تعتبر تجربة الأمومة وفترة الحمل بالتحديد أحد أكثر المراحل خصوصيةً في حياة كل امرأة، ومع انتشار طرق كشف الحمل الحديثة، ما تزال شرائح الفحص المنزلية الأكثر استخدامًا حول العالم، وعلى الرغم من أن إجراء تحليل الحمل في المنزل أمر بسيط، ولكنه قد يحمل كثيرًا من التوتر والضغط النفسي، خاصةً عندما تكوني غير متأكدة من دقة النتائج ومدى صحتها. تعرفي معنا على موعد وكيفية إجراء فحص الحمل المنزلي، وتعلمي كل ما يؤثر على صحة الاختبار.
المحتويات
متى يجب عليك إجراء تحليل الحمل المنزلي؟
تذكر العديد من أنواع شرائح فحص الحمل المنزلية أنها فعالة في الكشف عن وجود حمل منذ اليوم الأول من موعد الدورة الشهرية المفترض، كما يتم تسويق بعض الأنواع على أنها إظهار نتيجة الكشف بوقت أبكر، لكن غالبًا ما تكون نتائج تحليل الحمل المنزلي دقيقة عندما يتم إجراؤها بعد اليوم الأول من فترة انقطاع الطمث، هذا لأنه بعد فترة وجيزة من بداية عملية الحمل يبدأ تكوّن المشيمة التي تصنع هرمون الحمل (HCG). يمكن العثور على هذا الهرمون في الدم والبول، وترتفع مستوياته في الجسم أثناء الحمل فقط.
يعتمد اختبار الحمل المنزلي على الكشف عن وجود هرمون الحمل (HCG) في البول، حيث ترتفع خلال المراحل المبكرة للحمل كمية (HCG) في الدم والبول بسرعة، وتتضاعف كل يومين إلى ثلاثة أيام، وبالتالي فمن المرجح أن يكشف الاختبار وجود الهرمون بالبول ويُظهر نتيجة إيجابية إذا كنت حاملاً وتم إجراء التحليل بعد يوم أو يومين من انقطاع الدورة الشهرية.
يؤثر توقيت الإباضة على دقة فحص الحمل المنزلي، حيث يمكن أن تتغير الإباضة من شهر لآخر، وأن تنزرع البويضة المخصبة في الرحم ضمن أوقات مختلفة، وبالتالي قد يؤثر ذلك على توقيت بداية إفراز هرمون (HCG)، ومتى يمكن العثور عليه باختبار الحمل المنزلي. كما يمكن أن تؤثر الدورات الشهرية غير المنتظمة أيضًا على نتائج الفحص، لأنها تصعّب من تحديد الموعد المفترض الذي يجب أن تبدأ فيه الدورة الشهرية.
كيف يمكنك استخدام شرائح فحص الحمل المنزلي؟
تعتمد معظم أنواع اختبارات الحمل المنزلية، على وضع طرف الشريحة على مجرى البول، أو غمس الشريحة في أنبوب يحتوي البول أو إنزال عدة قطرات من البول على المكان المخصص من الشريحة، ثم الانتظار لعدة دقائق حتى ظهور النتيجة التي غالبًا ما تكون على شكل علامة إضافية أو ناقصة، أو عبارة (نعم) أو (لا)، أو سطر واحد أو سطرين، أو عبارة (حامل) أو (غير حامل)، وذلك حسب كل نوع.
تأكدي من اتباع تعليمات الفحص لمدة الانتظار قبل التحقق من النتائج، حيث عادةً ما تكون دقيقتين أو أكثر. تحتوي معظم الاختبارات أيضًا على مؤشر للتحكم، غالبًا ما يكون هذا سطر أو رمز آخر يمكنك رؤيته في نافذة النتيجة. إذا كنتي لا ترين هذا الخط أو الرمز، فإن التحليل لا يعمل، لذا يجب عليك المحاولة مرة أخرى باستخدام شريحة أخرى.
تعتبر بعض أنواع فحص الحمل المنزلي أكثر حساسية من غيرها، حيث تحتاج هذه الشرائح إلى نسبة أقل من هرمون (HCG) في البول لإظهار نتيجة إيجابية. يمكنك سؤال الصيدلاني عن نوع الشريحة التي يجب استخدامها إذا كنتِ غير متأكدة منها، كما يجب عليك التحقق من تاريخ انتهاء صلاحية الشريحة دائمًا، فلا يُنصح باستخدامها في حال تجاوز ذلك التاريخ، وبالتالي يجب قراءة تعليمات الفحص واتباعها بعناية للحصول على نتيجة دقيقة. [1]
اقرأ أيضًا: أعراض نقص التغذية
هل فحص الحمل المنزلي دقيق؟
تدّعي العديد من شرائح فحص الحمل المنزلية أنها دقيقة بنسبة 99%، لكنها في الواقع تختلف في قدرتها على الكشف عن الحمل لدى النساء اللواتي فاتتهم الدورة الشهرية مؤخرًا. يمكنك بحال الحصول على نتيجة اختبار سلبية، وتعتقدين أنك قد تكونين حاملًا، إجراء تحليل آخر بعد أسبوع من موعد انقطاع الدورة الشهرية أو استشارة طبيبك الخاص للقيام بفحوصات أكثر دقة.
