تساقط الشعر من المشكلات التي يعاني منها الرجال والنساء وأكثرها تعقيدًا وأهمية. قد تنتج هذه الحالة عن أسباب وراثية وبيئية والعديد من العوامل والحالات الأخرى. قد يكون تساقط الشعر مؤقتًا أو دائمًا، وغالبًا ما يترك تأثيرًا هامًا على نفسية المريض وسلوكه. يمكن اللجوء إلى علاجات مختلفة لعلاج تساقط الشعر، ولكن عادةً ما تكون عملية زراعة الشعر هي الحل النهائي والأفضل لعلاج هذه المشكلة. لقد ازدادت شعبية هذه العملية كثيرًا في السنوات الأخيرة، بفضل النتائج الممتازة التي حققتها. استُخدمت عملية زراعة الشعر في الولايات المتحدة منذ خمسينيات القرن الماضي، ولكن تقنيات إجرائها قد اختلفت وتطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. توجد حاليًا ثلاثة طرائق لإجراء عملية زراعة الشعر:
- زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف FUE.
- زراعة الشعر بطريقة الشريحة FUT.
- زراعة الشعر بمساعدة الروبوت.
المحتويات
لماذا يلجأ بعض الناس إلى عملية زراعة الشعر؟
عملية زراعة الشعر هي عملية تجميلية يقوم خلالها الطبيب بنقل شريحة جلدية مع الأشعار الخاصة بها إلى منطقة خالية من الشعر، ويمكن أيضًا نقل بصيلات الشعر بشكل أحادي. يلجأ الناس غالبًا إلى زراعة الشعر بسبب شعورهم بالإحراج وقلة الثقة بالنفس بسبب الصلع. يعد الصلع النموذجي الوراثي مسؤولًا عن غالبية حالات تساقط الشعر، وتوجد حالات وعوامل أخرى متنوعة، وتشمل ما يلي:
- نقص بعض العناصر الغذائية والفيتامينات.
- الحميات الغذائية القاسية التي تسبب نقصًا سريعًا وشديدًا في الوزن.
- التعرض لمواد سامة مثل المعالجات الكيميائية والإشعاعية أو التعرض لبعض الأدوية السامة.
- التعرض لإجهاد جسدي شديد أو التعرض لصدمة قوية، مثل حدوث خسارة كبيرة في الوزن، إجراء عملية جراحية، فقر الدم الشديد، بعض الأمراض المزمنة، وإنجاب الأطفال عند النساء.
- التعرض لضغوطات نفسية شديدة، أو وجود أمراض عقلية أو نفسية، مثل وفاة شخص عزيز أو فقدان العمل.
- أمراض الغدة الدرقية واضطراباتها.
- بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مثل الأدوية الموصوفة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والأدوية التي تحوي جرعات عالية من فيتامين A.
- التغيرات الهرمونية الناجمة عن الحمل أو انقطاع الطمث أو في حال تناول حبوب منع الحمل.
- تسريحات الشعر التي تسبب شدًّا قويًا لجذور الشعر، وحالات تقصف الشعر عند النساء.
- الإصابة ببعض أمراض الجلد المناعية الذاتية، ومن أهمها داء الثعلبة.
خرافات شائعة عن عملية زراعة الشعر
هناك العديد من الخرافات الشائعة عن عملية زراعة الشعر، وسنستعرض أهم عشر خرافات مع الرد العلمي عليها:
الخرافة الأولى: يبدو مظهر الجلد المزروع غير طبيعي
الحقيقة أن نتائج عملية زراعة الشعر تبدو طبيعية جدًا ومماثلة لمظهر الشعر العادي، خاصةً عند إجرائها بيد طبيب خبير ووفق استطبابات صحيحة، لأن المبدأ الرئيسي لهذه العمليات يعتمد على نقل أشعار طبيعية من مكان آخر من الجسم.
