العلاج بالأعشاب: حقائق وخرافات

العلاج بالأعشاب شائع، فما أبرز الحقائق حوله؟

تعود أصول طب الأعشاب إلى أقدم الحضارات البشرية المعروفة، ويتضمن الاستخدام الطبي للنباتات لعلاج الأمراض وتعزيز الصحة العامة. لا يزال العلاج بالأعشاب ممارسة شائعة الاستخدام في العديد من المجتمعات اليوم. تحتوي الأدوية العشبية على مكونات فعالة مصنوعة من بعض أجزاء النباتات، مثل الأوراق أو الجذور أو الزهور، ولكن كونها مستحضرات طبيعية لا يعني بالضرورة أنها آمنة تمامًا، إذ تتشابه الأدوية العشبية مع الأدوية الكيميائية من حيث تأثيراتها الإيجابية والسلبية على الجسم ويمكن أن تكون ضارة إذا لم تُستخدم بشكل صحيح.

فعالية وأمان العلاج بالأعشاب

إن الأدلة على فعالية الأدوية العشبية بشكل عام محدودة للغاية، وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يجدونها مفيدة، إلا أن استخدامها في كثير من الحالات يميل إلى الاعتماد على الاستخدام التقليدي بدلًا من البحث والدراسات العلمية.

عند استشارتك لطبيبك أو للصيدلي بشأن حالتك الصحية، أو إذا كنت تتحضر لإجراء عمل جراحي، فأخبرهم دائمًا بأي أدوية عشبية تتناولها. قد يسبب العلاج بالأعشاب مشاكل صحية خطيرة إذا كنت تتناول أدوية أخرى، ويمكن أن تؤدي إلى تقليل أو تعزيز آثار الدواء، بما في ذلك الآثار الجانبية المحتملة.

متى يجب تجنب العلاج بالأعشاب؟

يجب توخي أقصى درجات الحذر واستشارة الطبيب المختص قبل تناول أي أعشاب طبية في الحالات التالية:

  • الأشخاص الذين يتناولون أدوية أخرى (خصوصًا الأدوية القلبية والمميعات).
  • الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية خطيرة، مثل أمراض الكبد أو الكلى.
  • الأشخاص الذين سيجرون عملًا جراحيًا.
  • النساء الحوامل أو المرضعات.
  • كبار السن.
  • الأطفال، كما هو الحال مع جميع الأدوية، يجب إبقاء الأدوية العشبية بعيدة عن متناول الأطفال.

أشهر الأدوية العشبية في العالم، وفوائدها واستخداماتها

عشبة إشنسا Echinacea:

نبات زهري وعلاج عشبي شائع. يعود أصله من أمريكا الشمالية، وقد استخدم منذ فترة طويلة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الجروح والحروق وآلام الأسنان والتهاب الحلق واضطرابات المعدة. يمكن استخدام معظم أجزاء النبات، بما في ذلك الأوراق والبتلات والجذور، على الرغم من أن الكثير من الناس يعتقدون أن الجذور لها التأثير الأقوى. يُستخدم اليوم بشكل أساسي لعلاج نزلات البرد أو الوقاية منها.

أظهرت دراسة أجريت على أكثر من 4000 شخص انخفاضًا بنسبة 10-20% في خطر الإصابة بأعراض شديدة خلال نزلات البرد، وعلى الرغم من عدم وجود بيانات كافية لتقييم الآثار طويلة المدى لاستخدام هذه العشبة، إلا أن الاستخدام قصير المدى يعتبر آمنًا بشكل عام. ومع ذلك، فقد تم الإبلاغ أحيانًا عن آثار جانبية مثل الغثيان وآلام المعدة والطفح الجلدي. يمكن العثور على إشنسا في معظم محلات السوبر ماركت ومتاجر الأطعمة الصحية، ويمكن أيضًا شراؤها عبر الإنترنت.

نبتة الجنسنغ Ginseng:

إن الجينسنغ نبات طبي له خواص علاجية وصحية مميزة، وتتوفر منه عدة أنواع حول العالم. يستخدم في الطب الصيني لتقليل الالتهاب وتعزيز المناعة وتحسين وظائف الدماغ ورفع مستويات الطاقة في الجسم.

على الرغم من استخدام نبتة الجينسنغ لعدة قرون، إلا أن الأبحاث العلمية التي تدعم فعاليته محدودة جدًا، ويعتبر الاستخدام قصير المدى آمنًا نسبيًا، وتشمل الآثار الجانبية المحتملة الصداع وقلة النوم ومشاكل في الجهاز الهضمي.

