كل ما يجب أن تعرفيه عن ارتفاع الضغط عند الحامل

توجد العديد من الأسباب والعوامل المؤهبة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، فما هي هذه الأسباب؟

يعتبر ارتفاع الضغط الشرياني مشكلة صحية شائعة تتنوع أسبابها وطرق علاجها، ويمكن أن تحدث في جميع مراحل الحياة وفي جميع الأعمار، ولكن ارتفاع الضغط عند الحامل قد يؤدي لعواقب خطيرة قد تكون مهددة لحياة الأم والجنين في بعض الأحيان. تساهم المراقبة الدورية والتدخل الطبي المناسب في حماية للأم وجنينها من هذه المشاكل.

يحدث ارتفاع الضغط الحملي بعد الأسبوع 20 من الحمل، وتقدر الإحصائيات أنه يصيب 5% من النساء الحوامل نقريبًا. نستعرض في هذا المقال أهم العوامل المؤهبة لارتفاع الضغط أثناء الحمل والمضاعفات المحتملة وأهم العلاجات المستخدمة، مع توضيح لبعض المفاهيم والمعلومات الشائعة عن هذا الموضوع.

أسباب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

توجد العديد من الأسباب والعوامل المؤهبة لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، بعضها مشابه للأسباب المؤهبة خارج فترة الحمل وبعضها الآخر خاص بهذه الفترة الحساسة من حياة المرأة، ومن أهم هذه الأسباب:

  • البدانة وزيادة الوزن.
  • قلة النشاط الفيزيائي اليومي.
  • التدخين وتعاطي الكحول.
  • الحمل الأول.
  • قصة عائلية لارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل.
  • الحمل التوأمي.
  • العمر فوق 35 سنة.
  • استخدام تقنيات الإنجاب المساعدة (طفل الأنبوب).
  • الإصابة بداء السكري أو بعض أمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية الجهازية.

بالإضافة للأسباب والعوامل السابقة هناك العديد من الأمراض والحالات الطبية التي تؤثر على ضغط الدم وتسبب ارتفاعه، ومن أهمها: أمراض القلب والأوعية، فرط نشاط الغدة الدرقية، أمراض الكلى.

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يرتبط ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل بالعديد من الاختلاطات والمضاعفات المحتملة والتي يكون بعضها خطيرًا ويحمل تهديدًا مباشرًا لحياة الأم وجنينها، ومن أهم هذه الاختلاطات:

الانسمام الحملي

تُعرف هذه الحالة الخطيرة أيضًا باسم متلازمة ما قبل الإرجاج. قد تسبب هذه الحالة أذيات خطيرة لأعضاء هامة في جسم الأم كالدماغ والكلى مثلًا. تتحول الحالة إلى ما يسمى بمتلازمة الإرجاج عندما تترافق بنوبات اختلاجية، ويكون هذا الاختلاط قاتلًا إذا بقي دون علاج. وبشكل عام، تتضمن أعراض وعلامات الانسمام الحملي ما يلي:

  • تورم ووذمات غير طبيعية في اليدين والوجه.
  • صداع مستمر.
  • تغيرات واضطرابات جديدة في الرؤية.
  • آلام في الجزء العلوي من البطن.
  • غثيان وإقياء مستمر خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل.
  • صعوبة في التنفس.

يعتبر الانسمام الحملي من الحالات الخطيرة والمهددة لحياة الأم والجنين، ولهذا يجب الحصول على استشارة طبية فورية في حال وجود أي عرض من الأعراض السابقة.

متلازمة هيلب

يمثل اسم المتلازمة اختصارًا للمصطلحات الإنجليزية HELLP التي تشير لثلاث حالات طبية تشمل: فقر دم انحلالي وارتفاع أنزيمات الكبد وانخفاض عدد الصفيحات الدموية. تعتبر هذه المتلازمة حالة خطيرة ومهددة للحياة، وقد تكون من مضاعفات الانسمام الحملي في بعض الأحيان. قد تلحق متلازمة هيلب ضررًا شديدًا بأعضاء جسم الأم الحيوية، ويكون العلاج في هذه الحالات هو إنهاء الحمل حفاظًا على حياة الأم.

