هل الأدوية النباتية فعالة في علاج السعال؟

هل يمكن توظيف الأدوية النباتية في علاج السعال؟

يعتبر السعال من المنعكسات اللاإرادية التي تساعد الجسم على التخلص من المخرشات والمواد الغريبة الأخرى التي تتواجد في الطريق التنفسي والحلق. يمكن للسعال أن يكون مزعجًا للعديد من المرضى، لأنه عرض شائع ودائم في سياق الإصابة بالعديد من الأمراض التنفسية الحادة والمزمنة، وقد تدفع آثاره المزعجة الكثير من المرضى لاستشارة أطبائهم.

أشيع أسباب السعال والطرق التقليدية لعلاجه

ينجم السعال الحاد عادةً عن العدوى (عدوى الجهاز التنفسي العلوي أو نزلات البرد) أو التعرض البيئي للملوثات والمواد المسببة للحساسية، يعاني معظم الناس من السعال مرة واحدة على الأقل كل عام فتواتره مرتبط بعوامل مثل الجنس والحساسية لبعض المواد.

يستخدم العديد من المرضى الذين يعانون من السعال أدوية لا تحتاج إلى وصفة طبية للمساعدة على علاجه ولكن لا يوجد دليل على أن هذه الأدوية التقليدية الحالة للبلغم، تخفف من أعراض المرضى من خلال مساعدتهم على التخلص من البلغم، كما فشلت أيضًا تجارب العلاجات التي لا تتطلب وصفة طبية مثل شراب السعال ومثبطات السعال في تحقيق فوائد ثابتة وموضوعية.

هنا يأتي دور الأدوية النباتية والعلاجات الطبيعية والتي ساعدت العديد من المرضى على التغلب على السعال المزعج، تعد الأدوية النباتية أو العشبية جزءًا من مجموعة واسعة من العلاجات ولها تاريخ طويل من الاستخدام في ثقافات متنوعة، لكنها تفتقر عمومًا إلى الدراسات والتجارب السريرية الكافية، كونها تعد نوعًا من المكملات الغذائية بنظر منظمة الغذاء والدواء الأمريكية. فهل تساعد الأدوية النباتية والعشبية على علاج السعال المزعج؟ أم أنها مجرد مواد طبيعية وحشائش لا تؤثر على سير وأعراض المرض؟

ما هي الأدوية النباتية والعشبية؟

تعود أصول طب الأعشاب إلى الحضارات القديمة، ويتضمن الاستخدام الطبي للنباتات لعلاج الأمراض وتعزيز الصحة العامة. تحتوي بعض الأعشاب على مكونات قوية ويجب استخدامها بنفس مستوى الحذر مثل الأدوية الصيدلانية، وفي الواقع إن العديد من الأدوية الصيدلانية تعتمد في تركيبها على النباتات.

تصنع الأدوية التي تستخدم بشكل شائع في علاج العديد من الأمراض من مستخلصات النباتات والأعشاب، في حين تكون الأدوية والعلاجات النباتية عبارة عن نباتات كاملة أو أجزاء منها والتي قد تكون مجففة أو مقطعة أو على شكل مسحوق.

هل الأدوية النباتية فعالة في علاج السعال؟

يعد علاج السعال بالأعشاب والمستحضرات النباتية اكتشافًا قديمًا منذ آلاف السنين، وحاليًا يعتبر مكملًا للأدوية الصيدلانية فهو أساسي لعلاج السعال، لكن تبقى هناك بعض المخاوف لأن هذه الأدوية والمستحضرات غير خاضعة للرقابة ومن الممكن ألا تناسب الجميع فمن الضروري استشارة الطبيب قبل استخدامها، ومن الأدوية النباتية أو العشبية التي يمكن أن تفيد في علاج السعال ما يلي:

الزعتر:

يستخدم الزعتر في علاج بعض الأمراض التنفسية، إذ بيّنت دراسة شملت 361 شخصًا يعانون من التهاب القصبات الحاد أن خلاصة أوراق نبات الزعتر الممزوجة مع اللبلاب تساعد على تخفيف السعال والتهاب القصبات قصير المدى، حيث تحتوي الأوراق على مركبات تدعى فلافونويد تعمل على إراحة عضلات الحلق المسؤولة عن السعال وتخفف من الالتهاب.

يمكنك تحضير شاي الزعتر في المنزل باستخدام ملعقتين من أوراق الزعتر المطحونة وكوب من الماء المغلي، ثم قم بتغطية الكوب واتركه لعشر دقائق حتى ينتقع وقم بتصفيته واشربه.

النعناع:

إن أوراق النعناع مشهورة بفوائدها وخصائصها العلاجية، فالنعناع يحتوي على المنثول الذي يعمل على تهدئة وتسكين الحلق ويمكن أن يسهل عملية التنفس. يمكن أن تستفيد منه إما بشرب شاي النعناع أو استنشاق بخار النعناع.