نبتة سانت جون (SJW) أو ما يعرف بنبات القديس يوحنا:

دواء عشبي، تُستخدم أزهاره الصغيرة الصفراء بشكل شائع. يرجع استخدامه إلى اليونان القديمة، وقد استخدم في تسريع التئام الجروح وتخفيف الأرق والاكتئاب وأمراض الكلى والرئة المختلفة. أما اليوم، يتم وصفه إلى حد كبير لعلاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. تشير العديد من الدراسات إلى أن استخدام هذه النبتة على المدى القصير فعال مثل بعض مضادات الاكتئاب التقليدية. ومع ذلك، هناك دراسات محدودة حول مستويات الأمان والفعالية على المدى الطويل خصوصًا عند أولئك الذين يعانون من اكتئاب حاد وأفكار انتحارية.

لهذه النبتة آثار جانبية قليلة نسبيًا وقد تسبب تفاعلات تحسسية، دوار، ارتباك، جفاف الفم. كما أنها تتعارض مع العديد من الأدوية الصيدلانية، بما في ذلك مضادات الاكتئاب، وبعض أدوية السرطان. قد تكون بعض التفاعلات الدوائية قاتلة، لذلك إذا كنت تتناول أي أدوية، استشر الطبيب أولًا قبل استخدام هذه النبتة.

العلاج بالأعشاب بين الحقائق والخرافات

يتم تسويق العديد من المنتجات الطبيعية التي تُباع كمكملات غذائية لتعزيز المناعة والوقاية من الأمراض، وفيما يلي عدة خرافات حول المنتجات الطبيعية الشائعة التي تستخدم غالبًا للوقاية من الأمراض:

الخرافة الأولى: بعض الأعشاب مثل الناردين والبابونج فعالة في علاج الأرق

الرد: الأعشاب المختلفة مثل البابونج والكافا والناردين وغيرها من الأعشاب التي تستخدم كوسيلة مساعدة على النوم لم تثبت فعاليتها حتى الآن في علاج الأرق، وقد أثارت هذه الأعشاب مخاوف عديدة فيما يتعلق بالسلامة. فمثلًا، تم ربط مكملات الكافا بخطر الإصابة باعتلالات الكبد الحادة.

تشير الدراسات أن إجراء تمارين التنفس العميق واستخدام أساليب الاسترخاء المختلفة قبل النوم له دور كبير في تحسين عادات النوم وتخفيف الأرق أكثر من الأعشاب.

الخرافة الثانية: يمكن أن تقلل زهرة الآلام (Purple passionflower) من التوتر، وتحسن الصحة العامة المناعة

الرد: يوجد عدد قليل جدًا من الدراسات حول زهرة الآلام، وبالتالي لا تتوفر أدلة كافية لتحديد ما إذا كانت زهرة الآلام فعالة وآمنة للاستخدام في تخفيف القلق والتوتر.

تشير الأدلة العلمية إلى أن التأمل من الممارسات التي تنمي القدرة على التركيز والانتباه ويساعد في تقليل أعراض التوتر، بما في ذلك القلق والاكتئاب. وتشير نتائج مجموعة أخرى من الأبحاث إلى أن اليوغا تخفف أيضًا من أعراض التوتر والقلق، مع الإشارة إلى أن الحالات الشديدة من الاكتئاب والقلق يجب أن تعالج بأدوية مناسبة تحت إشراف طبيب مختص.

الخرافة الثالثة: تناول الثوم يقي من أمراض القلب

الرد: لا يوجد دليل على أن تناول الثوم يقي بشكل كامل من أمراض القلب، لكن بعض الدراسات تشير إلى أن تناول الثوم يُخفض مستويات الكوليسترول، ما يؤثر بشكل مباشر على القلب والأوعية الدموية.

تجدر الإشارة أيضًا إلى الحقائق التالية:

  • قد تبدو الأعشاب الطبية غالية الثمن مقارنة بالأدوية، ويعود ذلك لتكلفة زراعتها وحصدها ومعالجتها وتسويقها، بالإضافة إلى أن هذه الأعشاب لا تحظى بالتمويل والدعم الحكومي مثل الأدوية الكيميائية.
  • رغم أن استخدام الأدوية شائع بشكل كبير في الأرياف وعند المجتمعات القبلية لكن هذه الأعشاب تستخدم على نطاق واسع في جميع دول ومجتمعات العالم.
  • الطب البديل والعلاج بالأعشاب لهما قواعد وأصول علمية، وإن الصورة النمطية أن العلاج بالأعشاب يمكن أن يتم دون أي أساس علمي خاطئة تمامًا.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love