مضاعفات ارتفاع ضغط الأم أثناء الحمل على الجنين

بالإضافة إلى التأثيرات السابقة على الأم قد يؤثر ارتفاع ضغط الأم أثناء الحمل على معدل نمو الجنين، ويؤدي إلى انخفاض الوزن عند الولادة، ووفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، تتضمن المضاعفات الأخرى ما يلي:

  • انفصال المشيمة المبكر: وهو حالة طبية طارئة تنفصل خلالها المشيمة عن الرحم قبل الأوان.
  • الولادة المبكرة: وهي الولادة التي تحدث قبل الأسبوع 38 من الحمل.

الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

يمكن تخفيف بعض عوامل الخطر الشائعة لارتفاع ضغط الدم أو تجنبها، كالسمنة مثلًا من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية، من الطبيعي أن يزداد وزن الأم أثناء الحمل، ولكن بمقدار معين، ولهذا يجب مراقبة الوزن بانتظام وسؤال الطبيب عن مقدار الزيادة الطبيعي في كل زيارة. لا يوجد إرشادات غذائية محددة للحوامل، وقد يساعد اختصاصي التغذية في وضع نظام وجبات مصمم خصيصًا ليناسب طول الحامل ووزنها.

يجب أيضًا تجنب التدخين أثناء الحمل بما في ذلك التدخين السلبي، لأنه يسبب ارتفاع ضغط الدم، إضافةً لمضاعفات أخرى. يعتبر الملح مهمًا أثناء الحمل وليس من الضروري عادةً تقليل تناوله، ولكن الإكثار منه يضر الحامل والجنين. يسبب الحمل تغيرات هرمونية ونفسية وجسدية، وهذا قد يؤدي إلى زيادة التوتر، ما يجعل التحكم في ضغط الدم أكثر صعوبة. لهذا السبب، تُنصح الحامل بممارسة اليوغا وتمارين الاسترخاء، للتخفيف من هذه التأثيرات، والحفاظ على حالة نفسية ممتازة.

العلاج الدوائي لارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل

تسبب بعض أدوية ضغط الدم مشاكل للحامل والجنين خصوصًا خلال الثلث الأول من الحمل، ولهذا يجب على النساء المصابات بارتفاع الضغط استشارة الطبيب قبل التخطيط للحمل، لاختيار الدواء المناسب وضبط الضغط جيدًا قبل الحمل. تتضمن الأدوية الممنوعة أثناء الحمل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين ومثبطات الرينين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين. في المقابل، يعتبر الميثيل دوبا وحاصرات بيتا من الأدوية الآمنة أثناء الحمل.

تعاني بعض النساء من ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل. يصنف الأطباء ارتفاع ضغط الدم الذي يحدث في الأسابيع العشرين الأولى من الحمل بأنه ارتفاع ضغط دم مزمن، بينما يسمى ارتفاع الضغط الذي يحدث لأول مرة بعد الأسبوع عشرين من الحمل بارتفاع الضغط الحملي، ويجب التمييز جيدًا بين الحالتين.

يُصنف ارتفاع الضغط ضمن المشاكل الهامة أثناء الحمل، ويعتبر ضبطه ضرورة أساسية لإتمام الحمل بأمان. تشكل نوبات ارتفاع الضغط -وما تحمله من عواقب- إحدى الأسباب الرئيسية لوفاة الأمهات أثناء الحمل. لذلك، يجب التحدث مع الطبيب حول أي عرض أو علامة جديدة إضافةً لمراقبة الضغط بانتظام. وبشكل عام، تساهم المراقبة الدقيقة المنتظمة والضبط الجيد لقيم الضغط في تقليل المضاعفات المرتبطة بارتفاعه حتى تمام الحمل والولادة.

المصدر: 1

Loading spinner
Share your love