لتحضير علاج بالبخار قم بإضافة 7 أو 8 قطرات من زيت خلاصة النعناع لحوالي كوب ماء يغلي وضع منشفة على رأسك ثم قم بأخذ أنفاس عميقة فوق الماء مباشرة.

جذور الخطمي:

جذور الخطمي مستخلصة من نبتة معمرة تزهر في فصل الصيف، وهي ليست إسفنجية مثل الخطمي الذي تقوم بشويه فوق النار.

تم استخدام أوراق وجذور نبات الخطمي منذ زمن طويل لعلاج التهابات الحلق وإيقاف السعال، حيث وجدت دراسة مخبرية أجريت عام 2020 أن نبات الخطمي كان فعالًا في تخفيف السعال بسبب تأثيره المهدئ والمريح للأنسجة المتهيجة في الحلق والجيوب، ويمكن أن يعود هذا لخصائصه المضادة للالتهاب والأكسدة، كما يحتوي جذر الخطمي على هلام نباتي يقوم بتغطية الحلق وتلطيف التهيج، وبالإضافة إلى ذلك يعتبر آمنًا لكن لا ينصح بأوراق أو جذور الخطمي للأطفال.

الزنجبيل:

يعد الزنجبيل من العلاجات التقليدية الشائعة، يستخدم غالبًا لعلاج الغثيان والانزعاج الهضمي، لكن يمكن أن يهدئ ويلطف السعال، حيث تقترح دراسة مخبرية أن الزنجبيل يمكن أن يريح ويهدئ عضلات الممرات الهوائية وهذا قد يفيد في تخفيف أعراض الربو ومنها السعال، كما يحتوي الزنجبيل على مركبات مضادة للالتهاب والتي يمكن أن تقلل من التهاب وتورم الحلق.

إذا كنت تعاني من السعال فشاي الزنجبيل هو أفضل خيار لك، حيث يمكن للشراب الساخن أن يقلل من أعراض الإزعاج والجفاف في حلقك.

الدردار الأحمر:

يعد الدردار الأحمر علاجًا قديمًا للسعال والتهاب الحلق، حيث يُقال إنه يخفف الالتهاب ويهدئ بطانة الحلق، لا يوجد دليل قوي لتأكيد هذه الفائدة، وعلى كل حال لا يسبب الدردار الأحمر أي آثار جانبية خطيرة.

يتوفر الدردار الأحمر بشكل كبسولات وأقراص دوائية وحبوب محلاة وشاي، ويعتبر الشاي والحبوب المحلاة أفضل الأشكال لتهدئة تهيج الحلق.

نبات الكركم:

تم استخدام الكركم تقليديًا لعلاج العديد من الأمراض على مر السنوات وإحدى هذه الأمراض السعال، حيث يمتلك مركبه الفعال وهو الكركم خصائص مضادة للالتهاب، وينصح باستهلاك الكركم مع الفلفل الأسود لأن البيبرين وهو المكون الأساسي في الفلفل الأسود يزيد من التوافر الحيوي للكركم مما يساعد جسمك على امتصاص الكركم.

جرّب شرب شاي الكركم أو الحليب الذهبي (حليب الكركم) وقم بإضافة القليل من الفلفل الأسود والعسل لتحليته.

بناءً على ما سبق يمكننا القول إن الأدوية النباتية والأعشاب من المكملات الأساسية والقادرة على إراحة المرضى من السعال ولكن يجب الحذر أثناء تناولها فهي قد لا تناسب الجميع كما أنها من الممكن أن تتعارض مع أدوية المريض الأخرى لذلك يجب عليك الاستفسار وسؤال الطبيب قبل الإقبال على تناول هذه العلاجات النباتية.

ماذا يجب عليك فعله قبل تناول أي دواء نباتي؟

يمكن للأدوية النباتية أن تتعارض مع الأدوية المعتادة أو قد تحمل أثرًا كبيرًا على المرضى، لذلك يجب على جميع المرضى عدم تناول أي دواء أو علاج نباتي دون استشارة طبيب مختص.

يجب عليك أن تثقف نفسك وتعرف أكبر قدر من المعلومات حول الأدوية النباتية والأعشاب التي تعتقد أنها قد تساعدك عبر التواصل مع الطبيب أو أخصائي التغذية. في حال تناول أي دواء نباتي فيجب عليك الالتزام بالكمية أو الجرعة المحددة من قبل الطبيب.

في حال ظهور أي عرض جانبي كالغثيان أو الدوار أو الصداع قم بتقليل الجرعة أو التوقف عن تناول الدواء النباتي. انتبه لحالات التحسس، فقد تسبب أحد النباتات أو الأعشاب حالة تحسس شديدة، في حال حدوث ذلك يجب عليك الوصول إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج المناسب.

المصادر: 123

Loading spinner
Share your love