هل يدل نفث الدم على الإصابة بالسرطان؟

يتساءل بعض الناس عن علاقة نفث الدم.

يمكن أن يكون نفث الدم علامة على حالة مرضية خطيرة كالإصابة بسرطان الرئة، ويمكن أن تسببه عدوى فيروسية أو جرثومية أو وجود مشاكل أخرى في الأوعية الدموية في الرئتين.

ينقسم نفث الدم إلى عدة أنواع، بناءً على كمية الدم خلال 24 ساعة، ومن هذه الأنواع:

  • نفث الدم الذي يهدد الحياة: تتراوح كمية الدم المفقودة من 100 مل إلى 600 مل، أو حوالي نصف لتر.
  • نفث الدم الشديد: يُعرف أيضًا باسم نفث الدم غير المهدد للحياة، يفقد فيه المريض ما بين 20 و200 مل من الدم.
  • نفث الدم الخفيف: يفقد المريض أقل من 20 مل، أي أقل من ملعقة كبيرة.

أسباب نفث الدم والعوامل المؤهبة له

توجد أسباب كثيرة تؤدي لنفث الدم أو تؤهب لحدوثه، وتشمل الأسباب الشائعة:

  • التهاب القصبات الهوائية، إما قصير الأمد (الحاد) أو طويل الأمد (المزمن).
  • ذات رئة.
  • سرطان الرئة.
  • توسع القصبات، بسبب التليف الكيسي.
  • التدرن الرئوي (السل).
  • الانسداد الرئوي المزمن (COPD).

قد لا يتمكن الأطباء من العثور على سبب واضح لنفث الدم في بعض الحالات، وتختفي حالات نفث الدم البسيطة عادةً في غضون 6 أشهر.

حالات أخرى مرتبطة بنفث الدم

لا يعني نفث الدم دائمًا أنك مصاب بسرطان الرئة أو التهاب القصبات المزمن أو توسع القصبات، فهناك عدد من الحالات الأخرى المرتبطة عادةً بنفث الدم، وتشمل:

  • قصور القلب الاحتقاني، الذي يحدث بسبب تضيق الصمام التاجي.
  • التلوث الشديد أو وجود أجسام غريبة في مجرى الهواء.
  • أمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة الحمامية، الورم الحبيبي مع التهاب الأوعية، التهاب الأوعية المجهري، مرض غودباستر، أو داء بهجت).
  • خراجات الرئة.
  • أورام الرئة غير السرطانية.
  • عدوى بالطفيليات.
  • التشوهات الشريانية الوريدية الرئوية (AVMs).
  • الرضوض والإصابات مثل جرح بطلق ناري أو حادث سيارة.
  • استخدام مضادات التخثر.

لذلك على الطبيب إجراء تشخيص لتحديد السبب بدقة واقتراح خطة علاج مناسبة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

عادةً ما يتحسن التهاب الشعب الهوائية الحاد من تلقاء نفسه دون علاج، إذا كان المريض مصابًا بالتهاب القصبات الهوائية ورأى كميات صغيرة من الدم مع البلغم لمدة تقل عن أسبوع، فلا بأس بالمراقبة والانتظار. ولكن يمكن أن يكون نفث الدم في بعض الحالات علامة على حالة مرضية خطيرة، ويجب زيارة الطبيب إذا كان هناك أي من هذه الأعراض التالية:

  • استمرار ظهور الدم في البلغم لأكثر من أسبوع.
  • ألم في الصدر.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • التعرق المفرط في الليل.
  • ضيق في التنفس حتى دون بذل جهد شديد.

نفث الدم وعلاقته بسرطان الرئة

يعد نفث الدم خلال السعال أحد أكثر أعراض سرطان الرئة شيوعًا، ووفقًا للجمعية الأمريكية للسرطان لا يرتبط نفث الدم عمومًا بمرحلة معينة من سرطان الرئة، ولكن تظهر معظم أعراض سرطان الرئة عندما يكون المرض قد وصل بالفعل إلى مرحلة متقدمة. نفث الدم هو أيضًا أحد أعراض سرطان الرئة الثانوي، وهو سرطان ينتشر إلى الرئتين من منطقة أخرى من الجسم.

