلاج الفعالة، والعمل معًا على تحقيق الأرقام المستهدفة فيما يخص التدابير الصحية مثل: ضغط الدم والكوليسترول والوزن، مما يقودك إلى صحة أفضل.

فعندما تتعايش مع حالة طويلة الأمد، قد يكون من المفيد معرفة كل ما يمكنك معرفته عن الأعراض وخيارات العلاج، كما يمكن للطبيب المختص أن يقترح لك بعض المصادر الموثوقة لزيادة المعلومات الخاصة بمرضك.

تنظيم حالتك المرضية:

قد يساعدك التواصل مع طبيب مختص على اكتساب شعور بالسيطرة والتحكم وتحسين نوعية حياتك، كما يساعد اتباع خطة العلاج الموصى بها من قبل الطبيب في الحفاظ على الأعراض وضبط التوتر والقلق.

على سبيل المثال: يساعدك الطبيب المختص في معرفة كيفية تناول الأدوية الموصوفة، وحضور مواعيد الرعاية الصحية المجدولة، ويمكن أن يساعدك في إعداد نظام تذكير في التقويم أو المخطط اليومي أو الهاتف الذكي.

تحديد الأهداف:

يكون الهدف الرئيسي للطبيب وراء كل زيارة مريض هو معرفة التطورات الحاصلة معه خلال الفترات الماضية، وبناء استراتيجيات مرنة جديدة للمريض، كما يساهم الطبيب المختص في وضع قائمة من الأهداف التي ينبغي على الفرد تحقيقها سواء على المدى القصير أو الطويل، إذ يساهم عرض الهدف بوضوح في مخطط المريض في تسهيل التعايش مع المرض المزمن.

تسكين الألم وتدبيره:

يمكن للطبيب المختص اقتراح مجموعة من الاستراتيجيات غير الدوائية لإدارة الألم، والتي تناسب حالتك تمامًا، ومنها ما يلي:

  • العلاج السلوكي المعرفي: لمساعدتك على تغيير طريقة تفكيرك، وبالتالي كيف تشعر وتتصرف حيال الألم.
  • العلاجات الفيزيائية: يمكن أن تساعد العلاجات الفيزيائية وغيرها من التمارين في تخفيف الألم، اعتمادًا على السبب الرئيسي.
  • تقنيات الاسترخاء وإدارة الإجهاد: بما في ذلك التأمل واليوغا.
  • التدليك (المساج): ويعتبر من الطرق الفعالة جدًا لتقوية وتحفيز العضلات وخفض مستويات القلق والتوتر.

العناية بصحتك النفسية:

غالبًا ما تكون أعراض الأمراض المزمنة مثل: التعب والأوجاع والآلام، غير مرئية، لذلك لا يستطيع الأشخاص العاديون تقدير آثارها، فليست الأعراض الجسدية فقط هي التي يمكن أن تؤثر على الشخص، ولكن يمكن للقيود المفروضة على نمط الحياة والتعايش مع المرض المزمن أن تؤثر سلبًا على الحالة النفسية أيضًا، وخاصة بالنسبة لكبار السن.

 إن القلق أو التفكير السلبي بشأن ما قد يحصل معهم نتيجة الأمراض المزمنة يمكن أن يزيد الأمر سوءًا، لذا هنا يبرز دور الطبيب المختص في إدراك الأعراض التي تشير إلى وجود اضطرابات في الصحة النفسية، وعندها يمكن أن يقترح عليك مباشرةً زيارة طبيب نفسي مختص ليقوم بتقديم الرعاية النفسية المطلوبة، إذ تُظهر الأبحاث أن الصحة النفسية السيئة يمكن أن تجعل أعراضك الجسدية أسوأ، وهذا ما يسمى ب “الاعتلال النفسي”.

قد يكون التعايش مع المرض المزمن مرهقًا، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات لإدارة حالتك والحفاظ على نوعية حياة جيدة، لذلك فإن التواصل المنتظم مع طبيب مختص يساهم في الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول مرضك واحتياجات العلاج.

 كن استباقيًا بشأن خطة العلاج الخاصة بك واتباع أسلوب حياة صحي، وخصص وقتًا للأنشطة والعلاقات التي تجعلك تشعر بالسعادة والدعم، مع تجنب الأشخاص والأشياء التي تضغط عليك، واجعل صحتك النفسية والجسدية هي أولوية بالنسبة لك.

Loading spinner
Share your love