هناك بعض الأدوية التي تؤثر على صحة النتيجة مثل: بعض الأدوية التي تُستخدم في علاج العقم أو الأدوية الأخرى التي تحتوي على هرمون (HCG). ومع ذلك، لا تغيّر معظم الأدوية، بما فيها المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل، من دقة تحاليل الحمل المنزلية، وقد تظهر ببعض الحالات نتائج إيجابية خاطئة، لكنها نادرة الحدوث، ويطلق عليها اسم الإيجابية الكاذبة.
قد تحدث هذه الحالة في حال حدوث إجهاض وفقدان للحمل بعد فترة قصيرة من ارتباط البويضة المخصبة ببطانة الرحم. كما يمكن الحصول أيضًا على نتيجة إيجابية كاذبة في حال إجراء فحص الحمل بعد تناول دواء الخصوبة الذي يحتوي على هرمون (HCG)، بالإضافة لذلك تؤدي مشاكل المبيضين وانقطاع الطمث أيضًا إلى نتيجة اختبار مماثلة.
وعلى العكس تمامًا، هناك بعض الحالات التي قد تؤدي إلى إظهار نتيجة سلبية خاطئة على الرغم من وجود الحمل، يُعرف هذا الأمر بالسلبية الكاذبة التي يمكن أن تظهر بحالات:
- التسرع في إجراء فحص الحمل: كلما كان اختبار الحمل المنزلي مبكرًا، كان من الصعب إثبات وجود هرمون (HCG) بالبول، وبالتالي للحصول على أدق النتائج، قومي بإجراء تحليل الحمل بعد اليوم الأول من فترة توقف الدورة الشهرية.
- التحقق من نتائج التحليل بوقت مبكر جدًا: عليك ضبط مؤقت زمني لانتظار النتيجة بحسب المعلومات المذكورة ضمن تعليمات الشريحة، وعدم التحقق من النتيجة حتى يمر هذا الوقت.
- إجراء الاختبار في وقت متأخر: ينصح بإجراء الفحص بعد الاستيقاظ صباحًا بشكل مباشر، للحصول على النتائج الأكثر دقة، حيث يكون البول مركزًا، مما يسهل العثور على هرمون (HCG).
اقرأ أيضًا: ما ضرورة متابعة الحمل؟
ما هي خطوتك التالية؟
بناءً على نتائج التحليل، فكري في اتخاذ الخطوات التالية:
- تحليل الحمل المنزلي ايجابي: أو بحال الحصول على نتائج مختلطة بعد إجراء عدد من الاختبارات المنزلية، احجزي موعد استشارة مع طبيبك الخاص، لأنك قد تحتاجين للقيام ببعض التحاليل الدموية أو الفحص بالموجات فوق الصوتية (الإيكو) لتأكيد الحمل، فكلما تم تأكيد الحمل بشكل أسرع، كانت الرعاية ما قبل الولادة أسرع وأفضل لصحة الجنين.
- اختبار الحمل المنزلي سلبي: إذا لم تبدأ الدورة الشهرية، قومي بإعادة الاختبار مرة أخرى خلال أيام قليلة أو بعد أسبوع، من المهم بشكل خاص القيام بذلك إذا أجريتي الاختبار بشكل أبكر من قدرة الشرائح على الكشف.
- تستمرين بالحصول على نتائج فحص سلبية لكن دورتك الشهرية ما تزال منقطعة، أو تعتقدين أنك حامل: عليك بهذه الحالة استشارة طبيبك الخاص، وقد يقترح إجراء فحص دم للتحقق من الحمل، حيث يمكن أن يكون أكثر دقة من التحليل المنزلي. كما توجد بعض المشاكل الصحية قد تؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية، وبالتالي يستطيع الطبيب مساعدتك في معرفة سبب المشكلة، إذا لم تكوني حاملًا. [2]
لا شك أن فترة الحمل مليئة بالتغيرات والمشاعر المختلطة التي قد تظهر لأول مرة. إذا كان لديك المزيد من التساؤلات عن كل ما يخص الحمل وكيفية إجراء التحليل، والعناية بصحة الجنين، ما عليك إلا تحميل تطبيق كيورا مجانًا، والحصول على أفضل الخدمات الصحية التي تقدمها المنصة، ويمكنك التواصل مع أفضل الاختصاصيين بالمملكة على مدار الساعة للاطمئنان على صحتك وصحة حملك.
المراجع
[1] Home pregnancy tests: Can you trust the results? (mayoclinic.org), Mayo Clinic, Retrieved 04/06/2023.
[2] Doing a pregnancy test (nhs.uk), National Health Service, Retrieved 04/06/2023.