الخرافة الثانية: نتائج زراعة الشعر بطريقة الشريحة أفضل بكثير من نتائج زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف
يحدد الجرَّاح الخبير نوع عملية زراعة الشعر اعتمادًا على العديد من العوامل مثل مساحة الجلد الخالية من الشعر، والحالة الصحية للمريض، وتفضيلات المريض الشخصية، ولا يمكن القول إن نتائج زراعة الشعر بطريقة الشريحة أفضل من نتائج زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف، لأن ذلك يعتمد على كل حالة بحد ذاتها.
الخرافة الثالثة: عملية زراعة الشعر مؤلمة للغاية وقد تنطوي على اختلاطات خطيرة
تُجرى عملية زراعة الشعر تحت التخدير الموضعي عادةً دون أن يشعر المريض بأي ألم، ويستطيع المريض العودة إلى منزله في نفس يوم العملية والعودة إلى حياته الطبيعية وأنشطته المعتادة بدءًا من اليوم التالي. بالإضافة لذلك فاختلاطات العملية بسيطة للغاية ونادرة الحدوث.
الخرافة الرابعة: نتائج عملية زراعة الشعر فورية
تظهر النتائج النهائية لعملية زراعة الشعر بعد عدة أشهر من العملية، وحتى ينمو الشعر المزروع في الرأس بشكل كامل ونهائي قد يستغرق الأمر 9 أشهر تقريبًا.
الخرافة الخامسة: الشرائح الجلدية الكبيرة تعطي شعرًا أقوى وأكثر كثافة
تعتمد كثافة الشعر المزروع على عدد البصيلات الشعرية التي تم زرعها وليس على حجم الشريحة الجلدية المانحة. إضافةً إلى أن الشرائح كبيرة الحجم قد تؤدي إلى مظهر شعر غير طبيعي.
الخرافة السادسة: عملية زراعة الشعر مخصصة للرجال فقط ولا تصلح للنساء
إن عملية زراعة الشعر تعطي نتائج ممتازة عند كل من الرجال والنساء، على الرغم من وجود بعض الفروقات النسبية في مظهر الصلع بين الجنسين، وقد يكون الشعر المانح أقل نسبيًا وخفيفًا مقارنةً مع أجزاء شعر فروة الرأس الأخرى عند النساء مقارنةً مع الرجال.
الخرافة السابعة: من الضروري تجنب غسل الشعر بعد عملية الزرع
لا يؤثر غسل الشعر في نمو الشعر المزروع، ويجب على الشخص الحفاظ على نظافة المنطقة التي تم الزرع بها بشكل دائم لتجنب تعرضها للإصابة بالعدوى.
الخرافة الثامنة: قد تؤثر عملية زراعة الشعر على الدماغ والحالة العصبية
ترتبط عملية زراعة الشعر بجلد فروة الرأس فقط، وليس لها أي علاقة أو تأثير على الدماغ والحالة العصبية.
الخرافة التاسعة: يمكن إجراء عملية زراعة الشعر عند جميع الأشخاص
يعود هذا القرار للطبيب المشرف على الحالة، وقبل القيام بعملية زراعة الشعر يقوم الطبيب بفحص فروة الرأس وتحديد قياسات كثافة الشعر، والتأكد من توفر منطقة مانحة سواء من الجسم أو فروة الرأس، إضافة إلى أهمية تعاون المريض وتأقلمه مع نتائج العلاج، وخلوِّه من أي أمراض أو مشاكل صحية قد تؤثر على نتائجها.
الخرافة العاشرة: يجب ألا ترجى عملية الزرع عند الأشخاص المسنين
على العكس تمامًا فنجاح عملية زراعة الشعر أكبر عند كبار السن، ففي الأعمار الصغيرة قد يصعب تحديد نمط تساقط الشعر، وقد تكون فرصة نمو الشعر مستقبلًا كبيرة دون الحاجة لعملية زراعة. وفي نفس الوقت، لا يعد العمر عاملًا أساسيًا في تحديد مدى الحاجة لإجراء العملية من عدمها. ويعتمد قرار ذلك على خبرة الطبيب ومهارته بعد إجرائه فحصًا دقيقًا وشاملًا للمنطقة المانحة والمزروعة، وتناسب الشعر الجديد مع نسيج ونوعية الشعر الموجود أساسًا.