تشمل أشيع السرطانات التي تنتقل عادة إلى الرئتين ما يلي:

كيف يشخص نفث الدم وما هي الاختبارات اللازمة؟

يقوم الطبيب المختص بإجراء واحد أو أكثر مما يلي:

  • دراسة التاريخ الطبي وفحص الجسم الكامل، فهو يساعد على جمع المعلومات اللازمة لتحديد السبب.
  • إجراء صورة شعاعية للصدر، إذ يمكن أن توضح صورة الأشعة المناطق التي فيها سوائل أو احتقان في الرئتين، أو إذا كان هناك كتلة في الصدر.
  • تصوير الصدر بالطبقي المحوري، توضح هذه الصورة التفصيلية الجزء الداخلي من الصدر، وقد يكشف هذا الاختبار أسباب السعال المترافق بنفث الدم.
  • تنظير القصبات، يدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا مع كاميرا في نهايته من خلال الأنف أو الفم إلى القصبات الهوائية والممرات الهوائية الصغيرة.
  • إجراء فحوص وراثية، والتحقق من الأدوية التي يتناولها المريض، لأن المرضى الذين يتناولون مضادات التخثر هم أكثر عرضة للإصابة بنفث الدم.

ومن التحاليل المخبرية التي يمكن إجراؤها لتشخيص سبب نفث الدم: من أهمها إجراء اختبار CBC، إذ يتحقق هذا الاختبار من عدد خلايا الدم البيضاء والحمراء في الدم، والأهم التحقق من عدد الصفيحات الدموية وهي الخلايا التي تساعد على تخثر الدم، حيث يعاني بعض المرضى من نقص الصفيحات. تحليل البول: قد يكشف بعض أسباب نفث الدم. اختبار الشوارد والذي يشير إلى مدى كفاءة عمل الكليتين وتوازن الشوارد والسوائل في الدم. اختبار غازات الدم الشرياني: يقيس هذا الاختبار مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، وحيث يمكن أن تكون مستويات الأكسجين منخفضة عند الأشخاص المصابين بنفث الدم.

علاجات نفث الدم

يعتمد علاج نفث الدم على كمية الدم التي يسعلها المريض والسبب الكامن وراء نفث الدم.

عندما يكون نفث الدم مهددًا للحياة: يجب نقل المريض إلى وحدة العناية المركزة (ICU) بالمستشفى وقد يُطلب استشارة أخصائي جراحة صدرية وجراحة قلب، ويمكن أن تشمل الخطوات الأولى: التنبيب (أنبوب يدخل في مجرى الهواء) لحماية الطريق الهوائي، مع وضع مصدر أكسجين إضافي، وإذا كان المريض يعاني من نقص شديد في الدم بسبب نزيف الأوعية الرئوية، فقد يحتاج إلى نقل الدم بصورة مستعجلة.

عندما يجد الطبيب مصدر النزف، قد يحاول إيقافه من خلال:

  • الأدوية التي تضيق الأوعية الدموية مثل الأدرينالين أو الفازوبريسين.
  • الأدوية التي تساعد على تخثر الدم مثل حمض الترانيكساميك.
  • بالونات صغيرة للضغط على المنطقة التي تنزف (السدادة البالونية).
  • تخثير الأوعية النازفة بالليزر.
  • تخثير الأوعية النازفة بالتبريد.
  • ربط الأوعية النازفة بالتنظير.

وفي حالات نادرة، قد يحتاج المريض لعمل جراحي إسعافي يشمل استئصال جزء من الرئة أو فتح الصدر للوصول إلى مصدر النزف.

أما في الحالات التي لا يكون نفث الدم فيها خطيرًا أو مهددًا للحياة، فيمكن اللجوء للعلاجات التالية:

  • إعطاء مضادات حيوية لعلاج الالتهاب الرئوي أو السل.
  • العلاج الكيميائي أو الشعاعي لسرطان الرئة.
  • قد يوصي الطبيب أيضًا بأدوية المثبطة للسعال.
  • إذا كان المريض مدخنًا، ينصح بالتوقف عن التدخين فورًا.

المصادر: 1 – 2

Loading spinner
Share your love